كشفت تقارير عبرية أن الجيش الإسرائيلي يؤيد وقف الأعمال القتالية لفترة مؤقتة لمصلحة إطلاق سراح المحتجزين في غزة وفقاً لما تنص عليه «مبادرة باريس»، بعد فشله في إطلاق سراح أي من الرهائن أو الأسرى المتبقين منذ قيامه باستئناف الحرب، مطلع ديسمبر الماضي، عقب هدنة استمرت أسبوعاً وسمحت بتحرير 108 أغلبهم من الإسرائيليين مقابل الإفراج عن 238 فلسطينياً من معتقلات الاحتلال.

وذكرت القناة «11» الإسرائيلية أن الجيش يؤيد هدنة، حتى لو طالت مدتها، لإعادة المحتجزين لدى «حماس» وعددهم نحو 136، لافتة إلى الجيش يريد استئناف القتال في نهاية الهدنة. وأتى الكشف عن موقف الجيش في وقت عبر وزراء خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية أمس، عن معارضتهم لصفقة تبادل الأسرى المرحلية التي تمت صياغتها بوساطة أميركية ــ قطرية ــ مصرية على طاولة رباعية في باريس وقبل ساعات من تسليم «حماس» ردها النهائي بشأنها. وأفاد موقع «واينت» بأن وزير الاقتصاد نير بركات قال إنه ينبغي الموافقة «على صفقة تشمل جميع المخطوفين فقط»، فيما اعتبرت الوزيرة غيلا غمليئيل أنه «لا يوجد منطق بالموافقة على شروط حماس، فهذا لن ينتهي أبداً». وفي تصريحات منفصلة، قال وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعرقل حرب غزة، مضيفاً أن الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب كان سيطلق يد إسرائيل أكثر. وفي مقابلة نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال»، الأميركية قال بن غفير إن بايدن «بدلاً من أن يمنحنا دعمه الكامل، منشغل بتقديم مساعدات إنسانية ووقود لغزة تذهب إلى حماس». وجدد بن غفير تمسكه بخطة طرد الفلسطينيين من غزة عبر تشجيع الهجرة الطوعية لأماكن حول العالم من خلال حوافز مالية، مشيراً إلى أن خطته ستضمن إعادة بناء المستوطنات اليهودية في القطاع الساحلي المدمر. وأكد بن غفير أنه سيعارض أي صفقة مع «حماس» تسمح بالإفراج عن آلاف الفلسطينيين المحتجزين «بتهم الإرهاب»، أو بإنهاء الحرب قبل «دحر حماس تماماً». وعلى خلفية التوتر السياسي الإسرائيلي الداخلي والدعوات إلى إجراء انتخابات مبكرة للإطاحة برئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، قال بن غفير: «أمام نتنياهو حالياً خياران: إما زيادة العزلة الدولية لإسرائيل إذا واصل الحرب، أو احتمال فقدان السلطة إذا سحب بن غفير المشرعين الستة من حزب القوة اليهودية الذي يتزعمه من الائتلاف الحاكم». وتسببت تصريحات بن غفير النارية في انتقادات من عدة أوساط عبرية، إذ وصف عضو «كابينيت الحرب»، بيني غانتس، أقوال الوزير اليميني بأنها «عديمة المسؤولية وتضر بعلاقات إسرائيل الإستراتيجية». كما رأى رئيس المعارضة، يائير لبيد، أن «تصريحات بن غفير تضر بأمن إسرائيل»، متهماً نتنياهو بأنه لا يملك «أي سيطرة على المتطرفين في حكومته». وفي محاولة لاحتواء الأزمة التي قد تسببها تصريحات الوزير المتشدد، قال نتنياهو إنه لا يحتاج لمساعدة من أجل إدارة العلاقات مع الولايات المتحدة، لافتاً إلى أنه يقدر بشدة دعم إدارة بايدن رغم أن ذلك لا يعني أنه لا توجد خلافات معها. على الجهة المقابلة، ناقش رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، إسماعيل هنية، مع رئيس الاستخبارات التركية، إبراهيم كالن، الصفقة المحتملة وسبل إنهاء الحصار الإسرائيلي والحرب التي تسببت بمقتل 27365 فلسطينياً وإصابة 66630 آخرين منذ السابع من أكتوبر الماضي. وجاء لقاء كالن وهنية في العاصمة القطرية الدوحة وسط تقارير عن بحث الحركة عن ضمانات إقليمية بوقف الحرب مستقبلاً بحال قبول الصفقة المؤقتة التي تضغط إدارة بايدن على جميع الأطراف لقبولها. ميدانياً، استعرت المعارك الطاحنة بين قوات الجيش الإسرائيلي وعناصر حركتي «حماس» و«الجهاد» في خان يونس وسط رصد لموجة نزوح كبيرة من المدينة باتجاه رفح الملاصقة للحدود المصرية. وتسبب القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي بمقتل 127 وإصابة 178 في آخر 24 ساعة بعموم القطاع، في حين أقر الجيش الإسرائيلي بمقتل أحد جنوده مما يرفع عدد قتلاه منذ بدء الحرب إلى 562. وتزامن ذلك مع تقارير عن بدء ظهور «حماس» من جديد في المناطق التي انسحبت إسرائيل منها جزئياً خاصة بمدينة غزة عبر نشر عناصر شرطة ودفع رواتب جزئية لبعض الموظفين الحكوميين.

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی بن غفیر

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يحقق مكاسب هائلة في سعيه لاستعادة العاصمة التي مزقتها الحرب

ويقول سكان العاصمة السودانية الخرطوم، إن الجيش استعاد أجزاء كبيرة من المدينة من القوات شبه العسكرية التابعة لقوات الدعم السريع مسجلا أكبر انتصار له منذ عام.

ويكشف طبيب نسميه مصطفي، :" الاشتباكات هذه الأيام عنيفة، الشظايا والذخيرة الضالة تتساقط على الحي الذي أعيش فيه".

تشمل المواقع الرئيسية التي استعادها الجيش هذا الأسبوع دار سك العملة - حيث تطبع النقود.

في وقت كتابة هذا التقرير، لا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على معظم الخرطوم نفسها، في حين أن الجيش يسيطر الآن على غالبية الأراضي في العاصمة الثلاثية الأوسع - أي أم درمان وبحري والخرطوم.

ولكن بعد استعادة السيطرة شبه الكاملة على ولاية الجزيرة الحاسمة، يعتقد الجيش أن لديه الآن الزخم للاستيلاء على العاصمة أيضا، وكسر الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع منذ ما يقرب من عامين.

"قريبا جدا لن يكون هناك متمردون في الخرطوم،"أعلن قائد الجيش والحاكم الفعلي الفريق عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء الماضي، لا يمكن أن تأتي نهاية هذا الصراع بالسرعة الكافية.

عمال الإغاثة يقولون إن الناس يتضورون جوعا في جميع أنحاء البلاد نتيجة للحرب في الخرطوم وحدها يعاني أكثر من 100,000 شخص من المجاعة، وفقا للباحثين المدعومين من الأمم المتحدة.

منذ اندلاع الحرب قبل نحو عامين بين الجنرال البرهان ونائبه محمد حمدان "حميدتي" دقلو الذي يقود قوات الدعم السريع ، أجبر 12 مليون شخص على ترك منازلهم وذبح عشرات الآلاف من المدنيين.

السودان هو أسوأ أزمة إنسانية في العالم ، كما تتفق وكالات الإغاثة الدولية.

ويقولون إن كلا من الجيش وقوات الدعم السريع مذنبان بارتكاب بعض أخطر الفظائع التي يمكن تخيلها ضد المدنيين الأبرياء بما في ذلك قيام قوات الدعم السريع بتنفيذ إبادة جماعية في دارفور.

وتنفي كلتا القوتين هذه الاتهامات.

وقد لقي الجيش ترحيبا مبتهجا من قبل العديد من سكان المناطق التي استعادها مؤخرا، حيث اتهمت قوات الدعم السريع على نطاق واسع بقتل واغتصاب المدنيين في الخرطوم، فضلا عن نهب منازل العديد من السكان الذين فروا من المدينة.

ورفضت قوات الدعم السريع التقارير عن تقدم الجيش ووصفتها بأنها "أكاذيب وشائعات". لقد أدلوا بإنكار مماثل قبل كل تراجع في الأسابيع الأخيرة.

ويقول محللون إن النجاحات الأخيرة التي حققها الجيش كانت نتيجة تجنيد المزيد من المقاتلين وشراء المزيد من الأسلحة. كما كان استعادة مقر الجيش المحاصر نعمة كبيرة في وقت سابق من هذا الشهر.

شابت طرد الجيش للجماعة شبه العسكرية من مدينة ود مدني بوسط البلاد في يناير/كانون الثاني مزاعم بعمليات إعدام بإجراءات موجزة وهجمات انتقامية تعسفية على من يعتقد أنهم مخبرون أو متعاونون مع قوات الدعم السريع.

لا شك أن هذا سيثير مخاوف بين بعض سكان الخرطوم من أن المصير نفسه ينتظرهم.

قال مصطفى لبي بي سي: "عندما تفتح وسائل التواصل الاجتماعي وترى كل عمليات القتل ، إذا ارتكبت شيئا خاطئا ، فلا بد أنك قلق".

"بعضهم قاد المقاتلين إلى منازل الناس. انضم آخرون إلى قوات الدعم السريع وسرقوا الممتلكات وأرهبوا الناس - حتى احتجزوا النساء رغما عنهن  كعبيد جنسيين،  لقد فعلوا أشياء فظيعة، "هل هم خائفون مما سيأتي؟ بالطبع."

لكن في بعض الأحيان يكون هناك خط رفيع بين النظر إليكم كمتعاون، وحقيقة البقاء في الحرب.

"أنا قلق على ابن عمي"، يقول أمير، الذي يعيش في مدينة أم درمان التوأم في الخرطوم، التي تقع على الجانب الآخر من نهر النيل.

"إنه ليس متعاونا أو مخبرا - غالبا ما يضطر إلى التعامل مع هؤلاء الأشخاص مراسلون بلا حدود لأنه يعتني بوالدته وأطفاله. هل سيذبح من قبل الجيش أم سيترك بمفرده؟".

في الوقت الحالي، مع اقتراب الجيش ووضع أيدي السودان في المستقبل في الميزان، كل ما يمكن أن يفعله مصطفى وأمير هو الانتظار.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يتأهب لتسلم المُحتجزين المُفرج عنهم من قِبل حماس
  • آخر تطورات صفقة «تبادل الأسرى» في غزة.. مصر تعلّق!
  • في إطار صفقة تبادل الأسرى.. حماس تسلم 3 رهائن إسرائيليين للصليب الأحمر
  • "حماس" تسلم ثلاثة من الرهائن الإسرائيليين للصليب الأحمر في إطار صفقة تبادل الأسرى
  • صحيفة إسرائيلية: حماس تسخر من نتنياهو في تسليم الدفعة الخامسة من تبادل المحتجزين
  • أبرز الأسماء التي ستفرج عنها إسرائيل اليوم ضمن صفقة التبادل مع حماس
  • الجيش السوداني يحقق مكاسب هائلة في سعيه لاستعادة العاصمة التي مزقتها الحرب
  • غدًا تبادل الدفعة الخامسة من الاسرى .. وركام الحرب تعيق إخراج الجثامين
  • الجيش الإسرائيلي: انسحاب من محور نتساريم مرهون بنجاح صفقة التبادل
  • صفقة تبادل الأسرى وتحولات المشهد الإسرائيلي