فتح «المجادِلة: مركز ومسجد للمرأة» أبوابه للمجتمع، أمس لتسليط الضوء على مرافق المبنى، وقدم المدربين والموظفين والبرامج لمنح الضيوف لمحة عما يقدمه المركز والمسجد. 
جرى الترحيب بأفراد المجتمع لتجربة مكتبة «المجادِلة» ومساحات التجمع والمقهى والحدائق، إلى جانب مسجد النساء، حيث تتاح جميعها للاستخدام العام من اليوم.

 
كما تمكن الحضور من الاطلاع على برامج «المجادِلة» الاجتماعية والتنموية والدينية والبحثية من خلال فصول قصيرة وأنشطة جماعية، حيث ناقش أحد الفصول العلاقة بين العقل والجسد والروح في التقاليد الإسلامية.
وكجزء من جلسة تاريخ الشريعة الإسلامية، بقيادة المدير التنفيذي، الدكتورة سهيرة صديقي، تمت دعوة المشاركين لدراسة الأحاديث النبوية المتعلقة بالمرأة، لفهم سياقها، وفائدتها، وصلتها بحياة المرأة المعاصرة. 
وفي جلسة أخرى، استكشف الحضور المساهمات التاريخية الهامة للمرأة المسلمة، بدءًا من مشاركتها السياسية والاقتصادية وحتى ارتباطاتها الفكرية وتأثيرها على السلطة. 
وتناولت الجلسة كيفية تسجيل حكايات المرأة في التاريخ الإسلامي، والتيارات المختلفة من الاستشراق إلى الاستعمار التي تؤثر على السرديات التي تعنى بالمرأة.


وقالت الدكتورة سهيرة صديقي: «تم تصميم برامجنا كنتيجة للعديد من اللقاءات التي عقدناها مع النساء المسلمات في قطر، مما ساعدنا على تحديد أربعة احتياجات رئيسية: الحاجة إلى بناء المجتمع، والحاجة إلى فهم ديني أعمق، والحاجة إلى العناية برفاه المرأة المسلمة بشكل عام والحاجة إلى التعامل فكريًا مع القضايا المعاصرة.
وأضافت: صممنا برامج للتعليم العام حول هذه المجالات الأربعة، الاجتماعية والدينية والتطويرية والبحثية، بهدف رئيسي هو تلبية الاحتياجات المتعددة الأوجه للمرأة المسلمة.»
وقالت د. سهيرة صديقي إن تصميم مسجد مركز المجادلة يبرز الوحدة بين النساء، وما يمكن أن يكون لوحدة النساء من قوة وتأثير، لافتة إلى أنه لم يتم تعيين إمام للمسجد بعد، وأن المسجد سيقدم دروسا في الحفظ والتجويد، وفي شهر رمضان المقبل سيكون هناك إمام لصلاة التراويح كما أنه لا تقام فيه صلاة الجمعة وتقام فيه الصلوات الخمس.
ونوهت إلى أن منتصف المركز مقسم إلى ثلاثة مناطق، تركز على البرامج والأبحاث، وأن البرامج تختص بالبرامج الاجتماعية وبرامج التطوير وغيرها من البرامج المصممة خصيصاً للمرأة المسلمة، حيث يعمل المركز على أكثر من 30 برنامجا.
ولفتت إلى أن المركز يضم مكتبة صغيرة تركز كتبها على النساء في الإسلام، والقضايا التي تهم المرأة المسلمة، وهي جزء من الجهد البحثي للمركز، ومنها ما هو متوفر باللغة العربية وأخرى بالإنجليزية، لتسلط الضوء على موضوعات المرأة في الإسلام.

نور المعاضيد: إقبال ملحوظ على التسجيل بموقع المركز

قالت نور المعاضيد مدير الاتصال بمركز ومسجد المجادلة إن المبنى يضم ساحة خارجية تشمل حديقة واسعة وباحات لأماكن التجمع للنساء كما يوجد تحفة معمارية عبارة عن منارة معلقة بالإضافة إلى منحوتة أبدعتها الفنانة القطرية شعاع علي والتي تشير إلى أهمية الكتب والاطلاع والمعرفة.
ولفتت إلى أن اسم المجادلة مشتق من التاريخ الإسلامي وتحديدا لقصة خولة بنت ثعلبة التي ذهبت الى الرسول صلى الله عليه وسلم تسأله عن مسألة الظهار وكان الحكم فيها هو الطلاق ولكنها ظلت تجادل وتستعطف الرسول وتدعو الله الى أن أنزل الله تعالى الحكم في القرآن وكان يتضمن الحل لمسألتها ومن هذا المنطلق فإن اسم المجادلة هو إشارة إلى فتح الحوار والبحث عن الحلول في حدود الشريعة.
وأوضحت أن فُرش مسجد المجادلة مكون من سجادة موحدة، لتعكس الوحدة التي تنشأ بين النساء، وبه محراب واحد فقط وليس محرابا لكل شخص كالمعتاد في بعض المساجد، كما أن المسجد منفتح على المركز ليوحي بروح الوحدة بين النساء، وهو ما حرصت عليه مؤسسة قطر في التصميم المعماري. ولفتت إلى أن الصلوات العادية موجودة بمسجد المجادلة، ولكن لا تتوفر صلاة الجمعة والإمام، والجماعة بين النساء في المسجد كما هو معتاد كصف واحد، وأنه سيتم الإعلان عن توفير إمام لصلاة التراويح قريباً.
وأشارت إلى أن المركز يوفر فصولاً دراسية تُعنى بعدد من البرامج التي يقيمها المركز، إضافة إلى المكتبة، لافتة إلى أن البرامج تتضمن برامج تطويرية وأخرى دينية وثالثة بحثية والاجتماعية. 
ونوهت المعاضيد إلى أن عملية التسجيل تشهد اقبالاً ملحوظاً من النساء، وأن، أمس، تم تدشين أول البرامج.
وأوضحت أن مكتبة المركز مخصصة للكتب عن النساء، أغلبها كُتب من قِبل نساء مسلمات، وهي مكتبة مفتوحة ومصغرة عن مكتبة قطر الوطنية، وأن المكتبة مرتبطة بالبحوث التي يجري العمل عليها، وكلها في مجال قضايا المرأة.
وكشفت المعاضيد عن إطلاق المركز لمؤتمر خلال العام الجاري، كما أن عددا من البحوث تم توثيقها على الموقع الالكتروني للمركز.
وأشارت إلى أن، أمس، تم تدشين أولى فعاليات المركز، باليوم المفتوح والذي تضمن عددا من الجلسات، وأن البرامج تبدأ اليوم، يمكن التعرف عليها من خلال الموقع الالكتروني للمركز.

خلود نوح: مساحات التعلم تسهل المناقشة.. والبرامج تبحث التحديات

قالت خلود علي نوح، أخصائية البرامج والتأثير في المجادلة: «تم تصميم جميع مساحات التعلم لدينا بطريقة تسهل المحادثة والمناقشة، والتي تعتبر أساسية لجميع برامجنا، لأننا نريد أن تكون المرأة المسلمة فاعلة بشكل مستمر. يمكن للراغبات التسجيل في برامجنا عبر الإنترنت على موقع almujadilah.qa، ونأمل حقًا أن تستفيد النساء المسلمات من مجموعة البرامج التي نقدمها، لافتة إلى أن التسجيل مفتوح وأن البرامج سوف تبدأ غداً الثلاثاء حتى نهاية أبريل، ويمكن للمشاركات الاختيار من بين إجمالي 30 برنامجًا مختلفًا».
وسوف يفتح «المجادلة» سبلًا للتعليم الإسلامي والبحث ودراسة الإسلام التاريخي والمعاصر. إحدى ميزاته الرئيسية هي مكتبة تضم مجموعة واسعة تغطي التاريخ الإسلامي، وتاريخ المرأة، ومجموعة من الكتب الخيالية والواقعية لمؤلفات مسلمات. سيكون للمجادلة ناديان للكتاب يعملان جنبًا إلى جنب؛ نادي الكتاب باللغة العربية ونادي اللغة الإنجليزية واللذان سيتضمنان محادثات مع المؤلفين.
ولقد أُسس المجادلة بمبادرة من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، بهدف تعزيز الهوية الإسلامية للنساء وتوعيتهنّ بأمورِ دينِهنّ ودنياهنّ، شخصياً وأسرياً واجتماعياً، من خلال إيجاد مساحة للتعبّدِ والتعلّم، وللتطويرِ والإرشادِ واستنباطِ الحُلولِ من دَاخلِ الإسلام.
وبينما تبدأ برامجه المجدولة غداً، يمكن للنساء أيضًا زيارة «المجادِلة» دون الحاجة إلى التسجيل في البرامج بين الساعة 10 صباحًا و8 مساءً للاستمتاع بالمرافق العامة. 
الجدير بالذكر أن برامج المركز تأتي انطلاقا من التاريخ العريق لإسهامات النساء المسلمات والطبيعة الحيوية للمدارس الفكرية الإسلامية، حيث تدمج برامج وفعاليات «المجادلة» بين هدي الإسلام والسياق الحديث لعصرنا وما يقتضيه ذلك من احتياجات خاصة للمرأة كما يهدف هذا الطرح المتكامل للبرامج لتحفيز تطور المرأة الذاتي وقدراتها، وتعميق فهمها للنتاج الفكري الإسلامي.
وتنقسم برامج المجادلة إلى أربعة موضوعات أساسية وهي البرامج الدينية وتقدم للمشاركين فرصة للتعمق في فهم الطبيعة الاستطرادية للتراث الفكري الإسلامي وتعدد التخصصات التي تكونه، بالإضافة إلى البرامج التطويرية التي تتطرق إلى رفاه المرأة ودعم تطورها في المجالات الدينية، والأكاديمية والعاطفية والاقتصادية والبدنية من خلال صفوف متخصصة. 
كما تشمل البرامج الأنشطة الاجتماعية حيث تنظم هذه البرامج نقاشات حول التحديات المعاصرة التي تواجه المرأة، بهدف تكوين مجتمعات من النساء تسعى للوصول إلى حلول لتلك التحديات، بالإضافة إلى برامج البحوث التي تقدم دراسات لعامة الناس تصل بين الموضوعات عن المجتمعات الإسلامية المعاصرة، والشريعة الإسلامية، ودراسات النوع الاجتماعي.
كما يعمل قسم البحوث على إنتاج دراسات مبتكرة عن حيوات النساء المسلمات والنقاشات المعاصرة المتصلة والمتجذرة في التعاليم الإسلامية.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر للمرأة المسلمة بین النساء من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

مبادرات إماراتية لدعم وإغاثة اللاجئات والنازحات في السودان

أحمد مراد، أحمد عاطف (أبوظبي)

أخبار ذات صلة الشيخة فاطمة ترعى النسخة الـ16 من المسابقة الوطنية لمهارات الإمارات منال بنت محمد: الإمارات ملتزمة ببناء مستقبل رقمي مُمَكّن للمرأة

وسط التداعيات الكارثية التي خلفها النزاع الدائر في السودان منذ أبريل 2023، تُعاني المرأة السودانية أزمة إنسانية مركبة تصنفها الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يواجهن انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، ومعدلات مرتفعة من العنف القائم على النوع الاجتماعي، ومحدودية فرص الحصول على الرعاية الصحية والتعليم.
وشدد خبراء ومحللون، في تصريحات لـ«الاتحاد»، على أن السودانيات يتحملن عبئاً كبيراً جراء تفاقم تداعيات النزاع المسلح، واستمرار عمليات التهجير القسري، ما جعلهن هدفاً ممنهجاً للعنف الجسدي والنفسي، إضافة إلى حرمان شديد من الحقوق الأساسية، مثل التعليم والرعاية الصحية، مشيدين بالمساعدات الإنسانية التي تقدمها الإمارات لتخفيف معاناة النساء.

أرقام مقلقة
تُشكل الفتيات والنساء غالبية النازحين داخلياً واللاجئين في دول الجوار، البالغ عددهم 12 مليون شخص، وتتفاقم معاناتهن مع توقف نحو 80% من المستشفيات عن العمل، ما أدى إلى ارتفاع وفيات الأمهات بشكل حاد، وتراجع فرص حصول السيدات على الرعاية الصحية.
وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت من خطورة الهجمات المستمرة على المرافق الصحية، من بينها المستشفيات المتخصصة في الولادة، ما يُضاعف معاناة المرأة السودانية، مشيرةً إلى وجود أكثر من 4 ملايين امرأة في سن الإنجاب من بينهن نحو 500 ألف حامل، وجميعهن يفتقدن الرعاية الصحية، ويتعرضن لتحديات وأخطار بالغة.
وتشير تقديرات أممية ودولية إلى أن 30.4 مليون سوداني، ما يعادل 64% من السكان، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية خلال العام الجاري، وتسعى الأمم المتحدة إلى جمع 4.2 مليار دولار لتقديم مساعدات منقذة للحياة إلى 20.9 مليون شخص، منهم 50.4% أطفال و24.4% نساء. وفي أواخر سبتمبر الماضي، أصدرت الأمم المتحدة تقريراً بعنوان «النساء والفتيات في السودان: الصمود وسط لهيب الحرب»، حذر من التأثير الكارثي للنزاع على النساء والفتيات، في ظل معاناتهن من الجوع والنزوح، ونقص الخدمات والإمدادات الأساسية.
وكشف التقرير الأممي عن أن العنف المستمر أدى إلى تفاقم المخاطر التي تواجهها النساء والفتيات، وتُعاني الأسر التي تعولها نساء أزمة انعدام الأمن الغذائي الحاد، مشيراً إلى أن 80% من النساء النازحات داخلياً لا يستطعن تأمين المياه النظيفة، ونحو 2.5 مليون فتاة خارج مقاعد الدراسة.
منذ اندلاع النزاع في السودان، في أبريل 2023، تحرص الإمارات على إطلاق مبادرات إنسانية وإغاثية لدعم المرأة السودانية، من بينها تقديم مساهمة بقيمة 10.25 مليون دولار للأمم المتحدة لدعم اللاجئات السودانيات المتضررات من الأزمة، ما يعكس التزاماً إماراتياً راسخاً بتلبية الاحتياجات الملحة للفئات الأكثر ضعفاً، وبالأخص الأطفال والنساء.
وفي إطار المساهمة الإماراتية، تم تخصيص 3 ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية لدعم صحة الأمهات والأطفال السودانيين اللاجئين في تشاد، وتخصيص مليوني دولار لصندوق الأمم المتحدة للسكان لدعم برامج صحة المرأة وبرامج العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتخصيص 3 ملايين دولار للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدعم برامج تعزيز التماسك الاجتماعي بين النساء السودانيات اللاجئات والنساء التشاديات في المجتمع المضيف، وتخصيص مليوني دولار لصندوق المرأة للسلام والعمل الإنساني الذي يمول بشكل مباشر المجموعات المدنية التي تقودها النساء.

صوت النساء
تحرص الإمارات على إشراك النساء في محادثات السلام السودانية، إذ اعتبر معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أن تمثيل المرأة السودانية يُعد عنصراً حاسماً لضمان نجاح الجهود المبذولة لتحقيق السلام المستدام في السودان.
وأكد أن إشراك النساء والاستماع لصوتهن يشكل أمراً حيوياً يرتبط ارتباطاً وثيقاً بنجاح السعي المشترك نحو السلام، إضافة إلى كونه ركيزة أساسية لتلبية احتياجات المجتمع بأكمله، وإرساء السلام والازدهار المستدام، مشيراً إلى أن جهود الإمارات في محادثات السلام السودانية ستستمر، مع التركيز على العمل الفعّال لإشراك النساء والاستماع إلى أصواتهن، باعتبار ذلك ضرورة حيوية لتحقيق الأهداف المشتركة في بناء سودان مستقر ومزدهر.

جهود الإغاثة
في السياق، أكد جاييرو لوجو أوكاندو، الأستاذ في جامعة الشارقة، أن إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من النزاع، وبالأخص الأطفال والنساء، بات أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، لكنه مشروط بوجود توافق سياسي بين الأطراف المتنازعة، يضمن سلامة المدنيين، ويؤمن وصول الإغاثة إلى من هم في أمسّ الحاجة.
وذكر أوكاندو لـ«الاتحاد» أن الإمارات قدمت نموذجاً إيجابياً، في فبراير الماضي، عندما تعهدت بتقديم مساعدات إنسانية بقيمة 200 مليون دولار لدعم الأمن الغذائي والرعاية الصحية في السودان، موضحاً أنها خطوة بالغة الأهمية في ظل الانهيار الشامل للخدمات. وشدد على أن جهود الإغاثة وحدها لا تكفي، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق سياسي شامل يُمكّن من بدء عملية إعادة الإعمار، وتوفير الحد الأدنى من الكرامة والنجاة لملايين النساء العالقات في قلب المعاناة.

هدف ممنهج
شددت الباحثة في الشؤون الأفريقية، نهاد محمود، على أن وضع المرأة السودانية في ظل الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 يمثل واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية المسكوت عنها دولياً، موضحةً أن النساء يتحملن عبئاً كبيراً ليس فقط بسبب التهجير القسري، وفقدان مصادر الدخل، بل لأنهن أصبحن هدفاً ممنهجاً للعنف الجسدي والنفسي في البلاد.
ونوهت محمود، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن القلق يزداد على أوضاع النساء في السودان مع توالي التقارير الأممية التي تكشف عن أبعاد الكارثة الإنسانية المستمرة منذ اندلاع الحرب، حيث تجاوز عدد النازحين داخلياً 6 ملايين شخص، يشكّل النساء والأطفال الغالبية العظمى منهم. فيما توثق تقارير أخرى مئات الانتهاكات والاعتداءات الجسدية والجنسية.
وأوضحت أن العنف لا يقتصر على الاعتداءات الجسدية، بل يترافق مع حرمان واسع النطاق من الحقوق الأساسية، مثل التعليم والرعاية الصحية، في ظل تقاعس دولي عن توفير الاستجابة اللازمة، ما يُفاقم من هشاشة أوضاع النساء في البلاد، مشيرةً إلى توثيق حالات اغتصاب وقتل بحق النساء في مختلف أنحاء السودان، وحتى النساء اللواتي يحاولن الفرار تعرّضن للاعتداء أو أُجبرن على العودة إلى المخيمات لاستخدامهن كدروع بشرية.
وقالت الباحثة في الشؤون الأفريقية، إن السودان يشهد أزمة متعددة الأبعاد تُعاني فيها المرأة السودانية التهجير، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، والفقر المدقع، إضافة إلى انعدام الحماية، وغياب المساءلة، وحتى إن عادت هؤلاء النساء إلى ديارهن، فإنهن يواجهن الوصمة الاجتماعية وانتهاكات مستمرة.
وأضافت أن استمرار هذا الوضع الكارثي، في ظل تخاذل المجتمع الدولي عن توفير آليات حماية للنساء، لا يعني فقط تعريضهن للمزيد من الانتهاكات، بل يرسّخ واقعاً تصبح فيه المرأة السودانية رهينة لحرب لا تقتصر على القتال المسلح، بل تمتد لتطال نسيج المجتمع ذاته، وتستهدف كرامة الإنسان في صميمها. 
وإذا استمر الصمت، فإن العواقب لن تطال النساء وحدهن، بل ستُقوّض فرص السلام وإعادة البناء لعقود قادمة.

الفئات الأكثر ضعفاً
قالت نسرين الصباحى، الباحثة في الشؤون الأفريقية، إن الحرب السودانية التي دخلت عامها الثالث، أفرزت ارتدادات إنسانية صعبة على المدنيين، وتحديداً النساء والفتيات، حيث تعتبر الفئة الأكثر تأثراً، وتحملاً للعبء الأكبر من الأزمة، في ظل مآسي وأهوال الحرب.
وأضافت الصباحي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن تقارير الأمم المتحدة تشير إلى وجود نحو 5.8 مليون امرأة وفتاة تُعاني أزمة نزوح متفاقمة، مشيرة إلى أن الحرب حملت النساء مسؤوليات حياتية جديدة، بما في ذلك تأمين الغذاء والمأوى في ظل ظروف معيشية قاسية.
وأشارت إلى أنه على خلفية المشهد المقلق في السودان، تتزايد الحاجة المُلحّة لتقديم الدعم الكافي من أجل إعادة التأهيل الصحي والنفسي للنساء والفتيات، وإرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة من أجل دعم صمودهن، في ضوء استمرار الحرب وتصاعد حدة المعارك العسكرية، وتحديداً في إقليم دارفور في غرب البلاد.

مقالات مشابهة

  • اليوم الوطني للمرأة الليبية.. احتفاء بدورها في بناء الوطن
  • قومي المرأة يشارك في معرض Grow by rahet baly
  • هل كشف القدم فى الصلاة للمرأة حرام؟ الإفتاء توضح الحكم الشرعي
  • القويري: ليبيا في حاجة لحكومة واحدة تعمل على توحيد المؤسسات
  • مبادرات إماراتية لدعم وإغاثة اللاجئات والنازحات في السودان
  • منال بنت محمد: الإمارات ملتزمة ببناء مستقبل رقمي مُمَكّن للمرأة
  • منال بنت محمد: الإمارات ملتزمة ببناء مستقبل رقمي عادل للمرأة
  • إحسان غالي: المرأة السيناوية شريك أصيل في التنمية والقيادة
  • مبادرة نوبل للمرأة تطالب بوقف الإبادة الجماعية في غزة وتتضامن مع فلسطين
  • ربيع دمشق يفتح أبوابه من جديد بعد قمعه على يد بشار الأسد قبل 24 عاما