حريق الخرطوم | صراط نحو العافية (2-2)
تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT
ظل البرهان منذ أن تولى رئاسة المجلس السيادي والقوات المسلحة في أبريل/نيسان 2019 وحتى اليوم يكابد وضعا شديد الإرباك، فهو قد نُصِّب في الرئاسة لرعاية مطلوبات تغيير النظام السياسي للإسلاميين، ولكنه يقود جيشا متعاطفا معهم ولا يزال فيه بعض من نفوذهم.
والبرهان متهم -بشواهد عديدة- بأنه يرغب في الحكم، فيما القوى السياسية التي ساهمت في تغيير نظام الإنقاذ ظلت تلح عليه -وبسند غربي- أن يسلمها السلطة، كذلك فإن الضغط الخارجي عليه لم يحمل أهدافا متحدة، مما أعجزه عن أن يرضي الكل.
بدا واضحا أن البرهان قرر أن يثق بدهائه وقدرته على أن يخادع الجميع، فسمح بضرب الإسلاميين إرضاء للثوريين والخارج، ولكنه لم يسمح بالقضاء عليهم إرضاء للجيش ولإفزاع قوى الحرية والتغيير وكل من حاولوا الضغط عليه لتسليم الحكم.
أمنية البرهان ربما تكون أن يضمن موقعا دستوريا وحصانة مقابل تسليم الجيش للإشراف الدولي بعد وقف الحرب
عندما حان ميقات التسليم حسب الوثيقة الدستورية انقلب هو وحلفاؤه العسكريون (حميدتي والحركات المسلحة) على حكومة حمدوك وأزالوا المدنيين من الحكم.
كان البرهان منذ أن تولى الحكم وحتى قامت الحرب يعمل على تقوية الدعم السريع استجابة لإغراءات حميدتي وضغط بعض الدول الإقليمية، ولكن بالأساس لاتقاء انقلاب في الجيش يقوده الإسلاميون، وذلك برفع تكلفة المواجهة المتوقعة بين الجيش والدعم السريع في حال قام ذلك الانقلاب.
حميدتي بدوره كان في وضع مشابه ومارس التلاعب ذاته لفترة طويلة وهو في صف البرهان، وبعد إزاحة المدنيين عن الحكم واحتدام التنافس نحو كرسي الرئاسة بين الرجلين قرر حميدتي أن يغير الاصطفاف طمعا في حلف يقربه من الأميركيين.
وهذا زاد موقف البرهان تعقيدا، إذ إنه تمادى في تقوية حميدتي وقواته للدرجة التي جعلت الجيش يغلي غضبا حتى قامت حركة داخله بانقلاب لم يكتمل، والأمر الفارق أن هذه الحركة وذلك الغضب كان أساسهما مهنيا محضا ولا يحمل شيئا من نفوذ الإسلاميين (اللواء بكراوي قائد المحاولة ليس إسلاميا).
البرهان سمح بتضخم المليشيا لأنه كان يخشى غضب الإسلاميين داخل الجيش، وانتهى به الأمر مُغضبا المؤسسة بكاملها بسبب تراكم الغبن والإهانات التي توالت عليها، أما بعد أن بلغ الأمر مبلغ الحرب وحلّت ويلاتها على عموم السودانيين صار البرهان محلا لسخطهم أجمعين لا يزاحمه في ذلك إلا آل دقلو.
ماذا يصنع البرهان لينجو؟إن تمكن الجيش من هزيمة المليشيا فقد درعه الوحيد وربما أزاحه الجيش ضربة لازب إن لم يحاكمه بالخيانة، وسيهلل كل الناس لمحاسبته بصرامة كونه شريك حميدتي في المسؤولية عن هذا الخراب، وإن انتصرت المليشيا فهو هالك لا محالة.
البرهان أمله الوحيد والضعيف هو أن تستمر الحرب وأن يصيب الجميع الرهق الشديد فيتراضون على تسوية توقف الحرب، وإن قبل الطرفان بالجنوح إلى السلم وتسوية النزاع فيستبعد أن يكون ذلك إلا بتحكيم وإشراف دولي يقسم الخرطوم إلى منطقة لنفوذ الجيش وأخرى للمليشيا ومنطقة وسط منزوعة السلاح تتوسع تدريجيا حتى تبدأ الحياة في العودة إلى طبيعتها، ثم يقوم المشرفون بعدها بإجراء الجراحة التي تعيد هيكلة القوات المسلحة ودمج الدعم السريع داخلها.
هذا ظاهرا، أما باطنا فإن القتال إذا توقف قلّ حينها اهتمام الغربيين بالأمر وأوكلوه إلى أصحاب المصلحة في الإقليم، مصر قد تحصل على ضمانات من الخليج ثم تعمل أمواله وأموال حميدتي للتأثير على الإشراف الدولي الذي سيكون أفريقيا على الأرجح، ويجد الجيش السوداني أنه قد فقد الدفع العسكري في المعركة وشرعيته كممثل للدولة والشعب وقدرته على فرض أي مطالب، ثم تُفكك قدراته الصناعية والاقتصادية، وساعتها لا يبقى لآل دقلو أو من يأتي بعدهم إن هلكوا سوى أن يُملأ الفراغ الضخم.
أمنية البرهان ربما تكون أن يضمن موقعا دستوريا وحصانة مقابل تسليم الجيش للإشراف الدولي بعد وقف الحرب، لكن إذا أنشب الوسطاء براثنهم في لحم الجيش وصار تحت رحمتهم فإن البرهان سيصبح بلا قيمة، فيما يظل يحمل تركة الخراب الثقيلة، لذلك سينقضون أي عهد قطعوه معه وسيُترك أمره لمن يتولى الحكم أن يقرر ما يفعل به بعد إحالته إلى المعاش.
معضلة الإسلاميينالبرهان سيكون سعيدا لو صارت هذه الحرب محرقة للإسلاميين داخل الجيش وخارجه من شبابهم المقاتلين، هذا يضاف إلى جملة الأسباب التي تدفعه لإطالة أمد الحرب وتعطيل النصر، لكن الحق أن الجيش لديه مشكلة أخرى تعيق نصره، وهي مشكلة المشاة.
قبل الإنقاذ ظل الجيش في سجال طويل مع المتمردين في الجنوب، وكان في ذلك معتمدا على الأسلحة الفنية في تحقيق انتصارات محدودة، بعد الإنقاذ ودخول الدفاع الشعبي ساحة القتال أصبح المشاة من المجاهدين أكثر فاعلية وتأثيرا في الحرب (فاعلية أفزعت الخارج الذي ضاعف دعمه للتمرد وأعاد حالة السجال).
وبعد انفصال الجنوب وتجدد الحرب في دارفور أصبح الجيش يعتمد على مليشيا الدعم السريع لسد فجوة المشاة عنده، وقد أظهروا كفاءة في ذلك خففت نار الحرب بقدر بائن وإن لم توقفها.
المفارقة الآن هي أن شباب الإسلاميين يقاتلون مع الجيش صفا واحدا ضد المليشيا التي أنشأها نظام البشير الذي جاؤوا به إلى الحكم وكأنها تكفير بالدم عن خطايا لم يقترفها الشباب المقاتلون الآن، ولكنهم احتملوا جريرتها حتى يبقى السودان.
المشكلة هي أن المتطوعين وجنود وضباط الجيش في حربهم هذه يواجهون رصاص المليشيا بصدورهم وتتلقى ظهورهم طعن البرهان الذي يبحث عن مخرج.
أفراد الجيش ملزمون بطاعة القائد، ولكن ما الذي يدفع المتطوعين لأن يقاتلوا في حرب لا يرغب قائدهم في النصر فيها؟ أما الإسلاميون فهو يراهم عدوا كما يرى المليشيا عدوا، فكيف يقاتلون تحت قيادته؟ ولن تكون في الحرب انتقائية.
إن تراخي البرهان سيجعل الحرب محرقة للإسلاميين ولجنود وضباط الجيش ولعموم المتطوعين للقتال من السودانيين، وهذا ليس تخذيلا عن القتال ولكنه حساب ضروري لمعطيات المعركة.
جواز الصراط أولا: لا بد أن يُبعد البرهان عن إدارة المعركة، يمكن أن يصاغ اتفاق داخل الجيش وبالترتيب مع التيارات السياسية والدول الخارجية التي تدعمه على منح البرهان حصانة قضائية وتنصيبه رأسا للدولة لفترة معلومة بعد نهاية الحرب ثم معاشا كريما عند دولة مضيفة، ويمكن أن يظل رئيسا رمزيا للجيش أثناء الحرب، ولكن يقوم الجيش بترتيب بيته الداخلي ليشكل مجلسا يدير المعارك بعد أن يتخلص من كل البؤر الرخوة داخله، سواء الخائنة أو الضعيفة. ثانيا: بديهي أن من ينتصر في هذه الحرب سيحكم السودان ولو إلى حين، هذا لن يقتصر فقط على العسكريين، لو انتصرت المليشيا فستُشِرك حلفاءها السياسيين في بعض الحكم، وكذلك سيفعل الجيش.لذلك، إن الترتيب الذي سيجري لما بعد الحرب ينبغي أن يصاغ الآن عهدا ملزما قبل أن تنتهي الحرب، لا جدوى من التظاهر استرضاء للغرب بأن الجيش سيسلم السلطة إلى المدنيين بعد الحرب، ولا ينبغي له، فلا هم سيقدرون عليها ولا هو سيقدر.ينبغي أن يصاغ اتفاق سياسي يمنح الجيش منزلة سياسية يقف فيها حارسا لترتيب الانتقال الديمقراطي المتدرج والمدروس ولتعويض وتعضيد الأمن والطمأنينة اللذين فقدناهما في الحرب.ومهمة السياسيين ستكون ألا يصيب السودانيين اليأس من الحرية بعد ويلات الحرب ويُسْلِمون آمالهم في الحرية والعدالة ليجدوا السلام، وتحقيق هذا الاتزان الحرج سيحتاج هذه المرة إلى حكمة عالية وأناة شديدة. ثالثا: سيطرة تنظيم الإسلاميين على الجيش مجرد خرافة لم تتحقق حتى في أغلب سنوات الإنقاذ، بل إن البشير وحرصا منه على ألا يملك التنظيم الإسلامي أمره عمل على خلق جفوة شديدة بين التنظيم والجيش ونجح في ذلك، وللمفارقة جعل من سقوطه في ديسمبر/كانون الأول 2019 ممكنا.لكن رغم ذلك فإن الحلف الآن بين الإسلاميين والجيش يبدو حتميا بسبب العدو المشترك والطبيعة المحافظة لأغلب العسكريين، وإخفاء هذا الحلف عن أعين السودانيين والخارج يبدو مستحيلا وغير مبرر، وإذا انتصر الجيش في هذه الحرب -سواء بسند قتالي من الإسلاميين أو دونه- فهو سيحتاجهم ظهيرا سياسيا لإدارة الدولة.يحسن أن يكون العهد بين الجيش والإسلاميين والسودانيين معلنا، عهد يحفظ للجيش حظا من الاستقلال الإداري والمالي ويعطي الإسلاميين وحلفاءهم فرصة جديدة لتثبيت نظام سياسي ديمقراطي مستدام بعد أن أضاعوها أيام الإنقاذ. رابعا: إدارة العلاقات الخارجية بعد الحرب ستحتاج إلى الحكمة الممزوجة بالقوة والاعتزاز، والحكم في السودان بعدها سيكون شبه عسكري، وعلى الغربيين أن يتعاملوا مع هذا، والإسلاميون سيكونون جزءا من المشهد السياسي بعد الحرب، وعلى الغرب وبعض دول الإقليم التعامل مع هذا، وفي تعدد الأقطاب في العالم اليوم مندوحة عن لبس الأقنعة والتذلل. خامسا: إذا حصلت التسوية بإشراف دولي وانتبه الجيش إلى مزالقها ولم يسلم نفسه للهيكلة فمن الممكن أن ينتهي الأمر بإعادة المليشيا وداعميها ترتيب أمرهم بالتكتل في دارفور ثم العمل على فصلها في دولة مستقلة، وهذا أمر يمكن حينها تداركه ومنعه وقد تكون فيه نهاية بطيئة لأزمة طويلة.ختاما، يسير علينا كسودانيين أن نرى بارقة الأمل في الخروج من هذا البلاء حين نرى تمايز الحق والباطل هذه المرة شديد الجلاء، ودخان الحريق الذي يشتعل في الخرطوم الآن أزال غبش الرؤية عمن يريد الخير للسودان ومن يريد السوء.
سيتجاوز السودان هذا الصراط نحو العافية، والنار التي يخوضها الآن ستجلو الصدأ وتنفث خبث المعدن وتبعثه عنقاء تنهض من الرماد وتحلق عاليا، وما ذلك على الله بعزيز.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معناوظائف شاغرةترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: بعد الحرب بعد أن فی ذلک
إقرأ أيضاً:
البرهان من القاهرة: نواجه حرب وجود وشكرا وصبرا شعب السودان ومرحلة ما بعد الحرب ستبدأ قريبا
القاهرة- متابعات تاق برس- قال رئيس مجلس السيادة الإنتقالي قائد الجيش السوداني ان الشعب السوداني يواجه حرباً تستهدف وجوده ودولته، وحضارته وبنيته الأساسية ومكتسباتها التي ظلت دوماً في خدمة أشقاء السودان وجسر للتعاون والتواصل والبناء ونقل وتبادل المنافع، من قبل ما اسماها ميليشيا الدعم السريع الإرهابية تلك المجموعات التي إستعانت بمرتزقة أجانب للإستيلاء على السلطة وتقويض الفترة الإنتقالية وإستولت على الممتلكات العامة والخاصة وأقدمت على ممارسات لا تمت للشعب السوداني بصلة من قتل وإغتصاب وسرقة ونهب، تلك الممارسات التي تُشكل جرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي والإبادة الجماعية.
واضاف ” إلا أن الشعب السوداني وقواته المسلحة عازمون على الحفاظ على الدولة ومؤسساتها وهزيمة هذا المخطط متطلعين لدور فاعل من مختلف الدول الشقيقة والصديقة وأصحاب المصلحة والمختصين في عملية إعادة تهيئة القطاع الحضري الذي تاثر جراء الإستهداف الممنهج من قبل من أسماها الميليشيا المدعومة بقوى إقليمية ودولية ، والعمل على الإستعداد لمرحلة إعمار قطاعات الدولة السودانية في مرحلة ما بعد الحرب والتي ستبدأ قريباً بمشيئة الله.
وشارك رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان اليوم الإثنين في فعاليات المنتدى الحضري العالمي. وذلك تلبية لدعوة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. والذي يحظى بمشاركة واسعة من رؤساء الدول والحكومات.
ورحب الفريق أول ركن البرهان بإستضافة جمهورية مصر العربية للمنتدى في نسخته الثانية عشر.
وأشار ، في كلمته أمام المشاركين في فعاليات المنتدى الحضري العالمي، للإنجازات المتتالية التي حققتها مصر ونجاحها في إرساء نهضة حضارية وتنموية شاملة في فترة شديدة الدقة، شهدت تطورات هامة على المستويين الإقليمي والدولي.
ينشر تاق برس نص كلمة رئيس مجلس السيادة الإنتقالي :
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الأخ الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة.
أصحاب الفخامة الرؤساء.
السادة رؤساء الحكومات والوزراء
السيدة/ المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية.
السادة رؤساء الوفود،، الحضور الكريم بمقامتكم السامية .
إنه لمن دواعى سرورنا، مشاركتنا لكم اليوم في أرض الكنانة، جمهورية مصر العربية الشقيقة ، أعمال المنتدى الحضري العالمي في نسخته الثانية عشر والذي يعقد تحت شعار: “كل شيء يبدأ محلياً … لنعمل معاً من أجل مدن ومجتمعات مستدامة”.وأسمحوا لى فى مستهل حديثى، أن أتوجه بخالص الشكر والعرفان لفخامة الأخ الرئيس عبدالفتاح السيسي،على ما لمسناه من كرم الضيافة وحفاوة الإستقبال وهو أمر ليس بالمستغرب على الشقيقة مصر، وبأحر التهاني لفخامته على إستضافة مصر لهذا الحدث الدولي الهام ، والتهنئة تمتد للقيادة المصرية على جهودها عبر توليها ريادة الإتحاد الإفريقي لملف إعادة الإعمار والتنمية بعد الصراعا. وإحتضانها لتلك الفعالية في القارة الإفريقية لأول مرة منذ أكثر من عشرون عاماً.
*الأخ الرئيس*
*السيدات والسادة*
لقد تابعنا ببالغ السعادة الإنجازات المتتالية التي حققتها مصر وتحقيقها لنهضة حضارية وتنموية شاملة في فترة شديدة الدقة شهدت تطورات هامة على المستويين الإقليمي والدولي، وقدرتها على تحويل التحديات لفرص وممكّنات، وتحقق ذلك في ظل وجود الإرادة ووجود القيادة الواعية والمدركة لمطلوبات المرحلة.
*الأخ الرئيس*
*أصحاب الفخامة الرؤساء*
*السادة رؤساء الحكومات والوزراء*
*السيدة/ المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية*.
أنتهز هذه السانحة لأعبرعن تقديرنا لجهود ومبادرات برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، في تعزيز جهودنا الوطنية سيما المتعلقة بمتابعة إستراتيجيات التحضر المستدام، ودعمها إنشاء برامج متسقة لمعالجات توجهات التحضر، من خلال تعزيز وتقوية إستراتيجيات التخطيط الإقليمي الحضري لإنفاذ أهداف التنمية المستدامة. والشكر أيضاً على جهودها المستمرة في دعم الشعب السوداني خلال جائحة كورونا، ومؤخراً خلال كارثة السيول والفيضانات هذا العام، وكلنا ثقة من مواصلتها لذات المبادرات والمشاريع في وقت قريب.
*أصحاب الفخامة الرؤساء،*
*أصحاب المعالي والسعادة*
*السيدات والسادة*
كما تعلمون يواجه الشعب السوداني حرباً تستهدف وجوده ودولته، وحضارته وبنيته الأساسية ومكتسباتها التي ظلت دوماً في خدمة أشقاء السودان وجسر للتعاون والتواصل والبناء ونقل وتبادل المنافع، من قبل ميليشيا الدعم السريع الإرهابية تلك المجموعات التي إستعانت بمرتزقة أجانب للإستيلاء على السلطة وتقويض الفترة الإنتقالية وإستولت على الممتلكات العامة والخاصة وأقدمت على ممارسات لا تمت للشعب السوداني بصلة من قتل وإغتصاب وسرقة ونهب، تلك الممارسات التي تُشكل جرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي والإبادة الجماعية ، إلا أن الشعب السوداني وقواته المسلحة عازمون على الحفاظ على الدولة ومؤسساتها وهزيمة هذا المخطط متطلعين لدور فاعل من مختلف الدول الشقيقة والصديقة وأصحاب المصلحة والمختصين في عملية إعادة تهيئة القطاع الحضري الذي تاثر جراء الإستهداف الممنهج من قبل الميليشيا المدعومة بقوى إقليمية ودولية ، والعمل على الإستعداد لمرحلة إعمار قطاعات الدولة السودانية في مرحلة ما بعد الحرب والتي ستبدأ قريباً بمشيئة الله.
*أصحاب الفخامة الرؤساء*
*أصحاب المعالي والسعادة*
*السيدات والسادة*
نثق في أن هذا المنتدى سيخرج بتوصيات واضحة حول قضايا الإسكان والتنمية المستدامة. وتوصيات ناجعة تسهم في مخاطبة الإختلالات التي يعاني منها النظام الدولي والتي أخرت كثيراً عملية التقدم الجماعي في ملف التنمية المستدامة، ولعلنا نعتبرها فرصة له لتعزيز التعاون العالمي والتوصل لميثاق حول المستقبل عبر بناء تحالفات قوية للإجندة الحضرية الجديدة ومعالجة التحديات العالمية التي تفرضها أزمة الإسكان العالمية وتغير المناخ والتصحر.
ختاماً، أثق في أن توصيات المنتدى ستكون مساندة وداعمة للشعب السوداني في تطلعه لإعمار بلده وإحداث تنمية حقيقية تكون رافعة للإقليم وجاذبة للإصدقاء والشركاء،متمنياً لكم الموفقية في مداولاتكم ، شكراً أشقاء السودان ، شكراً أصدقاء السودان ، شكراً وصبراً شعب السودان .
البرهانالدعم السريعالقاهرة