وجه الغرب القبيح لم يعد مستترًا في دعم عدوان وحرب الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد أهلنا في غزة بعد أن أسقط ورقة التوت، وأقصد بها وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، بدعوى أن هناك 12 موظفًا بالوكالة شاركوا في عملية طوفان الأقصى وفق المزاعم الإسرائيلية!
وقد ارتفع عدد الدول التي أوقفت الدعم إلى 12 دولة، منها 11 غربية، إضافة إلى اليابان المنضوية تحت الجناح الأمريكي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية 1945م.
والدول الـ 11 هي: الولايات المتحدة، كندا، أستراليا، إيطاليا، بريطانيا، فنلندا، ألمانيا، هولندا، فرنسا، رومانيا، والنمسا، فيما رحبت كل من: أيرلندا والنرويج بإجراء تحقيق في المزاعم الإسرائيلية، لكنهما قالتا إنهما لن يقطعا دعمهما لـ «الأونروا».
وهناك ملاحظتان أساسيتان ينبغي التوقف أمامهما لتحليل هذه المؤامرة الغربية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، أولهما أن ما قالته إسرائيل عن وجود 12 موظفًا قد شاركوا في طوفان الأقصى يبقى مجرد مزاعم، لا سيما وأن العدد 12 لا يُذكر أمام وجود 13 ألف موظف بـ الأونروا!
والملاحظة الثانية أن الموقف الغربي المتآمر قد أتي بعد ساعات قليلة من إعلان محكمة العدل الدولية في «لاهاي» رفضها مطالب إسرائيل بإسقاط دعوى الإبادة الجماعية في قطاع غزة والتي رفعتها ضدها جنوب أفريقيا، وحكمت مؤقتًا بإلزام الدولة الصهيونية بتدابير لوقف الإبادة وإدخال المساعدات الإنسانية، حيث اعتمدت المحكمة في اتخاذ موقفها على تقارير «الأونروا».
يُذكر أن «الأونروا» قد تأسست بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1949م، بهدف دعم وحماية نحو 5.6 مليون لاجئ فلسطيني طردتهم إسرائيل من منازلهم وأراضيهم بفلسطين التاريخية وتم تسجيلهم لدى الوكالة في كل من: الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة، إلى أن يتم إيجاد حل لمعاناتهم!
ولن نضيف جديدًا إذا علمنا أن إسرائيل تود إزالة الأونروا من الوجود، لأنها باختصار تذكرها بجريمتها الكبرى بحق الشعب الفلسطيني.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل الأونروا حماس غزة فلسطين
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي: ما يجري في غزة استمرار لمخطط إسرائيلي لإبادة الشعب الفلسطيني
قال عبد المُهدي مطاوع، المحلل السياسي، أن ما يسعى إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من خلال التركيز على قضية الأسرى هو تحقيق أهدافه في تدمير حياة الفلسطينيين وقتل أكبر عدد منهم، معتبراً أن هذا هو “الانتصار الكامل” بالنسبة له، فما يجري في غزة هو استمرار لمخطط إسرائيلي يسعى إلى إبادة الشعب الفلسطيني.
وأضاف مطاوع، خلال مداخلة هاتفية لـ «برنامج مصر جديدة»، المذاع على قناة etc، أن الحرب في غزة لم تعد قائمة بنفس الشكل الذي كانت عليه في بدايتها، فهناك بعض المجموعات الفلسطينية التي تمارس نوعاً من المشاغلة للجيش الإسرائيلي بشكل منفصل، لكنها لا تشكل تهديدًا حقيقيًا للقدرة العسكرية الضخمة لإسرائيل.
وتابع أن عمليات المقاومة، مثل كمين الفلوجة وعمليات القنص، قد تُشكّل ضغطاً نفسيًا على المجتمع الإسرائيلي، لكنها لا تغير من واقع القوة العسكرية الإسرائيلية، كما أن الوضع الإنساني في غزة هو الأخطر حاليًا، حيث تتعرض المدنيين الفلسطينيين للذبح اليومي، في ظل حصار خانق وحالة تجويع غير مسبوقة.
وأشار إلى أن تصريحات المتحدث العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، حول الأسرى الإسرائيليين، فهذا يُظهر مدى فداحة الوضع الحالي، كما انه من الأولوية أن تكون التركيز على معاناة الفلسطينيين داخل غزة، وليس على الأسرى الإسرائيليين.