الخليج الجديد:
2024-11-27@05:16:15 GMT

ماذا لو كانت خدعة!

تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT

ماذا لو كانت خدعة!

ماذا لو كانت خدعة!

هل قبل العرب ادعاءات إسرائيل بالرغبة في إطالة أمد الحرب على علاته، وصرنا ننظِّر له؟!

من له مصلحة أكبر في استمرار الحرب هل هم الاسرائيليون ومَنْ وراءهم أم هم المقاومون الفلسطينيون الذين برهنوا على شجاعة نادرة؟

لماذا نعتقد حازمين أن نتنياهو لن يستمر بعد الحرب؟ وتبعاً لذلك هل سيكون مصيره أفضل إذا كثر المطالبون الإسرائيليون بوقف القتال؟

هل إسرائيل هي الراغبة في إيقاف الحرب والقتال على غزة، بل وتريد هذا الإيقاف قبل المقاومة وبرغبة تفوق رغبة المقاومة بذلك من عدد من المنطلقات الهامة؟!

ماذا لو أن عنتريات إسرائيل خدعة لإيهام العرب أنهم لا يريدون وقف القتال، تاركين للعرب وأهل غزة المطالبة به؟ فهل هذا سينفع إسرائيل في التفاوض؟

هل سيؤدي ذلك بالضرورة إلى إظهار الجانب الفلسطيني أنه هو الطرف الأضعف، بينما الذي يريد إيقاف الحرب، ويتحرك شوقاً لها هو الجانب الإسرائيلي؟

هل ستؤدي الحرب إن طالت إلى مزيد من التطرف العنصري في إسرائيل أم إلى بروز قوى جديدة تبحث عن نموذج سياسي للتعامل مع العرب والفلسطينيين بنحو مختلف؟

يجب أن يقف العرب وقفة واضحة في مؤتمر قمة قريباً ويتخذوا موقفا واحدا وهو أن توقف إسرائيل الحرب وتنسحب من غزة فوراً، أو أن العرب سيبقون جميعا مع المقاومة طال أمد الحرب أم قصر.

* * *

ماذا لو كانت كل الاستعراضات العنترية لقادة إسرائيل ليست سوى خدعة لإيهام العرب والفلسطينيين أنهم لا يريدون وقف القتال، تاركين للعرب وأهل غزة المطالبة بذلك؟ فهل هذا الاستعراض سينفع إسرائيل في التفاوض؟ وهل سيؤدي ذلك بالضرورة إلى إظهار الجانب الفلسطيني أنه هو الطرف الأضعف، بينما الذي يريد إيقاف الحرب، ويتحرك شوقاً لها هو الجانب الإسرائيلي؟

ماذا لو كانت تصريحات نتنياهو وغالانت وغانتس أن الحرب سوف تمتد لأشهر ليست إلا لعبة بوكر يناورون بها على الجانب المقاوم لكي يطلب بنفسه ما يرجو الإسرائيليون الحصول عليه؟

ونحن في الجانب العربي قبلنا ادعاءات إسرائيل بالرغبة في إطالة أمد الحرب على علاته، وصرنا ننظِّر له. فمن قائل إن نتنياهو يطيل أمد الحرب لكي يبقى أطول مدة في السلطة، ولكي ينجو من المحاكمات التي تنتظره لاتهامه بالفساد وخيانة الأمانة. بل ذهب البعض إلى الحد الذي يعتقد فيه أن الحرب كلها قد صممت من قبل خبثاء في الظلام دفعوا المقاومة وأغروها بهجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 لكي تبدأ الحرب؟ وقد قبل الغالبية من الكتاب المحللين والخبراء بهذه الفرضيات وبنوا عليها نماذج طويلة.

وأثير السؤال المحير إن كانت إسرائيل هي التي ترغب في إيقاف الحرب والقتال على غزة، بل وتريد هذا الإيقاف قبل المقاومة وبرغبة تفوق رغبة المقاومة بذلك من عدد من المنطلقات الهامة.

أولها أن إسرائيل لم تخض حرباً ضروساً بهذه الشدة وبهذه المدة لأربعة أشهر من قبل. وإطالة أمد الحرب لأشهر إضافية كما يصرح قادتها سوف تعني أن اسرائيل ليست محصنة، وأن فئة قليلة من المؤمنين بالله والراغبين في الشهادة قادرون على هدم كل ما بنوه من أوهام القوة في رؤوسنا نحن العرب، وفي رؤوسهم حيث باتوا هم أنفسهم يصدقون ذلك.

ولكن الوهم سوف يسقط قريباً مع تزايد ضحاياهم، واكتساب المقاومة الباسلة مزيداً من الثقة أنهم قادرون مع الوقت على إيقاع خسائر أكثر وأكثر بين صفوف الجيش الإسرائيلي.

وثانيها هو أن أنصار إسرائيل إقليمياً ودولياً سوف يصلون إلى مرحلة الحرج من قيام إسرائيل بمزيد من القتل وسفك دماء المدنيين، ويصل بهم الأمر إلى حد الإعياء، فيتخلوا عنهم.

وقد لاحظنا أن نتنياهو المفلس قد بدأ يعود تدريجياً إلى الوسائل الصهيونية البالية في محاربة العرب والمقاومة مثل القول إن إسرائيل تدافع عن نفسها، وإن قتلها للأطفال والنساء هو مسؤولية المقاومة المختبئة خلفهم، وإن كل من ينتقد إسرائيل هو معاد للسامية.

صندوق الألاعيب هذا ساذج ويجب ألا ينطلي على أحد، وكثيرون من الأوروبيين والأميركيين من ضاق ذرعاً بهذا لأنه يحملهم ذنوباً ويكلفهم أموالاً وعتاداً في حرب لن تنفعهم أبداً. صحيح أن هؤلاء لا يريدون زوال إسرائيل ولا خسارتها، ولكنهم أيضاً لا يريدون أن يقفوا إلى جانب إسرائيل الظالمة المعتدية.

وثالثها أن إسرائيل تتكبد خسائر كبيرة جداً، وحتى نهاية الأشهر الثلاثة الأولى قُدرت تكاليف الحرب عليها بأكثر من (70) مليار دولار. وأنا واثق أن كلفة الحرب حتى نهاية الشهر الرابع من الحرب لن تقل عن(85) مليار دولار.

وذلك نتيجة لتراجع الإنتاج، ونقص الصادرات، وكلف الرواتب المدفوعة للمرتزقة بمن فيهم القلة التي تحارب معهم ممن يسمون بعرب إسرائيل، وكذلك تراجع الضرائب والإيرادات الحكومية، وكلف العتاد والذخائر، والتعويضات عن القتلى والجرحى، وتراجع سمعة إسرائيل كقوة عسكرية تستطيع فعل كذا وكذا ما سيؤدي إلى نقص الطلب على الخدمات العسكرية والدفاعية والتجسسية، وإذا استمرت الحرب سنة كاملة، فإن يهود العالم سوف يضطرون إلى تغطية هذه الكلف.

ولذلك ستتحول إسرائيل بالنسبة لهم إلى مصدر نقص في الأموال بدلاً من كونها قادرة على تمويل نفسها من إنتاجها ومن أرباحها المتحققة من الهيمنة الكاملة على الاقتصاد الفلسطيني، وأما بعض الدول التي كانت تظن أن إسرائيل واللوبيات الصهيونية في أوروبا وأميركا قادرة على التوسط لها، وتوفير التكنولوجيات والتمويل التنموي، فسترى أن لهذه الوساطة كلفة عالية، وستسعى للتعامل مع دول أخرى لا تحتاج لهذه الوساطة مثل الصين، أو روسيا أو بعض الدول الأوروبية.

ورابعها أن استمرار الحرب دون تمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها سيعطي كل المقاومين الحاليين والمقاومين المتوقعين أن يزدادوا بمعدلات نمو عالية، سوف يعرض إسرائيل لحروب أشد وأقسى في المستقبل. وأن ازدياد وتيرة الحروب سيضع إسرائيل في نفس الموقع الذي سقط فيه "الغزاة" في منطقتنا عبر العصور.

وسوف أثير نقطة هنا وهي أننا لو أجرينا تحليلاً لخريطة الجينات لدى غالبية المواطنين في شرقنا العربي لرأينا أنها متنوعة كثيراً. وقد أشار أحد خبراء علم الجينات الأردنيين من المشهود لهم دولياً إلى أن معظم اليهود الذين كانوا في منطقتنا ولم يرحلوا عنها، قد اعتنقوا الإسلام مع الوقت، وتزوجوا من المسلمين العرب الذين ستجد إن في تركيبتهم نسبة أعلى من خصائص الإثنية اليهودية من كثير من يهود إسرائيل الذين لم ينسلوا من بني إسرائيل، وهذا ينطبق على الآثار الأوروبية في جيناتنا وعلى الرومان ومن قبلهم اليونان، والمغول والتتار والأتراك والصليبيين والأكراد وجنسيات أخرى في الخليج وجنوب العراق (هندية) وغيرها.

وهذا التنوع الجيني بين عرب المشرق خاصة يدل على أن حضارتهم وثقافتهم غلابة. وأن الغزاة ليس أمامهم إلا واحد من بديلين: إما الاندماج في المنطقة والتحول إلى مكون فيها، أو الهزيمة والخذلان والخروج منها. وهناك الكثير من المؤرخين اليهود من يعرف ذلك.

خامسها هو انكشاف قادة إسرائيل وكثير من شعبها أو ساكنيها أنهم هم العنصريون الذين يدعون الأخلاق، والمغرورون بأنفسهم، والمعتقدون أنهم شعب الله المختار الذي يخولهم قتل الآخرين، علماً أن هذا لا ينفي أن فيهم كثيرين (ولكن ليس العدد الكافي لردع الطغمة الفاجرة منهم) ومن يعترفون أن أكثر الشعوب التي حمتهم ووقفت إلى جانبهم هم المسلمون والعرب.

هناك فوائد كثيرة للمقاومة إن طال أمد الحرب رغم دماء الأطفال والنساء ورغم كل الدمار المنحط الذي تسببت به أسلحة إسرائيل الفتاكة. ولذلك يجب أن نثير السؤال: من له مصلحة أكبر في استمرار الحرب هل هم الاسرائيليون ومَنْ وراءهم أم هم المقاومون الفلسطينيون الذين برهنوا على شجاعة نادرة؟

والآن يبقى السؤال الثاني: لماذا نعتقد حازمين أن نتنياهو لن يستمر بعد الحرب؟ وتبعاً لذلك هل سيكون مصيره أفضل إذا كثر المطالبون الإسرائيليون بوقف القتال؟ وهل ستؤدي الحرب إن طالت إلى مزيد من التطرف العنصري في إسرائيل أم إلى بروز قوى جديدة وأحزاب جديدة تبحث عن نموذج سياسي للتعامل مع العرب والفلسطينيين بأسلوب مختلف؟

إذا كان الجواب عن السؤال الأخير بالإ يجاب، فهذا يعني أن المتطرفين لن يسمحوا بسقوط نتنياهو، ولربما يكون من الأفضل لصالحه السماح بوقف الحرب في وقت تكون فيه إسرائيل أشد تطرفاً بدلاً من ترك الأمور تطول حتى يبدأ المشهد السياسي الإسرائيلي في التبدل؟

وإذا كان الجواب بالنفي، أو أن التطرف الإسرائيلي سوف يخسر من أرصدته بتكاثر الضحايا منهم وزيادة الكلف، فإن مصير نتنياهو طال أم قصر سيكون ما يتوقعه الجميع، محاكمات وغيابا سياسيا.

علينا أن نفهم أن الرجل كذاب ومناور. وأن أحداً لا يستطيع الاعتماد على رأي ثابت له. ولو تابعنا تصريحاته لرأينا أن له كل يوم موقفاً جديداً. إسرائيل يجب أن تعلم أنها بعد حرب غزة ليست إسرائيل التي قبلها، ويكفي قرار محكمة العدل الدولية الذي قصّر عن الاستجابة لطلب الراغبين في المقاومة ومن العرب بوقف فوري للقتال. ولكن إن قررت الحكومة الإسرائيلية الاستمرار في مناوراتها ومسرحياتها بإطالة الحرب، فأعتقد أن المقاومة ستكسب أنصاراً جدداً.

على السياسيين والقادة المسؤولين في الوطن العربي أن يدركوا أن الجمهور العربي لا يزداد اعتدالاً حيال إسرائيل في ضوء فداحة الجرائم والهدم والتدمير والحرمان التي مارستها على المدنيين من الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، بل يزدادون كرهاً لإسرائيل والمواقف شبه الحيادية للأنظمة العربية لن تفيدها أمام الجماهير العربية، وانتصار إسرائيل الذي أرجو الله أن يحول دونه لأن الله مع الصابرين، سيكون أكثر ضرراً على السياسيين العرب من هزيمة إسرائيل أو عدم انتصارها.

على العرب أن يقفوا وقفة واضحة تتجلى في مؤتمر قمة قريباً يعربون فيه عن موقف واحد، وهو أن توقف إسرائيل الحرب وتنسحب من غزة فوراً، أو أن العرب سيبقون جميعاً مع المقاومة طال أمد الحرب أم قصر.

*د. جواد العناني سياسي وخبير اقتصادي، نائب رئيس الوزراء رئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق.

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العرب إسرائيل خدعة عنتريات نتنياهو غزة الحرب على غزة الاحتلال الإسرائيلي ماذا لو کانت إیقاف الحرب إسرائیل فی أمد الحرب لا یریدون

إقرأ أيضاً:

اتفاق لبنان | هل حقق نتنياهو أهدافه؟.. ماذا عن وحدة الساحات؟

بعد مفاوضات ماراثونية شاركت بها عدة أطراف وقادتها الولايات المتحدة الأمريكية أعلن وقف لإطلاق النار في لبنان بين حزب الله والاحتلال بعد شهر ونصف من المعارك البرية و13 شهرا من القصف المتبادل.

ويفجر الاتفاق جملة من الأسئلة حول نصوصه وفكرة "وحدة الساحات" التي تبناها ما يعرف بـ "محور المقاومة" وتأثير الاتفاق على الحرب الدائرة في غزة.

في هذا التقرير ترصد "عربي21" مسار الحرب في الجبهة اللبنانية وتسلط الضوء على حيثيات الاتفاق.

بايدن يعلن.. وميقاتي يرحب
أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي، توصلت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان، مبينا أن الهدنة تدخل حيّز التنفيذ في الرابعة فجر الأربعاء بالتوقيت المحلي.

وفي بيان مشترك لبايدن مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان سيهيئ الظروف اللازمة لعودة الهدوء في البلاد.

وذكر البيان المشترك، أن "الإعلان اليوم سيوقف القتال في لبنان ويحمي إسرائيل من تهديد حزب الله والمنظمات الإرهابية الأخرى العاملة من لبنان".

بدوره رحب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي بالاتفاق الذي توسطت فيه واشنطن لإنهاء الأعمال القتالية بين حزب الله والاحتلال.

واعتبر ميقاتي الاتفاق "خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان"، مبينا أن "هذا التفاهم الذي رسم خارطة طريق لوقف النار، اطلعت عليه مساء اليوم، وهو يعتبر خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان وعودة النازحين إلى قرارهم ومدنهم".



بنود الاتفاق
نشرت عدة وسائل إعلام إسرائيلية بنود اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وتضمنت:

- حزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى الموجودة في الأراضي اللبنانية لن تقوم بأي عمل هجومي ضد الاحتلال

- لن يقوم الاحتلال بأي عمل عسكري هجومي ضد أهداف في لبنان، بما في ذلك على الأرض، في الجو وفي البحر.

- يعترف لبنان ودولة الاحتلال بأهمية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.

- هذه الالتزامات لا تلغي حق الاحتلال أو لبنان في ممارسة حقهما الأصيل في الدفاع عن النفس.

- القوات الأمنية والعسكرية الرسمية في لبنان ستكون الجماعات المسلحة الوحيدة المرخص لها بحمل الأسلحة أو تشغيل القوات في جنوب لبنان.

- أي بيع وتوريد وإنتاج أسلحة أو مواد متعلقة بالأسلحة إلى لبنان سيكون تحت إشراف ورقابة الحكومة اللبنانية.

- تفكيك جميع المنشآت غير المرخصة المشاركة في إنتاج الأسلحة والمواد المرتبطة بالأسلحة.

- تفكيك كل البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة جميع الأسلحة غير المرخصة التي لا تفي بهذه الالتزامات.

-  ستشكّل لجنة تكون مقبولة لدى الاحتلال ولبنان، وتقوم بمراقبة ومساعدة ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.

- لبنان والاحتلال سيبلغان اللجنة وقوات اليونيفيل عن أي انتهاك محتمل لالتزاماتهما.

- ينشر لبنان قواته الأمنية الرسمية وقواته العسكرية على كل الحدود والمعابر والخط الذي يحدد المنطقة الجنوبية الموضح في خطة الانتشار.

- ترسل إسرائيل قواتها بشكل تدريجي إلى جنوب الخط الأزرق خلال مدة تصل إلى 60 يوما.

- تعمل الولايات المتحدة على تعزيز المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل ولبنان للوصول إلى حدود برية معترف بها.



جبهة لبنان.. مسار تصاعدي
شكلت الجبهة اللبنانية ما يعرف بجبهة الإسناد للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وطبقت عمليات مصطلح وحدة الساحات الذي يقضي بتدخل جميع أطرافه في أي معركة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023
بدأ حزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية بقصف المستوطنات الشمالية في الأراضي المحتلة خصوصا في الجليل.

تسببت عمليات جبهة لبنان بتهجير معظم مستوطني الشمال ومثلت ورقة ضغط كبيرة على نتنياهو.

3 كانون الثاني/ يناير 2024
اغتال الاحتلال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.

في التاسع من الشهر ذاته رد الحزب على اغتيال العاروري والقيادي في الحزب وسام الطويل بقصف مقر قيادة المنطقة الشمالية في مدينة صفد بعدد من المسيرات الهجومية الانقضاضية.

استمرت وتيرة تصعيد الهجمات المتبادلة كما اغتال الاحتلال عددا من قادة الحزب في ضربات جوية جنوبي البلاد أبرزهم طالب عبدالله في حزيران/ يونيو الماضي.

30 تموز/ يوليو
اغتال جيش الاحتلال الرجل الثاني في الجسم العسكري للحزب فؤاد شكر بغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.

25 آب/ أغسطس
ردا على ذلك شن حزب الله هجوما جويا بأكثر من 300 صاروخ على مواقع في الأراضي المحتلة.

وكشف الأمين العام السابق للحزب، أن الهدف الأساسي للعملية هو قاعدة غليلوت القريبة من تل أبيب، والتي تتواجد فيها وحدة 8200 التابعة للمخابرات العسكرية الإسرائيلية.

20 أيلول/ سبتمبر
نفذ طيران الاحتلال غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت كان هدفها اغتيال قائد "قوة الرضوان" إبراهيم عقيل ونخبة من قادة الحزب العسكريين.

27 أيلول/ سبتمبر
شنت طائرات الاحتلال غارات عنيفة بعشرات الأطنان من المتفجرات على حارة حريك في الضاحية الجنوبية مستهدفة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

28 أيلول/ سبتمبر
أعلن حزب الله رسميا "استشهاد الأمين العام حسن نصر الله وعددا من قادة الحزب بينهم علي كركي قائد المنطقة الجنوبية".

1 تشرين الأول/ أكتوبر
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية عسكرية برية مركزة في جنوب لبنان.

4 تشرين الأول/ أكتوبر
أعلن جيش الاحتلال استهداف هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله والمرشح لخلافة نصر الله، ليؤكد حزب الله بعدها بأيام عملية الاغتيال في الضاحية الجنوبية لبيروت.

تشرين الأول/ أكتوبر - تشرين الثاني/ نوفمبر
امتدت المعارك البرية على طول الجبهة اللبنانية حيث دارت معارك عنيفة بدءا من عيتا الشعب أقصى الجنوب حتى مدينة الخيام على بعد 5 كلم من الحدود مع شمال فلسطين المحتلة.

26 تشرين الثاني/ نوفمبر
أعلن بايدن الاتفاق على وقف العمليات العسكرية في جنوب لبنان.



وحدة الساحات
مع بدء سريان وقف إطلاق النار في لبنان، يكون الاحتلال عمليات قد حقق هدفه بفصل الجبهات وهذا ما أكده وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن حماس بقيت وحيدة الآن في الساحة.

يقول الناشط الفلسطيني عامر الحانوتي، إن "وقف إطلاق النار في لبنان يعني بالضرورة إعادة استفراد الاحتلال بقطاع غزة مع تأمين الجبهة الشمالية وإعادة المستوطنين للشمال وهو عكس ما قال الأمين العام الراحل حسن نصر الله".

وأضاف في حديث لـ "عربي21"، أن "المقاومة في غزة راهنت على وحدة الساحات منذ اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى ودعت جميع أطراف محور المقاومة والشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية للانخراط بالمعركة، لكن مع الأسف لم يحدث هذا على الأرض".

وعن تأثير الاتفاق على الوضع في غزة يقول الحانوتي، إنه "بالرغم من أن المعركة في لبنان لم تؤثر فعليا على سير المعارك في غزة، إلا أن جبهة لبنان مثلت إسنادا حقيقيا وورقة ضغط بيد المفاوض الفلسطيني فضلا عن الحرج الكبير الذي مثلته لنتنياهو، وبعد توقفها ستكون أوراق حماس في المفاوضات أقل وهذا عمليا ينعكس سلبا على غزة".

وأشار الحانوتي، إلى أن "نتنياهو حقق في لبنان ما عجز عن تحقيقه في غزة، وربما سيكون لقرار وقف إطلاق النار تداعيات حتى داخل حزب الله الذي لم يلتزم بوصية نصر الله الذي أكد أن فصل الجبهات لن يتحقق وإذا تحقق فإن كل الدماء التي سالت خلال عام كامل، ذهبت سدى".

توقف إسناد جبهة غزة يعني أن كل ما قدمناه وبذلناه من تضحيات قد ذهب سدى !

السيد الشهيد حسن نصر الله https://t.co/63X5DXHfYc — Saeed Ziad | سعيد زياد (@saeedziad) November 25, 2024

من جانبه قال الباحث والكاتب الإسرائيلي، ميخائيل ميلشتاين والذي يشغل منصب رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز ديان بجامعة تل أبيب، إن "إسرائيل موجودة في غزة في حرب استنزاف لا يبدو أن لها نهاية واضحة. العدو الذي يمتلك أيديولوجية متعصّبة من غير المتوقع أن ينهار أو يستسلم".

وطالب خلال مقال في صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، بعقد صفقة تبادل أسرى مع حماس حتى وإن كانت بتكلفة مؤلمة كإطلاق سراح أسرى فلسطينيين والانسحاب من القطاع.



في المقابل، يقول الباحث والكاتب العراقي محمد الخفاجي، إن "حزب الله أدى ما عليه خلال المعركة وما دفعه للقبول بوقف إطلاق النار هو تغير المعطيات داخليا وخارجيا، والمقاومة الفلسطينية تعي ذلك تماما، يكفي أنه قدم خلال المعركة جميع القادة ومئات الجنود".

وأضاف الخفاجي في حديث لـ "‘عربي21"، أن "الحديث عن نصر لحزب الله لا يبدو نوعا من التفاؤل غير الواقعي، فالاحتلال عجز خلال شهرين تقريبا عن اجتياز 5 كلم من الحدود وبقي يعاني في الخيام ودفع الكثير في مارون الراس رغم الكثافة النارية الكبيرة من الجو، واستهداف قيادة الحزب".

وأوضح، أن "الآن ما تزال جبهة اليمن في المعركة وكذلك العراق، وحتى في لبنان، ستكون المقاومة بالمرصاد لأي خرق إسرائيلي".

وردا على فصل الجبهات يقول الخفاجي، إن "على الذين يتحدثون بذلك رؤية ما حدث بإنصاف فالوضع في لبنان مختلف تماما عن وضع غزة، ولا يمكن الحديث عن فصل جبهات مع ساحة قدمت كل قادتها وخاضت معركة دامية لسنة كاملة عجز الاحتلال من خلالها عن تحقيق ما يريده عسكريا ويفرض شروطه".

مقالات مشابهة

  • اتفاق لبنان | هل حقق نتنياهو أهدافه؟.. ماذا عن وحدة الساحات؟
  • نتنياهو: إسرائيل حققت إنجازات في 7 جبهات خلال فترة الحرب
  • مليون شخص يغادرون إسرائيل.. ماذا يعني وما دلالته؟
  • “يقتلون ويُبيدون بنصوص دينية توراتية يتم تفسيرها بشكل مشوَّه وخاطئ” .. ماذا وراء اعتراف شيخ الأزهر بأنها حرب دينية؟
  • محللون: الدول العربية لديها فرصة كبيرة لوقف الحرب إذا كانت جادة
  • أول تعليق من نتنياهو على اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان.. ماذا قال؟
  • إسرائيل.. تحقيقات جديدة تشير إلى وقوع قائد القيادة الجنوبية في خدعة حماس
  • خامنئي يدعو لـاعدام نتنياهو وغالانت ويعدّ بـتوسع جبهة المقاومة
  • إسرائيل: حماس كانت مستعدة للإفراج عن محتجزين دون ربط ذلك بشرط وقف إطلاق النار في غزة
  • ضُرِبت عليهم الذلّة.. الإسرائيليون منبوذون وغير آمنين داخل وخارج إسرائيل