عربي21:
2024-09-19@19:09:42 GMT

كذب بعض الإعلاميين ولو صدقوا!

تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT

محزن أن يكتب أحدنا مدينا مهنته أو ربما زملاءه أو حتى بشكل غير مباشر نفسه، ولكن ماذا تفعل عندما تتكرر الحكايات الصحفية المحبوكة برداءة، أو حتى تلك التى يحاول بعضهم إقناع الشخص المتلقى بها بأى طريقة أو شكل؟ ماذا تفعل؟ هل تقول ربما خانتهم المعلومات أو لم تصلهم أو لم يعرفوها أو.. أو..؟ وكلها من فعل شياطينهم! أم تنبش ما تحت الخبر أو المقالة أو التحقيق الاستقصائى؟! أو حتى التقرير الإخبارى الذى يمرر بين رزمة من الأخبار المكتظة؟

 ربما هذا ما كنا نعمل على فعله والأحداث تصطادنا أو تخرق اللحظة أو تبعد المسافات حتى سقطت الحكاية خلف الحكاية منذ السابع من أكتوبر، وهم وكثر غيرهم يسردون حكايات وروايات هى فى معظمها تسقط فى خانة الأكاذيب، ولكنهم لا يعتذرون معبرين عن تسرعهم فى نشرها أو خطئهم فى حساباتها أو حتى قلة معرفتهم أو ثقتهم بالمصادر.

. نعم المصادر التى هى الأخرى لا تلبث وأن تتضح عندما ينشغل الواحد منا فى بحث ولو بسيط عن من هم خلف كل هذه السرديات القاتلة؟ وما هى إلا بضع ساعات من البحث حتى تنكشف الحقيقة الموجعة والتى تؤكد أنهم كاذبون أو أفاقون أو مضللون أو حتى مرتزقة برتبة إعلاميين.

 بدأت قبل 7 أكتوبر، ولكنها فيما بعد أصبحت النمط السائد أى أن تكذب وتلفق حكاية لا يمكن أن يصدقها عارف أو حتى عاقل، وما هى إلا لحظات وتصبح هى السرد الدائم المنتشر من عناوين الصحف ونشرات الأخبار و«الترند» على وسائل التواصل.. بعدها بلحظات أو أيام وبعد جهد جبار من المخلصين للمهنة تنتشر أخبار الكذبة أو الكذب الممتد عبر القنوات والجرائد والحوارات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والعربية أيضا.. ثم تختفى الحكاية أو تنسى ولا يعاد ذكرها إلا بعد حين من قبل البعض الذى اعتمد فكرة «اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس»، وهم مقتنعون جدا بأن كذبتهم قد وصلت إلى ما بعد تلك الحدود الجغرافية والثقافية والدينية والأيديولوجية، وحتى الأسوار التى تفصلهم عن من يعاديهم أو ينظر لهم بتوجس.

 حكاية قتل الأطفال واغتصاب النساء والفتيات من قبل المقاومين فى السابع من أكتوبر كاذبة، ثم حكاية أن المقاومين «الإرهابيين» يختبئون فى المستشفيات والجوامع هى الأخرى كاذبة، والحكايتان ابتدأتا من عناوين صحف أو برامج تلفزيونية فى أكثر تلك الجرائد أو المحطات «عراقة»! من النيويورك تايمز حتى الـ«بى بى سى» وما بعدهما أو بينهما!

 وفيما هم يكذبون ويؤلفون، كانت الصحفيات والصحفيون الفلسطينيون يدونون الحقائق كما هى دون رتوش أو تلاوين أو حتى مبالغة، هى المرة الأولى التى لا يقوم فيها الإعلامى بذرف دمعة على أهله على شاشات أو منصات أو صحف، بل هى المرة الأولى التى قام فيها كثر بتصوير ونشر معاناتهم وموتهم، أو قتل أحبتهم وإبادتهم فى نفس اللحظة وعلى هواتفهم حتى تسقط من أيديهم، إما لأنهم أصيبوا وقتلوا أو لأنهم فضلوا الجرى استجابة لصراخ الأطفال والنساء والشيوخ والرجال الموجوعين.. كم حاضر الوجع فى تلك دقيقة فى غزة وكل فلسطين.. الوجع المتنقل من خان يونس إلى شمال أو جنوب غزة إلى مخيماتها وشوارعها وحواريها إلى جنوبها بل جنوب الجنوب حتى رفح!

 كثر كذبهم فيما الصورة واضحة كالشمس بل ربما أكثر منها.. ولكنهم لم ييأسوا بل استمروا فى الروايات الكاذبة حتى قالوا إن موظفين من الأونروا ساهموا فى القتل فى السابع من أكتوبر.. فقامت المنظمة الدولية سريعا بفصل البعض والتحقيق فى الرواية بعد ذلك، فيما الأصل أن يتم التحقيق خاصة أن الرواية جاءت من وسيلة إعلامية ليست مستقلة، وأين هى الوسيلة الإعلامية المستقلة الآن فى أمريكا أو أوروبا أو كل العالم؟ لقد دمروا كل ما تبقى لدينا من إيمان بأنهم محظوظون بإعلام مستقل وحرية فى التعبير! واكتشفنا أنهم كذابون، إما أنهم يعرفون ذلك أو يوهمون أنفسهم، وفى الحالتين لا يعنينا شىء سوى أن رواياتهم، كل رواياتهم وإعلامهم منحاز ومتعصب وعنصرى، والأهم أنه كاذب، وهنا سقطت مقولتهم حول الحيادية التى لطالما تشدقوا بها.. وإذا كان كل ما قالوه ونشروه منذ السابع من أكتوبر حتى الآن ثبت أنه كذب فى كذب فكيف صدق الجميع رواية الصهاينة النازيين الجدد حول موظفى الأونروا؟ إلا إذا كان المراد هو الاستمرار فى تحقيق هدفهم وهو الإبادة الجماعية ووضع حد حتى للمتيسر من الدعم الإنسانى للضحية، أى الفلسطينيون والفلسطينيات، فى بلدهم فلسطين..
لقد كذب الإعلاميون ولو صدقوا!

(الشروق المصرية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الغرب اعلام طوفان الاقصي مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السابع من أکتوبر أو حتى

إقرأ أيضاً:

اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان تعقد اجتماعها السابع عشر

عقدت اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان اجتماعها السابع عشر، برئاسة الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة، رئيس اللجنة، وبمشاركة أعضاء اللجنة من الجهات المعنية في الدولة.

واطّلع قرقاش خلال الاجتماع، الذي عقد في مقر ديوان الرئاسة، على سير نتائج عمل فرق العمل المنبثقة عن اللجنة المكلفة بمتابعة إعداد التقارير الدورية المستحقة على الدولة باعتبارها طرفاً في الميثاق العربي لحقوق الانسان، وعدد من الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان.
كما اطّلع على مستجدات التعاون الفني بين الدولة وأجهزة واليات الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان.

تعزيز التعاون 

وأكد قرقاش في هذا السياق على حرص دولة الإمارات على تعزيز تعاونها مع أجهزة وآليات ولجان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، بما فيها مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان والإجراءات الخاصة التابعة لمجلس حقوق الإنسان واللجان التعاهدية.
كما أكد قرقاش على مواصلة تنظيم الأنشطة والفعاليات وورش العمل التي تشرف عليها اللجنة الدائمة، والتي تساهم في نشر الوعي، وفي بناء القدرات والتدريب في مجال حقوق الإنسان.

مقالات مشابهة

  • تحقيق استخباري إسرائيلي: "هكذا أعمتنا التكنولوجيا عن هجوم 7 أكتوبر
  • تحقيق استخباري اسرائيلي: "هكذا أعمتنا التكنولوجيا عن هجوم 7 أكتوبر
  • تحقيق استخباري اسرائيلي : "هكذا أعمتنا التكنلوجيا عن هجوم 7 أكتوبر
  • اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان تعقد اجتماعها السابع عشر
  • حظك اليوم الخميس| توقعات الأبراج النارية.. الإلهام يطرق باب الأسد
  • اتفاقية بين أكاديمية الإعلام السعودية وجامعة الملك خالد لتأهيل الإعلاميين
  • اتفاقية تعاون بين أكاديمية الإعلام السعودية وجامعة الملك خالد لتأهيل الإعلاميين
  • استشهاد 11 ألف طالب فلسطيني منذ السابع من أكتوبر
  • التربية الفلسطينية: استشهاد 11 ألف طالب وتعرض500 مدرسة وجامعة للقصف منذ السابع من أكتوبر
  • وما أدراك ما أيلول!