حزب الله لا يحيّد لبنان ويربط الحدود بالرئاسة؟
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
كتب ابراهيم حيدر في" النهار": إقرار الهدنة في غزة إذا استكملت بنودها في ضوء الحركة الأميركية إلى المنطقة والتي يقودها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، لا تعني انتهاء الحرب لكنها ستفتح آفاقاً لإعادة تقييم الوضعين السياسي والميداني لدى إسرائيل وحماس و"حزب الله"، وما قد ترتبه من انعكاسات في المرحلة المقبلة.
الرهان على زيارة هوكشتاين لا يعني أن جبهة جنوب لبنان يمكن أن تسير على سكة التهدئة، فعلى الرغم من الضغوط الأميركية على إسرائيل والتحذيرات من تصعيدها الحرب على لبنان لاعتبارات لها علاقة بأولويات الإدارة الاميركية في المنطقة وفي الوقت ذاته طمأنة إسرائيل بالعمل على ترتيبات أمنية تبعد "حزب الله" عن الحدود، فإن عدم تثبيت وقف اطلاق النار في غزة وبدء مفاوضات سياسية والبحث بحل سياسي، سيبقى جبهة لبنان مرشحة لكل الاحتمالات، وبالتالي قد يؤدي استمرار التصعيد الإسرائيلي مع تشدد بنيامين نتنياهو ورفضه لأية حلول إلى استدراج واشنطن لحرب في المنطقة كلها.
ينسحب التعقيد في ملف الجبهة الجنوبية، انطلاقاً من الحركة الدولية على الوضع في لبنان كله. فإذا كانت اللجنة الخماسية تحاول وضع الاستحقاق الرئاسي على سكة التفاوض للوصول الى تسوية، إلا أنها اصطدمت بتطورات الوضع في الجنوب، إذ يتبين صعوبة الفصل بين الملفين. وهذه النقطة يأخذها بالاعتبار الموفدون الدوليون في طروحاتهم، لكن الثابت وفق المصدر الديبلوماسي أن مساعي التهدئة والتحذيرات إلى "حزب الله"، تعني أن لا مقايضة دولية خصوصاً أميركية معه في ما يتعلق بالملف الرئاسي.
وفي وقت يرفض "حزب الله" التفاوض حول وجوده العسكري في المنطقة الحدودية، فإنه أيضاً مرتبك في ما يتعلق باستمرار المواجهة في حال الهدنة، خصوصاً وأن المفاوضات حول غزة تستبعد الإيرانيين ولا تمنحم أي دور في ذلك. وأمام التهديدات الإسرائيلية يبدو أنه سيحاول التبرير لجمهوره عما حققه بإشعال جبهة الجنوب، فيما سيركز على استمرار العمليات في منطقة محددة في الجنوب لا يستبعد المصدر الدبلوماسي أن تكون مزارع شبعا بوصفها منطقة محتلة وتختلف عن حدود الخط الأزرق. والامر ذاته ينسحب على الملفات الداخلية عبر التمسك بسليمان فرنجية.
لا يبدو ممكناً فصل مسار الجنوب عن الرئاسة وفق المصدر الدبلوماسي، وإن كانت الحركة الدولية تسعى إلى ذلك. يقول نقلاً عن أجواء دولية أنه لا يمكن منح "حزب الله" ضمانات تحت عنوان إيصال رئيس يثق به أو لا يطعن ظهر المقاومة، علماً أن الحزب يرفض التفاوض على أي ملف قبل وقف اطلاق النار في غزة. فقد بات مسار الحل وانجاز الاستحقاقات الدستورية معلقاً بالتسوية في الجنوب، في ظل الشروط المتبادلة والمطالبة بضمانات، وعلى هذا يبدو أن كلمة الفصل أميركية بامتياز، في انتظار وساطتها لما ستؤول إليه الأوضاع واحتمالات الحرب. وعلى هذا لبنان ليس محيداً عن وحدة الجبهات أو إمكان تحوله إلى ساحة استهدافات، بعيداً من خطابات النصر وشعارات حماية البلد.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
بعد انسحاب إسرائيل..الجيش اللبناني يدخل القرى الحدودية في الجنوب
قالت قيادة الجيش اللبناني، في بيان الأربعاء، إن الجيش يستكمل انتشاره في البلدات الحدودية في جنوب لبنان بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منها، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار، فيما لا يزال الجيش الإسرائيلي يتمركز في عدة نقاط حدودية.
وقال بيان قيادة الجيش: "تستكمل الوحدات العسكرية الانتشار في جميع البلدات الحدودية الجنوبية بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، يونيفيل، بعد انسحاب العدو الإسرائيلي".وأضاف البيان أن "الجيش الإسرائيلي لم يلتزم بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة عملاً بالمواثيق والشرعية الدولية وبقرارات الأمم المتحدة، وفي مقدمها القرار .1701، وهو لا يزال يتمركز في عدة نقاط حدودية، ويتمادى في تنصله من التزاماته، وخرقه للسيادة اللبنانية من خلال الاعتداءات المتواصلة على أمن لبنان ومواطنيه".
وأشار البيان إلى أن الوحدات العسكرية كثفت "جهودها لمواكبة عودة الأهالي إلى أراضيهم، عبر إزالة الأنقاض وفتح الطرقات بعد الدمار الواسع الذي خلفه العدوان الإسرائيلي، ومعالجة الذخائر غير المنفجرة، والأجسام المشبوهة التي تمثل خطراً داهماً على حياة المواطنين".