«قطر للسياحة»: تنظيم فعاليات عالمية تعكس التراث الوطني
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
كشفت قطر للسياحة عن استعداداتها لاستضافة فعاليات عالمية المستوى خلال شهر فبراير الجاري، بالتزامن مع عودة بعض الفعاليات المفضلة والمرتقبة مثل النسخة الـ 20 من معرض الدوحة للمجوهرات والساعات، ومهرجان قطر الدولي للأغذية، إضافة إلى افتتاح فعاليات تنظم في قطر للمرة الأولى مثل مؤتمر قمة الويب قطر 2024، والذي يعد من أكبر المؤتمرات التقنية في العالم، إلى جانب فعاليات مختلفة أخرى ترضي كافة الأذواق والأعمار.
وبهذه المناسبة، قالت الشيخة نور عبد الله آل ثاني، رئيس قسم تنظيم الفعاليات والمهرجانات السياحية بالإنابة في قطر للسياحة إن شهر فبراير سيشهد تقديم أكبر الفعاليات المرتقبة للمقيمين والزوار، والتي تعكس تراث قطر وثقافتها، وتوفر للجميع تجارب معاصرة استثنائية.
وأشارت إلى أن الدولة مستعدة للترحيب بالمزيد من الزوار الدوليين لمشاهدة وتجربة مجموعة متنوعة من الفعاليات بفضل المرافق الحديثة والبنية التحتية السياحية القوية التي تتمتع بها.
معرض الدوحة للمجوهرات والساعات
وعن أبرز الفعاليات الرئيسية التي سيتم تنظيمها هذا الشهر معرض الدوحة للمجوهرات والساعات الأكثر ترقباً والذي يعد مثالاً على الفخامة وجودة التصميم، ويحتفل بنسخته العشرين في عام 2024 والتي يعود فيها إلى مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات في الفترة من 5 إلى 11 فبراير، وذلك على مدار 7 أيام للمرة الأولى. ويشارك في المعرض أكثر من 500 علامة تجارية من 10 دول فضلاً عن عودة الجناحين التركي والهندي إضافة إلى الجناح القطري، حيث سيتمكن الزوار من الاطلاع على مجموعة من القطع الحصرية لأرقى العلامات التجارية في هذه الصناعة.
مهرجان قطر الدولي للأغذية
كما يعود مهرجان قطر الدولي للأغذية في 7 فبراير ويستمر لمدة 11 يوماً في منطقة العائلات في إكسبو، حديقة البدع، حيث يضم المهرجان أكثر من 100 كشك لتقديم مجموعة متنوعة من المأكولات الشهية والمعدة من قبل أشهر الطهاة المحليين والدوليين، والذين سيجتمعون معاً للطهي مباشرة أمام الجمهور وتقديم دروس حية في فن الطهي، وتقديم تجربة «عشاء في السماء»، وغيرها من الفعاليات، حيث من المقرر أن تكون نسخة هذا العام من المهرجان هي الأكبر على الإطلاق.
وفي السياق أيضا سيقدم نجم الكوميديا الشهير راسل بيترز عرض ستاند أب كوميدي في 17 فبراير، بمركز قطر الوطني للمؤتمرات.
قمة الويب
كما ستتم استضافة أكبر مؤتمر للتكنولوجيا في العالم في قطر، وهو مؤتمر قمة الويب قطر 2024، من 26 إلى 29 فبراير. والذي ينظم للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي سيشكل علامة فارقة في مستقبل سوق التكنولوجيا العالمية.
بطولات عالمية
وفيما يخص الفعاليات الرياضية فهناك منافسات رالي قطر الدولي 2024 التي انطلقت في الفترة من 1 إلى 3 فبراير. حيث تمكن عشاق رياضة السيارات من متابعة إثارة الراليات التنافسية، ومشاهدة حامل اللقب 13 مرة من قطر البطل ناصر بن صالح العطية، الذي يشارك مجددا في الرالي. كما تقام بطولة العالم للألعاب المائية الدوحة 2024 في الفترة من 2 إلى 18 فبراير، بمشاركة 2600 رياضي من أكثر من 190 دولة يتنافسون في رياضات مائية متعددة. وستقام البطولة هذا العام في ثلاثة مواقع هي: قبة أسباير، وميناء الدوحة القديم، ومركز حمد المائي.
فعاليات رياضية
هذا وسيقام اليوم الرياضي للدولة 2024 في 13 فبراير، حيث يتم خلاله تنظيم العديد من الفعاليات الرياضية في هذه المناسبة في جميع أنحاء الدولة لممارسة التمارين الرياضية وتنظيم مسابقات ترفيهية تناسب كافة الأعمار. ويمكن لعشاق الفروسية التوجه إلى ميدان لونجين الخارجي في الشقب لحضور بطولة سيف سمو الأمير المفدى لقفز الحواجز والترويض في الفترة من 15 إلى 17 فبراير. ويعود ماراثون Ooredoo الدوحة 2024 الشهير في 16 فبراير بمشاركة أكثر من 15,000 متسابق في الفئات المتنوعة، مع مسافات سباق مختلفة بالإضافة إلى فرص إشراك المشاركين من ذوي الإعاقة، وسيتم توزيع عائدات الماراثون على الجمعيات الخيرية المحلية، بالإضافة إلى ذلك، ستقام بطولة «إم إم إيه» للألعاب القتالية المختلطة للمحترفين «فينيشرز شامبيون شيب قطر 2024» وهي أكبر بطولة للفنون القتالية المختلطة في التاريخ، وتقام في 17 فبراير في استاد خليفة الدولي.
كما ستقام بطولة قطر توتال إنرجيز المفتوحة من 11 إلى 17 فبراير، ثم بطولة قطر إكسون موبيل المفتوحة من 19 إلى 24 فبراير في مجمع خليفة الدولي للتنس والإسكواش حيث سيتمكن عشاق التنس من مشاهدة أفضل اللاعبين في هذه الرياضة. كما تنظم خلال شهر فبراير المباراة الخيرية: مباراة من أجل الأمل، وهي مباراة كرة قدم تنظم لأسباب إنسانية، وستقام في 23 فبراير في استاد أحمد بن علي. وأخيرا، سيقام معرض «قطر بطابط شو» لعشاق الدراجات النارية في الفترة من 22 إلى 23 فبراير في الحي الثقافي كتارا، ويتضمن المعرض العديد من مسابقات الدراجات النارية حيث يمكن للزوار الاستعداد لبطولة مليئة بالمغامرات.
معرض قطر الزراعي
يقام مهرجان العسل كجزء من معرض الدوحة إكسبو 2023 في حديقة البدع حتى 10 فبراير، وتعتبر فرصة رائعة للزوار لتجربة أنواع مختلفة من العسل. كما يستضيف معرض الدوحة إكسبو 2023 معرض قطر الزراعي الدولي، في الفترة من 21 إلى 27 فبراير، للتعرف أكثر على الزراعة.
مهرجان قطر للإبل
ويستمر مهرجان قطر للإبل 2024 حتى 15 فبراير بميدان لبصير في منطقة الشحانية، لعرض الإبل الذي يمثل لدولة قطر والشعب القطري رمزاً ثقافياً وحضارياً يعبر عن إرثهم. ويعود مهرجان حلال قطر في نسخته الثانية عشرة، وسيقام في الفترة من 20 إلى 25 فبراير في المنطقة الجنوبية من كتارا. ويسلط المهرجان الضوء على حياة البادية القطرية، والتعرف على كيفية تربية الأغنام والتعامل معها. ويقام مهرجان محاصيل 2024 في المنطقة الجنوبية من كتارا في 17 فبراير، لإبراز أهمية المنتجات الزراعية والغذائية المتنوعة في قطر.
حفلات وأمسيات غنائية
ومن بين الحفلات والأمسيات الغنائية المميزة المقدمة هذا الشهر، حفل غنائي للثلاثي خالد الملا ووليد الجيلاني ونجيد مقبولي في 8 فبراير في U Venue، وحفل غنائي للفنانة نوال الكويتية على مدرج كتارا يوم 9 فبراير، وحفل غنائي للفنانين عبد العزيز الضويحي وعلي عبد الله في 9 فبراير في U Venue، وحفل غنائي للفنان أحمد سعد في 11 فبراير في مدرج كتارا.
ويستضيف مسرح عبد العزيز ناصر بسوق واقف عددا من المسرحيات، منها «المسرحية الكوميدية الجار» في الفترة من 1 إلى 3 فبراير، ومسرحية المغامرة الكويتية «الأرانب» في الفترة من 21 إلى 22 فبراير. كما يقام معرض «دوحة التصميم» في الفترة من 24 إلى 28 فبراير في مركز M7 في قلب منطقة مشيرب، حيث يمكن للزوار مشاهدة مختلف العروض الفنية من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتعود النسخة التاسعة من معرض طيب الحزم في 27 فبراير حتى 9 مارس، حيث يمكن للزوار العثور على كافة أنواع العطور لمختلف المناسبات.
فعاليات في الأماكن المفتوحة
سوف يقام نور لوسيل في ميدان السعد على بوليفارد لوسيل من 21 فبراير إلى 2 مارس يومياً من الساعة 05:00 مساءً حتى منتصف الليل. سيكون هذا الحدث رائعاً، حيث يمكن للزوار مشاهدة 17 تركيباً ضوئياً تتبع موضوعات تجسد عدة عناصر وهي النار، والماء، والأرض، والهواء، بالإضافة إلى برامج العروض المسرحية.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر قطر للسياحة معرض الدوحة للمجوهرات فی الفترة من معرض الدوحة قطر الدولی مهرجان قطر فبرایر فی أکثر من فی قطر
إقرأ أيضاً:
التعامل الراشد مع تراث الأئمة الفقهاء.. ابن تيميّة وتراثه العلمي نموذجًا
في ظل تعاظم الاهتمام بالتراث الإسلامي عموما، والتراث الفقهي على وجه الخصوص، تظهر الحاجة الملحة إلى منهجية علمية متوازنة للتعامل مع ما تركه لنا الأئمة والعلماء من نتاج فكري أصيل.
وفي هذا السياق، يأتي كتاب "التعامل الراشد مع تراث الأئمة الفقهاء" للأستاذ الدكتور عدنان حسن باحارث ليقدم إسهاما علميا مميزا، حيث يسلط الضوء على أهمية تبني رؤية نقدية واعية تحترم الإنجازات الفقهية الكبرى، وتقيمها في الوقت ذاته بأسلوب علمي لا يخلو من التقدير لجهود العلماء ومراعاة طبيعة البشر التي تحتمل الخطأ والزلة.
والمؤلف حاصل على الإجازة في العلوم العامة من جامعة بورتلاند الأميركية، ودرجة الماجستير في التربية الإسلامية من جامعة أم القرى، والدكتوراه في التربية من جامعة محمد بن سعود، وله عدة مؤلفات في التربية والشريعة، وهو أستاذ التربية الإسلامية جامعة أم القرى سابقا، ومحاضر حاليا في كلية المعلمين بمكة.
ويقع كتاب "التعامل الراشد مع تراث الأئمة الفقهاء" في 590 صفحة، عدا قائمة المصادر والمراجع، وموزع على 3 فصول. وقد صدر حديثا عن دار طيبة الخضراء.
ويسلط المؤلف فيه الضوء تنظيرا وتطبيقا على طريقة التعامل مع التراث الفقهي الإسلامي بموضوعية وعلمية، ويسعى المؤلف من خلاله إلى تقديم رؤية متوازنة قوامها الاحترام والتقدير لعلماء الأمة مع النظر بعين الإنصاف إلى تراثهم ومراعاة الطبيعة البشرية التي تحتمل الزلل، وتستدعي النقد والتقييم العلمي الصادق لما تركوه من آثار فكرية.
ينطلق الأستاذ باحارث من منهج يتسم بالاعتدال ويحاول تجنب الانحياز، حيث يجعل ضرورة الممايزة بين الإعجاب بالشخصيات التراثية والتقديس -الذي كثيرا ما يؤدي إلى تحجيم الفكر النقدي- منطلقا فكريا له مؤكدا أن احترام العلماء وتقدير نتاجهم المعرفي أمر متفق عليه بين العقلاء.
إعلانغير أن ما يخشى الكاتب مغبته هو الانصهار الكلي في شخصياتهم واختياراتهم دون تمييز ولا غربلة، فهو يرى أن الباحث الموفق يجب أن يلتزم بواجب التقويم الشرعي وفق ضوابط الترجيح المعتمدة عند أهل الاختصاص.
فليس هناك أحد بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم فوق النقد، بل إن العلماء على مر العصور قد رد بعضهم على بعض، مشيرا إلى أن الاجتهادات ليست مقدسة، بل هي نتاج بشري يمكن أن يخطئ أو يصيب، فما المأخوذ من اجتهادات الأئمة بأولى من المتروك منها.
ولأن الاجتهاد لا ينقض باجتهاد، وإنما هي ترجيحات وفق قناعات علمية، قد تصيب الحق، وقد تخطئه، فلا يقطع لرأي أحد بالصواب إلا أن يؤيده إجماع ثابت، أو دليل -لا معارض له- قطعي الدلالة والثبوت، وما لم يكن للرأي مستند من هذين المصدرين القطعيين، فإنه يبقى دائما عرضة لمشرحة النقد والتقويم.
يتناول الكتاب -فيما يتناوله شخصية شيخ الإسلام ابن تيمية مع أمثاله من الأئمة المؤثرين- ليقدم من خلاله نموذجا عمليا للتعامل الراشد مع التراث الفقهي، في اختيار موفق لشخصية فذة جدلية تتلقى في الساحة الفكرية المعاصرة على الأغلب بين التقديس أو الإسقاط، وتصلح تطبيقا عمليا لفكرة الكتاب ولتحقيق هدفه للتعامل الراشد مع العلماء بعيدا عن التحجيم أو التجزئة أو المغالاة أو التعصب.
ويذكر -على النقيض مما ينشده في كتابه- أمثلة عن التعامل غير الراشد، الذي يتسم إما بالمغالاة أو الاجتزاء القاصر وغير الكلي، مع بيان مآلاتها الخطرة. ومن ذلك ما حدث لترجيحات الإمام ابن تيمية الاجتهادية، التي كان يفترض أن تكون ثروة دينية مضافة إلى باقي الثروات الدينية التراثية من نتاج كبار علماء الأمة، إلا أنها تحولت -بيد بعض المناصرين المتعصبين- إلى فتنة بين أهل السنة.
إعلانفبدلا من أن تعامل اختيارات ابن تيمية الاجتهادية برؤية متفهمة، أصبحت محكا قاطعا لوصف السلف والسلفية، بحيث تصبح مخالفة أي من آرائه الاجتهادية -حتى في القضايا التي خالف فيها جمهور الأئمة المجتهدين- سببا كافيا للطعن في شخص المخالف. بل إن الأمر قد يتجاوز ذلك إلى اتهام المخالف بما يشينه في دينه ومستواه العلمي.
وعلى صعيد آخر، تظهر مخاطر التعامل غير الراشد مع التراث في بعض الفتاوى المنسوبة إلى شيخ الإسلام ابن تيمية، التي برزت بشكل واضح في مجالات الغلو والتطرف، حيث قامت بعض الجماعات المغالية بتبني أجزاء من آرائه الجهادية والسياسية، واستخدامها لبناء قناعات فكرية تؤصل للعنف الفكري والسلوكي.
ورغم ذلك، فإن مجموع تراث الشيخ يغلب عليه الكثير مما يبطل أطروحات هذه الجماعات، ويبدد شذوذاتهم الفكرية والفقهية. لكن هذا يتطلب تناولا شاملا لتراثه العلمي، بعيدا عن التجزئة والانتقاء، مع مراعاة السياقات الكاملة وفهم منتوجه المعرفي بصورة كلية متكاملة.
أما الفصل الأول من الكتاب الذي عنونه الكاتب بـ"الأئمة الأربعة الفقهاء بين التحمل والأداء" فيتناول مكانة الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل العلمية والدينية، مظهرا دورهم المحوري في صياغة الفقه الإسلامي.
ويتناول بعدها مناقشة الافتراءات التي طالت الأئمة الثلاثة أبا حنيفة ومالكا والشافعي بدعوى قلة حديثهم، ويخص المؤلف بعد ذلك بالحديث الإمام أبي حنيفة، ويفصل في الرد على ما اتهم به لاسيما تقديم الرأي على الحديث، والإرجاء، عاطفا على ذلك بيانا لما جرته هذه التهم من اجتراء على شخصيته وعلمه، محاولا في كل ذلك تسليط الضوء تنظيرا وتطبيقا على رؤيته للتعامل الراشد مع الأئمة الفقهاء في التراث الإسلامي.
إعلان الفصل الثاني: ضوابط الأخذ عن الأئمة الفقهاءوأما الفصل الثاني من الكتاب فيتناول "ضوابط الأخذ عن الأئمة الفقهاء" وفيه عدة مباحث أساسية: أولها التأكيد على أهمية الحذر من الغلو في تقدير الأئمة المجتهدين خشية التلبس بحالة التعظيم المفرط التي قد تعيق الاجتهاد الشخصي، وثانيها تفصيل في خطر التعصب لآراء الأئمة لما يمكن أن يؤدي إليه من انغلاق الفكر وتعصب وزلل.
أما ثالثها فهو تنبيه العامل في التراث على توخي الحيطة ولزوم اليقظة مع لغة الأئمة ومفرداتهم، ورابعها رصد لأمثلة عن زلات العلماء حتى يستبين للعامل في التراث أهمية التحقق والتدقيق قبل قبول الآراء، ولا ينسى المؤلف في غمرة الحديث عن ضوابط الأخذ والرد الحديث عن أهمية مراعاة طالب العلم أدب الخلاف العلمي واحترام الآراء.
الفصل الثالث: شخصية شيخ الإسلام ابن تيميةوأما الفصل الثالث فيستعرض شخصية شيخ الإسلام ابن تيمية المتفردة ودوره العلمي البارز، مع الوقوف بالتفصيل عند تصريحه عن بعض آرائه الاجتهادية الخاصة وهي مسألة خلق القرآن، وقدم العالم، والألفاظ العقدية الموحشة، والتعبيرات الانفعالية.
ويقف الكاتب في بعض مباحث هذا الفصل على ملامح من شخصية الإمام ابن تيمية وعلى نفسيته لا سيما ثباته على آرائه العلمية وشدته في معاملة الخصوم، وعلى صبره على ما تعرض له من ضغوط.
مع التوقف وقفة طويلة عند الغلو في شخصه واجتهاداته العلمية من المتعصبين له، ليحاول المؤلف أن ينسج من تلك الخيوط جميعها صورة صادقة منصفة غير متحيزة له بعيدا عن تقديس المحبين وكيد الكارهين.
ليختتم الفصل بعد هذا الذي ذكر بنماذج تطبيقية من تعامل ابن تيمية نفسه المنصف مع مخالفين له فكريا، من ذلك عدله مع الأعداء المعاندين، وعدله مع المجتهدين المخطئين، وعدله مع علماء أشاعرة، وعدله مع التصوف والمتصوفة، وعدله مع مبتدعة المسلمين، وعدله مع الكفار الأصليين.
يسعى كتاب "التعامل الراشد مع تراث الأئمة الفقهاء" لمعالجة مشكلة شائعة بين طلبة العلم في التعامل مع علماء التراث، وهي مشكلة الحيف العلمي ومجانبة الإنصاف التي تأتي من المحب المتعصب كما تأتي من الكاره الحاقد.
إعلانويحاول تفكيك المشكلة بوصفها وتعرية أسبابها، وتبيين مخاطرها ومآلاتها، مع تقديم جملة من الأدوات الخلقية والإرشادية والعلمية المعينة على تحييد العاطفة عامة سواء أكانت انبهارا أم كراهية، ونبذ العصبية والنظر بعين الحق والإنصاف، ومراعاة الدقة والتحقيق بأخذ أسباب الحذر والحرص في التعامل مع النصوص التراثية، والتلبس بآداب المخالفة عند المخالفة.
ويأخذ الكاتب في ذلك كله بيد القارئ إرشادا وتعليما ليقدم رؤية نظرية وتطبيقية واضحة عن التعامل، بعين الإنصاف والعدل، مع التراث الفقهي الإسلامي.