في الرد على بعض اليساريين الذين انتظموا في حملة الكيزان ضد تقدم طرح الاستاذ صديق الزيلعي في مقالته المكونة من جزئين والمنشورة أدنها الأسئلة التالية :
• سافر التجاني الطيب والشفيع خضر الي أمريكا بدعوة من مركز كارتر، وهما من قادة الحزب الشيوعي، هل أصدر الحزب الشيوعي أي شيء عن تلك الدعوة؟
• تلقى الحزب الشيوعي الاف البعثات (دراسية، تدريب كادر، علاجية الخ) من الاتحاد السوفيتي السابق، ما هو التوصيف الحقيقي لذلك؟
• نقابة العاملين في القطاع العام ببريطانيا لديها ميزانية مسماة بالتضامن الاممي قدمت مساعدات لعشرات المنظمات النقابية في العالم، فهل تم تخريب تلك النقابات عن طريق تلك المساعدات؟
• امنستي انترناشونال دافعت عن ملايين الناس وصمدت في وجه كل الحملات، فهل نجحت في تجنيد أولئك الضحايا كعملاء؟
هل من مجيب؟!
• نظمت منظمة ليبراليشون البريطانية لقاء تضامنيا، الأسبوع الماضي، تحدث فيه الناطق الرسمي للحزب الشيوعي، وقرأت كلمات الاعجاب ولم يكن من بينها اتهام المنظمة بأي شيء؟
• منظمة ” تحالف ضد الحرب “ا لبريطانية نظمت عشرات المظاهرات ضد الحروب، ومنها غزو العراق سابقا والآن تدمير غزة وشعبها، ولم يدع أحد لمقاطعة تلك الأنشطة؟
هذه أمثلة بسيطة، من مئات الأمثلة الأخرى، ولكن المجال لا يسمح بذكرها كلها.

رشا عوض
—–

هل يحق لتنسيقية تقدم قبول تمويل خارجي؟
صديق الزيلعي
تعد قضية التمويل الأجنبي، بانها من القضايا التي تتميز بإثارة حساسية عالية وسط الشعوب، خارج اوربا وأمريكا. تلك الحساسية لها ما يبررها من التاريخ الطويل لاستخدام ذلك التمويل في أغراض سياسية، بل ومخابراتية. وتوجد العديد من الكتابات التي توثق لذلك الاستغلال المريب. فتاريخ المخابرات المركزية الامريكية يحوي مئات الأمثلة المشبوهة مثل القيام بتمويل انقلابات، ومنظمات، ومجلات، وغيرها. كانت تلك الممارسات جزء لا يتجزأ، بل جوهري، من ممارسات وصراعات الحرب الباردة. هل ادي انتهاء الحرب الباردة لبروز منظمات صادقة في دعمها لشعوب العالم؟ وهل ترفض كل المنظمات السودانية أي تمويل يأتي من الخارج؟ هذا المقال سيناقش بعض هذه القضايا الهامة.
انتشر مقطع من حديث الناطقة الرسمية لتنسيقية القوى الديمقراطية (تقدم) عن موضوع تمويل الاجتماعات الأخيرة للتنسيقية. قالت رشا عوض انهم أعلنوا في بياناتهم أسماء الجهات التي مولت تلك اللقاءات. وأضافت انها منظمات غير حكومية، وهي جهات داعمة للتحول الديمقراطي والحوكمة. وقد استغلت هذا المقطع بعض مجموعات السوسيال ميديا، في محاولة لدمغ تقدم بالعمالة للأجنبي.
هناك عدة جهات دولية تقدم دعمها للبلدان الافريقية ومنظمات المجتمع المدني بها. منها:
• حكومات اوربا وامريكا واليابان.، ومنظماتها الحكومية.
• الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة.
• المنظمات غير الحكومية.
• الاسر والافراد الذين ينشئون منظمات تخليدا لذكري أحد افراد اسرهم، أو من اجل غرض نبيل.
الحكومات ومنظماتها تتبارى لتقديم العون والمنح للحكومات الافريقية ومنظمات المجتمع المدني بها. وهذه جزء من أساليب الدبلوماسية الناعمة، وإعلاء شأن الدول المعينة في المجتمع الدولي. كما تدفع تلك الحكومات مليارات الدولارات لمنظمات الأمم المتحدة المتخصصة. وقد استفادت بلادنا، منذ الاستقلال وحتى الآن، من مساعدات تلك المنظمات التي تقدر، إذا تم تجميعها، بمليارات الدولارات.
هناك الالاف من المنظمات غير الحكومية. ورغم تنوعها واختلاف مناهج عملها وتخصصها واولوياتها، الا انها تبذل جهود جادة من اجل خدمة المجتمعات، داخل اقطارها وحول العالم. اعتقد انه تبسيط مخل، للغاية، دمغها جميعا بالتآمر والتجسس وشراء العملاء. نعم هناك المئات من المنظمات التي تعمل من اجل اهداف مشبوهة. لكن، في ظل العولمة وسهولة الحصول على المعلومة، لا يمكن إخفاء أي شيء. أسماء المنظمات، ومواقع مكاتبها، ولجانها، ومصدر أموالها، ونوع الأنشطة التي قامت بها، وأسماء المنظمات التي مولتها الخ موجودة في النت، فقط تحتاج للجدية في الحصول عليها. رشا عوض ذكرت منظمتين قامتا بتمويل نشاط تقدم، من يريد ان يدين تقدم فليبحث في النت ويأتينا بالخبر اليقين عن الشبهات التي تحيط بتلك المنظمات. والغريب ترديد أسماء منظمات، أخرى، من خيال الذين كتبوا تلك البوستات.
سأقدم نموذج المنظمات غير الحكومية في بريطانيا، وتشرف على تسجيلها ومرقبتها ومراجعة مصادر تمويلها واوجه صرفها، ويمكنها ان تقدم أي منظمة مخطئة للمحاكمة وتسمي: Charity Commission.
ولكي تتضح المسألة، من واقع خبرات شعبنا مع المنظمات التي عملت في السودان، هذه أسماء بعض المنظمات البريطانية، كأمثلة معروفة في بلادنا:
Amnesty International, Oxfam, Save the Children, Anti-Slavery International
هناك المئات من المنظمات البريطانية التي تدعم طالبي اللجوء، وتقدم لهم المساعدات، وتصارع سياسة حكومة بلدها دفاعا عن اللاجئين. ومثال الحملة القوية المضادة لسياسة الحكومة الرامية لإرسال طالبي اللجوء الى رواندا، الا مثالا معاشا الآن. الجهود والمواكب والتبرعات التي نظمت لدعم الفلسطيني في قطاع غزة. خروج 2 مليون مواطن بريطاني في مظاهرة ضد حرب بوش وبلير لغزو العراق. الحملة التي اندلعت عندما قامت حكومة المحافظين بتقليص ميزانية وزارة التنمية العالمية، المخصصة للبلدان النامية. هذه فقط بعض الأمثلة.
أقول، وبثقة تامة، ان الحكومات الغربية والعديد من المنظمات الغربية، تعمل بنشاط من اجل تنفيذ مخططات لصالح بلادها، ولها استعداد تام لشراء العملاء وتخريب منظمات المجتمع المدني، وتنفيذ اجندة تصب في خانة مصالحها. دورنا ان نكشف تلك المنظمات بأدلة موثقة، ونقود حملة لكشفها، ومحاصرة أنشطتها، وانشطة من تمولهم.
هناك جهات ومنصات إعلامية، بتخطيط وعمل مبرمج، لتشويه كل الأنشطة المدنية، وكل عمل ديمقراطي لاستعادة مسار ثورة ديسمبر. وهي نفس الجهات التي سممت الأجواء خلال الفترة الانتقالية، بنشر اخبار كاذبة، ومعلومات مضللة، وقادت حملات لتشويه كل ما تم ومن قاموا به. وهي نفس الجهات التي قادت الحملات ضد الحزب الشيوعي واتحاد الشباب والاتحاد النسائي ووصفتهم بالعمالة بسبب البعثات التي قدمها الاتحاد السوفيتي السابق.
أختم لأقول، لست عضوا في تقدم، ولا اريد الدفاع عنها، ولكني اريد ان أعاون في حملة نقاء الفضاء العام في بلادنا، ومحاربة ثقافة التخوين، والتعجل للاتهام بلا دراية أو معرفة. وان يتحول الصراع السياسي في بلادنا الي صراع مبادئ وقيم وتقييم ممارسات ونقدها بموضوعية. بلادنا تعيش ظروف كارثية تهدد وجودها. كل الجهود يجب ان تبذل من اجل إيقاف الحرب المدمرة، وانهاء أسباب اندلاعها، ومواصلة العمل لتحقيق اهداف ثورة ديسمبر المجيدة.

مرة أخرى هل يحق لتنسيقية تقدم قبول تمويل دولي؟
*صديق الزيلعي*
أثار موضوع ” هل يحق لتقدم قبول عون دولي؟” نقاشا واسعا ما بين مؤيد ومعارض. أغلب ما وصلني من نقد صدر من زملائي اليساريين. جوهر نقدهم يوضح ان عقلية الحرب الباردة لا تزال تسيطر على تفكيرهم، وانهم لا يستطيعون الفكاك من تلك المرحلة. سأحاول في هذه المقال ان أتوسع حول الانتقاد الذي صدر منهم عما طرحته. كما ان ما تم تداوله يوضح ان قطاعات منا فقدت القدرة على التفكير فيما هو أساسي وجوهري وله اولوية. كما لا تزال المعارك الصغيرة تستهلك طاقات شعبنا، فيما لا يفيد.
تمحور النقد حول لماذا لم أورد أسم المنظمتين، ثم تم تركيز النقاش حول اسم منظمة أمريكية، ليس لها أي علاقة بما ذكرته رشا عوض. وأكرر هنا ما قلته بأنني لا انتمى لتقدم ولست في طور المدافع عنها، وان هدفي هو تنقية المجال العام من المعارك الصغيرة، غير المجدية. وتوقعت ان الذين يريدون نقد تقدم وكشف علاقاتها المريبة، ان يجتهدوا ويقدموا معلومات موثقة. الغريب انهم تركوا كل ذلك، وقالوا لماذا لا تنشر معلومات عن المنظمتين. يريدون تسديد هدف في مرمي تقدم، واما ما تواجهه بلادنا فلا يستحق التعامل معه بجدية تامة. وطالبت ان توجه سهام النقد لما طرحته تقدم من اتفاقات وما قامت به من خطوات، وان نقدم بديلا مقنعا لتلك الخطوات والاتفاقات.
ذكرت رشا عوض انهم تلقوا تمويلا من منظمتين هما:
‏Global Partners Governance (GPG) + US Institute of Peace (USIP)
سأقدم بعض المعلومات عن المنظمتين:
‏Global Partners Governance:
شعارها: Strengthening representative politics
هي منظمة كندية لها تخصصات متنوعة وتعمل في مجالات عديدة منها:
‏• Parliamentary innovation and engagement
‏• Politics, youth, and gender representation.
‏• Local development and decentralising
‏• Politics and anti-modern slavery
‏• Politics of anti-corruption
من اصداراتهم في سلسلة دليل البرلمانات، وصدر رقم 13 بعنوان: مشاركة الشباب.
من أبرز الباحثين المتعاونين مع المنظمة البروفسير محمد عبد السلام القانوني المعروف وعميد كلية القانون بجامعة الخرطوم.
المنظمة الثانية هي: ) (USIP US institute of peace
يعرفون معهدهم بالآتي:
‏The U.S. Institute of Peace operates on the ground in some of the world’s most dangerous places to provide training, guidance, resources, and analysis for those working to prevent or reduce violent conflict. USIP is implementing more than 300 initiatives in 87 countries, including in 16 countries in which the Institute has an established presence.
تتنوع أنشطة وخبرات ومجالات عمل المعهد ومنها:
‏• Democracy and governance
‏• Conflict analysis and prevention
‏• Fragility and resilience
‏• Global health
‏• Justice, security, and rule of law
‏• Peace processes.
المعلومات المختصرة أعلاه، توضح بعض مجالات عمل تلك المنظمات.
هناك ظاهرة، غير صحية، وهي النقل بلا معرفة أو دراية، ثم يقوم البعض، بنشاط، في نشر هذا المعلومة غير الصحيحة. ويتحمس آخرون للتباري في التعليق عليها. فقد انتشرت في القروبات معلومة ان المنظمة هي:
” معهد NDI الاتكلمت عنه الناطقة باسم “تقدم” رشا عوض، هو المعهد الديموقراطي الوطني National Democratic Institute مؤسسة أمريكية الغرض من إنشائها هو تنفيذ سياسيات الحزب الديموقراطي الأمريكي في العالم عبر الأحزاب السياسية والمنظمات تحت غطاء الديموقراطية والجندر والشفافية وما إلى ذلك، يعني بدل الحزب الديمقراطي الأمريكي “المؤسسة السياسية” تمول الأحزاب السياسية والمنظمات في العالم بشكل مباشر بيتم إنشاء “وسيط” لتنفيذ هذه المهمة”.
أكرر، بلا ملل، انه من الخطورة بمكان التعامل مع كل المنظمات العالمية بنظارة سوداء، لا تري الا التآمر والتخابر والعمالة. وعدم التفريق بين الغث والسمين، وما قلته في المقال الأول يكفي ولا داعي للتكرار.
لدي بعض الأمثلة والأسئلة، التي أتمنى ان أجد لها إجابات:
• تلقى مركز الدراسات السودانية تمويل مالي، هل هو مركز عميل ومشبوه؟
• تلقي مركز الخاتم عدلان تمويل مالي، هل هو مركز عميل ومشبوه؟
• سافر التجاني الطيب والشفيع خضر الي أمريكا بدعوة من مركز كارتر، وهما من قادة الحزب الشيوعي، هل أصدر الحزب الشيوعي أي شيء عن تلك الدعوة؟
• تلقى الحزب الشيوعي الاف البعثات (دراسية، تدريب كادر، علاجية الخ) من الاتحاد السوفيتي السابق، ما هو التوصيف الحقيقي لذلك؟
• نقابة العاملين في القطاع العام ببريطانيا لديها ميزانية مسماة بالتضامن الاممي قدمت مساعدات لعشرات المنظمات النقابية في العالم، فهل تم تخريب تلك النقابات عن طريق تلك المساعدات؟
• امنستي انترناشونال دافعت عن ملايين الناس وصمدت في وجه كل الحملات، فهل نجحت في تجنيد أولئك الضحايا كعملاء؟
• نظمت منظمة ليبراليشون البريطانية لقاء تضامنيا، الأسبوع الماضي، تحدث فيه الناطق الرسمي للحزب الشيوعي، وقرأت كلمات الاعجاب ولم يكن من بينها اتهام المنظمة بأي شيء؟
• منظمة ” تحالف ضد الحرب “ا لبريطانية نظمت عشرات المظاهرات ضد الحروب، ومنها غزو العراق سابقا والآن تدمير غزة وشعبها، ولم يدع أحد لمقاطعة تلك الأنشطة؟
هذه أمثلة بسيطة، من مئات الأمثلة الأخرى، ولكن المجال لا يسمح بذكرها كلها.
نقطة أخيرة: ذكر عبد الله على إبراهيم، في مقال له عن حديث رشا، انني وصفت الحزب الشيوعي بالعمالة للاتحاد السوفيتي، وهو قول غير صحيح، سأرد عليه في المقال القادم.

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: المنظمات التی الحزب الشیوعی تلک المنظمات من المنظمات منظمات غیر فی العالم رشا عوض من اجل أی شیء

إقرأ أيضاً:

منظمات إغاثية: 800 ألف مدني في غزة يقتربون من المجاعة

الثورة نت/…

أكدت منظمات إغاثة أمريكية، اليوم الثلاثاء، أن الكيان الصهيوني تسبب في ظروف تقترب من المجاعة لـ800 ألف مدني في مختلف أنحاء غزة.

وقالت المنظمات في بيانات متفرقة: إن عرقلة “إسرائيل” دخول المساعدات إلى غزة أدت إلى زيادة الوفيات ومعاناة المدنيين.

وأكدت المنظمات الإغاثية أن “إسرائيل” فشلت في الوفاء بالتزاماتها القانونية بتيسير تقديم الإغاثة الكافية للمدنيين بغزة.. مُطالبة بتحميل “إسرائيل” مسؤولية فشلها في توفير قدر كاف من الغذاء والدواء للمحتاجين في غزة.

وفي وقت سابق اليوم، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”: إن المساعدات الإنسانية المقدمة لقطاع غزة وصلت لمستوى “غير كافٍ”، في مواجهة الوضع “الكارثي” في القطاع المحاصر.

ووصفت مسؤولة أممية خلال مؤتمر صحفي للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، الوضع في قطاع غزة بالقول: “هو ببساطة كارثي”.. مشيرة إلى أن “المساعدات التي تدخل قطاع غزة وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ أشهر، وبلغ المتوسط لشهر أكتوبر الماضي 37 شاحنة يوميا، عبر قطاع غزة بأكمله”.

مقالات مشابهة

  • تعرف على أشهر الفنانين الذين تركوا الفن وهاجروا إلى الخارج ( تقرير )
  • كرم جبر لـ «حقائق وأسرار»: بعض المنظمات تتعمد نشر معلومات مزيفة عن حقوق الإنسان بمصر
  • المهرة .. حملة إلكترونية تذكّر بجريمة “الأنفاق” التي ارتكبتها القوات السعودية بحق المعتصمين
  • الجيش الإيراني: سنرد ردا مدمرا على الكيان الصهيوني
  • من تحت قبة الإمام المهدي و حكاية المهدية في زمننا المعاصر
  • لهذا السبب.. قرار إيراني مفاجئ بشأن الرد على الهجوم الإسرائيلي!
  • وزيرة التنمية المحلية ومحافظ الأقصر يلتقيان بأمين لجنة الحزب الشيوعي الصينى بمقاطعة "سيتشوان"
  • تمسك الحزب الشيوعي بحق النشاط العام رغم مصادرة وجوده القانوني (7 – 15 (
  • منظمات إغاثية: 800 ألف مدني في غزة يقتربون من المجاعة
  • مركز مكافحة الأمراض يحصي عدد الأطفال الذين تلقوا تطعيماتهم