بحيرات القدرة.. وجهة سياحية فريدة في دبي
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
دبي: «الخليج»
تُلهم أجواء الشتاء المعتدلة في دولة الإمارات خوض غمار تجربة وسط الصحراء، والاسترخاء بين رمالها الذهبية وتأمل لحظات غروب الشمس التي تمنح النفس السكينة والهدوء بين أحضان الطبيعة الخلابة.
وتعد بحيرات القدرة في دبي واحدة من أبرز الوجهات الصحراوية التي تأسر زوارها بمناظرها الطبيعية وروعة الحياة البرية التي تحتضنها من الطيور والغزلان البرية، وتتيح خياراً مثالياً لقضاء أجمل الأوقات، خصوصاً خلال حملة «أجمل شتاء في العالم»، التي تقدم باقة واسعة من الخيارات التي تنسجم مع اهتمامات وأذواق جميع الزوار والسياح، ليحتفظوا بصور وذكريات لا تنسى عن أرض الإمارات.
على مسافة لا تزيد على 55 كيلومتراً من مركز مدينة دبي على طريق القدرة تقع بحيرات القدرة ضمن محمية المرموم الصحراوية، وتمثل مجموعة من البحيرات الاصطناعية المحاطة بصحراء سيح السلم، بالقرب من منتجع باب الشمس، حيث يمكن الوصول إليها بسهولة دون الحاجة لسيارات الدفع الرباعي، كما يمكن الدخول إلى منطقة بحيرات القدرة على مدار السنة مجاناً والاستمتاع بأجواء الصحراء والتأمل حول البحيرات المرسومة بدقة والتي تحمل دلالات فنية رائعة.
موطن الغزلان والطيور
وتحيط الكثبان الرملية بحيرات القدرة من كل الاتجاهات، كما تعتبر هذه البحيرات موطناً لمجموعة كبيرة ومتنوعة من الحيوانات مثل الغزلان لاسيما غزال الجبل وغزال نحيل القرون والمها العربي، وموطناً أيضاً للثعالب الصحراوية والصقور والحبارى والبط، وأكثر من 170 نوعاً من الطيور، مثل طائر العوسق الشائع والقطقاط الأحمر اللغد ومالك الحزين الرمادي وغيرها الكثير من أنواع الطيور الأخرى. وفضلاً عن ذلك، تتميز منطقة بحيرات القدرة بكونها من أفضل أماكن التخييم في الإمارات، حيث تمثل الوجهة المثالية للعائلات والأصدقاء الراغبين في الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة.
وما يزيد من تفرد بحيرات القدرة قربها من «محمية المرموم» الصحراوية والتي تشكل موئلاً لعشرات الأنواع من الحيوانات والطيور البرية، وتمثل عنصر جذب آخر لهواة الحياة الفطرية الذين يجدون مبتغاهم من الاقتراب من مجموعة كبيرة ومتنوعة من الحيوانات.
بحيرة الحب
وتعد بحيرة الحب واحدة من أبرز البحيرات التي تم استحداثها ضمن بحيرات القدرة، وتتميز بالمناظر الجميلة والتصاميم الرائعة التي تخطف الأنفاس، وقد أنشئت بحيرة الحب في قلب الصحراء القريبة من استراحة المرموم كي تكون رمزاً حضارياً وإنسانياً ماثلاً للعيان يعكس القيم الأصيلة لقيادة وشعب الإمارات والمتمثلة بالمحبة والتسامح والتعايش بين مختلف الثقافات على أرض الإمارات وفي رحاب الصحراء العربية التي ترمز للصبر والعطاء والشهامة والكرم.
وتتألف بحيرة الحب من بحيرتين متداخلتين تحتويان على مياه عذبة محفورتين على شكل قلبين مع كلمة «حب» باللغة الإنجليزية «Love» مزخرفة على طول البحيرة، وتصل مساحة البحيرة إلى 550 ألف متر مربع وتضم 16 ألف شجرة زيتون وسدر وسمر وغاف ونحو 800 ألف شجيرة متنوعة و3 مماشٍ مجموع أطوالها نحو 7 كيلومترات، كما تضم البحيرة مواقف مجهزة ومفتوحة لنحو 500 سيارة.
كما يمكن للزوار المحليين والسياح من خارج الدولة التنزه والاسترخاء في الأماكن المخصصة للاستراحة في البحيرة إلى جانب 20 جلسة يمكن للزوار الجلوس فيها لأخذ قسط من الراحة أو الأكل والشرب وتبادل الأحاديث وهي مجهزة بمقاعد وأرائك تتناسب والبيئة الصحراوية، وتم تجهيزها بمجموعة من المرافق الخدمية والترفيهية من أجل ضمان أقصى درجات الراحة والرفاهية مما جعلها من أفضل أماكن التنزه في دبي.
ويمكن لهواة النزهات البرية مشاهدة الغزلان وثعالب الصحراء والمها، وطيور بيضاء بأشكال مختلفة، وأخرى آيلة للانقراض، مثل الحبارى والصقور ذات المناقير المحدبة.
بحيرة القمر
على الصعيد ذاته، تتألق بحيرة القمر بشكلها الرائع وسط رمال الصحراء الذهبية، وهي تعد أحدث البحيرات في صحراء دبي، وتبدو على شكل هلال كما توجد حولها مجموعة من الأشجار تبدو بالتصوير الجوي كأنها نجوم محيطة بالهلال، وقد حظيت البحيرة باهتمام الكثير من الزوار والسياح، حتى باتت واحدة من أحدث المعالم المميزة في إمارة دبي.
وتقع بحيرة القمر وسط صحراء القدرة في دبي، وتعتبر جوهرة جديدة من جواهر صحراء دبي ملأى بالجمال الطبيعي والمشاهد الساحرة وسط الرمال الذهبية، وتتم زيارة البحيرة عبر سيارات الدفع الرباعي المجهزة.
أنشطة وفعاليات
ولا يقتصر جمال بحيرات القدرة والمنطقة المحيطة بها على تأمل التقاء الصحراء الذهبية بالبحيرات، وروعة الاسترخاء بين أحضان الحياة البرية وكنوزها الطبيعية، بل يتعداه إلى متعة الاندماج في مجموعة من الأنشطة والفعاليات الرياضية التي يمكن ممارستها من قبل هواة الرياضات في الهواء الطلق، حيث بإمكانهم الاستمتاع بمسار القدرة للدراجات والذي يقع بالقرب من «بحيرة الحب» ويصل طوله إلى 86 كيلومتراً عبر تضاريس رملية ويحظى بشعبية واسعة لدى الدراجين المحترفين والهواة حيث يستغرق إكماله من ساعة ونصف الساعة إلى 3 ساعات، فيما تم تجهيز المسار بمحطات استراحة ومقاعد ومساحات مظلّلة، إضافة إلى دورات مياه.
الصورةاهتمام متواصل
وتواصل إمارة دبي الاهتمام بالطرق المؤدية إلى بحيرات القدرة نظراً للإقبال الكبير من الزوار عليها، ففي منتصف عام 2022 افتتحت هيئة الطرق والمواصلات بدبي مشروع تطوير وتوسعة شارع سيح الدحل الذي يربط بين شارع سيح السلم ومجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، حيث تم تنفيذ طريق جديد بطول 11 كيلومتراً يتألف من مسارين بكل اتجاه وجزيرة وسطية و3 دوارات لتسهيل الحركة في جميع الاتجاهات وسيربط الطريق مع مداخل بحيرات القدرة.
ووصلت الطاقة الاستيعابية للطريق إلى 4000 مركبة في كل اتجاه بهدف استيعاب النمو المستمر في الأحجام المرورية وتسهيل وصول السكان والزوار إلى الواحات القائمة على جانبي الطريق والمناطق الصحراوية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات أجمل شتاء في العالم الإمارات إمارة دبي مجموعة من فی دبی
إقرأ أيضاً:
علماء يكتشفون بحيرة متجمدة تكشف أسرار الماضي وتعتبر ‘كبسولة زمنية!
شمسان بوست / متابعات:
اكتشف العلماء نظامًا بيئيًا فريدًا محفوظًا في بحيرة “إنيغما” المتجمدة في القارة القطبية الجنوبية، والتي تعتبر بمثابة كبسولة زمنية من ملايين السنين، حيث تحتوي البحيرة على خزان ضخم من المياه العذبة السائلة تحت أكثر من 9 أمتار من الجليد الصلب، نجت بفضلها كائنات ميكروبية فريدة.
وقال موقع ” sciencealert” إن العلماء يعتقدون أن هذا النظام البيئي موجود داخل هذه الفقاعة الجليدية منذ 14 مليون سنة، وهو الوقت الذي يُحتمل أن تكون البحيرة قد تجمدت فيه لأول مرة في نهاية فترة كانت الأرض فيها أكثر دفئا.
واستخدم فريق بحثي بقيادة علماء الأحياء الدقيقة والجيوفيزيائيين رادارًا مخترقًا للأرض لفحص تكوين البحيرة، واكتشفوا الفقاعة السائلة المخفية واستخرجوا عينات من الماء بداخلها، مع اتخاذ احتياطات خاصة لمنع تلوث هذا النظام البيئي المحمي.
ووصف الفريق البحثي تلك البحيرة بأنها تضم نظامًا بيئيًا ميكروبيًا متنوعًا للغاية، يُمثل بقايا حيوية قديمة نشأت من النظام البيئي الميكروبي للبحيرة قبل التجمد، كما اكتشف العلماء أن هذه الكائنات المختلفة تلعب أدوارًا مختلفة ضمن شبكة غذائية مائية بسيطة، من الإنتاج الأولي عبر التمثيل الضوئي إلى التكافل الخارجي والافتراس.
شملت الكائنات المكتشفة أنواعًا من البكتيريا الزائفة والبكتيريا الشعاوية والبكتيريا البكتيرية، وكشفت كاميرا دقيقة أن قاع البحيرة مغطى بحصائر ميكروبية متنوعة بيولوجيًا، تهيمن عليها البكتيريا الزرقاء المنتجة للأكسجين.
يذكر أنه في عام 2017، اكتشفت مجموعة مشتركة من العلماء من الولايات المتحدة وروسيا بكتيريا عمرها أكثر من 3 ملايين عام في مدينة ياقوتيا الروسية.
وتبين أن جزء من البكتريا المكتشفة لم تشبه أي من الأنواع الحديثة. وفقا لعالم الأحياء، أناتولي بروشكوف، فإن عواقب اتصال البكتيريا المكتشفة مع المحيط الحيوي الحديث لا يمكن التنبؤ بها، حيث يمكن أن تكون خطرة على البيئة المحيطة أو مفيدة.
وأوضح بروشكوف أن العلماء اكتشفوا أنه في طبقة من الجليد بارتفاع 60 مترا، التي شكلت قبل 3.5 مليون سنة، تعيش مجموعة واسعة من أنواع مختلفة من الكائنات الحية الدقيقة (أكثر من 100 نوع). كما يمكن لهذه الكائنات العيش في الماء والتربة، وجزء كبير منها غير معروف للعلم الحديث.