???? المليشيا وحلفيها السياسي يدمرون قطاع الاتصالات في السودان
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
افاد مصدر خبير ومسؤول سابق بهيئة الاتصالات السودانية ان الاخبار التي تتحدث عن تلقي شركتي ام تي ان وسوداني اوامر باغلاق خدمة الاتصالات من قبل الدعم السريع هي اخبار حقيقية، وتوقع ان تلحق بهما شركة زين الكويتية المشغل الاكبر في السودان وقال ان هذا سوف يمثل تطورا خطيرا في مسار الحرب وانتهاكا واضحاً لحقوق الانسان سوف يسترعي انتباه المنظمات الحقوقية في العالم.
وقال ان جذور المشكلة تعود لعدم تمكن شركة سوداتل من اصلاح عطب في شبكة الالياف الضوئية ادى لخروج عدد من ولايات دارفور من خدمة الاتصالات، وقال ان مشغلي خدمة الهاتف السيار سوداني وزين و ام تي ان يعتمدون على هذه الشبكة لتوصيل الخدمة لأقاليم دارفور، وقال ان قوات الدعم السريع التي تسيطر على مناطق تواجد المخدمات الرئيسية لهذه الشركات قد امرت بقطع الخدمة عن كل المشتركين في كل السودان الذين يقدر عددهم باكثر من ٣٦ مليون وذلك لعدم تمكن شركة سوداتل من صيانة الكيبل الناقل لدارفور بسبب ظروف الحرب ،
وافاد خبير الاتصالات ان الاشكال يتعدى انقطاع الاتصالات وخدمة الانترنت للتأثير على التطبيقات البنكية، كما ان اغلاق المخدمات الرئيسية بصورة عشوائية او تخريبها يصعب من عملية اعادة التشغيل مرة اخرى وربما يتسبب ذلك في انقطاع السودان عن العالم تماماً لفترة طويلة جداً, سيما وان مهندسو الاتصالات ظلوا يبذلون مجهودات كبيرة خلال الفترة الماضية في خضم مخاطر كبيرة للغاية وصعوبات على الارض تصعب من مهمة الوصول لبعض المناطق والمدن ، وختم قائلاً ان خطوة اغلاق الاتصالات تهدد مستقبل الإستثمارات الاجنبية في السودان، ويبعث برسائل سالبة لدول جنوب افريقيا والكويت وهي دول ظلت تقدم الدعم للسودان وتقف في خط السلام ومصلحة المواطن السواني.
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: وقال ان
إقرأ أيضاً:
صعود الميليشيات في السودان: بين ضعف الدولة وتفكك النظام السياسي
في السودان، تعد الأحزاب والجماعات السياسية جزءًا معقدًا من النسيج الاجتماعي والسياسي، حيث تتباين توجهاتها وتختلف رؤاها بحسب الأيديولوجيات والتوجهات السياسية. ورغم أن السودان شهد تاريخياً حركات سياسية مدنية تسعى لبناء دولة المؤسسات والقانون، إلا أن تدهور الحالة السياسية والصراعات المتكررة بين القوى العسكرية والمدنية ساهم في خلق بيئة لنمو ثقافة الميليشيات.
الأحزاب السياسية في السودان: سياق تاريخي وتوجهات
شهدت الساحة السياسية السودانية منذ الاستقلال عام 1956 تكوين العديد من الأحزاب، والتي تأثرت بتوجهات أيديولوجية مختلفة، مثل الإسلام السياسي، والقومية العربية، والأفكار اليسارية والليبرالية. عملت هذه الأحزاب في فترات الحكم المدني والعسكري على تعزيز مصالحها وتوسيع قاعدتها الشعبية، وكان لها تأثير كبير في رسم معالم السياسة السودانية.
لكن فترات عدم الاستقرار السياسي المتكررة والانقلابات العسكرية خلقت صعوبات أمام هذه الأحزاب، حيث تم قمع الكثير منها، ووجدت نفسها في حالة مواجهة مع الأنظمة الحاكمة. أدى ذلك إلى انقسام العديد من الأحزاب وتشكل فصائل جديدة منها، مما أضعف التأثير السياسي للأحزاب التقليدية وساهم في تشتت القوى السياسية.
ثقافة الميليشيات , ظروف النشأة وأسباب الانتشار
في ظل الحروب الأهلية المتكررة في السودان، خاصةً في دارفور وجنوب السودان (قبل انفصاله)، بدأت ظاهرة الميليشيات تتصاعد بشكل كبير. وكانت الأسباب وراء هذه الظاهرة متعلقة بعدة عوامل
ضعف الدولة المركزية , و كان ضعف الدولة وعدم قدرتها على فرض سلطتها بشكل كامل في المناطق النائية أحد أهم العوامل التي دفعت إلى ظهور ميليشيات محلية تدافع عن مصالحها.
الأزمة الأمنية والسياسية و ساهمت الأزمة الأمنية المستمرة في دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة وغيرها من المناطق في استقطاب الجماعات المحلية وتسليحها، إما من قبل الحكومة كوسيلة لفرض السيطرة، أو من قبل الجماعات المعارضة للدفاع عن نفسها.
التنافس على الموارد بسبب الفقر وتزايد حدة المنافسة على الموارد، خاصة في المناطق المهمشة، ظهرت ميليشيات قبلية وأخرى سياسية لتحصيل النفوذ وحماية المصالح الاقتصادية.
التأثيرات الخارجية نتيجة للحدود المفتوحة مع عدة دول أفريقية تعاني من الصراعات، أصبح من السهل على الجماعات السودانية الحصول على الأسلحة والتدريب من مصادر خارجية.
الميليشيات كأداة سياسية في السودان
استخدمت الحكومات السودانية المتعاقبة الميليشيات كأداة سياسية لضمان ولاء بعض القبائل والجماعات، ولتحقيق السيطرة في الأقاليم المتمردة. ومن أمثلة ذلك، نجد "قوات الدفاع الشعبي" التي كانت إحدى الأدوات التي استخدمتها حكومة الرئيس الأسبق عمر البشير لمحاربة الحركات المتمردة، إضافة إلى "الجنجويد" الذين لعبوا دورًا رئيسيًا في النزاع في دارفور. لاحقًا، تم تشكيل "قوات الدعم السريع"، التي كانت تطوراً لهذه الميليشيات، وأصبحت جزءًا مؤثرًا في المشهد السياسي والعسكري.
النتائج السلبية لثقافة الميليشيات
أسهمت ثقافة الميليشيات في تفتيت الدولة وزيادة الصراعات القبلية، حيث أدى وجود جماعات مسلحة خارجة عن سيطرة الدولة إلى إضعاف المؤسسات الأمنية والقضائية، وزيادة الانتهاكات الحقوقية ضد المدنيين، خاصة في المناطق التي تنتشر فيها هذه الميليشيات. كما عرقلت هذه الثقافة مساعي السودان نحو الديمقراطية، حيث يجد المدنيون صعوبة في فرض الاستقرار والأمن دون الاتفاق مع الفصائل المسلحة.
نحو مستقبل سياسي مستقر
لتجاوز هذه التحديات، تحتاج الأحزاب السياسية السودانية والجماعات الفاعلة إلى تبني نهج يقوم على نزع السلاح وحل النزاعات عبر الحوار وإعادة بناء مؤسسات الدولة، مما يتطلب أيضاً إصلاحات اقتصادية وسياسية شاملة تعيد الثقة إلى المجتمع السوداني وتؤسس لثقافة سياسية تعتمد على دولة القانون وليس على سلطة السلاح.
إن ثقافة الميليشيات في السودان تعد نتاجاً لتاريخ طويل من الأزمات السياسية والأمنية، وبدون إصلاحات جذرية وإرادة سياسية موحدة، سيكون من الصعب تخطي هذا الإرث وبلوغ حالة من الاستقرار السياسي المستدام.
zuhair.osman@aol.com