الأسبوع:
2025-03-17@01:57:21 GMT

الزراعة هي الحل

تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT

الزراعة هي الحل

لا صوت يعلو فوق صوت الاقتصاد، وغلاء الأسعار، وجنون الدولار، وأنين البسطاء. وسط أزمة اقتصادية لا سبيل لإنكارها، لابد من التفكير بواقعية في أسرع وأفضل الوسائل المتاحة للحصول على العملات الأجنبية حتى يستقر السوق. فمع انخفاض إيرادات قناة السويس بفعل الاضطرابات في منطقة البحر الأحمر، ومع انخفاض معدلات السياحة وتحويلات المصريين بالخارج، لن يتبقى لنا سوى العودة إلى الأساس والأصل، مصر دولة زراعية كانت وستظل دائمًا هكذا، فلماذا لا نركز بكل قوة على هذا الملف؟ في ريف مصر القديم بالدلتا والصعيد ربما يشعر الناس الآن ببعض الأريحية أكثر من أهل المدن بسبب ارتفاع أسعار بعض الحاصلات الزراعية رغم تزايد تكاليف الإنتاج، خاصة تلك الحاصلات التي نتمتع فيها بميزة تصديرية مثل البطاطس والبصل والحبوب بمختلف أنواعها.

لم يشهدِ الفلاح المصري مثل تلك الأسعار من قبل، ولكن يظل الرهان على تعظيم إنتاجية تلك الحاصلات من أجل زيادة التصدير للخارج. في الأراضي الجديدة التي تم استصلاحُها ومدُّ الطرق إليها وتزويدها ببعض الخدمات، وفي مقدمتها منطقة الوادي الجديد وواحات مصر وتلك المساحة الشاسعة في جنوب غرب البلاد التي تمثل 44% من مساحة مصر، يحكي بعضُ مَن خاضوا تلك التجربة عن نجاحات تمنحنا الأمل، فسعر الفدان هناك لا يعادل سعر قيراط واحد في الأراضي القديمة في حين تقترب الإنتاجية من أن تتساوى معها، والمياه الجوفية هناك تكفي لزراعة ملايين الأفدنة لسنوات طويلة وهو ما أكدته كل الدراسات، فلماذا لا يكون هذا هو مستقبل مصر وأملها للخروج من الأزمة؟ حكى لي أحد المزارعين أنه كان يمتلك هو وإخوته خمسة أفدنة في دلتا مصر، ولكنه قرر أن يخرج من الصندوق الضيق والوادي الذي كاد يختنق بأهله، فباع الأرض منذ عام واشترى بدلًا منها سبعين فدانًا بالواحات وقام بإعدادها للزراعة وحفرَ بئرًا عميقة للري وزرعَها بالقمح هذا العام، وسط توقعات بأن يكون موسم الحصاد رائعًا ويحمل الخير الوفير وربما يغطى جزءًا كبيرًا من تكلفة شراء الأرض وإعدادها للزراعة. مثل هذه الأفكار والخطوات قادرة على إخراجنا من أزمتنا الحالية، فمصر التي عرفها العالم عبر تاريخها الطويل الممتد ستظل دائمًا دولة زراعية في المقام الأول، وكما علَّمنا الأجداد أنه «مَن لا يزرع لا يشبع» وأن «مَن لا يملك قُوْتَه لا يملك قرارَه». فقط نريد تسهيلاتٍ ودعمًا ودعايةً جاذبةً للشباب كي نشجعهم على خوض تلك المعركة هناك في غرب مصر وجنوبها لننتج ونحقق الفائض فنُصدِّر ونُصبح قادرين على سدِّ فجوة العملات الأجنبية خلال فترة قصيرة.. .حفظ الله مصر وشعبها. حفظ الله الوطن.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

عاجل | وزير الخارجية السوداني للجزيرة نت: الحكومة الموازية وُلدت ميتة ولن يكون لها دور في مستقبل السودان

عاجل | وزير الخارجية السوداني للجزيرة نت: الحكومة الموازية وُلدت ميتة ولن يكون لها دور في مستقبل السودان
التفاصيل بعد قليل..

مقالات مشابهة

  • رسائل الواتساب المزعجة من المتاجر..الحظر «البلوك» ليس الحل
  • الجابر: مشكلة الاحتباس الحراري لا يمكن أن يحدث باستبعاد قطاع الطاقة من الحل
  • عاجل | وزير الخارجية السوداني للجزيرة نت: الحكومة الموازية وُلدت ميتة ولن يكون لها دور في مستقبل السودان
  • بمواصفات خيالية.. هل يكون «OnePlus» الحاسب الذي ننتظره؟
  • عون: لا استقرار بلبنان ما دام هناك احتلال في الجنوب
  • ستارمر: الحل الوحيد لإنهاء الحرب في أوكرانيا هو سلام عادل يصون سيادة البلاد
  • بن شرادة: هدف حكومة الدبيبة قد يكون تعطيل وعرقلة الانتخابات وإرباك المشهد السياسي
  • الكشف عن دور سعودي خفي ضد الحوثيين قد يكون مفتاح الحل
  • أسرع بـ«مليون سنة» من الحواسيب العملاقة.. حاسوب أمريكي يحلّ مشكلة «معقدة»!
  • عون: الحل بتطبيق بقية بنود الطائف