حماد صبح تتفجر الساحة الفلسطينية غضبا وخلافات منذ انتهاء معركة جنين . المقاومة غاضبة من خذلان السلطة لها الذي بدأ بانسحاب عناصرها من المنطقة قبل تقدم القوات الإسرائيلية بقليل، وبدلا من أن تفعل السلطة ما يطفىء غضب المقاومة أو يخففه ؛ اندفعت في اعتقال بعض عناصرها في جبع بتهمة حرق مقرات أجهزتها الأمنية فيها .

 وزار الرئيس عباس المنطقة في حراسة مكثفة مشددة، وهدد بقطع يد من يمس الوحدة الوطنية من جذورها . وكل ما قاله كان بعيدا عن بطولة المقاومة ودماء شهدائها، وعن الواقع الذي قاد إلى المعركة، واقع الاحتلال الاستيطاني الذي يتسارع في التهام الأرض وقتل الفلسطينيين وهدم بيوتهم وتخريب مزارعهم، وقطع طرقهم، وتأخير تنقلاتهم، وترويعهم ليل نهار، والجدية العنيفة المتحدية في إقصائهم من وطنهم في ظاهرة لا وجود لها في العالم اليوم .  وتسترا على موقف السلطة الخاذل للمقاومة ؛ دعا عباس إلى اجتماع الأمناء العامين للفصائل في القاهرة آخر الشهر، وما من فصيل سوى فتح مقتنع بهذه الدعوة ولو تظاهرا، وبدأت تحيط بها موجبات إلغائها، ومن بينها موجب إجرائي، وهو أن عباس لم يوجهها حتى الآن إلى حماس والجهاد، وأخطر هذه الموجبات أن الفصائل تشترط وقف إجراءات السلطة ضد المقاومة، وإطلاق سراح من اعتقلتهم من عناصرها .  وتدخلت فتح في الخلاف بين السلطة والفصائل الأخرى، والسلطة في حقيقتها فتحاوية، فأصدرت بيانا زعمت فيه أن اعتقالات جبع جنائية الخلفية لا سياسيتها مستشهدة باعتقال عناصر من فتح نفسها، ولكن يظل بيانها تصالحيا، ونأخذ عليه الإشارة إلى من يعملون بأجندات “فارسية”، ومعروف المقصود بها، ونذكر بما لا ينساه أو ينكره منصف أن إيران طردت أعضاء السفارة الإسرائيلية بعد ثورتها الإسلامية في 1979، وحولتها سفارة فلسطينية، واستقبلت عرفات استقبال بطل وطني وإسلامي . الانفعال لا يجب أن يحجب الأفضال . وفي اتجاه معاكس صريح ؛ أصدرت كتائب شهداء الأقصى، مجموعة الرد السريع أو كتيبة طولكرم بيانا أعلنت فيه ” براءتها من الاعتقالات والملاحقات التي تنفذها السلطة الفلسطينية بحق المقاومين .  “،وتابعت في نبرة حكمة : “إن إعانة الظالم على ظلمه أشد مرارة على قلوبنا من الظالم نفسه” . والغضب يوالي تفجره، والخلافات تتدافع تدفقا بما هو أبعد وأعمق مما حدث ويحدث في جنين بحيث يبدو ما حدث على خطورته عرضا من أعراض حقيقة مؤلمة كبرى، هي أن الحال الفلسطينية في كل أبعادها وظواهرها في مفترق سبل حاسم لم تعد تنفع في التعامل معه تهدئة هنا، وملاينة هنا، ومراوغة هنا، ومخادعة هنا. المفترق الحاسم يوجب التصرف فلسطينيا وبصورة وطنية جماعية انطلاقا من واقع أننا تحت احتلال استيطاني إحلالي لا يريد أن يرانا في وطننا لاقتناعه بأننا النقيض المهلك لوجوده، وأن استمرار وجودنا في هذا الوطن لا يعني سوى شيء واحد، هو استمرار مضيه المحتوم صوب زواله بحكم حراك الواقع نفسه، ومن ثم هو يفعل كل ما يفعله من فظائع الإبادة لوجودنا أملا في النجاة من ذلك الزوال . 30 عاما انصرمت على اتفاق أوسلو أو وهمه فلسطينيا، ثلث قرن تقريبا، تغير فيه الكثير من واقع العالم سياسيا واقتصاديا وتكنولوجيا وإعلاميا ومعرفيا وأخلاقيا وتقاربا أو تباعدا بين مكوناته البشرية المختلفة، والخطير الذي جرى في فلسطين أن الاستيطان توسع وترسخ في الضفة والقدس مستوطنين وعمرانا، ولولا منجز تحرير غزة منه لكان الشعب الفلسطيني فارغ اليدين في مدى السنين الثلاثين . وفي وجه الجانب المأساوي من هذه الحقيقة ؛ ما فتئت السلطة تعدو وراء سراب الحل السلمي الآبق المتنائي، وتبتهج وتصيح طربا كلما صدرت عبارة من جهة دولية تتحدث عنه مجسدا في دولة فلسطينية، وتسرف في ابتهاجها وصياحها إذا كان مصدر العبارة أميركا، وتتجاهل كليا رفض إسرائيل سياسيا وقانونيا وعمليا لهذا الحل، وهذا من مفجرات غضب الشعب الفلسطيني، وشعوره المستنكر أن السلطة في واد وواقع حياته في واد مختلف بعيد . وكلما حدث ما يؤكد هذا التباعد، وما أكثر ما يحدث من طرف إسرائيل، اشتد الغضب تفجرا، واحتد الشعور استنكارا مثلما حدث في معركة جنين . أعمار الشبان المجاهدين تشهد أنهم ولدوا في خراب أوسلو وخيبته فلسطينيا، وتمردهم على هذا الخراب وهذه الخيبة شهادة شعبية على رفضه والقنوط من مآله، وحين لا تسير السلطة في مسار هذا التمرد، بل تحاربه، يتجه الغضب إليها، وإسرائيل هائلة السخاء في إيقاده بحديثها عن أهمية السلطة للأمن الإسرائيلي، وأي شعب يرضى عن سلطة منه مهمة لأمن عدوه ؟! المخرج من هذه الدوامة الفلسطينية المهلكة لنا جميعا أن نصدق مع الله _ جل قدره _ ومع أنفسنا، ونتجه على قلب رجل واحد إلى وحدة وطنية تجمع قوانا وطنا وشتاتا بقيادة مختارة جماعيا تنطلق في كل مخططاتها وخطاها من حقيقة أننا شعب ضحية احتلال استيطاني إحلالي همجي متخلف إنسانيا وأخلاقيا وزمنيا، ولا حق قانونيا له في وطننا، وأننا _ بحمد الله وعدله _ أكثرية في هذا الوطن، وأننا باقون مستقبلا فيه جيلا خلف جيل ما بقيت السموات والأرض مثلما كنا ماضيا، وأن من جاءه معتديا مستوطنا أولى بالانقلاع منه، والعودة إلى البلاد التي قدم منها مثقلا بأكاذيبه وأوهامه وإجرامه، وكلها ترحب به بما فيها بلاد عربية، والمغرب مثل على هذا الترحيب الحار الودود . كاتب فلسطيني

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

وفد نيابي زار قطر: لانخراط أكبر في الساحة اللبنانية ودعم المكوّن السنّي

كتبت" الاخبار": زار وفد نيابي برئاسة نائب بيروت نبيل بدر، ضمّ النواب عماد الحوت ومحمد سليمان وبلال حشيمي وسجيع عطية وعبد العزيز الصمد وحيدر ناصر، العاصمة القطرية الدوحة، والتقى وزير الدولة للشؤون الخارجية محمد بن عبد العزيز الخليفي. ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وكان هاجس الوفد النيابي «تحفيز الدوحة على انخراط أكبر في الساحة اللبنانية ودعم المكوّن السنّي». فقد أثار الوفد مع المسؤولين القطريين موضوع الانتخابات النيابية المقبلة عام 2026، ودعا الدوحة إلى أن تكون منخرطة أكثر وتوفير الدعم لإيصال كتلة نيابية، إضافة إلى مطالبتها بـ«دعم صمود البيئات الاجتماعية في عكار وطرابلس وبيروت في إطار استخدام سياسة القوة الناعمة».
وعبّر الوفد النيابي أمام المسؤولين القطريين عن الانزعاج من الرئيس سلام، وانتقد أداءه في تشكيل الحكومة و«إقصاء الكتل السنّية في مختلف المناطق»، واتهمه بـ«العمل على تعيين وجوه في الإدارات العامة أكثر قرباً من الرياض وأبو ظبي». ولم تخلُ اللقاءات الجانبية من انتقادات شخصية لسلام طاولت «ميوله اليسارية».
غير أن الوفد لم يسمع جديداً من المسؤولين القطريين، ولم يلمس اهتماماً بالانتخابات المقبلة أو رغبة بدعم كتلة بعينها، وسط تأكيد مطّلعين أنّ «الملف اللبناني الأكثر أهمية اليوم في الدوحة هو ملف إعادة الإعمار، حيث يجب على لبنان إعداد ما يلزم من خطط ودراسات واضحة»، وأنّ «الدعم للحكومة اللبنانية مشروط بالالتزام بعملية الإصلاح الداخلي، وقيام الحكومة بما هو مطلوب منها، وتفعيل مجلس النواب».
  مواضيع ذات صلة هل تكون حكومة سلام أمام "مُقاطعة نيابيّة سنيّة" وازنة؟ Lebanon 24 هل تكون حكومة سلام أمام "مُقاطعة نيابيّة سنيّة" وازنة؟ 19/03/2025 05:36:33 19/03/2025 05:36:33 Lebanon 24 Lebanon 24 الحشود ملأت ساحة الشهداء والاعلام اللبنانية ترفرف في المكان Lebanon 24 الحشود ملأت ساحة الشهداء والاعلام اللبنانية ترفرف في المكان 19/03/2025 05:36:33 19/03/2025 05:36:33 Lebanon 24 Lebanon 24 لحود بحثت مع وفد من شركات السفر في قطر تعزيز ودعم السياحة الوافدة إلى لبنان Lebanon 24 لحود بحثت مع وفد من شركات السفر في قطر تعزيز ودعم السياحة الوافدة إلى لبنان 19/03/2025 05:36:33 19/03/2025 05:36:33 Lebanon 24 Lebanon 24 وفد اتحاد رجال الأعمال للدعم والتطوير زار سلام Lebanon 24 وفد اتحاد رجال الأعمال للدعم والتطوير زار سلام 19/03/2025 05:36:33 19/03/2025 05:36:33 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً وزيرة خارجية المانيا في بيروت غدا برسالة حازمة: القرار 1701 وتنفيذ الالتزامات Lebanon 24 وزيرة خارجية المانيا في بيروت غدا برسالة حازمة: القرار 1701 وتنفيذ الالتزامات 23:02 | 2025-03-18 18/03/2025 11:02:00 Lebanon 24 Lebanon 24 التعيينات الادارية رهن التوافق الضغوط والتجاذب مستمر بشأن حاكم" المركزي" Lebanon 24 التعيينات الادارية رهن التوافق الضغوط والتجاذب مستمر بشأن حاكم" المركزي" 23:03 | 2025-03-18 18/03/2025 11:03:00 Lebanon 24 Lebanon 24 مخاوف من عودة التحركات الشعبية الى الشارع Lebanon 24 مخاوف من عودة التحركات الشعبية الى الشارع 23:22 | 2025-03-18 18/03/2025 11:22:00 Lebanon 24 Lebanon 24 همس وزاري عن تأجيل تقني للانتخابات البلدية و"الداخلية" ترد: الموضوع غير وارد لدينا Lebanon 24 همس وزاري عن تأجيل تقني للانتخابات البلدية و"الداخلية" ترد: الموضوع غير وارد لدينا 23:12 | 2025-03-18 18/03/2025 11:12:00 Lebanon 24 Lebanon 24 ملف سد المسيلحة أمام القضاء مجددا والتحقيق في صرف 44 مليون دولار Lebanon 24 ملف سد المسيلحة أمام القضاء مجددا والتحقيق في صرف 44 مليون دولار 23:04 | 2025-03-18 18/03/2025 11:04:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة أحمد العوضي يتزوج من جديد.. وهذه عروسته Lebanon 24 أحمد العوضي يتزوج من جديد.. وهذه عروسته 00:00 | 2025-03-18 18/03/2025 12:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 توقيف شاحنات في طرابلس.. وهذا ما تبين بعد تفتيش حمولتها Lebanon 24 توقيف شاحنات في طرابلس.. وهذا ما تبين بعد تفتيش حمولتها 00:34 | 2025-03-18 18/03/2025 12:34:27 Lebanon 24 Lebanon 24 دانييلا رحمة ستُصبح أماً.. قريبا! Lebanon 24 دانييلا رحمة ستُصبح أماً.. قريبا! 05:46 | 2025-03-18 18/03/2025 05:46:10 Lebanon 24 Lebanon 24 في منزله... وفاة أحد أبرز الفنانين (صورة) Lebanon 24 في منزله... وفاة أحد أبرز الفنانين (صورة) 11:03 | 2025-03-18 18/03/2025 11:03:21 Lebanon 24 Lebanon 24 لهذه الاسباب.. وزارة الإعلام الكويتية تُلغي حفل هيفاء وهبي في الكويت Lebanon 24 لهذه الاسباب.. وزارة الإعلام الكويتية تُلغي حفل هيفاء وهبي في الكويت 01:50 | 2025-03-18 18/03/2025 01:50:14 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 23:02 | 2025-03-18 وزيرة خارجية المانيا في بيروت غدا برسالة حازمة: القرار 1701 وتنفيذ الالتزامات 23:03 | 2025-03-18 التعيينات الادارية رهن التوافق الضغوط والتجاذب مستمر بشأن حاكم" المركزي" 23:22 | 2025-03-18 مخاوف من عودة التحركات الشعبية الى الشارع 23:12 | 2025-03-18 همس وزاري عن تأجيل تقني للانتخابات البلدية و"الداخلية" ترد: الموضوع غير وارد لدينا 23:04 | 2025-03-18 ملف سد المسيلحة أمام القضاء مجددا والتحقيق في صرف 44 مليون دولار 23:00 | 2025-03-18 اتصالات التهدئة لم تطوّق اشتباكات البقاع واستمرار التحشيد رغم وقف إطلاق النار فيديو فنّانة تتكلم عن تعرضها للتنمر (فيديو) Lebanon 24 فنّانة تتكلم عن تعرضها للتنمر (فيديو) 04:42 | 2025-03-16 19/03/2025 05:36:33 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. تشوّه بسبب "ستاربكس" فحصل على هذا التعويض الكبير Lebanon 24 بالفيديو.. تشوّه بسبب "ستاربكس" فحصل على هذا التعويض الكبير 02:31 | 2025-03-16 19/03/2025 05:36:33 Lebanon 24 Lebanon 24 عاصفة ورياح وأعاصير ضخمة تضرب أميركا.. قتلى ودمار (فيديو) Lebanon 24 عاصفة ورياح وأعاصير ضخمة تضرب أميركا.. قتلى ودمار (فيديو) 00:27 | 2025-03-16 19/03/2025 05:36:33 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد رمضانيات عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • حقيقة ضبط رجال الشرطة لشخص وتلفيق قضية له دون وجه حق
  • الصغير: قرار حماد بنقل مقر شركة الكهرباء خطوة عظيمة لتفكيك مركزية الشركة
  • بكري: العدو تآمر على اتفاق وقف إطلاق النار.. ووحدة الساحة الفلسطينية باتت واجبة
  • وفد نيابي زار قطر: لانخراط أكبر في الساحة اللبنانية ودعم المكوّن السنّي
  • إبراهيم نور الدين: أحد الزملاء على الساحة الرياضية عمل سحر لي
  • السلطة الفلسطينية تهاجم حماس عقب استئناف الاحتلال إبادة غزة
  • 100 عام من محاولات نزع سلاح المقاومة الفلسطينية
  • ذي قار.. تعيين قائممقام جديد للناصرية وخلافات حادة بشأن أراض استثمارية
  • بالصور: القدس - 70 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
  • تحديد موعد اختبار التوظيف للوظائف التعليمية والمساندة