الأسبوع:
2024-11-23@23:58:02 GMT

احذروا أمريكا

تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT

احذروا أمريكا

يعتقد البعض أن فلسطين وغزة والسودان واليمن والعراق وسوريا وليبيا والصومال هي فقط المستهدفة من التحالف الأمريكي الإسرائيلي الغربي في المنطقة، ولكن مع محاولة واعية للقراءة الصحيحة لابد أن يكتشف أصحاب العقول أن مصر تأتي في مقدمة المستهدفين وقد ضُربت بالفعل ضربات اقتصادية قاتلة، وضربات تمس أمنها القومي، واقتربت تلك الجيوش الغازية من جغرافيا مصر حتى أصبح الفارق بين الهجوم والوضع الحالي هو إطلاق الطلقة الأولى.

ومن حسن الحط أن أمريكا وإسرائيل، والإعلام الصهيوني على وجه الخصوص لا يخفي تلك المخططات، ربما لأن فائض القوة عندهم جعلهم يتصرفون بغرور شديد، ولا يخافون من إعلان أنهم يستهدفون مصر.

لا يمكن أن يعتبر ما يحدث في السودان من تقسيم وتقتيل وحروب أهلية بعيدًا عن جغرافيا وأمن مصر، كما أن ما يحدث في غزة من ارتكاب أكبر جريمة في التاريخ للإبادة وسحق البشر والأطفال والنساء وابتلاع الأرض والدخول على الحدود المصرية، لا يمكن اعتباره بعيدًا عن مصر.

وروسيا أطلقت حربها ضد أوكرانيا لأنها قررت أن تجلب إلى حدودها أمريكا ودول أوروبا وحلف الناتو، وهي دخلت الحرب ليس عدوانًا، ولكن دفاعًا عن أمنها القومي أولًا، واستباقًا لحرب مؤكدة كانت ستنطلق من أوكرانيا ضد أراضيها ثانيًا. ولأن روسيا دولة عظمى فقد نجحت بضربتها الاستباقية في تحويل ميدان الحرب من المدن الروسية إلى المدن الأوكرانية. ولو أن مصر تملك نصف القوة الروسية لفعلت الأمر نفسه في تلك الحروب التي تعمّد الغزاة الجدد إشعالها في السودان وفي غزة وعموم فلسطين.

ولأن ماكينات الغرور العسكري، والغزو الاستعماري لا تتوقف عن انتاج دفعات الشر على مدار الساعة، فقد كان قرار عسكرة البحر الأحمر مستهدفًا بشكل مباشر لقناة السويس واقتصاد مصر، وخاصة العملة الصعبة التي تحتاجها بشدة هذه الأيام.

وكلنا يعلم أن القناة قبل عسكرة البحر الأحمر من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفائهما كانت قد أعطت للبلاد أكبر دخل في تاريخها العام الماضي عندما اقتربت من 9 مليارات دولار.

ولا يمكن لأصحاب العقول أن يضعوا أيديهم على رؤوسهم، أو يضعوا غمامة على أعينهم كي يتناسوا أن قناة السويس قد تناقص دخلها بفعل العسكرة الأمريكية إلى أقل من النصف خلال الشهرين الماضيين، كما أن تحميل البلاد كل هؤلاء المهاجرين واللاجئين من السودان وليبيا واليمن وسوريا والعراق يشكل أكبر عملية ضغط اقتصادي مرت بها البلاد، وعلى مصر أن تختار إما أن تكون الشقيقة الكبرى التي تحتمل شعوبها العربية، بما يكبدها ذلك من خسائر اقتصادية في ظل حصار معلن وسري ضدها، وإما أن تقوم بطرد هؤلاء وتخسر إلى الأبد دورها ومكانتها كشقيقة كبرى يلجأ إليها المحتاجون، يطالبون الأمن والاستقرار من الشعوب العربية.

التحالف الاستعماري الجديد إذًا، يحاصر مصر على كافة الاتجاهات، ولا يبدو لأي عاقل أن يستبعد أن الضربة القادمة ستكون هنا، إلا إذا تفاعلت العقول المصرية لتنتج خيارات متعددة لإنقاذ البلاد من هستيريا حرب الحضارات التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية الآن ضد بلادنا والعالم كله، لأن ما تقوم به تلك الجيوش وما كشفت عنه الجرائم المذهلة ضد شعبنا الفلسطيني في غزة لا يمكن أبدا تفسيره بأنه حروب على المصالح أو حروب على الحدود.

إن ما حدث في غزة يثبت أن هذا اللون من الحروب هو حروب وجودية تستهدف الوجود العربي وليس المصالح العربية أو أراضي وبحار العرب، إنه الحقد الحضاري الأسود الذي يذكرنا بمئات الآلاف من القتلى عند كل غزو جاءنا من الخارج، سواء كان مع الصليبيين الذين قتلوا في يوم واحد 70 ألفا من أبناء العرب عند دخولهم بيت المقدس عام 1099 ميلاديا، أو مع التتار الذين أحالوا لون نهري دجلة والفرات إلى اللون الأحمر بعد أن تحولت شوارع بغداد إلى أنهار من الدماء اندفعت إلى النهرين.

ولا يمكن أن يغفل التاريخ تلك الهجمة الاستعمارية الساحقة التي سحقت شعبنا في العراق في العام 2003 بحجج كلها كاذبة وللأسف هم من اعترفوا أنها كاذبة ولم نستطع نحن أن نبرهن للعالم أنها كاذبة.

الأمر وكأنه محطة مفصلية في التاريخ تحتاج إلى استخدام كل المخزون الفكري والتاريخي والثقافي والعسكري والاستراتيجي لتضع ملامح للخروج من هذا الطريق المظلم، وقاتم السواد الذي يحاول التحالف الاستعماري الجديد أن يقذف بنا إليه.

ليست المرارة في أن نجد شعبًا يباد بتلك الطريقة في غزة، وأمة تسحق بتواطؤ دولي في السودان، وشعبًا يتم إفشاله في اليمن، ودولة تقسم فعليًا في ليبيا، وأخرى تقتطع منها أجزاء وتضم علانية في الصومال لصالح إثيوبيا، ولكن المرارة الأكبر أن العرب تائهون، وكأنهم أصيبوا بالخبل لا يعرفون كيف يتصرفون، أو كيف يخرجون من هذا المأزق الحضاري والتاريخي، منهم من يعتقد أن الأمر حله باستبدال دينه والكفر والتسليم بما يقولون، وقد جرب هذا الأمر وفشل فشلًا زريعًا في تركيا، ومنهم من يعتقد أن العمل مع الأعداء كعملاء هو الطريق للنجاة، والتاريخ أثبت أن الأقوياء يسحقون العملاء عندما ينهون مهامهم، ومنهم من يعتقد أنه ذكي يتجنب الصدام، وهم لا يعلمون أن هؤلاء لا يحتاجون لمبررات أو حجج كي يدخلوا عليهم.

وبقي هناك مجموعات مشتتة من حركات مسلحة تعتقد أنها تستطيع أن تقاوم كل هذا الغرور وهذه القوة العسكرية والإعلامية الطاغية التي تسود العالم، ربما يكون هؤلاء أقرب للحقيقة، وأقرب للوعي، ولكن ينقصهم العلم والأخذ بأسبابه، وينقصهم القراءة الجيدة لموازين القوى، ولضبط الخطاب الإعلامي، لأن الآخر يلتقط الكلمات ويعيد استخدامها لتنفيذ مشروعه في كل خطوة ويحشد بها هذا العالم خلفه.

وأخيرًا، تبقى هناك ملامح مضيئة في هذا النفق المظلم، وهي المعرفة لحقيقة الأهداف والنوايا وعدم الاستسلام للخداع والشراك الذي احترف الأعداء نصبه لصناع القرار في العالم العربي

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: لا یمکن فی غزة

إقرأ أيضاً:

طلب مهم من الفنان أحمد حلمي بشأن الأفلام القديمة.. ورسالة عاجلة لتكريم هؤلاء

قال الفنان أحمد حلمي، إنه لم يسعفه الوقت ليشاهد أي أعمال خلال مهرجان القاهرة السينمائي، مشيرا إلى أنه كان مسافر، وتمكن من اللحاق بختام المهرجان.

وأضاف خلال لقائه على قناة dmc خلال مشاركته بمهرجان القاهرة السينمائي: «في أفلام كتير تستحق الترميم، أتمنى أي فيلم أبيض وأسود يترمم، وفي أفلام ملونة كمان تستحق الترميم، زي فيلم البريء، لو قدرنا نعلي الكواليتي بتاعه تبقى من الحاجات العظيمة».

أحمد حلمي وحسين فهمي

وتابع: «مهرجان القاهرة السينمائي مهرجان عريق وهو حدث مهم من أيام ما كنا في الجامعة، وكان بيطلع لنا كارنيهات علشان نحضر».

وقال: «قدوم مهرجان السينما كان حاجة كبيرة أوي بالنسبة لنا، لأننا كنا بنعدي على كل السينمات في وسط البلد وبنتابع الأفلام بشكل كبير».

أحمد حلمي

وأضاف: «في ناس كتير تستحق تتكرم السنة الجاية، وخايف أقول أسامي حد يزعل، بس أحب نكرم الجداد، مش لازم يكون عنده أفلام كتير عملها، أحب أكرم محمد ممدوح تايسون لأنه موهبة كبيرة أوي».

اقرأ أيضاًبإطلالة الفراشة.. ميرهان حسين تتألق على السجادة الحمراء في حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي

كندة علوش: فيلم «المسافة صفر» التجربة الأغنى بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي

جاسمين طه ذكي تشكر حسين فهمى: «مثال حقیقي للمسؤولیة»

مقالات مشابهة

  • توقيف 3 مشجعين في إسبانيا بتهمة توجيه الإساءة
  • كل اليهود لإسرائيل جنود / الجزء الرابع
  • هذا ما نعرفه عن الصاروخ فرط الصوتي الروسي الذي أطلق لأول مرة على أوكرانيا .. خارق ولا يمكن اعتراضه ويصل أمريكا
  • طلب مهم من الفنان أحمد حلمي بشأن الأفلام القديمة.. ورسالة عاجلة لتكريم هؤلاء
  • «موانئ» للمقاولين: احذروا تشغيل مركبات بدون بطاقة تشغيل
  • لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن حملها على صواريخ مثل MIRV التي ضربت أوكرانيا
  • نتنياهو انضم إلى هؤلاء المطلوبين لـالجنائية الدولية.. تعرف عليهم (صور)
  • حسين خوجلي يكتب: حكاية من دفتر الأزهري
  • بعد فوز ترامب.. الاهتمام بـالتأشيرات الذهبية بين المواطنين الأمريكيين يرتفع بشكل كبير
  • ممانعو التيار يتجنبون الاعلام