عربي21:
2024-10-03@05:58:15 GMT

أسئلة بيرنز وإجاباته بين مقال وكتاب

تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT

تصادف أني كنت ما أزال في قراءة كتاب من تأليف السيد وليم بيرنز نشره عام 2019، وعنوانه الرئيس (القناة الخلفية)، وهو سيرة ذاتية- مهنية للرجل أقرأها ببطء لضيق الوقت، وبتركيز ثقيل يتناسب ودسم الأحداث والملاحظات الشخصية للرجل الذي يدير الآن وكالة الاستخبارات المركزية في واشنطن.

المصادفة التي أتحدث عنها جاءت حين نشر السيد بيرنز مقاله الأخير في مجلة فورين أفيرز نهاية يناير الماضي وفيه يتحدث مطولا وبتفصيل يتجاوز قواعد الصمت المخابراتي المعهودة عن مجمل خدمته الدبلوماسية التي قضاها في وزارة الخارجية الأميركية ( ومنها سفيرا في الأردن ثم موسكو) وانتهى في أعلى السلم الهرمي نائبا لوزير الخارجية من عام 2011 حتى عام 2014.



السيد بيرنز شخصية متميزة بالقدرات والمواهب بلا شك، وهو يتقن اللغتين: العربية والروسية، واستطاع ان ينسج شبكة علاقات خاصة وقوية في كل الأماكن التي خدم بلاده فيها.
في مقاله الأخير في "فورين أفيرز"، يلقي السيد بيرنز مساحة إضاءة واسعة للتفكير الأميركي في المنطقة، خصوصا في الحديث عن تداعيات أحداث السابع من أكتوبر فيقول ".. إن الأزمة التي عجل بها هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي هو تذكير مؤلم بتعقيد الخيارات التي ما يزال الشرق الأوسط يطرحها على الولايات المتحدة. وستبقى المنافسة مع الصين أولوية قصوى لواشنطن، لكن هذا لا يعني أنها تستطيع التهرب من التحديات الأخرى. وهذا يعني فقط أن على الولايات المتحدة أن تتنقل بحذر وانضباط، وأن تتجنب التجاوز، وأن تستخدم نفوذها بحكمة.)

ما أفهمه هنا أن واشنطن ما تزال تحاول تطبيق سياستها المستحدثة بتغيير الأولويات ووضع منطقة جنوب شرق آسيا ( المجال الحيوي الصيني) على رأس القائمة، لكن الشرق الأوسط ما يزال يسحبها إليه بالقوة. ما لا يقوله السيد بيرنز هنا أن الانسحاب الفوري بلا حسابات من الشرق الأوسط كارثي، وبلمسة خفيفة يرى السيد بيرنز أن حدث السابع من أكتوبر مرتبط باستراتيجية التحول الأميركي المفاجئ في المنطقة، ولا ينكر الرجل أن الخيارات معقدة.

فهو يضيف باستطراد أوسع في مقاله ذاك: (.. الشرق الأوسط حاليا أكثر تشابكا أو انفجارا من أي وقت مضى، وإنهاء العملية البرية الإسرائيلية المكثفة في قطاع غزة، وتلبية الاحتياجات الإنسانية العميقة للمدنيين الفلسطينيين الذين يعانون، وتحرير المحتجزين، ومنع انتشار الصراع إلى جبهات أخرى في المنطقة، وتشكيل نهج عملي لـ”اليوم التالي” في غزة، جميعها مشاكل صعبة للغاية).
بيرنز يرى ان واشنطن (.. ليست مسؤولة حصرا عن حل أي من مشاكل الشرق الأوسط المزعجة، لكن لا يمكن إدارة أي منها، ناهيك عن حلها، بدون قيادة أميركية نشطة.) ويلقي سيد المخابرات الأميركي رؤية "مرعبة" بسطر مقتضب يقول فيه: (النظام الإيراني أصبح أقوى في الأزمة الحالية ويبدو مستعدا للقتال حتى آخر امتداد إقليمي له).

وعودا على بدء..
في كتابه الذي أسير فيه ببطء شديد والمنشور عام 2019، يقول السيد بيرنز مستحضرا ذاكرته المهنية عن حرب الخليج عام 2003 في إدارة جورج بوش الابن، أنه تقدم بمذكرة تحذيرية كان عنوانها "العاصفة المثالية" وشبهها بالترياق المعالج للافتراضات الأميركية "الوردية" والمتهورة.
وينهي ذاكرته المدونة عن هذا الموضوع بقوله: ( .. ما لم نفعله، كان اتخاذ موقف صارم ضد الحرب تماما، في النهاية، قمنا ببعض اللكمات. لماذا لم أذهب إلى آخر الأمر في معارضتي أو أستقيل؟ ما زلت أجد إجابتي مشوهة وغير مرضية)

أتساءل عند هذه النقطة بتخيل افتراضي: ماذا يمكن ان يكتب السيد بيرنز بعد نهاية خدمته مديرا للاستخبارات عن كل ما يحدث الآن؟ هل سيصطدم أيضا بعدم الرضا والإجابات المشوهة على تساؤلاته؟

(الغد الأردنية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الشرق الأوسط الشرق الأوسط امريكا وليام بيرنز مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

رهاناتُ العدوّ الإسرائيلي لرفع سقف أهداف الحرب

عبدالحكيم عامر

في خضم الأحداث المتسارعة في المنطقة، يعمل العدوّ الإسرائيلي في محاولة تحقيق أهداف استراتيجية معقدة، فالتركيز في هذه المرحلة المفصلية، ينصب على كسر الروح المعنوية لدى أحرار الأُمَّــة، وتصدير نصر زائف إلى الداخل الصهيوني.

فكسر الروح المعنوية لدى الشعوب العربية والإسلامية أحد الأهداف الأَسَاسية للعدو؛ إذ يسعى إلى إضعاف عزيمة الشعوب العربية والإسلامية التي تتصدى له وتقاومه، مما يساعد على تعزيز سيطرة النظام الإسرائيلي، من خلال استخدام القوة العسكرية، والترويج لخطاب إعلامي يهدف إلى نشر الخوف والقلق، يسعى العدوّ إلى تقويض الثقة في القدرة على المقاومة.

وأما على الصعيد الداخلي، يسعى العدوّ إلى تصدير “نصر” زائف يهدف إلى إقناع المجتمع الإسرائيلي بأن الحكومة قادرة على حماية أمنهم ووجودهم، فمنذ عملية “طوفان الأقصى” في أُكتوبر الماضي، يشعر الإسرائيليون بتهديد حقيقي لم يعد بالإمْكَان تجاهله، لذا، يعمل نتنياهو على استخدام الأحداث الحالية كوسيلة لتعزيز موقفه، وتوجيه الانتباه عن الأزمات الداخلية والضغوط السياسية التي يواجهها.

وفي سياق التصعيد المُستمرّ من قِبل العدوّ في هذه المرحلة المفصلية، يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي المجرم نتنياهو قد رفع سقف أهداف حربه على غزة ولبنان، لم يعد الأمر مقتصرًا على استعادة المحتجزين لدى حماس أَو معالجة أزمة النازحين من مستوطنات الشمال، بل إن الأحداث الراهنة تكشف عن استراتيجية أوسع تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية ضمن مخطّط شامل لقلب الشرق الأوسط.

تتجاوز أهداف العدوّ الإسرائيلي الحالية مُجَـرّد التعامل مع حماس أَو حزب الله؛ فهي تشير إلى طموحات صهيونية تمتد من النهر إلى البحر، يتجلى هذا في توسيع وتغذية الصراعات في الشرق الأوسط؛ لأَنَّها تدور حول مشروع دولة “إسرائيل” الكبرى بالأَسَاس، و”إسرائيل” تريد التخلص من الدول التي تعرقل تنفيذ هذا المشروع الذي يمرر بطريقة تدريجية، وَلقد ظهرت مؤخّراً بوادر من مشروع دولة “إسرائيل” الكبرى.

تسير هذه الأهداف في إطار استراتيجية أكبر تهدف إلى استتباع المنطقة واستعبادها، حَيثُ يرتبط هذا بمسارات التطبيع الإبراهيمية التي تسعى إلى تطبيع العلاقات بين “إسرائيل” وبعض الدول العربية، حَيثُ يُعتبر “محور المقاومة”، الذي يضم إيران واليمن وسوريا ولبنان وفلسطين، هدفًا رئيسيًا للتصفية، بينما يتم تعزيز “محور التطبيع” الذي يضم الدول المتطابقة مع المصالح الإسرائيلية.

وإن الأهداف التي يسعى إليها نتنياهو تعكس رؤية عميقة لتغيير معالم الشرق الأوسط؛ مما ينذر بتحولات كبيرة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفي العلاقات الإقليمية، إن المراقبة الدقيقة لهذه التطورات تصبح ضرورية لفهم طبيعة الصراعات القادمة وتأثيراتها على المنطقة برمتها.

مقالات مشابهة

  • صراع الشرق الأوسط يؤجج أسعار الذهب في مصر: ارتفاعات غير مسبوقة وسط التوترات
  • الولايات المتحدة وإسرائيل.. الأولويات بشأن التصعيد في الشرق الأوسط
  • اغتيال القيادات وتوازن القوى في الشرق الأوسط
  • ديفيد هيرست: الفوضى التي تبثها إسرائيل في الشرق الأوسط ستعود لتلاحقها
  • روسيا تفرض قيودًا مؤقتة على رحلاتها في الشرق الأوسط
  • شولتس يحذّر من إشعال الشرق الأوسط
  • والز وفانس يشتبكان في مناظرة نائب الرئيس الأميركي
  • رهاناتُ العدوّ الإسرائيلي لرفع سقف أهداف الحرب
  • تطورات الشرق الأوسط تزيد سخونة مناظرة نائب الرئيس الأميركي
  • الشرق الأوسط الجديد