اللبنانيون مختلفون على كل شيء... حتى على سعر كيلو اللبنة؟
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
الاختلافات في وجهات النظر بين اللبنانيين، بل الخلافات على كل شيء تقريبًا، تذكرّني بنادرة تُروى عن لبنانيين أثنين هاجرا إلى استراليا في خمسينيات القرن الماضي، واحد من بشري والثاني من زغرتا، وقد حملا في "بقجتهما" إلى بلاد الغربة الخلافات المتوارثة والقديمة بين البشراويين والزغرتاويين. وصودف أن هذين الرجلين فتحا دكاني سمانة جنبًا إلى جنب في سيدني المترامية الأطراف.
هذه السردية مقتبسة عن واقع بين لبنانيين ومارونيين أثنين ينتميان إلى بلدتين مشهورتين بخلافات أهاليهما على كل شيء تقريبًا، وبالأخصّ في الأمور السياسية، وهي خلافات تعود بالتاريخ سنوات بعيدة، وهي ليست حديثة العهد. فكم بالحري بين لبنانيين لا ينتمون إلى عائلة روحية واحدة، ولديهم ثقافات مختلفة، وعادات وتقاليد مغايرة، وموروثات تختلف من منطقة إلى أخرى، وحتى أنهم مختلفون في اللهجات حتى ولو كانوا يعيشون في بلدة أو قرية واحدة، إذ لكل واحد منهم لكنته الخاصة به تعرِّف عن انتمائهم إلى هذه العائلة الروحية أو تلك بمجرد نطقه ببعض الكلمات. فابن جونيه مثلًا تختلف لهجته عن ابن المتن، فيما لهجة ابن المتن الشمالي مختلفة عن لهجة من يعيش في قرى المتن الجنوبي أو في قضائي عاليه والشوف. وهكذا هي الحال مع أبناء الجنوب والبقاع والشمال، مع أن مساحة لبنان جغرافيًا هي أصغر من أي مدينة في استراليا أو كندا مثلًا.
وبدلًا من أن يكون هذا التنوّع الانتمائي الديني والطائفي والثقافي والتربوي مصدر غنىً تحّوّل أو حُوّل إلى مصدر تعاسة. وبدلًا من أن يكون الاختلاف في وجهات النظر حافزًا للجميع للتحديث والتطوير والتنافس الإيجابي أصبح الأمر مرضًا مستحكمًا ومنتشرًا كجائحة "الكوفيد". وبدلًا من أن يحّل أبناء البلد الواحد مشاكلهم بأنفسهم لجأوا إلى الغريب ليستقووا به على الآخر، الذي يختلفون معه على بعض الأمور الداخلية، فأصبحوا بعد تدّخل الغرباء في خصوصياتهم يختلفون على كل شيء، فانقسموا عموديًا وأفقيًا في انتمائهم السياسي والمناطقي وأحيانًا كثيرة في انتمائهم الطائفي والمذهبي إلى محورين يبدو أن المنتمين إليهما لن يلتقيا أبدًا كخطين متوازيين.
المشكلة الأساسية كما يراها بعض الذين حاولوا من الخارج أن يكونوا "شيوخ صلح"، سواء في جنيف أو لوزان أو في الطائف أو الدوحة، أن اللبنانيين يختبئون وراء أصابعهم، وأنهم لم يقرّروا في يوم من الأيام أن يتصارحوا، وأن يطرحوا مشاكلهم وخلافاتهم على طاولة حوار حقيقية لا تشبه الطاولات السابقة، التي عُقدت في قصر بعبدا أو في "عين التينة"، أو تلك كانت تُعقد في "سباق الخيل" تحت وابل قذائف الحرب.
كان اللبنانيون يتحاورون دائمًا على خلفية ما قاله يومًا الصحابي عمر بن الخطاب "لو اطلع الناس على ما في قلوب بعضهم البعض لما تصافحوا الا بالسيوف". ولأنهم تحاوروا وهم يحملون في أيديهم كل أنواع السيوف لم يقدروا أن يتصارحوا ولا أن يتصافحوا أو يتصارحوا. وبقي الجرح المفتوح "ينزّ"، مع أن الطبّ العربي يعتمد على الكّي كآخر دواء.
وعليه، فإن ما يختلف عليه اللبنانيون أكثر بكثير مما يتفقون عليه. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: على کل شیء
إقرأ أيضاً:
الطب البيطري بسوهاج يكثف حملاته بالأسواق ويضبط 450 كيلو لحوم فاسدة
انطلقت حملة الطب البيطري بسوهاج يوم الإثنين، 4 نوفمبر 2024، بقيادة الدكتور علي فراج، طبيب إدارة المجازر والتفتيش على اللحوم، بمشاركة مجلس مدينة حي شرق ومباحث التموين بمحافظة سوهاج.
وأسفرت الحملة عن ضبط 450 كيلوجراماً من اللحوم ومصنعات اللحوم والأسماك المملحة الفاسدة وغير الصالحة للاستهلاك، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المخالفين.
جاء ذلك تأكيداً على الدور المحوري للطب البيطري كخط الدفاع الأول لصحة الإنسان، وبناءً على تعليمات الوزير علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وتوجيهات الأستاذ الدكتور ممتاز شاهين رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للخدمات البيطرية.
صحة سوهاج: تشغيل جهاز الحث الكهرومغناطيسي للمخ وزيرة التنمية المحلية ومحافظ سوهاج يشاركان في جلسة حوارية عن السكن الجماعي الطب البيطري بسوهاجوتحت رعاية اللواء الدكتور عبد الفتاح سراج محافظ سوهاج، والدكتور أحمد حمدي مدير عام مديرية الطب البيطري بسوهاج، نفذت مديرية الطب البيطري حملة مكثفة لضبط الأسواق ومراقبة منافذ بيع اللحوم والدواجن والأسماك ومنتجاتها، والمطاعم والمدارس والسوبر ماركت.
وأكد الدكتور أحمد حمدي على استمرار الجهود التفتيشية لضمان سلامة الأغذية المتداولة وحماية صحة المواطنين، مشيراً إلى أهمية التعاون بين الجهات المعنية لضبط المخالفات وتحقيق أعلى معايير السلامة الغذائية.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الجهود تأتي في إطار مبادرة رئيس الجمهورية للتنمية البشرية وبناء الإنسان، والتي تهدف إلى تعزيز صحة المواطنين وتوفير بيئة آمنة وصحية.