عقد جناح الأزهر الشريف، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أمس الأحد، ندوة تثقيفية بعنوان، "وعاظ الأزهر وواعظاته.. والمشاركة الإيجابية في صناعة الوعي المجتمعي"، بحضور الدكتورة إلهام شاهين، الأمين العام المساعد بمجمع البحوث الإسلامية لشؤون الواعظات، والدكتور محمود الهواري، الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمد الجندي، عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر، حيث أدار الندوة، الباحث محمود محمد، الواعظ بمجمع البحوث الإسلامية.

 


في بداية الندوة، قال الدكتور محمود الهواري، الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، إن الأزهر الشريف إرادة إلهية، وليس صنعة بشرية، لأنه أريد به حين تم إنشائه الترويج لمذهب معين، ولكنه كان بمنهجه، وعلوم رجاله، وجهود علمائه، منبرا لأهل السنة والجماعة، ومعلما رئيسا في دولة الإسلام والمسلمين حول العالم، موضحا أنه من غير المنطقي والمعقول أن تعمر تلك المؤسسة لهذا الزمن الطويل الذي يزيد عن الألف عام، بجهود بشرية فقط، ولكنه كان إرادة إلهية.


وأوضح الهواري، أن الأزهر الشريف يتكون من عدة قطاعات رئيسه؛ هي المجلس الأعلى للأزهر، وهيئة كبار العلماء، وجامعة الأزهر، ومجمع البحوث الإسلامية، وقطاع المعاهد الأزهرية، فضلا عن هيئات منبثقة عن تلك القطاعات تخدم على العمل الدعوي والديني والتعليمي لهذه القطاعات، مؤكدا أن الهدف الرئيس الذي يسعى الأزهر لإقراره هو التعليم والدعوة، ومن هذين الركنين ينطلق إلى دور إنساني عالمي، مبينا أن مجمع البحوث الإسلامية هو القطاع الأزهري المعني بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، بالحكمة والموعظة الحسنة، ورعاية الثقافة الإسلامية، حيث تنبثق منه العديد من الأمانات، مثل «الأمانة المساعدة للدعوة والإعلام الديني»، وبها عدد كبير من الوعاظ والواعظات الذين يجوبون محافظات الجمهورية، بما فيها من مدن ومراكز وقرى ونجوع، من خلال خطط دعوية مدروسة لمعالجة مشكلات الناس، كما أن هناك «الأمانة المساعدة للثقافة الإسلامية»، والتي من إصداراتها مجلة الأزهر الشريف، بالإصافة إلى «أمانة البعثات»، وأكاديمية تدريب الدعاة والوعاظ.


من جانبها، أوضحت الدكتورة إلهام شاهين، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية لشؤون الواعظات بالأزهر الشريف، أن واعظات الأزهر يعملن على مدار الساعة، ويتواصلن مع المواطنين في كل التجمعات المُتاحة من مراكز الشباب والمدارس والجامعات والمطارات ومعارض الكتاب، وفي القرى والنجوع وغيرها، كما أن لهن انتشار واسع وصفحات خاصة بهن، على مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة، بالإضافة إلى ظهورهن باستمرار في البرامج الفضائية والصحف والمواقع الإلكترونية، يَنشرن من خلالها الفكر الوسطي الصحيح، ويجبن على أسئلة المستفتيات حول الأمور والمسائل الشرعية المختلفة.


وأكدت أن واعظات الأزهر لا يتركن وسيلة للتواصل مع المواطنين إلا ويقدِمنّ عليها حبًا في نشر الوسيطة والاعتدال، ومواجهة التشدد والإرهاب.


كما لفت الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر، إلى أن الأزهر الشريف عالج مسألة التشنجات الفكرية التي عانى منها المجتمع والكثير من المجتمعات، انطلاقا من منهجه الوسطي المعتدل، وبجهود علمائه ووعاظه المستنيرين، موضحا أن وسائل التواصل والتكنولوجيا الحديثة أنتجت ما يسمى ب«العقل التقني»، وهو أمر مستجد يحتاج إلى جدر حماية وتحصين خاص من خلال برامج التوعية، مؤكدا أن الواعظ لابد له من الاعتماد في دعوته على الحوار المنطقي، وأن يبني أطروحاته على المقدمات والنتائج، حيث أن القناعة العقلية عند اكتساب المعارف، لابد أن تبني من هذا المنطلق، ثم يضاف إليها عنصر القصة لإثراء عنصر الجذب على الحوار، مضيفا أن الحوار العاطفي يساهم في لم شمل المجتمع، مشددا أن الواعظ عليه أن يحافظ على شبكة اتصاله بالمجتمع، حتى لا يصبح ذهنه وقلبه خارج نطاق الخدمة.


ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جناح الأزهر الشريف وعاظ الأزهر الأزهر معرض القاهرة الدولي للكتاب بمجمع البحوث الإسلامیة الأزهر الشریف

إقرأ أيضاً:

وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة: بناء الأجيال مسؤولية كبيرة وأمانة في عنق الجميع

أكد الدكتور أيمن أبو عمر، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، أن مسؤولية تربية الأطفال وبنائهم تعد أمانة عظيمة في أعناق الجميع، سواء الأسرة أو المؤسسات التعليمية أو الدينية أو المجتمع بشكل عام، لافتا إلى إن الطفولة هي مرحلة تأسيسية لبناء الإنسان القادر على حمل راية الوطن والنهوض به في المستقبل، فالأطفال هم قادة الغد الذين سيحملون مسؤولية الدفاع عن الوطن والمحافظة على قيمه ومكتسباته.

وأوضح الدكتور أيمن أبو عمر، خلال فتوى له، أن مفهوم "بناء الأمل" يتجاوز كونه مجرد مسئولية، ليكون رؤية استراتيجية تهدف إلى إعداد شباب قادر على قيادة الأمة وتحقيق التقدم والازدهار، مع الحفاظ على القيم والمبادئ التي ترسخها الحضارة المصرية، لافتا إلى أن أطفال اليوم هم شباب المستقبل وهم من سيبنون المجد والحضارة، وسيحافظون على كرامة وعظمة هذا الوطن."

وأضاف وكيل وزارة الأوقاف أن المسؤولية تجاه الأطفال لا تقتصر فقط على الأب والأم، بل تشمل كل المؤسسات التي تشارك في بناء وعي الأطفال، سواء كانت دينية أو تعليمية، مؤكدا على أهمية التعاون بين جميع الأطراف في تربية الأطفال بشكل سليم، مشيرًا إلى أن كل فرد في المجتمع مسؤول عن توجيه هذا الطفل ورعايته حتى يصبح فردًا فاعلًا ومؤثرًا في المجتمع.

كما شدد الدكتور أبو عمر على أن الأطفال هم "أحباب الله"، وأن مرحلة الطفولة تعد من أفضل مراحل حياة الإنسان، قائلا: “كلنا نتمنى أن تعود تلك المرحلة في حياتنا، لأنها مرحلة البراءة والنقاء التي تشكل الأساس الذي نبني عليه مستقبلاً مشرقًا.”

مقالات مشابهة

  • «البحوث الإسلامية» يعلن موعد الاختبارات التحريرية لمسابقة الابتعاث الخارجي لشهر رمضان
  • «البحوث الإسلامية»: انطلاق الاختبارات التحريرية لمسابقة الابتعاث الخارجي لشهر رمضان.. الأربعاء
  • جمعية الدعوة الإسلامية تجدد مطالبها بكشف مصير أحد مسؤوليها
  • الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية يشارك في مؤتمر "الأمن الفكري العربي"
  • أحمد كريمة يفجر مفاجأة: السلفيون يكفرون الأزهر الشريف
  • مجمع البحوث الإسلامية: الطفل أمانة عند والديه
  • وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة: بناء الأجيال مسؤولية كبيرة وأمانة في عنق الجميع
  • الأمين العام المساعد لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية: نتطلع إلى تكامل اقتصادى عربى
  • وكيل أوقاف الفيوم: نعمل على نشر الفكر الوسطي وتطوير الدعوة الدينية باللغات المختلفة
  • "الإستراتيجية الوطنية لمواجهة التحديات الراهنة" ندوة بمجمع إعلام الجمرك