صحيفة صدى:
2024-06-29@23:09:44 GMT

العثور على 25 ألفا من المواد الأثرية في جدة

تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT

العثور على 25 ألفا من المواد الأثرية في جدة

جدة

أعلن برنامج جدة التاريخية اليوم الأحد عن العثور على 25 ألفًا من المواد الأثرية تعود أقدمها إلى عصر الخلفاء الراشدين.

وأوضح البرنامج أن المواقع التي عُثر بداخلها على مواد أثرية، هي مسجد عثمان بن عفان، والشونة الأثري، وأجزاء من الخندق الشرقي، والسور الشمالي، وذلك ضمن مشروع الآثار الذي يشرف عليه برنامج “جدة التاريخية”.

وأسفرت أعمال المسح والتنقيب الأثري التي بدأت في نوفمبر من العام 2020، عن اكتشاف 11 ألفاً و405 مواد خزفية يبلغ مجموع أوزانها 293 كلجم، كما عُثر على 11 ألفاً و360 مادة من عظام الحيوانات يبلغ مجموع أوزانها 107 كجم.

كما عثر على 1730 مادة صدفية بوزن 32 كجم، إلى جانب 685 من مواد البناء يبلغ مجموع أوزانها 87 كجم، و191 مادة زجاجية بلغ مجموع أوزانها 5 كجم، فيما وصل عدد المواد المعدنية إلى 72 قطعة بوزن 7 كلجم حيث بلغ إجمالي ما تم العثور عليه 531 كلجم، لتشكل قيمة مهمة للمكتشفات الأثرية الوطنية.

وأشار البرنامج إلى أن المواد الأثرية التي عثروا عليها في مسجد عثمان بن عفان يعود تاريخها إلى القرن الأول والثاني الهجري، بداية من العصر الإسلامي المبكر، مرورًا إلى العصر الأموي ثم العباسي والمملوكي وحتى العصر الحديث في مطلع القرن الخامس عشر الهجري.

وحددت الدراسات الأثرية التي أجريت على قطع خشب الأبنوس التي عُثر عليها معلقة على جانبي المحراب أثناء أعمال التنقيب والبحث الأثري في المسجد، أنها تعود إلى القرن الأول والثاني الهجري، ويرجع موطنها إلى جزيرة سيلان على المحيط الهندي، مما يسلط الضوء على الروابط التجارية الممتدة لمدينة جدة التاريخية.

وتضمنت المواد المكتشفة في المسجد مجموعة متنوعة من الأواني الخزفية، وقطعا من البورسلين عالي الجودة التي نشأ بعضها في أفران مقاطعة «جيانغ شي» الصينية ما بين القرن العاشر والثالث عشر الهجري تقريبًا، إضافة إلى أوعية فخارية تعود بحسب آخر ما وجدته الدراسات إلى العصر العباسي.

وأضاف البرنامج أن التسلسل التاريخي للبقايا المعمارية بموقع الشونة الأثري يعود إلى القرن الثالث عشر الهجري على الأقل، مع وجود دلائل من بقايا أثرية ترجع تاريخيًا إلى القرن العاشر الهجري تقريبا، كما عُثر على أجزاء من المواد الفخارية، والتي تتكون من البورسلين وخزفيات أخرى من أوروبا واليابان والصين، والتي من المرجح أن يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر والرابع عشر الهجري.

وأسفرت أعمال التنقيب بموقع الكدوة “باب مكة” عن ظهور أجزاء من الخندق الشرقي الذي من المرجح أن يعود إلى أواخر القرن الثاني عشر الهجري، كما عُثر على عددٍ من شواهد القبور من الأحجار المنقبية والجرانيت والرخام التي حُفر عليها بعض الكتابات وجدت في مقابر جدة التاريخية، ويرجح المختصون أن البعض منها يعود إلى القرن الثاني والثالث الهجري، متضمنة أسماء أشخاص ٍ وتعازٍ وآيات قرآنية، ولا تزال تخضع للدراسات والأبحاث لتحديد تصنيفها بشكل أدق من قبل المختصين.

وتضمنت الدراسات الأثرية للمواقع التاريخية الأربعة التنقيبات الأثرية، وتحاليل عينات الكربون المشع، وتحاليل التربة والدراسات الجيوفيزيائية والعلمية للمواد المكتشفة، إضافةً إلى نقل أكثر من 250 عينة خشبية من 52 مبنى أثرياً لدراسته في مختبرات عالمية متخصصة للتعرف عليها وتحديد عمرها الزمني وغيرها من أبحاث الأرشيفات الدولية التي نتج عنها جمع أكثر من 984 وثيقة تاريخية عن جدة التاريخية، بما في ذلك الخرائط والرسومات التاريخية لسور جدة التاريخي والشونة والمواقع الأثرية الأخرى في جدة التاريخية، والتي اطلع عليها ودُرست علميًا.

يذكر أن أعمال مشروع الآثار في منطقة جدة التاريخية انطلقت في شهر جمادى الأولى 1441 هـ، حيث استهل المشروع أعماله بإعداد الدراسات الاستكشافية، وإجراء مسح جيوفيزيائي للكشف عن المعالم المغمورة في باطن الأرض، في أربعة مواقع تاريخية تضم؛ مسجد عثمان بن عفان -رضي الله عنه،- وموقع الشونة، وأجزاء من السور الشمالي، ومنطقة الكدوة.

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: برنامج جدة التاريخية عصر الخلفاء الراشدين جدة التاریخیة عشر الهجری إلى القرن ثر على

إقرأ أيضاً:

«الرواية والتاريخ والمجتمع».. مرة أخرى!

(1)

لفتتني بشدة الأصداء الواسعة للمقالين المهمين اللذين نشرهما العلامة الدكتور سعيد بنسعيد العلوي، أستاذ الفلسفة والفكر المعاصر، وهو مفكر مغربي كبير، وروائي أيضًا (له ما يقرب من خمس روايات منشورة) المقالان نشرا على مدى الأسبوعين المنصرمين، بموقع (عروبة 22) تحت عنوان: «الرواية والتاريخ والمجتمع»، والمقال الثاني بعنوان أطول «لا يملك نجيب محفوظ أن يكون مرآة للتاريخ والمجتمع»!

والمقالان معًا (وأظن أن لهما استكمالات في مقالات تالية) هما ثمرة للندوة التي عقدت قبل أسابيع قليلة، بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، وفيها تقرر أن يكون نجيب محفوظ هو شخصية المعرض المحتفى بها، في دورة السنة الحالية، وفي هذا الصدد تمت الدعوة إلى ندوة رئيسية عنوانها: «نجيب محفوظ مرآة للتاريخ والمجتمع».

وكنت قد سعدتُ بلقاء الأستاذ القدير ضمن فعاليات معرض أبوظبي للكتاب، واستمعت إلى مداخلته القيمة حول الموضوع في الندوة المشار إليها، وعنها يقول الدكتور بنسعيد العلوي:

«كان لي شرف المساهمة في هذه الندوة بعرضٍ، إلى جانب ثلة من خيرة الباحثين العرب، وبرئاسة لروائية عربية حظيت بجائزة الشيخ زايد للكتاب لهذه السنة، وكانت الفرصة سانحة لي لأعبّر (قارئًا ومنتسبًا إلى دائرة الروائيين العرب) عما أشعر به من اعتزاز لأديبنا العظيم، من جهة، وللتفكير في مسألة الصلة بين الرواية وبين التاريخ، وبين الاثنين وبين علم الاجتماع».

وسأحاول أن أعرض لأبرز ما جاء في مداخلة الدكتور سعيد أولًا، ثم تفصيله لهذا الرأي، ثانيا، في الحديث الذي دار بيننا مباشرة حول الموضوع عقب انتهاء الندوة، ثم ثالثًا الربط بين فحوى هذا الرأي وبين اجتهادات صاحب هذه السطور حول الموضوع ذاته.

(2)

تحدثنا طويلًا، وكثيرًا، حول ضرورة ضبط المفاهيم أولًا، وضرورة التمييز بين عمل كل من «الروائي» و«المؤرخ» و«عالم الاجتماع»، من ناحية، ووظيفة هذا العمل من ناحية ثانية.

أو بعبارةٍ أخرى، ضرورة فك الاشتباك أو فض الالتباس بين هذه الدوائر الثلاث للنشاط الإنساني، ومحورها الإنسان، لكنها تتمايز جميعًا بعد ذلك في الطريقة والوسيلة والإجراء والأداة! فإذا كان التاريخ «علمًا» والاجتماع «علمًا»، فإن الأدب (الرواية) فنٌّ قوامه الخيال وأداته التخييل!

وأنا أتفق مع الطرح الذي جلَّاه كأحسن ما يكون الأستاذ الدكتور بنسعيد العلوي اتفاقًا تامًا.. وقد كتبت كثيرًا وفي مناسبات متفرقة على مدى السنوات العشر الأخيرة ألح، وأشدد في الإلحاح، على التمييز الضروري واللازم بين «الرواية» من ناحية، و«التاريخ» والعلوم الإنسانية (ومنها علم الاجتماع) من ناحية ثانية.

كما أشدد على ضرورة التمييز بين مفاهيم «الرواية التاريخية»، وليس مفهوم واحد ووحيد لـ «الرواية التاريخية»، فأنا أظن أن «الرواية التاريخية» منذ نشأتها لم تظل على «مفهوم» واحد ثابت، بل تطورت فنيا وجماليا ما يجعلنا بكل ثقة نقول: إن «الرواية التاريخية» كما كتبها جورجي زيدان شيء، وكما كتبها نجيب محفوظ وأبناء الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين شيء آخر، وكما كتبها أو التجأ إليها كتَّاب جيل الستينيات ومن تلاهم في مصر والعالم العربي شيء ثالث تمامًا!

ومن ثم فلا بد من مراجعةٍ دقيقة للمفهوم الذي بات يُتداول بكثرة كاثرة ودون ضابط ودون رابط ودون أي تحديد حتى فوجئنا بأننا أمام طوفان من الأعمال الروائية التي تطلق على نفسها «رواية تاريخية» وهي تلجأ أو تستعيد بدايات حضورها في الثقافة العربية كما كتبها جورجي زيدان -مثلا- في أكثر أشكالها بدائية ومدرسية وبما يعلي من وظيفتها التعليمية التبسيطية أكثر من كونها رواية فنية تخييلية تقوم على توظيف جماليات الفن الروائي لتمثيل الموضوع الذي يسعى الكاتب أو الروائي إلى تمثيله مستعينا بمادة تاريخية أو مستلهما لحادثة أو شخصية أو واقعة.. إلخ، لكنها ليست مقصودة لذاتها إنما الغرض منها أن تكون بمثابة القنطرة أو المعبر أو المجاز الذي من خلاله يجسد الروائي فكرته ويمثلها جماليا من خلال توظيف جماليات السرد الروائي.

(3)

وللأمانة العلمية، والدقة التاريخية، لا بد أن نشير إلى التفات أستاذين جليلين؛ أحدهما أستاذ متخصص في الأدب والرواية، هو الدكتور أحمد الهواري، والآخر أستاذ متخصص في التاريخ بل من أكبر وأبرز المتخصصين فيه، هو المرحوم الدكتور قاسم عبده قاسم، تضافرت جهودهما معًا في وقت مبكر لدراسة الرواية التاريخية، وقدما إسهامهما العلمي في كتابٍ اشتهر منذ صدوره بعنوان «الرواية التاريخية في الأدب العربي الحديث»، وقد توقف الدكتور قاسم عبده قاسم مليا أمام ماهية الرواية التاريخية أولا ومعناها ومفهومها الذي تأسست به وظهرت من خلاله في الأعمال الروائية الأولى (سواء في الأدب العالمي أو في الأدب العربي).

إن مفهوم «الرواية التاريخية» لدى الدكتور قاسم عبده قاسم يتسع عن النطاق المحدود لمفهوم الرواية التاريخية في النقد الأدبي أو المصطلح الفني الحديث... ليشمل كل رواية منشورة فما يقصده بالرواية التاريخية هنا «هو أن الرواية تسجيل (تاريخي) لحال المجتمع الذي يعيشون في رحابه بشكل أو بآخر، ذلك أنه يتم في فترة (تاريخية) ويسجل صورة فنية تعكس رؤية الروائي للموضوع أو للظاهرة..

ويقودنا هذا إلى بحث أوجه الاختلاف بين (التاريخ) و(الرواية) بشكلٍ حتمي. ذلك أنه قد يُفهم من الكلام السابق أن التاريخ والرواية متشابهان متماثلان، وهو ما لا أقصده على الإطلاق.

صحيح أن هناك قدرًا من (التاريخية) في أي رواية، وأن هناك قدرًا من (الرواية) في أي كتابة تاريخية. وصحيح، أيضًا، أن هناك قدرًا من الاشتراك في الهدف وفي المادة الخام لكل منهما (أي الإنسان في سياقه الاجتماعي)، ولكن الصحيح كذلك أن بينهما اختلافات عدة تتمثل أهمها في وظيفة المؤرخ ووظيفة الروائي من ناحية، وأسلوب كل منهما في عمله من ناحية أخرى. فضلاً عن أن الفن هو الإطار الذي يحكم عمل الروائي، على حين يجد المؤرخ نفسه مقيدًا داخل حدود المنهج العلمي. وفضلا عن أن الروائي يستخدم خياله بطريقة إبداعية حرة للوصول إلى ما يسميه النقاد (الصدق الفني): فإن المؤرخ لا يمكنه بحال أن يستخدم خياله إلا في إطار الاستنتاج والاستنباط والمقارنة التي تستند إلى حقائق تاريخية موضوعية لا يد له في صنعها».

(4)

والغريب، فيما استلفتني واستلفت الأستاذ الجليل، مع طوفان النشر والكتابة الذي غمر عالمنا العربي في السنوات العشر الأخيرة، وبخاصة فيما أطلق عليه أصحابها «رواية تاريخية» أو تعامل معه قراؤها على أنها «رواية تاريخية»، ثمة التباسات عديدة في المفهوم، وفي الشكل وفي الغرض الذي تكتب من أجله، وكذلك في طبيعة النصوص نفسها التي تدعي لنفسها أنها كذلك!

عدد ضخم من الروايات التي صدرت في العقد الأخير تكاد تحقق حرفيًا المفهوم البدائي للرواية التاريخية، كما كان يكتبها جرجي زيدان، فيما بات يشكل ظاهرة غريبة وعجيبة، ربما يصح أن نطلق عليها «النكوص والارتداد الفني» بالعودة إلى قوالب كتابة الرواية التاريخية في أشكالها الأشد «بدائية»، و«مدرسية»، و«تقليدية»، كما لو كان جرجي زيدان قد بعث من قبره، وأصبح هناك أكثر من جرجي زيدان في كل مكان من عالمنا العربي!

ويبدو أن هذه الظاهرة قد استفحلت وانتشرت وعمت، فاستنفرت الأستاذ الجليل بدوره كي يجدد التنبيه والتذكير وضرورة الفصل بين الرواية من ناحية، والتاريخ من ناحية، وعلم الاجتماع من ناحية ثالثة!

ثم جدد الدكتور العلوي التأكيد على جوهر الفكرة التي تقول: إن الفنان (الروائي) الذي يكتب فنًّا (رواية) له الحرية الكاملة في الاختيار والتصور مما يمكنه من إعادة خلق الوقائع التاريخية لتعبر عن وجهة نظره التي يريد التعبير عنها فيما يكتب، وليس هناك ما يلزمه -عكس المؤرخ أو الباحث التاريخي- سوى الصدق الفني الذي يعكس مدى قدرته على تقديم تجربته التي يصورها.

مقالات مشابهة

  • حروبُ القوى الاستعمارية ضد الشعوب
  • «الرواية والتاريخ والمجتمع».. مرة أخرى!
  • بنسعيد يطلع على تقدم أشغال ترميم المواقع والمآثر التاريخية المتضررة جراء زلزال الحوز
  • الثانوية العامة 2024| اليوم.. 37 ألفا و432 طالبًا يؤدون امتحاني الفيزياء والتاريخ بالمنيا
  • الثانوية العامة 2024.. غدا 37 ألفا و432 طالبًا يؤدون امتحاني الفيزياء والتاريخ بالمنيا
  • أدعية استقبال العام الهجري الجديد.. تعرف عليها
  • المساجد التاريخية والمواقع الأثرية.. معالم بارزة في رحلة ضيوف الرحمن إلى المدينة المنورة
  • روسيا.. العثور على مخطوطة باللغتين العربية واليونانية تعود إلى القرن الـ15
  • آلاف القطع مخبأة بالخارج.. العراق يفتش عن آثاره المسروقة في 13 دولة
  • آلاف القطع مخبأة بالخارج.. العراق يفتش عن آثاره المسروقة في 13 دولة- عاجل