يمانيون – متابعات
جسد مشروع بناء وحدات سكنية لشريحة من الأسر الأشد فقرا في مديرية باجل بمحافظة الحديدة، المعنى الحقيقي للإنجاز الإنساني واللفتة النوعية، لإنهاء معاناة بعض من تضرروا من سيول الامطار، وتقطعت بهم السبل في حياة الخيام والعشش الغير صالحة للسكن الآدمي.

انتصار الجانب الإنساني لأوجاع هذه الأسر، مثل بارقة أمل بالنسبة لمن ينتظرون دورهم من فقراء مديرية باجل، خصوصا في ظل تداعيات ما فرضه العدوان والحصار من أزمة اقتصادية على البلاد، شكلت عائقا على الدولة لمساعدة مثل هذه الحالات وإيجاد حلول ناجعة بتبني مشاريع اجتماعية لسكن الأسر الفقيرة المتضررة.

وبين الحلم والحقيقة ورحلة المعاناة طوت 105 أسر يبلغ قوام أفرادها ألفا و235 نسمة من الأسر المعدمة والفقيرة، والتي لا تجد ما يسد رمق أفرادها، جزء من مشقات الحياة القاسية ومخاطر الموت في مساكن غير آمنة، نظرا لعدم قدرتها على استئجار منازل للسكن بسبب الظروف المادية الصعبة أو عدم وجود رب أسرة يعيل معيشتها، فضلا عن غياب مصدر للدخل.

الواقع المرير لمأساة هذه الأسر المتضررة وما تعانيه من صعوبات شائكة في خيام مهترئة وعشش مهددة بالاشتعال، دفع بجهود السلطة المحلية بالمحافظة ومديرية باجل وفرع المجلس الأعلى للشئون الإنسانية بالحديدة، والمؤسسة الإنسانية المتحدة عبر مؤسسة حيدرة للسلام والتنمية، إلى تنفيذ عدد من الخطوات لدراسة جدوى مشروع بناء مساكن مجانية للمتضررين.

وفي أولى خطوات معالجة المشكلة، باشر فريق مؤسسة حيدرة بتمويل المؤسسة الإنسانية المتحدة، النزول الميداني لدراسة أوضاع الشريحة الأكثر ضررا في باجل، خصوصا من فقدوا خيامهم ومساكن العشش التي يقطنون فيها بسبب سيول الأمطار، واللقاء بقيادة السلطة المحلية بالمديرية وفرع الشؤون الإنسانية، واستقرت التصورات بضرورة توفير قطع أرض في مواقع مناسبة لبناء وحدات سكنية مستقلة للمستفيدين.

تكللت الجهود بعد إعداد الدراسات الفنية والتصاميم، بتدشين أعمال المرحلة الأولى لمشروع الوحدات السكنية، والبدء بخطوة إلى الأمام تمثلت ببناء خمس وحدات سكنية للمتضررين في منطقة جبل الشريف، أعقبها تنفيذ المرحلة الثانية ببناء 25 وحدة سكنية في نفس المنطقة، وصولا الى المرحلة الثالثة في مدينة النور ببناء 75 وحدة سكنية.

وحول هذا المشروع، ودلالات تنفيذه في ظل صعوبات المرحلة التي تمر بها البلاد، أشاد محافظ الحديدة، بالمشروع وجهود تنفيذه وتمويله لتأمين السكن لعدد من متضررين السيول من الأسر التي تعيش تحت خط الفقر، في أماكن تفتقر لأبسط مقومات السلامة والحماية.

وأشار الى ما تعانيه العديد من هذه الأسر في محافظة الحديدة، جراء افتقارها للسكن وعدم توفر الإمكانات المادية لديها لاستئجار منازل، كونها من الأسر المعدمة والاشد فقرا، مبينا أن الوضع الاستثنائي للبلاد لا يسمح للحكومة بتبني دعم مثل هذه المشاريع التي لم تلق اهتماما من الحكومات السابقة لما قبل العدوان على البلاد.

ولفت إلى الجهود التي تبذلها السلطة المحلية بالمحافظة بالتنسيق مع فرع مجلس الشؤون الإنسانية للبحث عن المعالجات المستدامة التي تخفف من وطأة المعاناة التي يعيشها آلاف من الأطفال والنساء والشيوخ بدون منازل واللجوء لخيام وعشش ومساكن مؤقتة وغير مستقلة ومعرضة للعديد من المخاطر في حال حدوث أي طارئ.

واعتبر محافظ الحديدة، مشروع مؤسستي الإنسانية وحيدرة، لبناء مساكن للفقراء المتضررين في باجل بمراحله الثلاث، ثمرة للواجب الإنساني ومدى الحرص على ادخال الفرحة والسرور لقلوب هذه الأسر التي لم تكن تتوقع أن تمتلك مساكن جديدة تتوفر فيها مقومات الأمن والسلامة لوقاية أفرادها من حر الشمس وسيول الأمطار.

وكان للجانب التنسيقي حضوره الفاعل كي يرى هذا المشروع النور، حيث اعتبر مدير فرع المجلس الأعلى بالحديدة، جابر الرازحي، مشروع بناء هذه الوحدات السكنية بمديرية باجل، الصورة الحقيقية للعمل الإنساني الذي ينبغي أن تتجه تدخلات المنظمات نحو دعم مثل هذه المشاريع التي تلامس الاحتياج الفعلي للفئات الفقيرة ومدى الحرمان من أبسط مقومات الحياة وأبرزها المأوى الأمن والسليم.

وأوضح الرازحي، أن رؤية وسياسة المجلس الأعلى للشئون الإنسانية تنطلق من الغاية الإنسانية لتحفيز المانحين والمنظمات المنفذة وكل شركاء العمل الإنساني، باتجاه دعم مشاريع التنمية المستدامة التي تمثل أبرز أولويات المجلس لسد فجوات الاحتياجات الأساسية الماثلة من غذاء ومأوى وصحة ومياه وتعليم.

وأشار الى أن تسليم الوحدات السكنية للفئات المستهدفة من المرحلة الثالثة بمديرية باجل، تتزامن مع ما تم إنجازه من جهود وأعمال الانسانية تم تنفيذها لمشاريع بناء وترميم الوحدات السكنية للمتضررين من العدوان بمديريات الحوك والحالي والدريهمي

ولفت الرازحي، الى الدور الذي يبذله فرع المجلس في مستوى المتابعة والتنسيق وتذليل الصعوبات أمام شركاء العمل الإنساني، للعمل وفق قواعد صحيحة تحقق الاثر الفعلي من تنفيذ المشاريع والتدخلات الانسانية، تجسيدا لرؤية القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى والحكومة.

السلطة المحلية في مديرية باجل، أسهمت هي الأخرى في نجاح المشروع وتذليل تنفيذه، حيث أثنى مدير المديرية على الجهود المشتركة التي تكللت بإنجاز بناء وحدات سكنية لعدد من الأسر المتضررة من سيول الأمطار ومخاطر انعدام السكن الأمن، مؤكدا أن السلطة المحلية بالمديرية تعول على المزيد من هذه المشاريع لتخفيف معاناة الكثير من الأسر الفقيرة التي لا تمتلك منازل.

واعتبر الرفاعي، مشروع بناء وحدات سكنية لشريحة من فقراء مديرية باجل بعد سنوات طويلة من الحرمان وضنك الخيام والعشش الهشة، الإنجاز الحقيقي الذي يتوج نجاح الغاية المثلى لأهداف العمل الإنساني المستدام لمثل هذه الفئات بالمجتمع.

وفيما يتعلق بتفاصيل هذه اللفتة والمبادرة الانسانية، أوضحت رئيسة مؤسسة حيدرة للسلام والتنمية سهير المعيضي، أن هذا المشروع رغم أنه مثل تحديا كبيرا أمام المؤسسة، إلا أن الإصرار وواقع معاناة عدد من المتضررين من فقراء مديرية باجل، شكل حافزا كبيرا للعمل وصولا الى الإنجاز ونجاح تنفيذ المشروع.

وذكرت أن المؤسسة سخرت كل جهودها بجميع كوادرها في سبيل هذا المشروع تخطيطا وتنفيذا، مبينة أن المرحلة الأولى استهلت ببناء خمس وحدات سكنية في منطقة جبل الشريف لعدد 35 نسمة بتكلفة 16 ألف دولا، أعقبها تنفيذ المرحلة الثانية في ذات المنطقة ببناء 25 وحدة سكنية لمتوسط 200 نسمة مستفيدة بتكلفة 124 ألف دولار، ثم تنفيذ المرحلة الثالثة ببناء 75 وحدة في مدينة النور بتكلفة 435 ألف دولار.

وأفادت المعيضي، بأن إنجاز المرحلتين الأولى والثانية من هذا المشروع، مثلت حافزا جديدا للمؤسسة للانطلاق في نفس المسعى الإنساني وتنفيذ المرحلة الثالثة في مدينة النور لمتوسط ألف أسرة مستفيدة من المشروع السكني، لافتة الى أن تكلفة الثلاث المراحل بلغت 475 ألف دولار.

وتطرقت إلى أن أهمية المشروع، تكمن في بناء منازل مسلحة بمواد خرسانية للفقراء المتضررين من السيول والامطار نظرا لعدم أهلية كثير من الخيام والعشش التي لجأ سكان المنطقة لبنائها بشكل عشوائي ولا تليق بمكانة الإنسان وللسكن الآدمي، وعدم توفر البيئة الصحية لهم نتيجة الفقر المدقع والحاجة والعوز الشديدين.

وحول مساحة المشروع، أشارت رئيسة مؤسسة حيدرة، الى أن بناء هذه المساكن تم تنفيذها بعد دراسة مستفيضة للمشروع من حيث المساحة التي تقدر بأكثر من ثمانية آلاف و800 مترا مربعا للمرحلة الثالثة، وثلاثة آلاف متر للمرحلة الثانية، و500 متر للمرحلة الأولى.

كما أفادت، بأن خطة بناء هذه المنازل، تمت وفق تصاميم أخذت في الاعتبار أن يكون كل منزل مستقل عن الآخر و يفصل بينهم مسافة كافية للحفاظ على خصوصية المستفيدين، مشيدة بمبادرة المتبرع بقطعة الأرض الخاصة بالمرحلة الثالثة وجهود المقاول المنفذ للمشروع.

وبشأن معايير البناء ومكونات المساكن، أشارت رئيسة مؤسسة حيدرة، الى أن الدراسات الخاصة بهذه الوحدات، ركزت على خصوصية بناء منازل تلبي حاجة الأسرة لبيئة صالحة للسكن دون الخوف من غزارة المطر أو قيض الشمس، والحفاظ على استقلالية كل عائلة.. مبينة أن كل وحدة تتكون من غرفتين وحوش (باحة) ومطبخ وحمام، مجهزة بمواد السباكة.

وثمنت تعاون واهتمام المجلس الأعلى للشئون الانسانية وفرعه بمحافظة الحديدة، وكذا تعاون ودور قيادتي السلطة المحلية بمحافظة الحديدة ومديرية باجل، في مساندة المؤسسة وتذليل مهامها لإنجاز مشروع بناء 105 وحدات سكنية في منطقتي جبل الشريف والنور وفق برنامج وخطة المؤسسة عبر مراحلها الثلاث.

وتأكيدا على استمرارية النشاط الإنساني وتلمس أوضاع الفئات التي تكابد مرارة العيش ومدى احتياجها للمساعدة ، أشارت المعيضي، الى أن مؤسسة حيدرة والمؤسسة الإنسانية المتحدة سوف يواصلان العمل الإنساني في تنفيذ المشاريع الإنشائية إلى جانب نشاطاتهما الأخرى في الخطط الاستراتيجية للعام 2024 و 2025م.

– سبأ – جميل القشم

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: بناء وحدات سکنیة المرحلة الثالثة الوحدات السکنیة السلطة المحلیة العمل الإنسانی تنفیذ المرحلة المجلس الأعلى هذا المشروع مدیریة باجل مؤسسة حیدرة مشروع بناء هذه الأسر من الأسر مثل هذه الى أن

إقرأ أيضاً:

وعدت يا "عيد"

ها هو عيد الفطر المبارك وقد هلت أيامه علينا، بعد أن أعاننا الله على صيام وقيام شهر رمضان المبارك، تقبل الله منا جميعا صالح الأعمال والطاعات، وأعاده علينا بالخير والبركة والأمان.

فى الأسبوع الأخير والأيام القليلة قبل العيد لاحظنا حركة كبيرة فى الأسواق سواء فى محال الملابس الجاهزة وذلك لشراء ملابس العيد، وفى محال الحلويات لشراء لوازم الاحتفال بالعيد من كعك وبسكويت وخلافه.

حالة الاستغلال والجشع التى أصابت التجار خلال هذه الايام لا تجد من يضع لها حدا، والحجة أن السوق عرض وطلب، ومن يرد البضاعة فليتحمل ثمنها أو يتركها لمشتر آخر، وهو ما أدى إلى مزيد من "الابتزاز" لجيوب المواطنين، الذين أصبح الكثيرون منهم غير قادرين على الوفاء باحتياجاتهم، الأمر الذى يضطرهم للبحث عن البدائل الأوفر والأرخص..

ويرتبط عيد الفطر المبارك، الذى نعيش أيامه، فى التقاليد المصرية بعمل الكعك بكل أنواعه، بالإضافة إلى شراء ملابس للأطفال الصغار، وشراء مستلزمات الاحتفال بالعيد، وهى عادات توارثتها الأجيال عاما بعد عام، وبدونها يفقد الناس إحساسهم ببهجة العيد وفرحة قدومه.

هذه العادات والتقاليد أصبحت مكلفة للغاية، خاصة أن الشهر الفضيل أيضا تتزايد فيه المصروفات بشكل مضاعف، فهو شهر التزاور والتواصل مع الأهل والأصدقاء، وبالتالي فإن هناك إجراءات تقشفية فرضت نفسها هذا العام، على معظم الأسر، ومنها الاستغناء عن بعض الأنواع من الأطعمة مرتفعة الثمن، وتقليل العزومات، أو تقليل أعداد المدعوين..

الأسعار التى قفزت قفزات سريعة خلال أيام الشهر الفضيل، فى معظم السلع الأساسية وخاصة اللحوم والدواجن، كان لها أثر بالغ فى التخطيط لاستقبال العيد، وعلى سبيل المثال كعك العيد الذى تضاعف سعره هذا العام وحتى الأصناف العادية منه، لم تقدم كثير من الأسر على شراء كميات كبيرة منه، كما كان يحدث فى السابق، ولكن تم تقليل الكميات بقدر المستطاع، حتى أن البعض اكتفى بكميات بسيطة للغاية حتى لا يحرم أطفاله منها، والبعض لجأ إلى تصنيعه فى المنزل توفيرا للنفقات، أما بالنسبة للملابس فتلك مشكلة أخرى، حيث بلغت أسعارها حتى فى المناطق الشعبية أرقاما مبالغا فيها.

الملاحظ هذا العام هو تزايد الحركة على بائعي ملابس "البالة" المنتشرة فى بعض الشوارع وخاصة فى منطقة وكالة البلح والشوارع المحيطة فى شارع الجلاء ومنطقة الإسعاف، وكذا فى كثير من شوارع المناطق الشعبية، وذلك نظرا لوجود فرق واضح فى الأسعار مقارنة بمحلات الملابس الجاهزة، والتى تعرض قطعا من الملابس يتجاوز متوسط سعرها الالف جنيه، وهو رقم كبير بالنسبة لمعظم الأسر.

أما بالنسبة لأماكن المتنزهات التى يمكن أن ترتادها الأسر بسيطة الحال والشباب، فأصبحت قليلة ولا تكفي تلك الأعداد التى تتدفق من الأحياء الشعبية باتجاه منطقة وسط البلد مثلا، وبالتالي تكتظ الشوارع بشكل كبير، ويقضي الشباب كل وقته فى التنقل من شارع لآخر، مع تفريغ طاقة اللعب واللهو فى الشارع، وهو ما ينتج عنه أحيانا سلوكيات غير حضارية.

حتى الكباري الممتدة بطول نهر النيل استغلها أصحاب الكافيهات فى وضع الكراسي واستقبال الزبائن، غير عابئين بحق الناس الطبيعي فى التجول دون تضييق عليهم، الأمر الذى يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، والتوسع لعمل متنزهات وحدائق عامة بأسعار رمزية فى كل الأحياء السكنية أو قريبا منها، وكل عام وأنتم بخير.

مقالات مشابهة

  • موسوعة تاريخ الإمارات تشيد بمنصتها الإلكترونية
  • موسوعة تاريخ الإمارات تستعرض تقدم مشروع التوثيق الوطني
  • بــ 200 بحث علمي.. انطلاق المرحلة الثانية من مشروع موسوعة تاريخ الإمارات
  • الاحتلال دمر 3250 وحدة سكنية بجنين وشرد 4 آلاف عائلة بطولكرم
  • استشهاد 408 عاملين بالمجال الإنساني في قطاع غزة خلال حرب الإبادة
  • أونروا: مقتل 408 عاملين في المجال الإنساني بغزة منذ بدء الإبادة
  •  تحمل مواصفات نوعيّة.. هولندا تدعم أسطولها بـ«سفينة عسكرية»
  • رئيس هيئة الأركان: المرحلة القادمة ستشهد تحولات كبرى والأمم التي يتمسك أبناؤها بالقرآن الكريم هي أمم لا تُقهر
  • وعدت يا "عيد"
  • عاجل| نتنياهو: مستعدون للحوار بشأن المرحلة النهائية للحرب التي يتم بموجبها نزع سلاح حماس وإخراج قادتها من غزة