عميد الدعوة: الأزهر عالج التشنجات الفكرية في المجتمع بمنهجه الوسطي المستنير
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
عقد جناح الأزهر الشريف، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أمس الأحد، ندوة تثقيفية بعنوان، "وعاظ الأزهر وواعظاته.. والمشاركة الإيجابية في صناعة الوعي المجتمعي"، بحضور الدكتورة إلهام شاهين، الأمين العام المساعد بمجمع البحوث الإسلامية لشؤون الواعظات، والدكتور محمود الهواري، الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمد الجندي، عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر، حيث أدار الندوة، الباحث محمود محمد، الواعظ بمجمع البحوث الإسلامية.
في بداية الندوة، قال الدكتور محمود الهواري، الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، إن الأزهر الشريف إرادة إلهية، وليس صنعة بشرية، لأنه أريد به حين تم إنشائه الترويج لمذهب معين، ولكنه كان بمنهجه، وعلوم رجاله، وجهود علمائه، منبرا لأهل السنة والجماعة، ومعلما رئيسا في دولة الإسلام والمسلمين حول العالم، موضحا أنه من غير المنطقي والمعقول أن تعمر تلك المؤسسة لهذا الزمن الطويل الذي يزيد عن الألف عام، بجهود بشرية فقط، ولكنه كان إرادة إلهية.
وأوضح الهواري، أن الأزهر الشريف يتكون من عدة قطاعات رئيسه؛ هي المجلس الأعلى للأزهر، وهيئة كبار العلماء، وجامعة الأزهر، ومجمع البحوث الإسلامية، وقطاع المعاهد الأزهرية، فضلا عن هيئات منبثقة عن تلك القطاعات تخدم على العمل الدعوي والديني والتعليمي لهذه القطاعات، مؤكدا أن الهدف الرئيس الذي يسعى الأزهر لإقراره هو التعليم والدعوة، ومن هذين الركنين ينطلق إلى دور إنساني عالمي، مبينا أن مجمع البحوث الإسلامية هو القطاع الأزهري المعني بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، بالحكمة والموعظة الحسنة، ورعاية الثقافة الإسلامية، حيث تنبثق منه العديد من الأمانات، مثل «الأمانة المساعدة للدعوة والإعلام الديني»، وبها عدد كبير من الوعاظ والواعظات الذين يجوبون محافظات الجمهورية، بما فيها من مدن ومراكز وقرى ونجوع، من خلال خطط دعوية مدروسة لمعالجة مشكلات الناس، كما أن هناك «الأمانة المساعدة للثقافة الإسلامية»، والتي من إصداراتها مجلة الأزهر الشريف، بالإصافة إلى «أمانة البعثات»، وأكاديمية تدريب الدعاة والوعاظ.
من جانبها، أوضحت الدكتورة إلهام شاهين، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية لشؤون الواعظات بالأزهر الشريف، أن واعظات الأزهر يعملن على مدار الساعة، ويتواصلن مع المواطنين في كل التجمعات المُتاحة من مراكز الشباب والمدارس والجامعات والمطارات ومعارض الكتاب، وفي القرى والنجوع وغيرها، كما أن لهن انتشار واسع وصفحات خاصة بهن، على مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة، بالإضافة إلى ظهورهن باستمرار في البرامج الفضائية والصحف والمواقع الإلكترونية، يَنشرن من خلالها الفكر الوسطي الصحيح، ويجبن على أسئلة المستفتيات حول الأمور والمسائل الشرعية المختلفة.
وأكدت أن واعظات الأزهر لا يتركن وسيلة للتواصل مع المواطنين إلا ويقدِمنّ عليها حبًا في نشر الوسيطة والاعتدال، ومواجهة التشدد والإرهاب.
كما لفت الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر، إلى أن الأزهر الشريف عالج مسألة التشنجات الفكرية التي عانى منها المجتمع والكثير من المجتمعات، انطلاقا من منهجه الوسطي المعتدل، وبجهود علمائه ووعاظه المستنيرين، موضحا أن وسائل التواصل والتكنولوجيا الحديثة أنتجت ما يسمى ب«العقل التقني»، وهو أمر مستجد يحتاج إلى جدر حماية وتحصين خاص من خلال برامج التوعية، مؤكدا أن الواعظ لابد له من الاعتماد في دعوته على الحوار المنطقي، وأن يبني أطروحاته على المقدمات والنتائج، حيث أن القناعة العقلية عند اكتساب المعارف، لابد أن تبني من هذا المنطلق، ثم يضاف إليها عنصر القصة لإثراء عنصر الجذب على الحوار، مضيفا أن الحوار العاطفي يساهم في لم شمل المجتمع، مشددا أن الواعظ عليه أن يحافظ على شبكة اتصاله بالمجتمع، حتى لا يصبح ذهنه وقلبه خارج نطاق الخدمة.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جناح الأزهر الشريف وعاظ الأزهر الأزهر معرض القاهرة الدولي للكتاب بمجمع البحوث الإسلامیة الأزهر الشریف
إقرأ أيضاً:
حزب الدعوة: على الشعب أن لا يسمح بالانقلاب على السلطة
16 مارس، 2025
بغداد/المسلة: دعا حزب الدعوة، اليوم الاحد، “الشعب” إلى عدم السماح بما وصفه بـ”الانقلاب على التداول السلمي للسلطة”.
وقال الحزب في بيان إنه “في 16 آذار، يستذكر شعبنا الغيور في العراق شهداءه من ضحايا البعث المجرم ومجازره الدموية في حلبجة والأنفال والمقابر الجماعية والانتفاضة الشعبانية واغتيال العلماء واستهداف الأحزاب، إذ عمّ الظلم والتمييز والقتل على الهوية، وغطّى كل مساحة البلاد”.
وأضاف: “وكان حزب الدعوة الإسلامية من أبرز من تعرض للفتك الدموي والقتل الوحشي في ظل النظام البعثي، حيث أصدر ما يسمى بـمجلس قيادة الثورة المنحل، في 31 آذار 1980، القرار المرقم 461 لسنة 1980، والذي عُرف بقانون إعدام الدعاة، وقد تم بموجبه ملاحقة أعضاء هذا الحزب وأنصاره أو العاملين لتحقيق أهدافه تحت واجهات أو مسميات أخرى، وبأثر رجعي. وقد نجم عن هذا القانون سيّئ الصيت إعدام الآلاف من أبناء العراق الأخيار الأبرار”.
وقال إن “جرائم البعث الفظيعة تبقى شاهدة على مرحلة مظلمة من تاريخ العراق المعاصر، وصفحة سوداء تلاحق البعثيين على مر الأجيال وتعاقب العهود”، مبيناً أن “هذه الدماء المشتركة للعراقيين، وكفاحهم السياسي من الجنوب إلى الشمال، قد جرفت نظام البعث وألقته في سلة نفايات التاريخ”.
وذكر أن “شعبنا العراقي، بتضحياته الجسام وتمسكه بوحدته الوطنية وموقفه المعارض للدكتاتورية البعثية البغيضة، استطاع أن يعبر تلك المرحلة العصيبة، وعليه الآن أن لا يسمح بتكرار تلك التجربة المريرة بأي صورة أو نهج يتم فيه مصادرة إرادته، أو الانقلاب على التداول السلمي للسلطة، أو المساس بنظامه الديمقراطي التعددي الاتحادي، الذي يعد مكسبا لجميع العراقيين بمختلف مكوناتهم، وإن الحرص عليه وتسديد مساراته مسؤولية كل المخلصين والوطنيين”.
وختم بالقول: “في ذكرى ضحايا البعث ونظامه البائد، نقف إجلالاً وإكباراً أمام عوائلهم الشجاعة، ونعاهد أرواح الشهداء أن لا يكون للبعث والبعثيين دور أو مكانة في العملية السياسية”.
وأمس السبت، أصدر حزب الدعوة الإسلامية، بياناً في ذكرى “أبو عصام”، أحد قياداته السابقة، مشدداً على رفض إلغاء هيئة المسائلة والعدالة.
وقال الحزب إنّ “هذه المناسبة هي صرخة رفض بوجه المجرمين البعثيين، وكل من يسعى لتأهيل نسخة متحوّرة منهم ودمجهم في الحياة السياسية، وإلغاء هيئة المساءلة والعدالة”.وأضاف: “لقد خضنا، وعلى مدى ثلاثة عقود من الزمن العجاف، صراعاً مريراً مع النظام الدكتاتوري، قدّمنا فيه خيرة رجال العراق وشبابه قرابين من أجل حرية شعبنا الغيور، وتحكيم إرادته الحرة، وتقرير مصيره. واليوم، هذا الشعب هو صاحب الكلمة العليا في شؤون وطنه وإدارته، مما يُحتّم عليه تشديد قبضته على تجربته السياسية، والدفاع عنها، واختيار من يراه الأفضل والأكفأ للحكم، وعزل كل فاسد وفاشل عبر المشاركة الواسعة في الانتخابات النيابية المقبلة.
وختم بالقول، إن “العراقيين، بكل مكوّناتهم، ولا سيما ضحايا البعث، سيقفون صفا واحداً متراصاً بوجه كل من يحاول العبث بالأمن والاستقرار السياسي من المغامرين الذين يطمحون إلى اختطاف السلطة بطرقٍ غير مشروعة، مرتهنين بالأحداث الخارجية. فالنظام الديمقراطي التعددي وليد تضحيات جسام، وواهم من يتصور أنه قادر على تغيير معادلته العادلة والسكانية المتوازنة بأمنيات زائفة ووعود كاذبة”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts