لنتفق على تعريف موحد للذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT
د. طلال أبو غزاله في عام (2002م) سألت بيل جيتس في اجتماع القمة التنفيذية لمايكروسوفت في باريس عمّا ستؤول إليه الحقبة التالية، وأجاب بأننا متجهون نحو عصر الذكاء الاصطناعي. وصار بالفعل وأنا أتابع هذه التكنولوجيا بشغف مع ابنتي جمانة أبوغزاله بوصفها متابعة لهذه التقنيات. واليوم أصبح الجميع يتحدث عن الذكاء الاصطناعي وقدرته على تغيير عالمنا بعدد لا يكاد يُحصى من الطرق المختلفة.
وأضحى موضوعًا حيويًا يثير مناقشات متنوعة ومكثفة حول إيجابياته وسلبياته، وواقعه وخياله، وتحيّزه وأخلاقياته، فضلاً عن تهديداته وإمكاناته. فمثلًا استطاع الناس بفعل الذكاء الاصطناعي وظهور (ChatGPT)، يمكن للعامة الآن رؤية إمكانات هذه التكنولوجيا وتجربة تطبيقاتها لأول مرة ومعرفة مخاطرها وحدودها. وإثر تقييم ما يجري في عالم الذكاء الاصطناعي والتشاور مع جمانة وأشخاص آخرين، بدا أن لا تعريفَ واضحًا ومقبولًا عالميًا للذكاء الاصطناعي، فالمصطلح يُفسّر بمعاني مختلفة. فعلى سبيل المثال يشير الذكاء الاصطناعي إلى نوع من أنواع النظم في وزارة الخارجية الأمريكية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، في حين يصفه الكونجرس الأمريكي بأنه نظام محوسب، أما شركة OpenAI فقد صنّفته على أنه نظام مستقل للغاية. بينما عرّفته شركات كميكروسوفت بأنه مجموعة من القدرات، وتعتبره جوجل والاتحاد الأوروبي مجموعة من التقنيات، ووصفته الصين كتقنية إستراتيجية. وقد غالت شركة ميتا فقدّمت له تعريفات مختلفة على مر السنين بقدر يكفي لإرباك (ChatGPT) نفسه لبعض تعريفات ثم يتراجع عنها. مع كثرة هذه التعريفات والمفاهيم لمصطلح واحد (الذكاء الاصطناعي) وضبابيتها، إنما يدل على مشكلة أساسية في تحديد ماهية هذه التكنولوجيا، فما الذي نتحدث عنه بالضبط عندما نشير إلى الذكاء الاصطناعي؟ كيف يمكننا إجراء مناقشات هادفة حول كيفية تطويره وإدارته واستخدامه وتطبيقه، بالإضافة إلى مزاياه ومخاطره ومستقبله إن كان المصطلح محفوفا بالغموض. ولأن مهنتي الأساسية هي المحاسبة وبوصفي مؤسسًا ورئيسًا لواحدة من أكبر شركات التدقيق في العالم (TAG.Global) فإن دقّة المصطلحات المختلفة ووضوحها شيء مهم للغاية. وقد كتبت جمانة في العام (2019) مقالًا في (The Startup) عن تقنية البيانات المكثفة واستخراج البيانات فبدأت بقولها: “الجميع يعرف أن خطأ ما يمْثل أمامنا لكنهم عاجزون عن الاتفاق وتحديد ماهيته”، وكان بإمكاني أن أبدأ هذا المقال بنفس الطريقة. الأجدر بنا قبل المضي قدمًا في مناقشة “الذكاء الاصطناعي” أن نحدد تعريفًا له يصفه وصفًا دقيقًا وهادفًا. فكما يقال في الدوائر الإدارية “لا يمكنك إدارة ما لا يمكنك قياسه”. وأود أن أضيف إلى ذلك: “لا يمكنك قياس ما لم تعرّفه”، فإذا كنا سنبني قطاعًا صحيًا ومتنوعًا وحيويًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي، فنحن بحاجة إلى توضيح المصطلحات والتعريفات والتسلسلات الخاصة به لأنها الأساس لبناء نظام بيئي شامل للذكاء الاصطناعي. إننا بحاجة ماسّة إلى تحديد تصنيف الذكاء الاصطناعي ووضع مصطلحات دقيقة له ولكل ما يتصل به أولًا للمضي قدمًا. ولابد أن تدور محادثات حول ماهية الذكاء الاصطناعي وما يجعل من أي نظامٍ نظامًا اصطناعيا ذكيًا، ولكي تتضح الأزمة التي نمر بها فعليًا لاحظ أن عالمنا اليوم مازال يضيّق تعريف الذكاء الاصطناعي بأنه مجموعة من الأدوات الذكية والتي تضم آلات ومعدّات مثل السيارة ذاتية القيادة، وأجهزة التعرف على الوجه والمحادثة الآلية، ونموذج الأعمال، والروبوت، ومترجم اللغة، وأداة المساعدة في الحد من تغير المناخ، وخبير الشطرنج، ومساعد الكشف المبكر عن الأمراض وغيرها. وإنني أرى الأوان لم يفت بعد على تصحيح الأمور ووضعها في نصابها، وأن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات هادفة بهذا الصدد، لذا أقترح تشكيل لجنة تتألف من خبراء في مختلف المجالات ذات الصلة، بما في ذلك علوم البيانات والقانون والأخلاقيات وعلم الأعصاب والفلسفة وغيرها، يمكن أن يطلق عليها لجنة الذكاء الاصطناعي للمصلحة العامة، يُكلّف أعضاؤها بإجراء اختبار التحمل وتوحيد التعريفات بحيث يصبح أولئك الذين يعملون في المجال، والذين يستخدمون ويعملون على هذه التقنية، لديهم قواعد واضحة وقدر من الاتساق والمساءلة. وهذا ما يسمى الحوكمة، وهي جزء لا يتجزأ من جميع جوانب حياتنا. وبصفتي الرئيس السابق للجنة الاستشارية لإدارة الإنترنت في فريق عمل الأمم المتحدة المعني بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستضفت العديد من المنتديات الدولية حول الحوكمة، بالإضافة إلى نشر أعمالًا عدّة عن هذا الموضوع، فإنني أدعو بيل جيتس وآخرين للانضمام إلي في اتخاذ إجراءات لوضع تعريف واضح للذكاء الاصطناعي. وسوف يسعدني استضافة مثل هذا التجمع في أكاديمية طلال أبوغزاله وفي جامعة طلال أبوغزاله الرقمية حيث نقوم بأعمال بحث واستكشاف وتدريس جوانب مختلفة من الذكاء الاصطناعي. اقتصادي اردني
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
الأعلى للثقافة: الذكاء الاصطناعي أحد المخاطر التي تواجه العالم
كتبت- داليا الظنيني:
قال المهندس زياد عبد التواب، مقرر لجنة الثقافة الرقمية بالمجلس الأعلى للثقافة، أن الذكاء الصناعي قائم على فكرة محاكاة العقل البشري في المقارنة والتحليل وخلافه.
وأشار إلى أن هناك معهدًا في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عامين صنف 3 مخاطر على مستوى العالم خلال المرحلة المقبلة تتمثل في: الأسلحة النووية والتغيرات المناخية، والذكاء الصناعي على اعتبار أن هناك استخدامات سلبية كثير للذكاء الصناعي قد تكون مدمرة للبشر أو الإدارة الحرة للأشخاص.
وتابع "عبد التواب"، خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي، ببرنامج "المشهد"، المذاع على القناة العاشرة المصرية "ten"، مساء الثلاثاء، أن شمال الكرة الأرضية هو المطور للذكاء الصناعي، ويقتصر تطبيق بعض البرمجيات على بعض المناطق، ولا يتيح هذه البرمجيات بصورة كاملة لكل المناطق.
ولفت إلى أن التوقعات تشير إلى أن عام 2025 سيشهد صدور قوانين لتنظيم الذكاء الصناعي بصورة آمنة للإنسان.
وواصل: الذكاء الصناعي خلال الفترة الحالية يدخل في كافة المجالات سواء تشخيص الأمراض أو تخليق الفيروسات أو شن الهجمات السيبرانية، مضيفًا أن الذكاء الاصطناعي قادر على إرسال رسائل للمواطنين للتأثير عليهم في اتخاذ القرارات المختلفة.
اقرأ أيضا:
قائمة الإجازات الرسمية 2025 في مصر.. عيد الفطر 30 مارس
في اليوم الأخير من 2024.. السيسي يصدر توجيهًا لوزارة المالية والبنك المركزي
شيخ الأزهر يعزِّي وزير الخارجية هاتفيًا في وفاة شقيقه
بأرقام الشاسيه.. حماية المستهلك: وقف التعامل على هذه السيارات الجديدة
المهندس زياد عبد التواب لجنة الثقافة الرقمية المجلس الأعلى للثقافة الذكاء الاصطناعي المخاطر التي تواجه العالم محاكاة العقل البشري
تابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقة "الرعاية الصحية": إنشاء أول مركز في علوم الطب الاتصالي وتطبيقات الذكاء أخبار عضو بالشيوخ يوضح دلالة حضور الرئيس السيسي اختبارات القبول بالكليات أخبار "السبكي": نحرص على منظومة صحية متكاملة بالاعتماد على التحول الرقمي أخبار الرئيس السيسي: حريصون على تأهيل خريجي كليات الحاسبات لمواكبة سوق العمل أخبار أخبار مصر خبير: 1.8 تريليون دولار إجمالي الاستثمارات المتوقعة في الذكاء الصناعي منذ 48 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر نقابة الأطباء: إلغاء الحبس الاحتياطي في "المسئولية الطبية" خطوة إيجابية منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر شعبة المحمول توضح تفاصيل فرض جمارك على الهواتف القادمة من الخارج منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر إبراهيم عيسى: محمد صلاح شخصية عام 2024.. أسطورة تعامل ببراعة مع الغرب منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر بالصور.. أجواء استثنائية في القاهرة احتفالًا بـ 2025: زحام وأضواء منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر البابا تواضروس يترأس احتفالات رأس السنة بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية منذ 1 ساعة قراءة المزيدإعلان
إعلان
أخبارالأعلى للثقافة: الذكاء الاصطناعي أحد المخاطر التي تواجه العالم
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك بين الحظ والأزمات.. رسائل التاروت لمواليد الأبراج في 2025.. مع ولاء محسن 19القاهرة - مصر
19 13 الرطوبة: 46% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك