موظفو سي إن إن ينتقدون سوء الممارسة الصحفية في حرب غزة
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
تواجه شبكة "سي إن إن" الأمريكية، رد فعل عنيفا من موظفيها، بسبب السياسات التحريرية التي يقولون إنها أدت إلى تبني الدعاية الإسرائيلية، وفرض رقابة على وجهات النظر الفلسطينية في تغطيتها للحرب في غزة.
ونقلت صحيفة "الجارديان"، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، عن أحد موظفي الشبكة الأمريكية، قوله إن غالبية الأخبار منذ بدء الحرب "انحرفت بسبب التحيز المنهجي والمؤسساتي داخل الشبكة تجاه إسرائيل".
وأضافت الصحيفة عن موظفين ومذكرات داخلية اطلعت عليها: "القرارات التحريرية اليومية تتشكل من خلال تدفق التوجيهات من مقر (سي إن إن) في أتلانتا، والتي وضعت مبادئ توجيهية صارمة بشأن التغطية".
وتابعت: "التوجيهات تتضمن قيودا مشددة على نقل آراء حماس ونقل وجهات نظر فلسطينية أخرى، في حين يتم أخذ تصريحات الحكومة الإسرائيلية على محمل الجد، وبالإضافة إلى ذلك يجب أن يوافق مكتب القدس على كل قصة عن الصراع قبل بثها أو نشرها".
ويقول الصحفيون في غرف الأخبار في "سي إن إن" في الولايات المتحدة وخارجها، إن البث قد انحرف بسبب قوانين الإدارة وعملية الموافقة على المواضيع التي أسفرت عن تغطية جزئية للغاية لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، والحرب الإسرائيلية على غزة.
وانتقد موظف في "سي إن إن"، بشدة تغطية الشبكة الإخبارية للحرب على غزة، واصفا إياها بأنها "ترقى إلى سوء الممارسة الصحفية"، مضيفا أن التغطية الإخبارية "انحرفت بسبب التحيز المنهجي والمؤسسي داخل الشبكة تجاه إسرائيل".
اقرأ أيضاً
إسرائيل تخضع تقارير سي إن إن لرقابتها قبل النشر.. إنترسبت تكشف التفاصيل
وتشمل تلك الإجراءات قيودا مشددة على الاقتباس من حركة "حماس"، ونقل وجهات النظر الفلسطينية، في حين أن تصريحات الحكومة الإسرائيلية تؤخذ في ظاهرها، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتم حذف كل قصة أو خبر عن الحرب، يرد من مكتب القدس المحتلة.
وبحسب صحفيي الشبكة الأمريكية، فإن لهجة التغطية تم تحديدها من قبل رئيس تحريرها الجديد ومديرها التنفيذي مارك تومسون، حيث يشعر بعض الموظفين بالقلق من استعداد تومسون لتحمل المحاولات الخارجية للتأثير على التغطية.
وشغل تومسون سابقا منصب مدير عام لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، واتهم بالرضوخ لضغوط الحكومة الإسرائيلية في عدد من المواقف، بما في ذلك المطالبة بإقالة أحد أبرز مراسلي الشبكة في القدس المحتلة، عام 2005.
وأصدر ديفيد ليندسي، مدير المعايير والممارسات الإخبارية في الشبكة، في أوائل نوفمبر/تشرين الثانين توجيها يحظر نشر معظم تصريحات حركة حماس، ووصفها بأنها "خطاب تحريضي ودعاية".
واعترفت مصادر في "سي إن إن" بأنه لم تجر أي مقابلات مع حركة "حماس" وقاداتها منذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
اقرأ أيضاً
شيطان الرقابة المتنكر.. هكذا يخدم إسرائيل في وسائل إعلام غربية
وواجهت مراسلة الشبكة سارة سيندر، انتقادات لترديدها الرواية الإسرائيلية المزعومة بأن "حماس" قطعت رؤوس عشرات الأطفال في بداية عملية "طوفان الأقصى"، ثم اعتذرت لاحقا عن الرواية.
وقال أحد الصحفيين في الشبكة، إن هناك أفرادا مختارين يقومون بتحرير جميع التقارير مع تحيز مؤسسي مؤيد لإسرائيل، وغالبا ما يستخدمون لغة وعبارات لإعفاء الجيش الإسرائيلي من مسؤولية جرائمه في غزة، والتقليل من عدد القتلى الفلسطينيين والهجمات الإسرائيلية.
في حين قال موظفون آخرون، إن بعض الصحفيين ذوي الخبرة في تغطية الحرب وأخبار المنطقة، باتوا يتجنبون التكليفات المتعلقة بإسرائيل، حيث يرون أنهم لن يكونوا أحرارا في سرد القصة بأكملها.
وقال أحد الموظفين، إن هناك الكثير من الصراع الداخلي والمعارضة داخل الشبكة، ويتطلع بعض الموظفين لترك العمل.
ويرى بعض الصحفيين في الشبكة أن مشكلة الانحياز متجذرة منذ سنوات جراء الضغط التي تواجهه الشبكة من الحكومة الإسرائيلية والجماعات المتحالفة معها في الولايات المتحدة، إلى جانب الخوف من فقدان الإعلانات.
وخلال العام الأخير، عرفت "سي إن إن"، التي تأسست عام 1980، تحديات كبرى أطاحت بريادتها بين شبكات الأخبار الأمريكية، لتحتل المركز الثالث من حيث نسب المشاهدة، خلف "فوكس" و"إم إس إن بي سي".
اقرأ أيضاً
عبر رسالة.. 750 صحفيا ينتقدون تغطية الإعلام الغربي للحرب في غزة
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: سي إن إن الجارديان حرب غزة انحياز إسرائيل فلسطين الحکومة الإسرائیلیة فی الشبکة سی إن إن
إقرأ أيضاً:
هكذا ردت حماس على الاتهامات الاسرائيلية بشأن جثة الأسيرة الإسرائيلية "شيري بيباس"
قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها ستفحص الادعاءات الإسرائيلية بشأن عدم استلام جثة الأسيرة شيري بيباس، وأكدت أن الأمر قد بتعلق بخطأ أو اختلاط أشلاء ضحايا القصف الإسرائيلي على الموقع الذي كانت تتواجد فيه الأسيرة.
وأصدرت حماس اليوم بيانا للرد على اتهامات إسرائيلية بتسليم جثة امرأة من غزة بدلا من جثة شيري أمس الخميس، وقالت إنها ستفحص الادعاءات الإسرائيلية “بجدية تامة” وستعلن عن النتائج بوضوح.
وأضافت الحركة “نشير إلى احتمال وجود خطأ أو تداخل في الجثامين قد يكون ناتجا عن استهداف الاحتلال للمكان الذي كانت تتواجد فيه العائلة مع فلسطينيين آخرين”، في إشارة إلى الأسيرة شيري وطفليها.
وتابعت “لا مصلحة لنا في عدم الالتزام أو الاحتفاظ بأي جثامين لدينا.. وندعو لإعادة الجثمان الذي يدعي الاحتلال أنه يعود لفلسطينية”.
وعبرت الحركة عن رفضها لتهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأكدت على ضرورة المضي في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وأضافت “نؤكد جديتنا والتزامنا الكامل بجميع التزاماتنا، وقد أثبتنا ذلك من خلال سلوكنا خلال الأيام الماضية”.
وكان القيادي في حركة حماس إسماعيل الثوابتة قد ذكر -في منشور عبر حسابه بمنصة “إكس”- أن جثة بيباس “تحولت إلى أشلاء بعد أن اختلطت على ما يبدو بجثامين أخرى تحت أنقاض مكان قصفته طائرات الاحتلال الحربية بشكل مقصود ومتعمد”.
وأضاف الثوابتة “نتنياهو نفسه هو من أصدر أوامر القصف المباشر وبلا رحمة، وهو من يتحمل المسؤولية الكاملة عن قتلها مع أطفالها بوحشية مروعة”.
وتابع “على مدار 470 يومًا من الإبادة الجماعية، ارتكب هذا المجرم وجيشه الجرائم تلو الأخرى، فقتلوا أكثر من 30 ألف طفل وامرأة في قطاع غزة، دون أن يثير ذلك غضب هذا العالم المنافق الذي لا يرى إلا بعين واحدة”.
وفي وقت سابق قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستجعل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) تدفع ثمن عدم تسليم جثمان الرهينة شيري بيباس كما هو متفق عليه.
وأضاف في بيان مصور “سنعمل بكل عزم على إعادة شيري إلى الوطن مع كل رهائننا، الأحياء والأموات، وضمان أن تدفع حماس الثمن الكامل لهذا الانتهاك القاسي والشرير للاتفاق”.
جاء البيان بعدما قال متخصصون إسرائيليون إن إحدى الجثث الأربع التي سلمتها حماس أمس الخميس هي لامرأة مجهولة الهوية وليست لشيري بيباس، التي جرى تسليم جثتي ابنيها كفير وأرييل وتم التأكد من هويتيهما.
واتهم نتنياهو حماس بوضع جثة امرأة من غزة في النعش بدلا من شيري بيباس، التي اختطفت مع ابنيها وزوجها ياردن خلال هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.