يمانيون – متابعات
ربما يبدو الخلاف بين ولاية تكساس، ممثلةً بحاكمها منذ عام 2015، غريغ آبوت، وبين الحكومة المركزية في واشنطن، ممثلةً بإدارة الرئيس جو بايدن، خلافاً جزئياً فحسب بشأن ملف المهاجرين غير الشرعيين المتدفقين إلى الولايات المتحدة الأميركية، والذين يهددون بتقويض الأكثرية العددية المتضائلة للبيض الأنغلوساكسونيين، وهو كذلك إلى حد ما، وإنما كصاعق تفجيري فقط لجملة قضايا الصراع في المجتمع الأميركي.

أصر حاكم تكساس آبوت على الاستحواذ على صلاحيات إدارة ملف التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين من الجنوب، وعلى نقلها من مستوى الحكومة الفيدرالية في واشنطن إلى مستوى الولاية التي يحكمها، أي أنه انتزع تلك الصلاحيات انتزاعاً من يدي جو بايدن ووضعها في يديه شخصياً، ولاسيما صلاحية السيطرة على الحدود الجنوبية لولاية تكساس، والتي صودف أنها جزء من حدود الولايات المتحدة الأميركية مع المكسيك، فأخذ الصراع إلى مستوىً تصعيدي أعلى، معيداً طرح جملةً من المسائل الشائكة أميركياً، ومنها:

أ – مسألة صلاحيات حكام الولايات في مقابل صلاحيات الحكومة الفيدرالية ورئيسها في واشنطن.

ب – مسألة أحقية الولايات الأميركية في الانفصال عن الاتحاد الفيدرالي، أي عن واشنطن.

ج – مسألة النزعات الانفصالية في ولايات أميركية وازنة، مثل تكساس وكاليفورنيا، وثقلها شعبياً وسياسياً.

يعمق تأجيج كل تلك المسائل بالضرورة الشقوق العمودية في المجتمع الأميركي، أي في الجبهة الداخلية الأميركية، ثقافياً وعرقياً وحزبياً، ويساهم بالتالي في زعزعة معاقل القوة الأميركية وقدرتها على إسقاط نفوذها خارجياً، بل إن احتمالية تصاعد تلك التناقضات وخروجها عن السيطرة، إذا عجزت النخبة الحاكمة الأميركية عن إداراتها واستيعابها، تطرح مسألة بقاء الولايات المتحدة الأميركية ذاتها، كقوة عظمى مهيمنة، في قيد الوجود.

صلة روسية لحركة استقلال تكساس؟
من المؤكد إذاً أن خصوم الولايات المتحدة ومنافسيها في الحلبة الدولية يتابعون تلك التطورات من كثب، لا من قبيل الرفاهية الفكرية، أو الولع بـ”طريقة الحياة الأميركية”، على طريقة من يشعرون بالدونية إزاءها، بل لانعكاساتها على ميزان القوى في زمن التحول من الأحادية إلى التعددية القطبية عالمياً.

تنسج روسيا علاقة مباشرة بأكبر حركة انفصالية في تكساس، وهي “حركة تكساس القومية”، بحسب تقارير شتى في وسائل الإعلام الأميركية. انظر مثلاً موقع “بوليتيكو” في 22/6/2015 تحت عنوان “مؤامرة بوتين لجعل تكساس تنفصل”، عن مشاركة “وزير خارجية” حركة تكساس الانفصالية في مؤتمر في سان بطرسبرغ، والحفاوة التي لقيها ولقيتها هناك دعوته إلى انفصال ولاية تكساس.

انظر أيضاً تقرير قناة ABC News في 27/9/2016 عن مشاركة ممثلي حركات انفصالية من ولايات تكساس وكاليفورنيا وهاواي الأميركية في مؤتمر مناهض للعولمة في فندق الـ”ريتز” في موسكو.

انظر كذلك مقابلة دانيال ميلر، رئيس “حركة تكساس القومية”، في مجلة “ذا أتلانتيك”، عدد كانون الأول/ديسمبر 2019، والتي أعرب فيها عن “ندمه على تلقي حركته أموالاً من روسيا للمشاركة في مؤتمر عن الانفصال ومناهضة العولمة هناك”، مضيفاً أن المؤتمر ذاته كان مضيعة للوقت، لكنّ “حركته تشارك روسيا موقفها من النفاق الأميركي… إذ إن الولايات المتحدة خرجت وروجت، أحياناً عبر استخدام القوة، حق تقرير المصير.

فلنرَ إذاً مدى استعداد الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة الأميركية لمطابقة أفعالها مع خطابها، الذي تشدقت فيه خلال الأعوام الـ 70 الأخيرة في السياسة الخارجية”، قاصداً بذلك مطلب استقلال تكساس طبعاً.

ولا نتحدث عن حركة صغيرة أو هامشية هنا، إذ يزعم رئيسها ميلر أن لدى حركته الانفصالية 600 ألف نصير في ولاية تكساس، كما أنها حركة تأسست رسمياً عام 2005، استناداً إلى تراث النزعة الانفصالية في الولاية.

تقوم استراتيجية الحركة على تبني تكتيكات جين شارب اللاعنفية، والتي فعلت فعلها فيما يسمى “الربيع العربي” وغيره، بحسب تقرير “ذا أتلانتيك” ذاته أيضاً، من أجل إجراء استفتاء يتيح خروج تكساس من الاتحاد الفيدرالي. لذلك، صيغت كلمة “تكسيت” Texit، أي خروج تكساس من الاتحاد الفيدرالي، على وزن كلمة “بركسيت” Brexit، أي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأصبحت نداء الحركة.

لا يهم كثيراً، كما سنرى، إذا كانت مزاعم دانيال ميلر، قائد “حركة تكساس القومية”، صحيحةً بشأن عدد أنصاره في تكساس. كما لا يجوز الافتراض أن حركة انفصال الولاية مجرد أداة طيعة لموسكو، إذ إننا نتحدث هنا عن حركة انفصالية قوية في ولاية ضخمة تبلغ مساحتها نحو 696 ألف كيلومتر مربع، وعدد سكانها نحو 30 مليوناً، وناتجها الإجمالي، بحسب إحصاءات 2023، نحو 2.5 ترليون دولار أميركي، أي أن اقتصاد تكساس وحدها أكبر من اقتصادات كل من إيطاليا أو البرازيل أو كندا منفردة.

هل تبنى فرع الحزب الجمهوري في تكساس النزعة الانفصالية؟
يتسع انتشار النزعة الانفصالية في تكساس، وهي لا تقتصر على المنتسبين إلى “حركة تكساس القومية”، إذ وجدت حاضنة دافئة لها في الحزب الجمهوري في الولاية، والذي يتحدر منه حاكمها غريغ آبوت، رأس حربة الصراع مع واشنطن مؤخراً على صلاحية السيطرة على حدود الولاية، ورأس حربة الصراع مع إدارة أوباما عندما كان مدعياً عاماً للولاية.

انظر، على سبيل المثال، تقرير موقع NPR، أي الراديو العام الأميركي، في 20/6/2022، تحت عنوان “البرنامج الجديد لفرع الحزب الجمهوري في تكساس يقول إن بايدن لم يفز في الانتخابات الرئاسية حقاً، ويدعو إلى انفصال الولاية”، على أن يقوم مجلسا النواب والشيوخ في الولاية بعرض استفتاء على سكان تكساس من أجل الانفصال.

يسيطر الجمهوريون في تكساس على مجلسي النواب والشيوخ في الولاية، وعلى مقعدي ممثلي الولاية في مجلس الشيوخ الأميركي، وعلى 25 من أصل 38 مقعداً هي حصة تكساس في مجلس النواب الأميركي، وعلى حاكمية الولاية وكثيرٍ من مناصبها المنتخبة.

لكنّ الحزب، الذي يغازل النزعة الانفصالية في الولاية لتعزيز شعبيته، وتحسين شروط علاقة تكساس بواشنطن، ولتوظيف تلك النزعة في صراع الجمهوريين مع الديموقراطيين، لا يتنباها كليةً أو دائماً كخط مبدئي، بدلالة أن رئيس فرع الحزب الجمهوري في الولاية، مات رينالدي، رفض في كانون الأول/ديسمبر الفائت عريضة تدعو إلى إدراج استفتاء غير ملزم بشأن انفصال تكساس في الانتخابات الأولية للحزب في آذار/مارس المقبل، بذريعة أن التوقيعات المجموعة إلكترونياً لا يمكن احتسابها.

من جهةٍ أخرى، عاد الخطاب الانفصالي ليذر قرنه في خطاب حاكم الولاية غريغ آبوت، بعد تصاعد الخلاف بشأن أحقية الولاية في اتخاذ إجراءات لمنع دخول المهاجرين لها، الأمر الذي لقي استحساناً كبيراً لدى رئيس “حركة تكساس القومية”، دانيال ميلر، بحسب “نيوزويك”، في 31/1/2024، والذي أعلن: “تحصل أحياناً على مئة عامٍ من التاريخ في يومٍ أو أسبوعٍ واحد… و”تكسيت” أصبحت الامتداد الطبيعي المنطقي لما يحدث جنوباً عند حدود الولاية… وخصوصاً أنه بات يدفع مزيداً من التكساسيين نحو تأييد تحول تكساس إلى دولة مستقلة”.

انفصال أم صوت احتجاجي؟
والحقيقة أن نزعة الانفصال في تكساس تزايدت، إذا كانت استطلاعات الرأي مؤشراً دقيقاً، منذ وصول باراك أوباما إلى الحكم عام 2009، حتى بلغت نسبة مؤيدي انفصال الولاية 60% من المستطلعة آراؤهم في 5/7/2022، بحسب ما نشرته مؤسسة Survey USA. وكانت تلك النسبة تراوح بين 15 و26% بين عامي 2009 و2016.

يدل ذلك على أن من يقولون إنهم مع الانفصال في ازدياد، لكن يبقى السؤال: إلى أي مدى يعبر ذلك عن رغبة حقيقية في الانفصال؟ في مقابل التعبير عن الاحتجاج السياسي على الهوية الحزبية وتوجهات الرئيس القابع في واشنطن؟ أو عن رغبة في تعديل ميزان العلاقة بين الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات لمصلحة الأخيرة، من دون فرط الاتحاد الفيدرالي بالضرورة؟

على سبيل المثال، عندما وصل ترامب إلى الحكم عام 2016، ارتفعت نسبة سكان ولاية كاليفورنيا المؤيدين لانفصالها عن الاتحاد الفيدرالي إلى 32% عام 2017، من 20% عام 2014، بحسب استطلاعات الرأي.

الفارق طبعاً أن انفصاليي كاليفورنيا أكثر ليبرالية وعلمانية ودعماً للتعددية العرقية والثقافية من انفصاليي تكساس، الأكثر تديناً ومحافظةً وحرصاً على هيمنة العرق الأبيض الأنغلو-ساكسوني، وأن كاليفورنيا تُعَد إلى يسار الحزب الديموقراطي، وتكساس إلى يمين الحزب الجمهوري. أما وجه التماثل بينهما فأن ما يجري لكاليفورنيا ينعكس على ولايات الساحل الغربي، وأن ما يجري لتكساس ينعكس على ولايات جنوبي الولايات المتحدة بصورةٍ عامة، فكلتاهما ذات ثقل وازن كبير.

جرح مفتوح منذ الحرب الأهلية الأميركية
المفارقة أن الحزب الجمهوري في القرن التاسع عشر كان من قاد عملية إعادة ضم 11 ولاية جنوبية، منها تكساس، إلى حظيرة الولايات المتحدة الأميركية في حمام دم فعلي، بعد أن انفصلت عنها في استفتاءات ديموقراطية تماماً.

كانت الحرب الأهلية الأميركية (1861-1865) حرباً ضد انفصال الولايات الجنوبية بلغ عدد قتلاها من جنود الطرفين، في 4 أعوام، بحسب أكثر تقدير محافظ، 620 ألف جندي، ما عدا المدنيين، عندما كان عدد سكان الولايات المتحدة الأميركية 31.4 مليون نسمة فحسب. وثمة مراجع تضع عدد قتلى جنود الطرفين عند 850 ألفاً.

كان عنوان تلك الحرب بين “الاتحاديين” الشماليين و”الكونفدراليين” الجنوبيين، فرض الوحدة بالقوة العارية على الولايات الجنوبية الانفصالية، وتكبدت فيها الولايات المتحدة من القتلى أكثر مما خسرت في كل حروبها الخارجية مجتمعة، من حرب الاستقلال عن بريطانيا إلى الحربين العالميتين الأولى والثانية، إلى كوريا وفيتنام، إلى العراق وأفغانستان، لأن ذلك هو ثمن الوحدة والبقاء سياسياً.

من البديهي أن الولايات المتحدة ما كان لها أن تصبح قطباً أوحد مثلاً لو كانت مفككة. وهو مثالٌ بسماركي من التاريخ الأميركي، قبل توحيد بسمارك ألمانيا عام 1871 بـ”الحديد والدم”، كما كان شعاره، وهي نقطة لا بد من سوقها في وجه الإدارة الأميركية والليبراليين الداعمين للحركات الانفصالية في الدول المستقلة وعربياً.

خلاف حاد في المجتمع الأميركي بشأن حق الولايات بالانفصال
هل تتمتع الولايات الأميركية بحق الانفصال بموجب الدستور الأميركي؟ استعر ذلك النقاش بحدة قبيل الحرب الأهلية الأميركية، وحُسم عسكرياً فعلياً، ثم ثبتته المحكمة العليا في قرار رسمي عام 1869، مع إشارة إلى أن الانفصال ليس حقاً دستورياً، لكن يمكن أن يجري بالتفاهم بين الولايات المكونة للاتحاد.

يعود الآن ذلك النقاش مجدداً، ولاسيما أن غريغ آبوت، حاكم تكساس، دكتور وأستاذ قانون في الأساس، وكان المدعي العام المنتخب لتكساس عدة دورات متتابعة بين عامي 2002 و2015، أي أنه ليس جاهلاً بالقانون الأميركي على الإطلاق.

على الرغم من ذلك، فإن طرحه مبني على المنطق التالي: تتعرض تكساس وغيرها من الولايات لغزو أجنبي، يتمثل بملايين المهاجرين غير الشرعيين المتدفقين إليها، ولا تفعل الحكومة الفيدرالية شيئاً للتصدي لذلك الغزو، بل تسهله. لذلك، فإنها كسرت الميثاق أو العقد بينها وبين الولايات.

لعل هذا الطرح استند إلى القسم الرابع من البند الرابع من الدستور الأميركي، والذي ينص على أن حماية الولايات من الغزو الخارجي تقع على عاتق حكومة الولايات المتحدة، أي أنها مسؤولية فيدرالية، سوى أن الحكومة المركزية تخلت عن تلك المسؤولية، وفق رأي آبوت.

ويستند دعاة تقنين صلاحيات الحكومة الفيدرالية كذلك إلى التعديل العاشر للدستور الأميركي، والذي يعطي الولايات صلاحية الإشراف على كل ما لا ينيطه الدستور للحكومة الفيدرالية أو للمواطنين الأفراد، ولا نتحدث هنا عن “حق انفصال” بالضرورة، بل عن توزيع الصلاحيات بين المركز والأطراف.

لا يذكر الدستور الأميركي شيئاً، في المقابل، عن حق الولايات في الانفصال، بل تتحدث ديباجة الدستور عن تأسيس “اتحادٍ أكمل”، ويرى بعض المختصين أن التعديل الـ14 للدستور، والذي أُقر بعد الحرب الأهلية لفرض القوانين الفيدرالية المتعلقة بحقوق المواطن على ولايات الجنوب، ولاسيما العبيد المحررون، يؤكد أولوية القانون الفيدرالي على قوانين الولايات، وبالتالي أن ذلك التعديل جعل المواطنة الأميركية أعلى مرتبةً من مواطنة الولايات.

المهم أن الخلاف يستعر من جديد، ويلاحَظ هنا أمران:
أ – أن حكم المحكمة الدستورية ضد قيام ولاية تكساس بالسيطرة المباشرة على حدودها الجنوبية بدلاً من الحكومة الفيدرالية، بالكاد مر بأغلبية 5 قضاة في مقابل 4، أي بصعوبة، وأن ذلك يفتح الباب أمام تأويل مغاير إذا جاء رئيس جمهوري عام 2024 وتمكن من تمرير تعيين قاضٍ بديل، أو العكس.

ب – أن غريغ آبوت استند إلى مرجعية “العقد” أو “الميثاق” بين الولايات كأساس للحكومة الفيدرالية، الأمر الذي يرفضه معظم خبراء القانون الأميركي، والذين يعدون الحكومة الفيدرالية سابقة على تشكيل الولايات، والتي كانت مستعمرات بريطانية فحسب قبلها، أو أراضٍ جرى الاستيلاء عليها من السكان الأصليين أو البريطانيين أو الإسبان أو الفرنسيين.

لكن التأويلات الدستورية يحكمها ميزان القوى السياسي أكثر مما تحكمها قوة المنطق، وكانت المحكمة العليا فرضت مثلاً حق الإجهاض حقاً دستورياً كتحصيل حاصل 50 عاماً قبل أن يتغير تكوينها لمصلحة الجمهوريين، كما أوضحت في مادة عن قضايا الصراع في المجتمع الأميركي بعنوان “خطوط الصراع في الانتخابات النصفية الأميركية” في 16/9/2022.

الأمر المؤكَّد هو أن تجرؤ ولاية تكساس على مناطحة واشنطن لا يمكن إلا أن يعد مؤشراً على ضعف الأخيرة، وعلى ضعف الرئيس بايدن شخصياً، كما يدل على تفاقم التناقضات في المجتمع الأميركي، فما يجري إعادة فتح لأحد ملفات الحرب الأهلية الأميركية من المرشح أن يؤجج المشهد السياسي على خلفية السباق الرئاسي.

أخيراً، يمثل الحاكم غريغ آبوت ظاهرة تجسد تياراً عريضاً، لا شخصية غريبة الأطوار. وكان رفع، منذ كان مدعياً عاماً حتى فترته الأولى كحاكم، 44 قضية في المحاكم ضد سياسات باراك أوباما في مجال حماية البيئة (والتي تضر بشركات الطاقة في الولاية)، وسياساته في مجال التأمين الصحي، أو التعليم، أو حقوق المثليين.

ويُعَد آبوت من رجال دونالد ترامب المخلصين، وأحد وجوه “الحرب الثقافية” البارزين في المجتمع الأميركي في مناهضة حق الإجهاض، أو المثلية، أو فصل الدين عن الدولة، أو الهجرة إلى الولايات المتحدة طبعاً، أو الأحكام المخففة للمجرمين، لكنه ذهب بعيداً كحاكم في تسهيل اقتناء السلاح وحمله في الولاية حتى من دون ترخيص.

وكان لافتاً في موقفه المعادي للأقنعة أو التطعيم خلال أزمة كوفيد-19، كما أنه لا يرى أن الاحتباس الحراري سببه النشاط البشري، بل يعده ظاهرة طبيعية لا يجوز أن تعاقب عليها شركات الطاقة. وكل هذا يعبر عن تيار قوي في المجتمع الأميركي في المحصلة يقابله تيار قوي مثله لا يوافق على كل ما سبق.

* المصدر: موقع الميادين نت

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمیرکیة الحکومة الفیدرالیة الحزب الجمهوری فی الانفصالیة فی ولایة تکساس فی الولایة فی واشنطن فی تکساس ما کان

إقرأ أيضاً:

تقرير «نيوزويك» يرسم ملامح الولاية الثانية لـ«ترامب».. رجل البيت الأبيض يفتح جبهات عديدة في الداخل والخارج

 منذ اليوم الأول لعودته إلى البيت الأبيض، تعهد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأن يعيد الولايات المتحدة إلى «عصرها الذهبي»، واعتبر أن العناية الإلهية تدخلت لإنقاذ حياته من محاولات الاغتيال التي تعرض لها، حتى يجعل من أمريكا «دولة عظيمة» مرة أخرى، إلا أنه في الوقت نفسه أصدر عدداً كبيراً من القرارات والأوامر التنفيذية التي أثارت كثيراً من الجدل على الصعيد الداخلي، كما أطلق سلسلة من التهديدات، وضعت العديد من دول العالم في حالة تأهب.

تنوعت أوامر الرئيس الجمهوري، التي بدأ بها ولايته الثانية، ما بين إصدار قرارات بالعفو عن المتهمين في قضية اقتحام مبنى الكونجرس «الكابيتول» في عام 2021، وإقالة عدد من المحامين بوزارة العدل، ممن شاركوا في تحريك دعاوى قضائية ضده في سلسلة المحاكمات الجنائية التي تعرض لها، قبل إعادة انتخابه رئيساً للولايات المتحدة، وكذلك قراره الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، والانسحاب من اتفاق باريس للمناخ، بالإضافة إلى منع منح الجنسية الأمريكية لأطفال الأجانب المولودين في الولايات المتحدة، فضلاً عن شن حملة ضخمة ضد المهاجرين غير الشرعيين، الذين بدأ بالفعل في ترحيل المئات منهم بالقوة خارج الولايات المتحدة إلى عدد من الدول.

كما أطلق «رجل البيت الأبيض» سيلاً من التهديدات الصريحة والمبطنة، منها إعادة السيادة الأمريكية على قناة بنما، في مواجهة ما اعتبره تنامي نفوذ الصين على الممر المائي الذي يربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ، ودعوته إلى اعتبار كندا إحدى الولايات الأمريكية، وكذلك دعوته للاستيلاء على جرينلاند بالقوة، والإعلان عن فرض رسوم جمركية على عدد من الدول، التي ترى الولايات المتحدة أنها تشكل منافساً قوياً لها في الأسواق العالمية، بما فيها دول أوروبية، ودول أخرى أعلنت رفضها استقبال طائرات عسكرية محملة بالمهاجرين الذين يتم ترحيلهم من الولايات المتحدة، والتهديد بشن إجراءات عقابية ضد دول تجمع «بريكس»، في حالة اعتماد عملة نقدية موحدة، أو أي عملات أخرى غير الدولار الأمريكي.

وعلى مدار أقل من أسبوعين من عودته إلى البيت الأبيض، بدأت تتضح ملامح الولاية الثانية للرئيس الـ47 للولايات المتحدة، بعدما تعهد بإنهاء الليبرالية الاجتماعية، وبدء عصر جديد من الازدهار الأمريكي، ووفقاً لتقرير نشرته مجلة «نيوزويك»، فإن مشروع ترامب لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى أصبح أكثر وضوحاً، خلال أول 10 أيام من بداية ولايته الثانية، حيث تشير العلامات الأولية إلى أن الأمور واعدة بالنسبة للرئيس الجمهوري، بدءاً من أن البيئة السياسية التي تعتبر «أكثر ودية»، مقارنةً بما كانت عليه عندما تولى منصبه لأول مرة في عام 2017، ففي ذلك الوقت، كان الحزب الجمهوري يسيطر على مجلسي الكونجرس، النواب والشيوخ، ولكنه واجه معارضة داخلية قوية من جانب الجمهوريين المعتدلين، بالإضافة إلى مقاومة شديدة من جانب الديمقراطيين.

إلا أن الوضع يختلف اليوم، إذا يهيمن مؤيدو ترامب على القيادة والأعضاء في مجلس النواب والشيوخ، الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري، كما أن المحاكم الفيدرالية أصبحت الآن مليئة بتعيينات موالية للرئيس الجمهوري، بما في ذلك القضاة الثلاثة الذين عينهم في المحكمة العليا، بينما لم يستقر الديمقراطيون، الذين تكبدوا خسائر كبيرة، سواء في الانتخابات الرئاسية أو التشريعية، على استراتيجية للمضي قدماً في مواجهة الأغلبية الجمهورية، بعدما قضوا معظم العام الماضي وهم يجادلون بأن محاكمات ترامب، وإدانته بجريمة، ومشاكله القانونية الأخرى، وفشله في قلب نتيجة انتخابات 2020 جعلته تهديداً وجودياً للديمقراطية في الولايات المتحدة، وعبر توري جافيتو، أحد قيادات الحزب الديمقراطي، عن الموقف القوي لفريق ترامب بقوله: «الناس يفكرون في المؤسسات، حيث يمكنهم سحب أذرع السلطة، وليس فقط التواجد في الشوارع في موقف المقاومة، الذي اعتمده الديمقراطيون عندما تولى ترامب منصبه لأول مرة»، وتابع بقوله: «لن يبدو الأمر كما كان من قبل».

وأشار تقرير «نيوزويك» إلى أن الجمهوريين يعتمدون على «الفوضى»، التي أصبحت إحدى السمات السائدة في الفريق الآخر، كما أن فريق ترامب، الذي شكله كدليل على أن فترته الثانية ستكون أكثر إنتاجية من الأولى، أثار كثيراً من الغضب في الداخل الأمريكي، خاصةً بعد اختياراته لقيادة وزارتي الدفاع والعدل، والتي تمثلت في النائب السابق عن ولاية فلوريدا، مات جايتس، الذي كان أول اختياره ليشغل منصب المدعي العام، ولكنه سحب ترشيحه وسط اتهامات بالاعتداء الجنسي، كما أحاط ترامب نفسه بدائرة داخلية موثوقة من المساعدين، بقيادة مستشار السياسة الداخلية، ستيفن ميلر، ورئيس موظفي البيت الأبيض، سوزي وايلز، مديرة الحملة المشتركة لترامب في 2024، وتحظى بقبول كبير بين أوساط الجمهوريين.

غير أن نجاح ترامب في قيادة الولايات المتحدة إلى «عصر ذهبي جديد» ليس مضموناً بأي حال من الأحوال، حيث أكد التقرير أن الإدارة الجمهورية تواجه «عقبات كبيرة»، من بينها إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وتجنب إغلاق الحكومة في مارس، وتأمين الموارد اللازمة لتمديد خفض الضرائب، الذي أقره ترامب في ولايته الأولى، ويدرك الفريق الرئاسي وقادة الحزب الجمهوري أن أمامهم «وقت محدود» لتقديم نتائج إيجابية يشعر بها الناخب الأمريكي، قبل العودة إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى، في انتخابات الكونغرس النصفية عام 2026، وقال مات ماكويك، قيادي بالحزب الجمهوري: «يدرك ترامب أن الانتخابات النصفية أقرب مما تبدو، وأن الفوارق في مجلس النواب والشيوخ ضيقة جداً»، وأضاف أنه لديه حوالي 18 شهراً لتأكيد جدارته بفترة ولايته الثانية، وترسيخ شعبية الجمهوريين لدى الناخبين.

وبعد فترة وجيزة من فوزه في الانتخابات، وفي أحد أولى تعييناته الرئيسية، أصدر ترامب قراراً بتعيين توماس هومان ليكون «القيصر الحدودي» لإدارته، وهو المسؤول عن وقف الهجرة غير القانونية، وتصدر هومان، الذي شغل منصب المدير المؤقت لخدمة الهجرة والجمارك في فترة ترامب الأولى، عناوين الأخبار بشكل متكرر خلال فترة الانتقال، محذراً من أن خطة ترامب للطرد الجماعي، ستكلف 86 مليار دولار، وتتطلب 100 ألف سرير احتجاز، تابع لخدمة الهجرة والجمارك، وبينما كان هومان يشغل دور الشخص المسؤول عن الحملة القادمة ضد الهجرة غير القانونية، كان فريق من مستشاري الهجرة يعمل في الخفاء لإعداد الأوامر التنفيذية، حتى يتمكن ترامب من البدء في العمل على هذه القضية فور أدائه اليمين الدستورية. وفقاً لمصادر متعددة شاركت في العمل، كانت الأوامر التنفيذية التي وقعها ترامب مصممة لتجنب العقبات القانونية التي أعاقت العديد من خطط الهجرة في بداية ولايته الأولى.

وتضمنت الأوامر التنفيذية في اليوم الأول لترامب، إعلان حالة الطوارئ الوطنية على الحدود، وتعليق برنامج قبول اللاجئين، وإنهاء تطبيق (CBP One) لطالبي اللجوء، وتحديد الجنسية بالميلاد، مما أدى إلى رفع دعوى قضائية بقيادة الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، وعبر المدير التنفيذي للاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، أنتوني دي روميرو، عن انتقاده لقرار ترامب في هذا الشأن بقوله إن «رفض منح الجنسية للأطفال المولودين في الولايات المتحدة، ليس غير دستوري فحسب، بل أيضاً رفض متهور وقاس للقيم الأمريكية»، فيما حذر آخرون من أن هذا القرار يضع «المواطنة في خطر»، من ضمنهم ستيفن ييل-لور، خبير الهجرة في كلية الحقوق بجامعة «كورنيل»، الذي أكد أنه «بفضل الأوامر التنفيذية المصممة بشكل أفضل، قد يكون من الأقل احتمالاً أن تصدر المحاكم أوامر منع»، وأضاف أنه «من منظور قانوني، قد يكون من الأسهل أن تجتاز الأوامر التنفيذية تدقيق المحكمة».

ومع ذلك، تعتبر «نيوزويك» أن إنشاء برنامج للطرد الجماعي قد يكون أكثر صعوبة، حيث تمتلك إدارة الهجرة والجنسية الأمريكية حالياً، مساحة لإيواء حوالي 40 ألف معتقل، وهو أقل من نصف السعة التي قال هومان إنها ضرورية، كما أن هناك الكثير من التحديات المالية، ولفتت في هذا الصدد إلى أن ترامب واجه صعوبات بالغة، خلال ولايته الأولى، في تأمين تمويل الحدود من الكونجرس، وأضافت أنه من غير الواضح كيف سيتمكن ترامب وحلفاؤه في الكونجرس من تدبير عشرات المليارات من الدولارات لبرنامج الطرد الجماعي، في خضم معركة الميزانية حول أولويات الإنفاق الأخرى، وخصومات الضرائب التي ستسيطر على الإنفاق الحكومي خلال الأشهر المقبلة.

وبحسب بيانات فيدرالية، فقد سجلت إدارة الرئيس الديمقراطي الأسبق، باراك أوباما، رقماً قياسياً في عمليات الطرد الجماعي للمهاجرين في عام 2023، بلغ 432 ألف عملية، وبالتالي يتعين على ترامب تجاوز هذا الرقم في كل عام من سنوات ولايته، وأكد ييل-لور أنه «حتى إذا وافق الكونجرس على تخصيص المزيد من الأموال، فإن ذلك لن يكون كافياً أبداً لطرد ملايين المهاجرين خلال فترة ولاية رئاسية واحدة، ويعتقد الجمهوريون أن النقاشات المبكرة حول سيناريوهات الطرد، تحت قيادة ترامب، تغفل حقيقة أنه نجح في تحويل البلاد إلى اليمين في مسألة الهجرة بشكل عام، وقال براين سيتشيك، مسئول سابق في حملة ترامب: «لقد غير تماماً المحادثة حول الهجرة، لقد فاز ترامب بالفعل في هذه القضية».

أما بالنسبة لقضية الطاقة، وهي الأخرى تحتل أولوية كبيرة على أجندة ترامب، فإن الوضع قد يكون صعباً على إدارة الرئيس الجمهوري، الذي وقع أمراً تنفيذياً بإعلان حالة طوارئ وطنية للطاقة، في خطوة الهدف منها تعزيز صناعة الوقود الأحفوري، وصولاً إلى إلغاء سياسات الرئيس السابق، جو بايدن، بشأن المناخ، وتنفيذ الوعد الذي أطلقه ترامب، خلال خطاب التنصيب، بحفر المزيد من آبار النفط، ولكن تقرير «نيوزويك» أكد أن وعد ترامب بجعل البلاد رائدة في مجال الطاقة، يتناقض مع حقيقة أن الولايات المتحدة هي بالفعل قوة طاقة رائدة، فالولايات المتحدة هي الآن أكبر منتج للنفط الخام، وأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، وفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الفيدرالية.

في الوقت نفسه، فإن ادعاءات ترامب المستمرة بأن تغير المناخ هو «خدعة»، تتعارض بشكل متزايد مع العديد من المشرعين في الحزب الجمهوري، حصل ترامب على بعض الإشادة من اليمين، لسحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، لكن عدداً متزايداً من الجمهوريين قبلوا بشكل هادئ العلم المرتبط بالاحتباس الحراري، واعتنقوا استراتيجية «الكل يشمل»، التي تضم الطاقة النظيفة، ومع ذلك، فإن إعلان ترامب للطوارئ قد استبعد بشكل ملحوظ طاقتي الرياح والطاقة الشمسية، اللتين تمثلان معاً 14% من إنتاج الكهرباء في الولايات المتحدة، كما اتخذ ترامب إجراءات منفصلة لوقف تطوير طاقة الرياح البحرية، وعلى عكس بعض الأوامر التنفيذية المدروسة بعناية المتعلقة بالهجرة، يُنظر إلى حظر طاقة الرياح بين المعنيين بملف الصناعة، على أنه واسع جداً، ومعرض للطعن القضائي، وأن أي محاولات لتقليص برامج الطاقة النظيفة، بموجب قانون تخفيض التضخم الذي أصدرته إدارة بايدن، ستواجه أيضاً بمعارضة من المشرعين الجمهوريين، الذين يمكن أن تستفيد ولاياتهم ومناطقهم من الاستثمار في المشاريع المتجددة.

وفي هذا الصدد، قالت جينيفر جرانهولم، وزيرة الطاقة في إدارة بايدن والحاكمة السابقة لولاية ميشيجان، في مقابلة سابقة مع «نيوزويك»، قبل فترة وجيزة من تنصيب الرئيس الجمهوري، إن «إدارة ترامب هي التي ستكون في المنصب عندما تحدث كل هذه التوظيفات، لذا سيكون من الخطأ السياسي إلغاء كل هذه الاستثمارات»، كما أشار التقرير إلى أن المناقشات التي تجري بشأن السيارات الكهربائية أصبحت أكثر تعقيداً، حيث أصدر ترامب أمراً تنفيذياً في يومه الأول، ينهي هدف إدارة بايدن بأن تشكل السيارات الكهربائية 50% من إجمالي مبيعات السيارات في الولايات المتحدة بحلول عام 2030، إلا أن وكالة حماية البيئة قد تحتاج إلى قواعد جديدة ترافق قرار ترامب، لكي يصمد، وبينما أعرب حليف ترامب المقرب ومؤسس شركة «تسلا»، إيلون ماسك، عن دعمه لإنهاء إعانات السيارات الكهربائية في عصر بايدن، فإن القيام بذلك قد يثير معارضة من بعض المشرعين الجمهوريين، وقال فرانك ميسانو، كبير المسؤولين في مجموعة «براسويل» لحل السياسات: «أعتقد أنه لن يتغلب أبداً» على معارضته لأشياء مثل السيارات الكهربائية وطاقة الرياح، وأضاف: «لقد اتخذ الرئيس، من خلال أوامره التنفيذية، نهجاً رمزياً يحدد الأجندة بالنسبة للطاقة، لكن الكثير من ذلك سيتعين تنفيذه من قبل الكونجرس».

ووفقاً للتقرير، فإن ترامب لا يحتاج إلى الاعتماد على الكونجرس لفرض القوة الأمريكية على الساحة الدولية في الخارج، حيث دخل ترامب منصبه وهو يتمتع ببعض الزخم، بعد أن لعب مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، دوراً في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، خلال الأيام الأخيرة من إدارة بايدن، وأخذ ترامب جزءاً من الفضل في هذا الاتفاق، واستخدمه للقول إنه كان علامة على ما سيحدث في فترة رئاسته كقائد قوي.

وبالنسبة للصراع الاقتصادي والتجاري مع الصين، أبدت بكين استعدادها للتعاون مع الإدارة الجديدة في واشنطن، فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية، مما يشير إلى أن الصين قد ترغب في تجنب حرب تجارية أخرى، وأثناء فترة ترشحه للانتخابات الرئاسية، توعد ترامب بفرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات من الصين ودول أخرى، لكنه تأجل عن متابعة الخطة في أولى تحركاته بعد عودته إلى البيت الأبيض، وجاء هذا القرار عندما وجه ترامب وزارة العدل لوقف حظر تطبيق «تيك توك»، بينما كان يحاول استكشاف طرق أخرى للحفاظ على شركة الأم الصينية للتيك توك، تعمل في الولايات المتحدة، ومن المحتمل أن أكبر التحديات في السياسة الخارجية لترامب، هو القضية التي وعد بحلها فوراً، والتي تتعلق بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، ففي حملته الانتخابية العام الماضي، قال ترامب إنه سينهي الحرب في أول 24 ساعة من رئاسته، والآن بعد أن عاد إلى منصبه، بدأ الواقع يتضح.

ورغم أن وزير الخارجية، ماركو روبيو، ونائب الرئيس، جي دي فانس، ومسؤولين آخرين في محيط ترامب، يشاركونه الرغبة في إنهاء أكبر حرب برية في أوروبا، منذ الحرب العالمية الثانية، فإن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، هما من سيقرران في النهاية تسوية النزاع، ومع اقتراب الحرب من ذكرى ثلاث سنوات «مظلمة»، لا يزال من غير الواضح ما هي الشروط التي ستلبي تطلعات بوتين، ورغبة زيلينسكي في ضمانات أمنية من الغرب لحماية أوكرانيا من أي هجوم روسي في المستقبل.

وفي ولايته الأولى، كانت عقيدة «أمريكا أولاً» تعني الصدام مع الحلفاء، والتقرب من بعض الحكام الذين تصفهم واشنطن بالاستبداديين، مثل الرئيس الروسي بوتين، ورئيس كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، إلا أنه في ولايته الثانية، أضاف ترامب دافعاً توسعياً خاصاً به، حيث دعا إلى إعادة قناة بنما للسيادة الأمريكية، وشراء جرينلاند لأغراض الأمن القومي، وعبر جون بولتون، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي لترامب، عن انتقاده لهذه الدعوات قائلاً: «نحن الآن في فترة الفقاعة»، وأضاف: «بالتأكيد هو يعرف أكثر مما كان يعرف من قبل، وهو يشعر بثقة أكبر»، لكنه تابع قائلاً: «دليل الواقع يشير إلى أن الولاية الثانية ستشبه الولاية الأولى فيما يتعلق بالفوضى وغياب الفلسفة والاستراتيجية الفعالة».

وخلصت «نيوزويك» في تقريرها إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي بشأن الكثير من القضايا العالمية، خلال الأيام الأولى له في منصبه، تظهر أن ترامب في ولايته الثانية لن يختلف كثيراً عن فترته الأولى، كما أن العفو الذي أصدره لعدد من مثيري الشغب في أحداث الكونجرس، يظهر أيضاً أنه لا يخطط للتخلي عن الماضي، وهو الأمر الذي يثير قلقاً لدى بعض الجمهوريين من أن ترامب قد يشتت انتباهه عن أجندته، من خلال الانتقام من خصومه السياسيين، أو التركيز كثيراً على قضايا الحرب الثقافية، ونقلت عن مصدر جمهوري، عمل مع ترامب في السابق، قوله: «أكبر عقبة أمام نجاح ترامب، هو ترامب نفسه، كما هو الحال دائماً، أحيانًا لا يستطيع أن يتجاوز نفسه، هذا بالتأكيد ممكن الآن».

 

 

مقالات مشابهة

  • والي ولاية البحر الاحمر ومدير شرطة الولاية يفتتحان نافذة المعاملات المرورية الخاصة بإستخراج رخص القيادة وترخيص المركبات بمحلية سنكات
  • المكسيك ترفض البيان الأميركي وترامب يقر بتداعيات الرسوم الجمركية
  • رئيس بنما يلتقي وزير الخارجية الأميركي بعد مطالبة ترامب بالقناة
  • ترامب يجدد الهجوم على كندا: ستصبح الولاية الأميركية رقم 51
  • ترامب يصعد مجددا: على كندا أن تصبح الولاية الأميركية رقم 51
  • وزير الخارجية الأميركي يستهل أولى جولاته بزيارة بنما
  • إدارة المرور السريع ولاية الخرطوم تباشر مهامها لتأمين وتنظيم حركة العودة الطوعية بقطاع بحري
  • تقرير «نيوزويك» يرسم ملامح الولاية الثانية لـ«ترامب».. رجل البيت الأبيض يفتح جبهات عديدة في الداخل والخارج
  • الولايات المتحدة الأميركية تنفذ ضربات جوية في الصومال
  • كاتب تركي: ترامب حوّل الحلم الأميركي إلى كابوس