الأسبوع:
2025-05-03@04:25:25 GMT

ماذا يعني تعليق دعم أمريكا للأونروا؟

تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT

ماذا يعني تعليق دعم أمريكا للأونروا؟

في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي العدوان الغاشم على قطاع غزة، بل وفي الوقت الذي أصدرت فيه محكمة العدل الدولية يوم الجمعة الموافق ٢٦ من شهر يناير الماضي ٢٠٢٤ قراراتها -غير المسبوقة- التي أدانت خلالها إسرائيل بارتكابها إبادة جماعية في حق أبناء غزة، وطالبتِ المحكمة إسرائيل والمجتمع الدولي بتقديم المساعدات الإنسانية الضرورية لقطاع غزة وللفلسطينيين دون قيد أو شرط، كانت أمريكا وحلفاؤها الغربيون على موعد لتوقيع مزيد من الانتقامات من الشعب الفلسطيني، وذلك بعد أن أصدرت أمريكا قراراتهم بوقف المساعدات المالية التي يقدمونها للأونروا في نفس يوم إصدار قرار المحكمة، ردًّا على الدعوة التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل متهمة إياها بارتكاب مجازر إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني، والانتقام من الفلسطينيين لتضييق الخناق عليهم بالرغم مما يواجهونه من عدوان متواصل وجرائم لم يشهدها العالم من قبل.

فبدلًا من تقديم المساعدات الإنسانية من الدول المانحة لتعزيز دور وكالة الأونروا، فإن أمريكا وحلفاءها يسعون إلى عرقلة أعمال الأونروا وهي أكبر منظمة إغاثة أممية تعمل في واحدة من أشد الأزمات الإنسانية تعقيدًا في العالم، لتبدو الخطوة الأمريكية -غير المقبولة- وكأنها تدفع الوكالة إلى توقيف عملها وصلاحياتها ليس في غزة وحدها بل في جميع أنحاء المنطقة. وفي هذا الصدد يرى كثير من الخبراء والمحللين أن تعليق أمريكا وحلفائها الغربيين لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين «الأونروا» يُعَد خطوة بالغة الخطورة على قطاع غزة، وأن وقف أمريكا لدعم الأونروا يأتي على خلفية ادعاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن اثني عشر فردًا من موظفي الأونروا ضالعون مع حركة المقاومة «حماس» في هجوم السابع من أكتوبر الماضي ٢٠٢٣، الأمر الذي دفع أمريكا وحلفاءها إلى تصديق الروايات الإسرائيلية الكاذبة كعادتهم، ما دفعهم دولة تلو الأخرى إلى تعليق المساعدات دون انتظار تحقيقات الأونروا وكشف المزاعم الإسرائيلية التي تهدف إلى استكمال مخطط الإبادة الجماعية لأبناء الشعب الفلسطيني. يحدث ذلك في الوقت الذي قامت فيه وكالة الأونروا بإقالة الموظفين المتهمين لحين إجراء التحقيقات التي تشرف عليها الأمم المتحدة، مقابل عدم تقديم إسرائيل الأدلة التي تثبت من خلالها اتهام موظفي الأونروا، وذلك بعد اتهام الأونروا إسرائيل بقتل أكثر من مائة وخمسين موظفًا تابعين للأونروا منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، ناهيك عن استهداف إسرائيل للمراكز والمدارس والمباني التابعة للأونروا في غزة، وقتل المزيد من المدنيين العزل الذين كانوا يحتمون داخل تلك الأماكن، وآخرها استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمركز صناعة خان يونس، وهو أكبر مركز تجمع لإيواء اللاجئين في قطاع غزة.

إن كل ما سبق يدل على مواصلة أمريكا برئاسة چو بايدن وإدارته وحلفائه الغربيين تقديم الدعم الكامل لإسرائيل، ومباركة خُطاها في كل ما ترتكبه من جرائم في حق أبناء الشعب الفلسطيني وصل فيها عدد الشهداء خلال هذا العدوان الغاشم لأكثر من سبعة وعشرين ألف قتيل وسبعين ألف جريح غالبيتهم من الأطفال والنساء والمرضى والشيوخ، ثم الآن ومع خطوة أمريكا وحلفائها بوقف الدعم للأونروا يمكن أن يضر ما يقارب المليونَي فلسطيني في قطاع غزة وأكثر من ستة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية والمخيمات الفلسطينية في الأردن وسوريا ولبنان، ولتمثل تلك الخطوة -وفقًا لآراء المحللين- انتقامًا من أبناء الشعب الفلسطيني ودفعه إلى الهجرة. يحدث ذلك في الوقت الذي أقرت خلاله دول الاتحاد الأوروبي بالإجماع يوم الخميس الماضي الموافق الأول من فبراير الجاري ٢٠٢٤ تقديمها دعمًا ماليًّا كبيرًا يصل إلى أكثر من خمسين مليار دولار إلى أوكرانيا، والالتزام بتقديم أحدث المعدات العسكرية لها واستضافة لاجئيها، ما دفع الرئيس بايدن هو الآخر لمطالبة الكونجرس الأمريكي بسرعة الموافقة على تقديم المساعدات الإضافية لأوكرانيا على غرار دعم الاتحاد الأوروبي لها، تمامًا كما يفعلون مع إسرائيل. ما يستلزم من باقي دول وشعوب العالم الحر وبلداننا العربية والإسلامية -بل يفرض عليها- التضامن مع الأونروا والتنسيق مع السكرتير العام للأمم المتحدة، لدفع المزيد من المساعدات المطلوبة للأونروا من أجل مواصلة عملها في تقديم المساعدات الإنسانية وإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، لتفويت الفرصة على أمريكا وحلفائها، ومخططات الحكومات الإسرائيلية المتطرفة العاملة على إنهاء القضية الفلسطينية وتهجير أبناء الشعب الفلسطيني.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أبناء الشعب الفلسطینی تقدیم المساعدات فی الوقت الذی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

بوغالي: دعم الشعب الفلسطيني التزام راسخ

أكد رئيس الاتحاد البرلماني العربي، رئيس المجلس الشعبي الوطني، ابراهيم بوغالي، اليوم الجمعة، أن دعم الشعب الفلسطيني ليس موقفا عاطفيا، بل التزام راسخ تحركه مبادئ التحرر والعدالة.

وجدد بوغالي، في كلمة ألقاها لدى افتتاحه أعمال الدورة الـ38 للجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي، بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال، التأكيد، أن دعم الشعب الفلسطيني ليس موقفا عاطفيا. بل التزام راسخ تحركه مبادئ التحرر والعدالة وتدعمه المواقف التاريخية لبلداننا وبرلماناتنا.

وأوضح بوغالي، أن الاجتماع الذي تحتضنه الجزائر إنما هو تأكيد على قناعتنا جميعا بأهمية التشاور المستمر والتنسيق المؤسسي. وتطوير آليات عمل الاتحاد من أجل تحقيق أهدافه السامية وترجمة تطلعات شعوبنا العربية إلى مواقف وخطوات عملية ملموسة.

وأضاف بوغالي: “تنعقد هذه الدورة، في ظرف إقليمي بالغ التعقيد. حيث تتسارع وتيرة التحولات الجيوسياسية. وتزداد التحديات المرتبطة بالاحتلال والعدوان والتهجير”.

مؤكدا أن القضية الفلسطينية، بما تحمله من بعد تاريخي وإنساني وسياسي، لاتزال في قلب أولوياتنا المشتركة.

كما أبرز بوغالي أن الجرائم المتواصلة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني. وما نشهده من معاناة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة وسائر الأرض الفلسطينية المحتلة. وما يستهدف أمن بلداننا واستقرارها من مشاريع ومؤامرات، تضعنا أمام مسؤولية لا تقبل التراخي ولا المواربة.

مشددا على أن الاتحاد البرلماني العربي، مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بتعزيز فعالية أدائه وتكثيف حضوره وتجديد أدوات تحركه. حتى يكون صوتا عربيا صادقا في المحافل الدولية. مدافعا عن قضايا الأمة وعن وحدة الصف العربي وعن الحق في التنمية وفي الاستقرار وفي تقرير المصير.

وأضاف بوغالي: “كما أننا مطالبون بدعم جهود المصالحة ولم الشمل العربي. وتغليب منطق التعاون على التنازع وتقديم الأولويات الجامعة على الخلافات الطارئة”.

لافتا إلى أن هذا يأتي انطلاقا من إيماننا بأن قضايا الأمن القومي العربي مترابطة. وأن مآسي النزوح والفقر والتهميش والإرهاب لا تعترف بالحدود ولا تستثني أحدا.

وأشار رئيس الاتحاد البرلمان العربي إلى أن ما سيصدر من توصيات عن المؤتمر الـ 38 للاتحاد البرلماني العربي، سيكون بمثابة خارطة طريق لأعمال مؤتمر الجزائر. وسيشكل نقطة انطلاق جديدة في مسيرة الاتحاد، بما يعزز آلياته ويكرس رسالته.

يذكر أن الجزائر تحتضن المؤتمر الـ 38 للاتحاد البرلماني العربي تحت شعار “دور الاتحاد البرلماني العربي في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية”، وذلك في الفترة الممتدة ما بين 2 إلى غاية 4 ماي الجاري.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • وقفة حاشدة في المهرة تضامناَ مع الشعب الفلسطيني
  • بوغالي: دعم الشعب الفلسطيني التزام راسخ
  • الأونروا: الحصار الإسرائيلي على غزة يقتل مزيدا من الأطفال والنساء يوميا
  • مداولات «العدل الدولية» تحذر من إعاقة إسرائيل لعمل «الأونروا»
  • ممثل فرنسا في العدل الدولية: يجب رفع الحصار ودخول المساعدات إلى غزة
  • ياسمين موسى: الاحتلال يواصل عرقلة إدخال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني
  • “الأونروا”: “إسرائيل” ستحرم 800 طفل وطفلة من حقهم في التعليم بالقدس
  • أمريكا تدعم الحظر الإسرائيلي على عمليات الأونروا في غزة
  • منظمة “الأونروا”: “إسرائيل” ستحرم 800 طفل وطفلة من حقهم في التعليم بالقدس
  • الأونروا: الاحتلال يحرم 800 طفل من حقهم في التعليم مع اقتراب إغلاق 6 مدارس بالقدس