إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

 

بدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأحد جولة في الشرق الأوسط وسط مساع دبلوماسية مكثفة للتوصل إلى هدنة مطولة بين حماس وإسرائيل. وهذه هي خامس جولة لرئيس الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة منذ بدء الحرب في غزة في السابع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بعد هجوم حماس على إسرائيل.

وأوضحت الخارجية الأمريكية أن بلينكن "سيواصل العمل لمنع انتشار الصراع (..) وسيواصل المناقشات مع الشركاء حول كيفية إنشاء منطقة أكثر سلمية وتكاملا تتضمن أمنا دائما للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".

وتأتي جولة بلينكن، بعد أيام من تنفيذ الولايات المتحدة ضربات انتقامية ضد فصائل مرتبطة بإيران في العراق وسوريا، وضربات أمريكية بريطانية أخرى في اليمن، وهو أحدث تصعيد للنزاع الذي سعى الرئيس الأمريكي جو بايدن في البداية إلى تجنبه.

كما تأتي في وقت تظهر فيه إدارة بايدن تدريجيا المزيد من الإحباط تجاه إسرائيل، مع فرض عقوبات قبل أيام على مستوطنين متطرفين، رغم عدم دعم واشنطن الدعوات الدولية لإسرائيل لوقف إطلاق النار في القطاع المحاصر.

من جهة أخرى، فإن اقتراح الهدنة قيد المناقشة، والذي تمت صياغته خلال محادثات جرت قبل أسبوع في باريس بمشاركة مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ومسؤولين من إسرائيل وقطر ومصر، يقضي بوقف القتال لمدة ستة أسابيع مبدئيا بينما تفرج حماس عن رهائن احتجزوا في هجومها وإطلاق إسرائيل سراح أسرى فلسطينيين، بحسب ما أفاد مصدر من حماس.

وأكدت حماس أنها ستحتاج مزيدا من الوقت لدراسة المقترح. وقال القيادي في حماس أسامة حمدان إن المقترح يفتقر لبعض التفاصيل. وصرح من بيروت أن الحركة تحتاج مزيدا من الوقت لدراسة الصفقة حتى "نعلن موقفنا تجاهها مع التركيز على أن موقفنا سيكون مستندا إلى تقديرنا لمصالح شعبنا وحرصنا على وقف العدوان عليه بأسرع وقت".

من جانبه، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن إسرائيل ليست مستعدة لقبول اتفاق بأي ثمن لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة. 

وقال في تصريحات قبيل اجتماع مجلس الوزراء نُشرت لوسائل الإعلام إن "الجهود الرامية إلى تحرير الرهائن مستمرة في جميع الأوقات". وأضاف "كما أكدت أيضا في مجلس الوزراء الأمني، لن نوافق على كل (صيغة) اتفاق، وليس بأي ثمن".

محطات الجولة

وتشمل جولة بلينكن إسرائيل والضفة الغربية بالإضافة إلى مصر وقطر، الوسيط الرئيسي مع حماس التي تسيطر على قطاع غزة ولها مكتب في الدوحة.

ومن المتوقع أن يبدأ بلينكن جولته الاثنين من السعودية التي كانت تدرس قبل هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر خطوات لإرساء علاقات مع إسرائيل.

وبعد محادثات خلال جولته الأخيرة في كانون الثاني/يناير مع الحاكم الفعلي للسعودية، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قال بلينكن إنه لا يزال يرى "اهتماما واضحا" بتطبيع العلاقات.

لكن الانتقادات لإسرائيل تتزايد في العالم العربي بسبب الهجوم على غزة الذي أودى بحياة 27200 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس.

وأطلقت إسرائيل الحملة بعد هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر الذي أدى إلى مقتل نحو 1160 شخصا، معظمهم من المدنيين، وهم الهجوم الأكثر دموية في تاريخ البلاد.

كما احتجز في الهجوم 250 رهينة، وشهدت هدنة استمرت أسبوعا في تشرين الثاني/نوفمبر الإفراج عن 105 منهم. وتقول إسرائيل إن نحو 132 من الرهائن ما زالوا في غزة، وقد لقي 28 منهم على الأقل حتفهم.

أولويات بلينكن

وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان الأحد إن القضايا الإنسانية في غزة ستكون على رأس أولويات بلينكن خلال جولته الحالية في الشرق الأوسط.

وسيكون على رأس أولويات بلينكن في هذه الجولة تأمين المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة الذين يعانون من ضائقة شديدة مع استمرار الهجمات الإسرائيلية منذ شهور ردا على هجمات حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الدامية على إسرائيل قبل حوالي أربعة أشهر. 

وأكد سوليفان لشبكة (سي.بي.إس) الأمريكية أن "احتياجات الشعب الفلسطيني ستكون في المقدمة وفي قلب (الأولويات)".

وأضاف أن الولايات المتحدة تعتقد أنه من الضروري التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين احتجزتهم حماس خلال هجومها، ومنهم أمريكيون، خلال هدنة إنسانية.

ورأى سوليفان أن "هذا يصب في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة. وسنضغط من أجل ذلك دون كلل، فهذه أولوية قصوى بالنسبة لنا".

واعتبر أن الكرة في ملعب حماس عندما يتعلق الأمر بمثل هذا الاتفاق، مشيرا إلى أن الإسرائيليين طرحوا اقتراحا.

وأعلن المسؤول الأمريكي أن بلينكن سيضغط على إسرائيل للسماح بإدخال المزيد من الغذاء والماء والدواء إلى غزة التي تحولت إلى أنقاض بسبب القصف الإسرائيلي المكثف.

يأتي ذلك فيما تحذر الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة من خطر المجاعة في غزة مع النقص الحاد في الغذاء ومياه الشرب بسبب الحرب الإسرائيلية.

فرانس24/ أ ف ب/ رويترز

 

 

 

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: كأس الأمم الأفريقية 2024 الحرب بين حماس وإسرائيل أزمة المزارعين ريبورتاج أنتوني بلينكن الحرب بين حماس وإسرائيل غزة حماس إسرائيل أنتوني بلينكن الضفة الغربية كأس الأمم الأفريقية 2024 للمزيد كرة القدم منتخب ساحل العاج رياضة الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا فی غزة

إقرأ أيضاً:

ملياردير إسرائيلي يقترح وضع غزة تحت انتداب أمريكي صيني لمدة 18 عاما

نشر المحامي الإسرائيلي شراغا بيران، رؤيته لإعادة بناء قطاع غزة، وبناء شرق أوسط جديد، وفق مزاعمه، وفي قلب الخطة التي يقدمها يظهر التعاون بين الصين والولايات المتحدة، رغم أنه يبدو أمرا مستحيلاً، لكن بيران يعمل بالفعل بقوة لتحقيق الرؤية، ولديه المال والاتصالات للترويج لها.

يزعم بيران الذي يتم هذا العام 92 سنة من عمره أنه "ينظر ما وراء الأفق، ويتنبأ بمستقبل لشرق أوسط جديد، ليس هو ذاته غير الواقعي الذي اقترحه شمعون بيريز ذات يوم، بل شرق أوسط جديد حقاً قد ينهض قريباً على أنقاض الشرق الأوسط القديم الذي ينهار الآن أمام عيوننا في أيامنا هذه، مع تأكيد أن هذه الرؤية لن تتحقق إلا بتعاون تاريخي بين القوتين اللتين تحكمان العالم الآن: الولايات المتحدة والصين، من خلال ما أسماها "خطة مارشال"، وهو نسخة مطورة من المشروع التاريخي الذي أعادت الولايات المتحدة من خلاله بناء ألمانيا المدمرة بعد الحرب العالمية الثانية، وتطهيرها من النازية، وإعادتها إلى أسرة العالم".



وأضاف في مقابلة مع موقع "زمن إسرائيل"، ترجمتها "عربي21" أنه "حان الوقت الآن لإعادة تأهيل الشرق الأوسط بخطة مماثلة وردت في كتابه الجديد "تحرير غزة.. كسر دائرة الفقر والأصولية"، الصادر باللغة العبرية، وتم ترجمته للغات الإنجليزية والفرنسية والعربية، وسيرى النور قريباً بترجمة صينية، ويتمحور حول إنشاء قوة عمل دولية مشتركة بين واشنطن وبكين المتنافستين، ويحكمان النظام العالمي ثنائي القطب، مما يجعل من مؤتمر قمة بينهما قادر على توجيه ضربة قاضية لعهد المنظمات المسلحة عبر قوة عمل دولية تحت قيادتهما، ستخصص لإعادة تأهيل غزة، مع القضاء على حماس المحاصرة، وقطع بناها التحتية التمويلية والاتصالاتية".

وأشار إلى أن "هذه الخطة ستقوم بتجنيد شركات اقتصادية ومستثمرين أجانب لمشاريع تجارية مربحة في قطاع غزة في مجالات: الغاز، الكهرباء، المياه، البنية التحتية، التمويل، الإسكان، الصحة، التعليم، والتوظيف، ومراكز التجارة والميناء البحري، بحيث يحوّل الدعم لسكان غزة، من خلال القوى المرشحة التي تسيطر على غزة خلال الفترة الانتقالية، حتى اكتمال تجديدها".

وأوضح أن "هذه الخطة قد تبدو وكأنها خيالية، وواحدة من العديد من الأوهام التي سمعناها مؤخرًا فيما يتعلق باليوم التالي في غزة، لكن صاحبها بيران يزعم غير ذلك، مدّعياً أنه مزود بثروة شخصية ضخمة تزيد عن مليار شيكل، واتصالات دولية واسعة، حيث التقى قبل أيام برئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ، لإقناعه باتخاذ مبادرة رئاسية لجمع الأمريكيين والصينيين، كما التقى بمسؤولين صينيين مهتمين جدًا بالفكرة".

وزعم أنه "علينا فقط انتظار تولي دونالد ترامب منصبه، لإدراك الإمكانات الهائلة المتاحة لتنفيذ تلك الخطة، مع أن اقتراح منح الصين موطئ قدم في السياسات الإقليمية المعقدة في الشرق الأوسط يقابل دائمًا تقريبًا بردود فعل قلقة، لأنه يُنظر إليها باعتبارها قوة مظلمة وسرية وغير ديمقراطية ومستبدة وعنيفة، ويجب على العالم أن يبقى على مسافة آمنة منها، رغم أن بيران لا يراها دكتاتورية منغلقة وخطيرة، بل عملاقاً عالمياً أثبت قدراته، وتمكن من تحقيق إنجازات تاريخية لا مثيل لها".

وأوضح أن "ما يقترحه لقطاع غزة قد يكون مشابها لفترة الانتداب البريطاني، ولكن هذه المرة انتداب أمريكي صيني لمدة ثمانية عشر عاما، بحيث حين تغادر الدولتان قطاع غزة يكون هناك نظام صحي وتعليمي جديد، لأنها أينما انتشر الفقر انتشر العنف أيضاً، مع زيادة الجريمة، والعصابات، وصولا للمقاومة المسلحة، والصينيون يفهمون ذلك جيدًا".



وأشار أن "دوافعه في إشراك الصين بخطة إعادة إعمار غزة تعود لما نفذته من إصلاحات كبيرة من خلال الخصخصة، ونقل كافة العقارات السكنية المملوكة للدولة بقيمة 500 مليار دولار لأيدي العمال، ونقل مئات الملايين من حياة الفقر المدقع في القرى والأحياء المنكوبة لحياة مريحة، كما استثمرت تريليون دولار في تمويل أكثر من ألف مشروع في 150 دولة، معظمها في الشرق الأوسط مثل مصر والسعودية وإسرائيل، عبر تطوير البنية التحتية".


مقالات مشابهة

  • مفاجأة في اختيار موقع إسرائيل بمنطقة الشرق الأوسط.. السر في البحر الميت
  • صحف عالمية: عام 2024 أعاد ترتيب الشرق الأوسط وتأثيراته طويلة
  • «إكسترا نيوز» تبرز تقرير «الوطن» عن أزمات الشرق الأوسط وانتهاكات إسرائيل
  • خبير: إسرائيل تحولت إلى مصدر خطر كبير على دول الشرق الأوسط
  • حصاد 2024.. انتخابات عالمية وحروب دموية وأوضاع مضطربة في الشرق الأوسط
  • ملياردير إسرائيلي يقترح وضع غزة تحت انتداب أمريكي صيني لمدة 18 عاما
  • 2024.. العام الذي أعاد تشكيل خريطة الشرق الأوسط
  • سناتور جمهوري: حروب أوكرانيا والشرق الأوسط ستنتهي العام المقبل
  • نظام إسرائيلي في الشرق الأوسط
  • باحثة سياسية: نتنياهو يخطط لنصر مطلق في الشرق الأوسط وليس غزة فقط