الأسبوع:
2024-07-09@19:06:40 GMT

احذروا أمريكا

تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT

احذروا أمريكا

يعتقد البعض أن فلسطين وغزة والسودان واليمن والعراق وسوريا وليبيا والصومال هي فقط المستهدفة من التحالف الأمريكي الإسرائيلي الغربي في المنطقة، ولكن مع محاولة واعية للقراءة الصحيحة لابد أن يكتشف أصحاب العقول أن مصر تأتي في مقدمة المستهدفين وقد ضُربت بالفعل ضربات اقتصادية قاتلة، وضربات تمس أمنها القومي، واقتربت تلك الجيوش الغازية من جغرافيا مصر حتى أصبح الفارق بين الهجوم والوضع الحالي هو إطلاق الطلقة الأولى.

ومن حسن الحط أن أمريكا وإسرائيل، والإعلام الصهيوني على وجه الخصوص لا يخفي تلك المخططات، ربما لأن فائض القوة عندهم جعلهم يتصرفون بغرور شديد، ولا يخافون من إعلان أنهم يستهدفون مصر.

لا يمكن أن يعتبر ما يحدث في السودان من تقسيم وتقتيل وحروب أهلية بعيدًا عن جغرافيا وأمن مصر، كما أن ما يحدث في غزة من ارتكاب أكبر جريمة في التاريخ للإبادة وسحق البشر والأطفال والنساء وابتلاع الأرض والدخول على الحدود المصرية، لا يمكن اعتباره بعيدًا عن مصر.

وروسيا أطلقت حربها ضد أوكرانيا لأنها قررت أن تجلب إلى حدودها أمريكا ودول أوروبا وحلف الناتو، وهي دخلت الحرب ليس عدوانًا، ولكن دفاعًا عن أمنها القومي أولًا، واستباقًا لحرب مؤكدة كانت ستنطلق من أوكرانيا ضد أراضيها ثانيًا. ولأن روسيا دولة عظمى فقد نجحت بضربتها الاستباقية في تحويل ميدان الحرب من المدن الروسية إلى المدن الأوكرانية. ولو أن مصر تملك نصف القوة الروسية لفعلت الأمر نفسه في تلك الحروب التي تعمّد الغزاة الجدد إشعالها في السودان وفي غزة وعموم فلسطين.

ولأن ماكينات الغرور العسكري، والغزو الاستعماري لا تتوقف عن انتاج دفعات الشر على مدار الساعة، فقد كان قرار عسكرة البحر الأحمر مستهدفًا بشكل مباشر لقناة السويس واقتصاد مصر، وخاصة العملة الصعبة التي تحتاجها بشدة هذه الأيام.

وكلنا يعلم أن القناة قبل عسكرة البحر الأحمر من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفائهما كانت قد أعطت للبلاد أكبر دخل في تاريخها العام الماضي عندما اقتربت من 9 مليارات دولار.

ولا يمكن لأصحاب العقول أن يضعوا أيديهم على رؤوسهم، أو يضعوا غمامة على أعينهم كي يتناسوا أن قناة السويس قد تناقص دخلها بفعل العسكرة الأمريكية إلى أقل من النصف خلال الشهرين الماضيين، كما أن تحميل البلاد كل هؤلاء المهاجرين واللاجئين من السودان وليبيا واليمن وسوريا والعراق يشكل أكبر عملية ضغط اقتصادي مرت بها البلاد، وعلى مصر أن تختار إما أن تكون الشقيقة الكبرى التي تحتمل شعوبها العربية، بما يكبدها ذلك من خسائر اقتصادية في ظل حصار معلن وسري ضدها، وإما أن تقوم بطرد هؤلاء وتخسر إلى الأبد دورها ومكانتها كشقيقة كبرى يلجأ إليها المحتاجون، يطالبون الأمن والاستقرار من الشعوب العربية.

التحالف الاستعماري الجديد إذًا، يحاصر مصر على كافة الاتجاهات، ولا يبدو لأي عاقل أن يستبعد أن الضربة القادمة ستكون هنا، إلا إذا تفاعلت العقول المصرية لتنتج خيارات متعددة لإنقاذ البلاد من هستيريا حرب الحضارات التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية الآن ضد بلادنا والعالم كله، لأن ما تقوم به تلك الجيوش وما كشفت عنه الجرائم المذهلة ضد شعبنا الفلسطيني في غزة لا يمكن أبدا تفسيره بأنه حروب على المصالح أو حروب على الحدود.

إن ما حدث في غزة يثبت أن هذا اللون من الحروب هو حروب وجودية تستهدف الوجود العربي وليس المصالح العربية أو أراضي وبحار العرب، إنه الحقد الحضاري الأسود الذي يذكرنا بمئات الآلاف من القتلى عند كل غزو جاءنا من الخارج، سواء كان مع الصليبيين الذين قتلوا في يوم واحد 70 ألفا من أبناء العرب عند دخولهم بيت المقدس عام 1099 ميلاديا، أو مع التتار الذين أحالوا لون نهري دجلة والفرات إلى اللون الأحمر بعد أن تحولت شوارع بغداد إلى أنهار من الدماء اندفعت إلى النهرين.

ولا يمكن أن يغفل التاريخ تلك الهجمة الاستعمارية الساحقة التي سحقت شعبنا في العراق في العام 2003 بحجج كلها كاذبة وللأسف هم من اعترفوا أنها كاذبة ولم نستطع نحن أن نبرهن للعالم أنها كاذبة.

الأمر وكأنه محطة مفصلية في التاريخ تحتاج إلى استخدام كل المخزون الفكري والتاريخي والثقافي والعسكري والاستراتيجي لتضع ملامح للخروج من هذا الطريق المظلم، وقاتم السواد الذي يحاول التحالف الاستعماري الجديد أن يقذف بنا إليه.

ليست المرارة في أن نجد شعبًا يباد بتلك الطريقة في غزة، وأمة تسحق بتواطؤ دولي في السودان، وشعبًا يتم إفشاله في اليمن، ودولة تقسم فعليًا في ليبيا، وأخرى تقتطع منها أجزاء وتضم علانية في الصومال لصالح إثيوبيا، ولكن المرارة الأكبر أن العرب تائهون، وكأنهم أصيبوا بالخبل لا يعرفون كيف يتصرفون، أو كيف يخرجون من هذا المأزق الحضاري والتاريخي، منهم من يعتقد أن الأمر حله باستبدال دينه والكفر والتسليم بما يقولون، وقد جرب هذا الأمر وفشل فشلًا زريعًا في تركيا، ومنهم من يعتقد أن العمل مع الأعداء كعملاء هو الطريق للنجاة، والتاريخ أثبت أن الأقوياء يسحقون العملاء عندما ينهون مهامهم، ومنهم من يعتقد أنه ذكي يتجنب الصدام، وهم لا يعلمون أن هؤلاء لا يحتاجون لمبررات أو حجج كي يدخلوا عليهم.

وبقي هناك مجموعات مشتتة من حركات مسلحة تعتقد أنها تستطيع أن تقاوم كل هذا الغرور وهذه القوة العسكرية والإعلامية الطاغية التي تسود العالم، ربما يكون هؤلاء أقرب للحقيقة، وأقرب للوعي، ولكن ينقصهم العلم والأخذ بأسبابه، وينقصهم القراءة الجيدة لموازين القوى، ولضبط الخطاب الإعلامي، لأن الآخر يلتقط الكلمات ويعيد استخدامها لتنفيذ مشروعه في كل خطوة ويحشد بها هذا العالم خلفه.

وأخيرًا، تبقى هناك ملامح مضيئة في هذا النفق المظلم، وهي المعرفة لحقيقة الأهداف والنوايا وعدم الاستسلام للخداع والشراك الذي احترف الأعداء نصبه لصناع القرار في العالم العربي

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: لا یمکن فی غزة

إقرأ أيضاً:

هل ينقذ الذكاء الاصطناعي الإنسان من خطر الوحدة؟.. تحذير من مشكلة وحيدة

رغم التحذيرات الشديدة والمتكررة، من خطورة الذكاء الاصطناعي في حياتنا، إلا أن لا أحد يستطيع أن يتجاهل الفوائد والعوائد الإيجابية التي يحدثها في حياة البشر، ومع التطور التكنولجي المتسارع يومًا بعد يوم، يتساءل بعض الباحثين عن فكرة لم تكن مطروحة من قبل، وهي قدرة الذكاء الاصطناعي على مواجهة الوحدة، بحسب «ذا جارديان» البريطانية.

الذكاء الاصطناعي والوحدة

في الوقت الذي تحذر فيه بعض الشركات من إقامة العلاقات مع الذكاء الاصطناعي مثل شركة أوليوود، خرج أحد علماء الكمبيوتر ليرفض هذا الاتجاه، موضحًا أننا بهذا الأسلوب سوف نفقد الكثير من الإيجابيات التي تقدمها هذه العلاقات بين الآلة والبشر.

وزعم أستاذ الروبوتات المعرفية في جامعة شيفيلد، توني بريسكوت أن الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا بارزًا في تقليل الشعور بالوحدة، شيرا إلى أنه مثلما نعمل على تقوية الراوبط بيننا وبين الحيوانات الأليفة أو بين الأطفال والألعاب والدمى، فيجب عليا أيضًا أن ننظر للذكاء الاصطناعي نظرة مماثلة لهم، ونرى قيمته التي يقدمها في حياتنا بالنسبة للبالغين.

منقذ العزلة الإجتماعية

يتحدث بريسكوت، في كتابه «علم نفس الذكاء الاصطناعي» أنه في عصرنا الحالي الذي يصف فيه العديد من الناس حياتهم بأنها وحيدة للغاية، فقد تحضر هنا قيمة الذكاء الاصطناعي كشكل من أشكال التفاعل الاجتماعي مع الجنس البشري.

ويعتقد بريسكوت أن الذكاء الاصطناعي قد يكون المنقذ للعديد من الأشخاص ممن هم على وشك الدخول في عزلة اجتماعية، من خلال التفاعل معه والاستفادة من قيمته الكبيرة التي تساهم في زيادة الثقة في النفس ومنع انطوائية والشعور بالوحدة.

الوحدة تشكل خطورة عالمية

أصبحت الوحدة تشكل خطرًا عالميًا كبيرًا في عالمنا، ففي بريطانيا خلال السنوات الأخيرة عانى أكثر من 7% من الأشخاص من الوحدة، أي ما يقرب من 4 ملايين شخص، وفي دراسة أجرها هارفارد في عام 2021، وُجد أنه ثلث سكان أمريكا يعانون من الوحدة.

لا خطورة في الأمر لكن بشروط

وفقًا للدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، خلال حديثه لـ«الوطن»، فإن إمكانية مساعدة الذكاء الاصطناعي على منع الشعور بالوحدة أمر حقيقي: «الإنسان الإنطوائي لما بتتحول علاقته مع شخص تاني من سطحية لقوية بيبدأ يهرب، فممكن الإنسان يتعلق بالذكاء الاصطناعي عادي لو بيعاني من وحدة وعزلة، لأن ده هييكون الملجأ الوحيد ليه».

وأكد فرويز، أنه لا خطورة في الأمر، إلا إذا امتدت هذه العلاقة لفترة طويلة: «الموضوع بيتحول لخطير لما المدة دي بتزيد، وقتها لازم نتعامل مع بشر بالتدريج ومعالجة الأمر».

مقالات مشابهة

  • احذروا من جمع الأموال لزراعة الأعضاء في الخارج
  • احذروا النزول للبحر.. رفع الرايات الصفراء على 70% من شوطئ الإسكندرية
  • إكس تخطط لعودة ميزة التصويت السلبي
  • هل ينقذ الذكاء الاصطناعي الإنسان من خطر الوحدة؟.. تحذير من مشكلة وحيدة
  • الحرب وغياب دور الأحزاب
  • لماذا تنقرض الحيوانات؟
  • يزيد ولا يقصر !
  • بايدن: أمريكا أساسية لإدارة العالم ومثلها لا يمكن الاستغناء عني!
  • عاجل| نادر شوقي: هؤلاء هم المسئولون عن وفاة أحمد رفعت
  • احذروا من هذه الإضافات في الآيس كريم.. تفاصيل