رأي اليوم:
2024-11-08@19:15:06 GMT

خميس بن عبيد القطيطي: قراءة في المشهد العربي

تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT

خميس بن عبيد القطيطي: قراءة في المشهد العربي

 

خميس بن عبيد القطيطي

 

رغم التقدم النسبي الذي شهدته العلاقات العربية في الآونة الأخيرة إلا أن هناك حالة من الركود لازمت ملفات عربية هامة على غير ما تمناه الشعب العربي، فبعد عشرية سوداء عاشها العرب على وقع افرازات الربيع العربي وما صاحبه من أزمات وأخطار استهدفت الأمن القومي العربي كما استهدفت حياة المواطن العربي وطالت عدد من الدول العربية المحورية لتخلف حالة من المعاناة في الجسد العربي جسدت متلازمة عربية مزمنة عانى منها العرب منذ عقود، ومع التغيرات في المشهد الدولي الذي ألقى بظلاله على المنطقة بدأت إضاءآت الأمل تسقط على المشهد العربي مبشرة بتخلي العرب عن واقع التبعية المطلقة، كما أن المقاومة الفلسطينية سددت ضربات للعدوان “الاسرائيلي” في معركة سيف القدس معلنة عن فشل مخططات الاحتلال الصهيوني في تحقيق أهدافه وأكدت أن القضية الفلسطينية ما زالت تحتفظ بأوراق قوية لم تتأثر بغياب الدعم الرسمي العربي، وفي الجانب الرسمي العربي ظلت الآمال معلقة في ملفات عربية أخرى أبرزها الملف السوري الذي عاش غربة عربية طوال (١٢) عام من الازمة لتأتي كارثة الزلزال التي حولت المحنة الى منحة بعد تواصل جسور الاغاثة العربية نحو سوريا استثمرها النظام الرسمي العربي لاحداث عودة عربية سورية متبادلة أعقبها مشاركة سورية في القمة العربية في جدة وكان هذا الحراك العربي بقيادة المملكة العربية السعودية رغم بعض الصعوبات والعراقيل التي تم تجاوزها ومع ذلك الانفراج السياسي الذي شهده الملف السوري إلا أنه مازال تحت سقف التطلعات المأمولة، وهنا نقول نعم كانت هناك مبادرة عربية حركت المياه الراكدة واخترقت غربة عربية كادت أن تقصم ظهر العرب ولكن ماذا بعد؟؟

اليمن ورغم المعاناة التي عاشها منذ بداية ما سمي الربيع العربي لم يستقر حاله حتى اليوم وضاعف من حجم المأساة التدخل الخارجي في شؤونه إلا أن هناك بعض المؤشرات التي أعقبت اتفاق بكين بين الرياض وطهران ربما تسهم في تحريك حالة الجمود في الازمة اليمنية لانهاء هذا الصراع الدام والاشتباك السياسي الشائك تتقدمها مبادرة سياسية لم يكتب لها النجاح حتى الان، لكنها وبجهود عمانية تحاول الوصول الى بداية وضع جميع الاطراف على مرجعية حل سياسي يتوافق عليه مختلف الفرقاء في اليمن، ولا يختلف الحال في لبنان الحائر سياسيا في ظل فراغ دستوري وأزمة رئاسة ليست جديدة في تاريخ لبنان لكنها تتفاقم كلما زادت التدخلات الدولية في الشأن اللبناني وهكذا هو الحال عندما يجد أي وطن نفسه محطة تجارب سياسية من قبل النافذين في حياته السياسية ولكن يظل المريح نسبيا في الحالة اللبنانية أنها حالة احتدام سياسية دستورية فقط لم تلج في دماء أبناءه .

السودان الغارق حتى النخاع في أزماته التي تخبو لتظهر في ثوب جديد فمن دارفور غربا الى جوبا جنوبا ثم انقسام شطر السودان نصفين الى ثورة تربعت عليها قيادات عسكرية أرادت اقتناص ما تبقى من البلاد المثقل بأزماته ليسدل ستار مشهد آخر وليس أخيرا على مجابهة داخلية بين حلفاء الأمس أعداء اليوم في ظل مراقبة عربية وعجز جامعة عربية غير قادرة أن تضع خطوطا حمراء أو أي خطوط ممكنة تقيم اعوجاج المشهد في هذا البلد الغني بثرواته المهموم بثوراته وانقلاباته فلم تترك لأبناءه فرصة أن يتنعموا بخيراته وهكذا يظل الوطن العربي يعيش حالة اللاتوازن في عدد من أقطاره في انتظار قائدا عربيا مخلصا يستطيع أن يلملم انقساماته ويستعيد وحدته ويستقطب مختلف أطياف جماهيره، وفي انتظار تحول جيواستراتيجي يدفع جميع دوله نحو الوحدة الضمنية على أقل تقدير لتتمكن من بدء مشروع عربي يرمم حالة العلاقات العربية ويعالج مختلف جوانب العمل العربي المشترك ويعيد قراءة المشروع العربي الذي بلاشك يحمل أحلاما وآمالا كبيرة لأمة عربية واحدة بلسان عربي واحد حاملا تاريخا مشتركا واحدا ومصيرا واحدا على هذه الجغرافيا العربية، كل هذه الآمال والتطلعات لا بد لها من أبجديات عمل منظمة وروح عربية متجددة بإرادة عربية جماعية ترسم ذلك المشروع العربي المأمول.

كاتب عُماني khamisalqutaiti@gmail.com

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

قائد الثورة: الزعماء العرب الذي يتسابقون على تقديم الولاء والطاعة لترامب لا يحظون بأي قيمة عنده مهما فعلوا ومهما قدموا

يمانيون/ خاص

أوضح السيد القائد أن الرئيس الأمريكي بايدن كان يعلن للعرب أنه يؤمن بالمشروع الصهيوني الذي يستهدف أرضهم وعرضهم وبلادهم وأوطانهم وثرواتهم ومقدساتهم.

وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كلمة له، اليوم الخميس، حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والمستجدات الإقليمية والدولية، أن ترامب حرص على أن يقدم للعدو الإسرائيلي إنجازات معينة وتباهى بأنه فعل ما لم يفعله الرؤساء الأمريكيون من قبله.

ولفت قائد الثورة إلى أن ترامب قال إنه مستعد لإعطاء “إسرائيل” المزيد من الأراضي العربية وهو يقصد ما يقول، وهذه هي حقيقة الأمريكيين.

وأشار السيد القائد إلى أن الزعماء العرب الذي يتسابقون للولاء لترامب والطاعة له لا يحظون بأي قيمة عنده مهما فعلوا ومهما قدموا.. مؤكداً أن ترامب يرى في الدول العربية الغنية بقرة حلوبا، ويرى في الفقراء أمة بائسة تعيسة ليس لها في حساباته إلا الموت والدمار.

ولفت السيد إلى أن ترامب عمل تحت عنوان “التطبيع” على تطويع بعض العرب ليكونوا خداما للعدو الإسرائيلي والمصالح الأمريكية، وأنه عمل على تجيير البعض من الأنظمة العربية بإمكانات شعوبهم وبلدانهم لخدمة العدو الإسرائيلي.

وأكد قائد الثورة أن ترامب فشل في مشروع “صفقة القرن” رغم كل عنجهيته واستكباره واستهتاره وطغيانه، وسيفشل في هذه المرة أيضاً، مؤكداً أن ترامب سيفشل مهما أثار من الفتن ومهما ألحق بأمتنا من النكبات نتيجة لعملائه والمتواطئين معه.

ونوه السيد القائد إلى أن القضية الفلسطينية محمية بالوعد الإلهي بزوال الكيان المؤقت، ومحمية بأولياء الله وعباده المجاهدين المخلصين المضحين في سبيل الله.. لافتاً إلى ان أمام أمتنا نموذج راقٍ وعظيم في الصمود والتماسك والاستبسال والروح الجهادية العظيمة وهم المجاهدون في قطاع غزة ولبنان.

مقالات مشابهة

  • الدولة العربية الوحيدة التي لا تعاقب الزوج إذا قتل زوجته
  • 17 لاعباً في صدارة الجولة الأولى لـ «عربية الشطرنج»
  • العرب من حلم الوحدة إلى كابوس التشذر والتفكك.. قراءة في كتاب
  • قائد الثورة: الزعماء العرب الذي يتسابقون على تقديم الولاء والطاعة لترامب لا يحظون بأي قيمة عنده مهما فعلوا ومهما قدموا
  • ما لا يعرفه العرب عن صهر ترامب العربي الذي تزوج نجله بإبنة ترامب تيفاني ؟
  • الدول العربية تشيد بنجاح مبادرة المملكة "الأسبوع العربي في اليونسكو"
  • الدول العربية تشيد بنجاح مبادرة المملكة “الأسبوع العربي في اليونسكو”
  • علي بن تميم في "الأسبوع العربي" باليونسكو: رحلة لاستعادة أمجاد اللغة العربية
  • عاجل مستشار حملة ترامب لشؤون الأميركيين العرب لسكاي نيوز عربية: دونالد سيعلن فوزه بالانتخابات بعد قليل
  • نتانياهو وإقالة غالانت.. هل يؤثر القرار على الناخب العربي في الرئاسيات الأميركية؟