الجزيرة:
2024-09-30@16:17:05 GMT

فرقة النبّاشين بقيادة ماهر الأسد

تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT

فرقة النبّاشين بقيادة ماهر الأسد

مهنة "النبّاش" مهنةٌ قديمةٌ ارتبطت عبر التاريخ بتحقيق الثراء لأصحابها الذين يعملون بأبسط الأدوات وأرخصها ليحصلوا في النهاية على أموال تحسّن وضعهم الاجتماعي.

الأداة الرئيسة للنبّاش في العصور القديمة كانت تمتُّعه بالقوة الجسدية، وارتبطت أحيانًا بحبّ الاستكشاف، وهذه كانت بحاجة إلى قوّة القلب وعدم الخوف من اقتحام المخاطر والمجهول.

تبدأ حكاية النبّاشين بالبحث عن الكنوز. فمنذ الأزل سعى الإنسان إلى نبش الأرض، وخوض أعماق البحار للبحث عن الذهب، والمجوهرات والأحجار الكريمة، مما يوفّر له الثراء ويحقّق له الحياة السعيدة، إذ معظم الناس ربطوا السعادة بالمال قبل ظهور الاشتراكيّة والعزف على وتر الحياة البسيطة التي ترضَى فيها النساء بخيمة، وبضع حبّات بطاطا وزيتون وحصير تنام عليه! على رأي "الصبوحة" في أغنيتها: "على البساطة البساطة".

النبش في المقابر

انتشرت مهنة نبش القبور بين الفقراء في مرحلة زمنية كان الناس يزيّنون أسنانهم بتلبيسة من الذهب. لم تكن تلك المهنة مفيدة، إذ كثيرًا ما يخرج النبّاش بسنٍ ذهبية واحدة من القبر لا يكفي ثمنها لمصاريف الحياة لمدة زمنية قصيرة.

في قرية بسامس التابعة لمحافظة إدلب تلٌّ رماديٌّ فيه كهف، تحكي أسطورة أنّ النبي أيوب كان يعيش عزلته هناك، وأنّ بركانًا ثار في هذا المكان فمدّ يده المباركة، وأطفأ البركان، وتجمّعت المياه في الأسفل.

سادت فكرة لدى الناس البسطاء أنّ الدود الذي كان يأكل جسده حين سقط على الأرض تحوّل إلى مَرجان وعقيق. وقد استُنفر سكّان تلك المنطقة بعد تلك الحكاية التي نشرها بينهم بدويٌّ ممن يفتحون الفأل ويقرؤون الكف، وكان قد نثر بعض الخرز الرخيص في المكان ليوهم الناس أنّ هناك في عمق التراب كَنزًا حقيقيًا. يجعلهم يخوضون في الوحل، ويمرضون فيكتب لهم أحجبة للشفاء!

البحث عن الكَنز

كثر يبحثون عن الكنوز، في البحر يعتقدون أنّ القراصنة الذين غرقت سفنهم يومًا ما كانوا يملكون الكثير من الكنوز. وفي مدافن الملوك وأهرامات قرية البارة، وفي مناطق أثرية كثيرة جعلت الدولة تلحظ تلك الأماكن، وتمنع الناس من الحفر فيها.

في الثمانينيات ظنّ بعض سكّان درعا أنّهم بعيدون عن أعين السلطة، وأثناء حفرهم عثروا على كنز حقيقي، وبالطبع وصل الخبر للسلطة في حينها ممثلة بالوريث باسل الأسد الذي كان مهيمنًا على المناطق الأثرية في سوريا، إثر ذلك تمّ وبصمت اعتقال هؤلاء النباشين، وطارت الحكاية بين الناس، تناقلوها سرًّا وهمسًا، إذ لم يكن أحد يجرؤ في ذلك الوقت على رفع صوته بالحديث في أيّ شأن له علاقة بملفات "الدولة"، وعلى عهدة أحد أبناء درعا فقد حضرت لموقع الكنز طائرة هليكوبتر، وحملت الكنز كاملًا، وطارت.

وفي الفترة الزمنية نفسها تجرّأ أشخاص من أريحا على الحفر، ووجدوا كنزًا دفعوا ثمنه أيامًا من الاعتقال، ضربوا على عدد الليرات الذهبية التي وجدوها، ووضعت مديرية الآثار يدها على كلّ الأماكن الأثرية في البلدة التي يعتقد أنّها تحتوي كنوزًا حقيقية خاصة الأسواق التي ردمها الزلزال، فقد تعرضت أريحا عبر تاريخها إلى زلزال مُدمّر دفن المدينة بأكملها، وعاد الناس إليها وبنوها من جديد.

نبّاشو عهد الثورة السورية

ظهرت مهنة سرقة الآثار مع بداية الثورة، وتزعّمها ابن رفعت الأسد الذي جاء إلى سوريا في ذلك الوقت ونهب ما استطاع ونقله إلى بريطانيا، ثمّ إلى أميركا حيث بيع هناك.

وللنباشين طبقات:

الطبقة الأصغر لم تكن تعتمد على سرقة الآثار التي هيمن عليها آل الأسد والمقربون من النظام فاستبدلوا مصطلح النبش بالتعفيش، اعتمد العساكر على تعفيش البيوت بعد قتل أصحابها، أو تهجيرهم، أو حتّى أثناء وجودهم في البيت.

وظهرت الأسواق المعروفة "بسوق السنة"؛ لأنّ المسروقات كانت من بيوت المسلمين السنة تحديدًا، فهم الذين قُتّلوا وهجّروا، ودُمّرت بيوتهم وأحياؤهم السكنية منذ بداية الثورة. وكان علويو حمص أوّل من افتتح أسواق السنة، وأوّل من أعلن عن تحويل أحياء حمص السنية إلى أرض خالية سيزرعونها في المستقبل "بطاطا".

بعد تعفيش البيوت لم يعد هناك مصدر رزق لجيش النباشين الأسدي، فصاروا يعودون إلى البيوت المقصوفة ليهدموا الأسطح، ويسحبوا منها الحديد، كما سحبوا أسلاك الكهرباء من الجدران، وأنابيب التصريف الصحي من أرضيات البيوت.

الدمار الذي خلّفه الأسد في المدن المنكوبة، والانهيار الاقتصادي، والجوع الذي قرض أمعاء البشر جعل مهنة النباشين تظهر للوجود بشكل لافت للنظر، مما دعا شرطة دمشق للتحرك لإيقاف عمل هؤلاء وانتشارهم في المدينة.

والنبّاشون اليوم ينبشون في القمامة، يفرزونها، ويبيعونها، ويحصلون على مبالغ مالية أكبر من راتب موظف في الدولة، وهذا السبب الذي جعل عين السلطة تضيق عليهم.

ومهنة نبش القمامة معروفة في كلّ دول العالم، وإن كانت النظرة إلى العاملين فيها نظرة فوقية ومترفّعة إلا أنّ الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد أسرعت للسيطرة على الوضع، ومنعت الشرطة من التدخل، وقادت حملة "النبّاشين" في البحث داخل القمامة المفيدة.

لا شكّ أنّ الفائدة كبيرة من وراء هؤلاء الفقراء الذين يعملون في هذه المهنة نساءً وأطفالًا ورجالًا. وفي السيطرة على مهنتهم المزيد من القمع، وسحق تلك الفئة من البشر المسحوقة سلفًا والتي وجَدت في تلك المهنة ما يعينها على تأمين لقمة العيش.

لكنّ آل الأسد لن يتركوا للشعب شيئًا يعيش منه على كلّ المستويات، والأمر ليس حديثًا، بل هو قديم منذ تسلّم "النبّاش الأوّل" الحكم في سوريا، وأورث المهنة لأولاده، لكنّها حين وصلت إلى ماهر صارت الأيام في أواخرها، فغرق في "القمامة" إذ لم يبقِ له والده ومن بعده شقيقه باسل ومن بعده شقيقه بشّار سوى قيادة فرقة النبّاشين "الرابعة"، وتحديد سلطته ومصدر رزقه داخل حاويات القمامة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

استهداف إسرائيلي لفيلا الفرقة الرابعة في ريف دمشق.. هل أغتيل ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري؟

شهدت المنطقة المحيطة ببلدة يعفور في ريف دمشق تصعيدًا جديدًا، حيث استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية، الأحد، فيلا تابعة للفرقة الرابعة التي يرأسها اللواء ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد. 

أحدث هذا الهجوم الصاروخي ضجة واسعة وتراوحت الآراء حول دوافعه وتداعياته، في ظل توترات متزايدة بين إسرائيل وسوريا، وتحديدًا فيما يتعلق بنقل الأسلحة إلى حزب الله.

تفاصيل الهجوم

وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الفيلا المستهدفة كان يتردد عليها قيادات من حزب الله والحرس الثوري الإيراني. 

ويعتبر هذا الهجوم جزءًا من سلسلة ضربات إسرائيلية تستهدف مواقع عسكرية في سوريا يُعتقد أنها تحتوي على أسلحة أو تجهيزات تُنقل إلى حزب الله في لبنان. 

جاء الهجوم الأخير بصواريخ شديدة الانفجار وأدى إلى تدمير جزئي للفيلا.

خلفيات الاستهداف

تستهدف إسرائيل بانتظام مواقع عسكرية مرتبطة بإيران وحزب الله في سوريا، حيث تحاول منع وصول الأسلحة الإيرانية إلى لبنان عبر الأراضي السورية. 

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الهجوم الأخير جاء بعد تلقي تهديدات إسرائيلية مباشرة موجهة إلى ماهر الأسد، تحذره من نقل السلاح من مخازن الفرقة الرابعة إلى لبنان.

هذا الهجوم يعكس تصاعدًا في التوترات الإقليمية، ويأتي في وقت حساس عقب اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي أدى إلى تصاعد التوترات الأمنية والعسكرية في المنطقة.

شائعات مقتل ماهر الأسد

بعد الهجوم، نشرت وكالة «مهر» الإيرانية تقارير تفيد بمقتل ماهر الأسد في هذا الهجوم. 

وأثارت هذه التقارير اهتمامًا واسعًا، خاصة أن ماهر الأسد يُعتبر أحد الشخصيات القوية والمهمة داخل النظام السوري، حيث يرأس الفرقة الرابعة التي تلعب دورًا كبيرًا في حماية النظام.

ومع ذلك، نفت مصادر سورية صحة هذه الأنباء، مؤكدة أن ماهر الأسد لم يكن متواجدًا في الفيلا لحظة الاستهداف، وأنه كان خارج دمشق أثناء وقوع الهجوم. 

كما لم تُصدر السلطات السورية أو وسائل الإعلام الرسمية أي بيان يؤكد مقتل ماهر الأسد، مما يشير إلى أن الخبر قد يكون مجرد شائعة.

الرسائل التحذيرية الإسرائيلية

الهجوم على الفيلا في يعفور يمكن اعتباره رسالة تحذيرية مباشرة من إسرائيل إلى النظام السوري، وتحديدًا إلى ماهر الأسد، فيما يتعلق بتوريد الأسلحة إلى حزب الله.

 تعود إسرائيل بين الحين والآخر إلى توجيه ضربات عسكرية داخل الأراضي السورية، في إطار محاولاتها لمنع تعزيز النفوذ الإيراني في سوريا ومنع وصول الأسلحة إلى لبنان.

ترى إسرائيل أن نقل الأسلحة من مخازن الفرقة الرابعة أو غيرها من المواقع السورية إلى حزب الله يشكل تهديدًا كبيرًا لأمنها القومي. 

ولذلك، كانت التهديدات الإسرائيلية لماهر الأسد واضحة في الأيام التي سبقت الهجوم، مما يعكس التصعيد المستمر بين الطرفين.

تداعيات الهجوم

يأتي الهجوم الأخير في وقت تشهد فيه سوريا ولبنان تصاعدًا في التوترات العسكرية، لا سيما بعد اغتيال حسن نصر الله. 

ورغم أن هذه الأنباء لم تُؤكد رسميًا من قبل السلطات اللبنانية أو السورية، إلا أن الوضع في المنطقة لا يزال متوترًا.

يعتبر استهداف طرق إمداد حزب الله بالأسلحة على الحدود السورية اللبنانية جزءًا من استراتيجية إسرائيل الدائمة، التي تهدف إلى تقليص قدرات الحزب العسكرية.

وبالإضافة إلى استهداف الفيلا في يعفور، نفذت إسرائيل في السنوات الماضية العديد من الضربات الجوية ضد قوافل ومخازن أسلحة تابعة لحزب الله داخل سوريا.

الوضع الإقليمي والتوترات المستمرة

تتزامن هذه التطورات مع تصاعد التوترات الإقليمية بين إسرائيل وإيران. 

فالحرس الثوري الإيراني يلعب دورًا محوريًا في دعم النظام السوري، ويُعتبر حزب الله حليفًا استراتيجيًا لإيران في المنطقة.

هذا الارتباط الوثيق يجعل من سوريا ساحة مواجهة مستمرة بين إسرائيل والقوى المتحالفة مع إيران.

مقالات مشابهة

  • استهداف إسرائيلي لفيلا الفرقة الرابعة في ريف دمشق.. هل أغتيل ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري؟
  • إسرائيل تهدد ماهر الأسد بالاغتيال
  • استهداف إسرائيلي لفيلا ماهر الأسد في ريف دمشق
  • تلقى رسائل تحذيرية.. نجاة ماهر الأسد من محاولة اغتيال بمسيرة إسرائيلية
  • تلقى رسائل تحذيرية.. نجاة ماهر الأسد من محاولة اغتيال بمسيرة إسرائيلية - عاجل
  • قصف إسرائيلي على مقر ماهر الأسد في دمشق
  • استهداف فيلا لفرقة يقودها ماهر الأسد.. ورسالة من إسرائيل
  • صواريخ إسرائيلية تستهدف فيلا للفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد بريف دمشق
  • قصف إسرائيلي يستهدف فيلا شقيق رئيس النظام السوري ماهر الأسد قرب دمشق
  • داعية سلفي كويتي يهاجم الشهيد الأردني ماهر الجازي.. وردود (شاهد)