شبكة اخبار العراق:
2025-02-11@20:32:36 GMT

صنعت الولايات المتحدة السم الذي تَذُوقُه

تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT

صنعت الولايات المتحدة السم الذي تَذُوقُه

آخر تحديث: 5 فبراير 2024 - 10:12 صبقلم: فاروق يوسف حاربت القوات الأميركية بعد احتلال العراق بضراوة من أجل أن تثبت أقدامها على أرض شعب كانت تجهله. أتاحت للشركات الأمنية التابعة لها أن ترتكب أشد الجرائم قذارة في حق المدنيين، بل إنها لم تجد ما يمنعها من استعمال الأسلحة المحرمة ضد مدن صغيرة، اتهمت بإيواء المقاومين الذين تم تصنيفهم إرهابيين، بعد أن سُمح لتنظيم القاعدة باجتياز الحدود العراقية، شرقا وغربا لكي تختلط الأوراق فيتصدر أبومصعب الزرقاوي وهو أردني الجنسية المشهد ويضفي وجوده نوعا من الشرعية على قتل العراقيين في مدن قاومت الاحتلال منذ لحظته الأولى كما هو حال الفلوجة التي شن عليها الأميركيون حربين في سنة واحدة.

شيء يصعب أن يحدث في حكايات الرعب الخيالية. سيدة العالم وهي القوة العسكرية العظمى التي لم يعد ينافسها أحد أو تقف في طريقها قوة أخرى تشن حربا يُستعمل فيها الفسفور الأبيض على مدينة صغيرة لم يكن أحد في العالم قد سمع باسمها من قبل. تحولت الفلوجة إلى هيروشيما القرن الحادي والعشرين. غير أن تلك الجرائم لم تكن إلا غطاء يُخرج الاحتلال عن مساره المتوقع. أثبت الأميركان من خلال مسلسل تدريجي أنهم لم يكونوا ينوون البقاء بعد أن حققوا هدفهم في تدمير العراق بدءا من إسقاط نظامه وانتهاء باجتثاث الروح المقاومة للشعب العراقي. بدا الأمر كما لو أنه عبثي. ترى ما الذي استفاده الأميركان من الخزي الذي لحق بهم بعد أن قرر الرئيس الأسبق باراك أوباما سحب قواته من العراق وتركه لقمة تتقاسمها الميليشيات التي صنعت لها الولايات المتحدة واجهة تحت عنوان النظام الطائفي الذي تتزعمه شخصيات رثة لا تاريخ سياسيا محترما لها وكل ولائها إلى إيران؟ سلمت الولايات المتحدة العراق إلى إيران، ثروته ومجتمعه ومستقبله وأجياله القادمة، ترابه وسماءه وهواءه وفصول سنته. لم يعد العراقيون يملكون شيئا. مثلما سلم البريطانيون فلسطين إلى اليهود سلم الأميركان العراق إلى إيران. أما اتفاقية الإطار الإستراتيجي التي وقعها نوري المالكي مع الولايات المتحدة عام 2008 فقد كانت عبئا على الأميركان. وهو ما جعلهم يتمسكون بواحد من بنودها. ذلك البند الذي يتعلق بقواعدهم العسكرية التي صارت اليوم هدفا لقصف الميليشيات الشيعية التي كانت محل ثقة بالنسبة لهم. أما البنود الأخرى التي تتعلق بالتعليم والثقافة والتنمية والقضاء والبنية التحتية فقد وضعتها الولايات المتحدة على الرف. سنوات طويلة مضت وإيران تستنزف العراق اقتصاديا بعد أن ألحقته بها وسلبته سيادته الوطنية وجعلت منه مجرد واجهة لحربها ضد العالم تحت واجهة المقاومة الإسلامية. خلاصة ما حدث أن العراق الإيراني كان اختراعا أميركيا في الوقت الذي فيه بعض مناصري الاحتلال يحلم بولادة عراق أميركي. لقد صار ذلك العراق من الماضي. الآن من المؤكد أن الأميركان يشعرون بالندم لأن العراق الذي كان بين أيديهم صار مصيدة لجنودهم. كل حساباتهم كانت خاطئة. لم تحتفظ الولايات المتحدة بالعراق الذي لم تحافظ عليه. لقد هربت من خرابه. هزيمة الأميركان كانت من صنعهم بعد أن قادوا لسنوات حربا قذرة ضد المقاومة العراقية وصلت قذارتها إلى درجة التورط مع إيران في اختراع تنظيم داعش الذي اكتسح الجزء الأكبر من العراق ودمر مدنه ومزق نسيجه الاجتماعي وانحط بثقافته بحيث صار لقب “دواعش” يُطلق على أفراد طائفة بعينها بعد أن كانوا يُتهمون بكونهم من أزلام النظام البائد وأيتام البعث. في حقيقة الأمر إن الولايات المتحدة التي نكثت بكل وعودها انزلقت إلى موقع، صارت فيه مضطرة إلى مطاردة جماعات مسلحة، لن تتمكن بقدراتها العسكرية العظيمة من اصطياد رؤوسها. سيكون عليها أن تبذل جهدا عظيما من أجل لا شيء. ذلك لأن زعماء الميليشيات العراقية لا يمثلون شيئا بالنسبة للحسابات الإيرانية. وبذلك تكون إيران قد نجحت في استنزاف قوة الولايات المتحدة في لعبة، لا يليق بها كقوة عظمى أن تشترك فيها. علينا أن نتخيل إيران وهي تضحك من وراء ستار ميليشياتها. الأدهى من ذلك أن الولايات المتحدة وبحجة عدم توسيع الحرب في المنطقة لا ترغب في الرد على إيران وهي تعرف أنها مسؤولة بشكل مباشر عما تتعرض له قواتها من ضربات قاتلة. الثابت أن هناك حرصا أميركيا على إيران وليس على المنطقة وهو ما يضع الأميركان في موقف متردد. فلا أمل في انتصارهم على الميليشيات وفي المقابل فإن الديمقراطيين سيخسرون في الانتخابات القادمة ما لم يرد الرئيس جو بايدن على إيران.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الولایات المتحدة بعد أن

إقرأ أيضاً:

الزراعة النيابية:نتابع الملف المائي مع إيران وتركيا لضمان حق العراق

آخر تحديث: 9 فبراير 2025 - 11:20 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكدت لجنة الزراعة النيابية، أنها تتابع ملف المياه مع الدول المجاورة لضمان التوزيع العادل للحصص المائية، لافتة إلى تشريع قانونين مهمين أحدهما تأخر نحو 40 عاماً سيكون لهما انعكاسات على تشغيل الأيدي العاملة وزيادة المساحات الخضراء ودعم مشاريع الثروة الحيوانية، فيما لفتت إلى منافذ كردستان غير المسيطر عليها تعد تحدياً كبيراً.وقال رئيس اللجنة فالح الخزعلي، إن “اللجنة تتابع ملف المياه، لاسيما مع دول الجوار وملف إنعاش الأهوار والتوزيع العادل للمياه، لأنه من الملفات المهمة والاستراتيجية، وهو جزء من التزامات اللجنة، ونحن ماضون بهذا الاتجاه”.وأضاف، أن “مجلس النواب شرّع قانونين مهمين، أحدهما قانون إيجار الأراضي الزراعية للمهندسين الزراعيين والأطباء البيطريين وخريجي معهد الثروة الحيوانية وإعدادية الزراعة”، موضحاً أن “هناك فقرة مهمة في القانون تتضمن متابعة مخرجات كلية الزراعة، إذ يمنح الخريج أرضا بمساحة لا تزيد على 50 دونماً، ويجري تمليكها بعد 10 سنوات من تنفيذ مشروعه بحسب الشروط من دون بدل، ويجري دعم الخريج من القطاع الخاص”.وأشار الخزعلي إلى أن “القانون الثاني الذي تأخر بحدود 40 سنة، هو تعديل قانون 35 لسنة 1983 لإيجار الأراضي الزراعية، فقد عمد مجلس النواب إلى إلغائه وإقرار قانون جديد هو 24 لسنة 2024″، مبيناً أن “القانون السابق الملغى 35، لم يسمح بزراعة نبتة واحدة غير المحاصيل الاستراتيجية، ولم يسمح كذلك بزراعة حتى النخيل وأشجار الفاكهة، بينما يتوسع القانون الجديد لشمول جميع أنواع المزروعات من نخيل وفاكهة وسدر وغيرها، وكذلك تمت الموافقة وفق القانون الجديد على إنشاء مشاريع للثروة الحيوانية”، وأوضح أن “القانونين المذكورين نشرا في جريدة الوقائع العراقية الرسمية”.وأوضح، أن “هذين القانونين ما زالا موجودين في مجلس شورى الدولة للمصادقة عليهما”، مبيناً أنه “بدخول القانونين حيز التنفيذ سيجري توسيع مساحة الأراضي الزراعية في العراق لتصل إلى 18 مليون دونم، وهو رقم نأمل أن يساعد بشكل كبير في تحسين ظروف الزراعة والثروة الحيوانية في البلاد، ويقلل من الاعتماد على الاستيراد”.وتابع الخزعلي، أن “تنفيذ هذين القانونين له انعكاساته على تشغيل الأيدي العاملة وزيادة المساحات الخضراء ودعم مشاريع الثروة الحيوانية”، مشيراً إلى “وجود تحدٍ كبير يتمثل بمنافذ إقليم كردستان غير المسيطر عليها، التي يبلغ عددها قرابة 26 منفذاً”، مؤكداً أنه “لن يتحقق دعم المنتج المحلي في الزراعة والصناعة ودعم الفلاحين إن لم تكن هناك سيطرة على منافذ إقليم كردستان”، داعياً إلى “تفعيل دور الأمن الوطني والجهات الأمنية وهيئة المنافذ لمتابعة هذا الملف بشكل مباشر”.

مقالات مشابهة

  • ما هو الكثير الذي تقدمه الولايات المتحدة لمصر والأردن؟
  • إيران تدين المخطط الأمريكي الإسرائيلي الذي يهدف إلى تهجير سكان غزة قسرا
  • ماذا تبني إيران على حدود العراق؟
  • الكشف عن أبرز البنود التي تحوي المشروع الوطني الذي قدمته القوى السياسية
  • تغيير المعادلة.. ما تداعيات عقوبات ترامب ضد إيران على العراق؟
  • الإطار:”قد” يحضر الشرع لمؤتمر القمة الذي سيعقد في بغداد
  • الزراعة النيابية:نتابع الملف المائي مع إيران وتركيا لضمان حق العراق
  • بـ”شرط واحد”.. إيران مستعدة للتفاوض مع الولايات المتحدة
  • بـ «شرط واحد».. إيران تعلن استعدادها للتفاوض مع الولايات المتحدة
  • بـ"شرط واحد".. إيران مستعدة للتفاوض مع الولايات المتحدة