العثور على 25 ألفا من المواد الأثرية في جدة
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
جدة
أعلن برنامج جدة التاريخية اليوم الأحد عن العثور على 25 ألفًا من المواد الأثرية تعود أقدمها إلى عصر الخلفاء الراشدين.
وأوضح البرنامج أن المواقع التي عُثر بداخلها على مواد أثرية، هي مسجد عثمان بن عفان، والشونة الأثري، وأجزاء من الخندق الشرقي، والسور الشمالي، وذلك ضمن مشروع الآثار الذي يشرف عليه برنامج “جدة التاريخية”.
وأسفرت أعمال المسح والتنقيب الأثري التي بدأت في نوفمبر من العام 2020، عن اكتشاف 11 ألفاً و405 مواد خزفية يبلغ مجموع أوزانها 293 كلجم، كما عُثر على 11 ألفاً و360 مادة من عظام الحيوانات يبلغ مجموع أوزانها 107 كجم.
كما عثر على 1730 مادة صدفية بوزن 32 كجم، إلى جانب 685 من مواد البناء يبلغ مجموع أوزانها 87 كجم، و191 مادة زجاجية بلغ مجموع أوزانها 5 كجم، فيما وصل عدد المواد المعدنية إلى 72 قطعة بوزن 7 كلجم حيث بلغ إجمالي ما تم العثور عليه 531 كلجم، لتشكل قيمة مهمة للمكتشفات الأثرية الوطنية.
وأشار البرنامج إلى أن المواد الأثرية التي عثروا عليها في مسجد عثمان بن عفان يعود تاريخها إلى القرن الأول والثاني الهجري، بداية من العصر الإسلامي المبكر، مرورًا إلى العصر الأموي ثم العباسي والمملوكي وحتى العصر الحديث في مطلع القرن الخامس عشر الهجري.
وحددت الدراسات الأثرية التي أجريت على قطع خشب الأبنوس التي عُثر عليها معلقة على جانبي المحراب أثناء أعمال التنقيب والبحث الأثري في المسجد، أنها تعود إلى القرن الأول والثاني الهجري، ويرجع موطنها إلى جزيرة سيلان على المحيط الهندي، مما يسلط الضوء على الروابط التجارية الممتدة لمدينة جدة التاريخية.
وتضمنت المواد المكتشفة في المسجد مجموعة متنوعة من الأواني الخزفية، وقطعا من البورسلين عالي الجودة التي نشأ بعضها في أفران مقاطعة «جيانغ شي» الصينية ما بين القرن العاشر والثالث عشر الهجري تقريبًا، إضافة إلى أوعية فخارية تعود بحسب آخر ما وجدته الدراسات إلى العصر العباسي.
وأضاف البرنامج أن التسلسل التاريخي للبقايا المعمارية بموقع الشونة الأثري يعود إلى القرن الثالث عشر الهجري على الأقل، مع وجود دلائل من بقايا أثرية ترجع تاريخيًا إلى القرن العاشر الهجري تقريبا، كما عُثر على أجزاء من المواد الفخارية، والتي تتكون من البورسلين وخزفيات أخرى من أوروبا واليابان والصين، والتي من المرجح أن يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر والرابع عشر الهجري.
وأسفرت أعمال التنقيب بموقع الكدوة “باب مكة” عن ظهور أجزاء من الخندق الشرقي الذي من المرجح أن يعود إلى أواخر القرن الثاني عشر الهجري، كما عُثر على عددٍ من شواهد القبور من الأحجار المنقبية والجرانيت والرخام التي حُفر عليها بعض الكتابات وجدت في مقابر جدة التاريخية، ويرجح المختصون أن البعض منها يعود إلى القرن الثاني والثالث الهجري، متضمنة أسماء أشخاص ٍ وتعازٍ وآيات قرآنية، ولا تزال تخضع للدراسات والأبحاث لتحديد تصنيفها بشكل أدق من قبل المختصين.
وتضمنت الدراسات الأثرية للمواقع التاريخية الأربعة التنقيبات الأثرية، وتحاليل عينات الكربون المشع، وتحاليل التربة والدراسات الجيوفيزيائية والعلمية للمواد المكتشفة، إضافةً إلى نقل أكثر من 250 عينة خشبية من 52 مبنى أثرياً لدراسته في مختبرات عالمية متخصصة للتعرف عليها وتحديد عمرها الزمني وغيرها من أبحاث الأرشيفات الدولية التي نتج عنها جمع أكثر من 984 وثيقة تاريخية عن جدة التاريخية، بما في ذلك الخرائط والرسومات التاريخية لسور جدة التاريخي والشونة والمواقع الأثرية الأخرى في جدة التاريخية، والتي اطلع عليها ودُرست علميًا.
يذكر أن أعمال مشروع الآثار في منطقة جدة التاريخية انطلقت في شهر جمادى الأولى 1441 هـ، حيث استهل المشروع أعماله بإعداد الدراسات الاستكشافية، وإجراء مسح جيوفيزيائي للكشف عن المعالم المغمورة في باطن الأرض، في أربعة مواقع تاريخية تضم؛ مسجد عثمان بن عفان -رضي الله عنه،- وموقع الشونة، وأجزاء من السور الشمالي، ومنطقة الكدوة.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: برنامج جدة التاريخية عصر الخلفاء الراشدين جدة التاریخیة عشر الهجری إلى القرن ثر على
إقرأ أيضاً:
شهادة تاريخية من القرن العاشر تكشف وحدة الإيمان في قلب أورشليم العباسية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عندما كان النور المقدس ينير المسجد الأقصى
ابن القاص: فقيه مسلم يوثق المعجزة
في كتابه “دلائل القبلة”، يروي الفقيه والعالم الإسلامي أحمد بن أبي أحمد الطبري، المعروف بـ”ابن القاص” (توفي عام 946م)، مشهدًا فريدًا من نوعه حدث في كنيسة القيامة في أورشليم (القدس)، في أحد أقدس أيام المسيحية: السبت العظيم، اليوم الذي تسبق فيه القيامة المجيدة.
ويصف ابن القاص بتفصيل مذهل الطقس الذي يشهده المسيحيون، والذي كانت المعجزة فيه تتم أمام أعين المسلمين، من أمير المدينة إلى الإمام، حيث كان نور عجيب ينبعث من القبر المقدس.
المعجزة بعين مسلم.. والنور يشعل قناديل المسجد
يقول ابن القاص إن السلطان المسلم كان يُغلق باب القبر بيده، ويجلس أمامه حتى يخرج نور أبيض كالنار لا تحرق من جوف القبر الفارغ. ثم يدخل السلطان حاملًا شمعة، يُشعلها من النور ويُسلّمها للإمام، الذي بدوره يُشعل منها قناديل مسجد قبة الصخرة، أحد أقدس المساجد في الإسلام.
المعجزة كانت تُراقَب، وتُسجَّل بدقّة، ويُرفع تقرير رسمي للسلطان بموعد ظهور النور. لا خداع، لا مسرحية، بل حدث حقيقي موثقٌ في خمس مخطوطات.
المخطوطات… وشهادات محفوظة في الشرق والغرب
تم العثور على شهادة ابن القاص في خمس مخطوطات قديمة، من أبرزها:
مخطوطه Veliyuddin 2453 في مكتبة بيازيت – إسطنبول
مخطوطه أحمد تيمور 103 في المكتبة الوطنية – القاهرة
ويُرفَق في الوثائق الأصلية نص ابن القاص، الذي يعتبر اليوم شهادة نادرة من عالم مسلم لم يُشكك في ما رآه، بل نقل بإيمان واحترام عميق طقسًا مسيحيًا عاشه عن قرب.
وإذا كان هذا نورًا مقدّسًا… فمَن ينكره؟
السؤال الذي يفرض نفسه بعد هذه الشهادة: ما الذي يدفع المسلمين آنذاك، وهم أصحاب السيادة والسلطة في القدس، إلى أخذ نور القيامة وإشعال قناديل مسجدهم به؟
الجواب بسيط، لكنه عميق:
لأنهم آمنوا أن هذا نور سماوي، لا حيلة فيه ولا خداع، بل معجزة حقيقية نزلت من السماء.
إيمان بلا حدود… ومعجزة تشهد لها العصور
هذا النص التاريخي لا يفتح بابًا فقط على التسامح والعيش المشترك في ظل الحكم الإسلامي، بل يروي أيضًا كيف اجتمعت روحانية الأديان الثلاثة في قلب القدس، حول نورٍ واحد، هو نور القيامة.