ماذا يعني تعليق دعم أمريكا للأونروا؟
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي العدوان الغاشم على قطاع غزة، بل وفي الوقت الذي أصدرت فيه محكمة العدل الدولية يوم الجمعة الموافق ٢٦ من شهر يناير الماضي ٢٠٢٤ قراراتها -غير المسبوقة- التي أدانت خلالها إسرائيل بارتكابها إبادة جماعية في حق أبناء غزة، وطالبتِ المحكمة إسرائيل والمجتمع الدولي بتقديم المساعدات الإنسانية الضرورية لقطاع غزة وللفلسطينيين دون قيد أو شرط، كانت أمريكا وحلفاؤها الغربيون على موعد لتوقيع مزيد من الانتقامات من الشعب الفلسطيني، وذلك بعد أن أصدرت أمريكا قراراتهم بوقف المساعدات المالية التي يقدمونها للأونروا في نفس يوم إصدار قرار المحكمة، ردًّا على الدعوة التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل متهمة إياها بارتكاب مجازر إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني، والانتقام من الفلسطينيين لتضييق الخناق عليهم بالرغم مما يواجهونه من عدوان متواصل وجرائم لم يشهدها العالم من قبل.
إن كل ما سبق يدل على مواصلة أمريكا برئاسة چو بايدن وإدارته وحلفائه الغربيين تقديم الدعم الكامل لإسرائيل، ومباركة خُطاها في كل ما ترتكبه من جرائم في حق أبناء الشعب الفلسطيني وصل فيها عدد الشهداء خلال هذا العدوان الغاشم لأكثر من سبعة وعشرين ألف قتيل وسبعين ألف جريح غالبيتهم من الأطفال والنساء والمرضى والشيوخ، ثم الآن ومع خطوة أمريكا وحلفائها بوقف الدعم للأونروا يمكن أن يضر ما يقارب المليونَي فلسطيني في قطاع غزة وأكثر من ستة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية والمخيمات الفلسطينية في الأردن وسوريا ولبنان، ولتمثل تلك الخطوة -وفقًا لآراء المحللين- انتقامًا من أبناء الشعب الفلسطيني ودفعه إلى الهجرة. يحدث ذلك في الوقت الذي أقرت خلاله دول الاتحاد الأوروبي بالإجماع يوم الخميس الماضي الموافق الأول من فبراير الجاري ٢٠٢٤ تقديمها دعمًا ماليًّا كبيرًا يصل إلى أكثر من خمسين مليار دولار إلى أوكرانيا، والالتزام بتقديم أحدث المعدات العسكرية لها واستضافة لاجئيها، ما دفع الرئيس بايدن هو الآخر لمطالبة الكونجرس الأمريكي بسرعة الموافقة على تقديم المساعدات الإضافية لأوكرانيا على غرار دعم الاتحاد الأوروبي لها، تمامًا كما يفعلون مع إسرائيل. ما يستلزم من باقي دول وشعوب العالم الحر وبلداننا العربية والإسلامية -بل يفرض عليها- التضامن مع الأونروا والتنسيق مع السكرتير العام للأمم المتحدة، لدفع المزيد من المساعدات المطلوبة للأونروا من أجل مواصلة عملها في تقديم المساعدات الإنسانية وإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، لتفويت الفرصة على أمريكا وحلفائها، ومخططات الحكومات الإسرائيلية المتطرفة العاملة على إنهاء القضية الفلسطينية وتهجير أبناء الشعب الفلسطيني.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أبناء الشعب الفلسطینی تقدیم المساعدات فی الوقت الذی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مشعل: الشعب الفلسطيني وحده من سيحكم أرضه
أكد خالد مشعل، رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخارج، أن الشعب الفلسطيني وحده من سيحكم أرضه، رافضا أي محاولة لفرض نظام سياسي خارجي أو نزع سلاح المقاومة تحت الاحتلال الإسرائيلي.
وجاءت تصريحات مشعل خلال حفل استقبال الأسرى المبعدين خارج فلسطين في مصر، عبر كلمة مصورة نشرتها حماس على منصة تليغرام مساء الأحد.
وشدد مشعل على أن غزة والضفة لن تكونا إلا لأهلها، مؤكدا أن الفلسطينيين لن يُجبروا على مغادرة وطنهم أو استبداله بأي أرض أخرى.
كما شدد على أن سلاح المقاومة لن يُنزَع طالما بقي الاحتلال جاثما على الأرض الفلسطينية، مؤكدا أن الكفاح المسلح هو السبيل الوحيد لاستعادة الحقوق المسلوبة.
وحذر مشعل من أن غزة تواجه خطرا كبيرا، يتمثل في محاولات تجويع سكانها بهدف إجبارهم على الهجرة القسرية، معتبرا أن هذه المؤامرة لا تقتصر على غزة فقط، بل تمتد إلى الضفة الغربية وتهدد استقرار المنطقة بأسرها، بما في ذلك مصر والأردن ودول عربية أخرى.
وثمّن مشعل الموقف العربي الرافض للتهجير، مشيدا بقرارات جامعة الدول العربية الأخيرة التي أكدت رفض تهجير الفلسطينيين تحت أي مبرر، وأقرت دعم إعادة إعمار غزة وفق الخطة المصرية.
إعلان دعوةوفي حديثه عن الوضع الداخلي الفلسطيني، أكد مشعل أن وحدة الصف الفلسطيني ضرورة لمواجهة التحديات الراهنة، مشددا على أن الفلسطينيين لن يحققوا النصر إلا بوحدتهم.
ودعا الفصائل الفلسطينية إلى العمل معا، والتعاون لمواجهة الاحتلال بموقف موحد، بعيدا عن الخلافات السياسية، مضيفا: "نريد أن ننتصر معا ونعمل معا ونعود إلى أرض الوطن معا، ونرسم مستقبل فلسطين بقرار فلسطيني عربي إسلامي، مدعوما من الأمة وأحرار العالم".
وشدد على أن الفلسطينيين هم وحدهم من يقررون مصيرهم، وأن أي ترتيبات سياسية لا بد أن تكون بقرار وطني فلسطيني خالص.
واختتم مشعل كلمته بالدعوة إلى استمرار الصمود والمقاومة، محذرا من أن المؤامرات على غزة وفلسطين لم تتوقف، لكنها لن تنجح طالما أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه ووحدته ومقاومته.