صحيفة عاجل:
2024-11-18@17:27:38 GMT

الحوكمة ومكافحة الفساد

تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT

لا يمكن لقطاع أن يزدهر دون أن تكون لهم حوكمة منضبطة تؤدي إلى زيادة توسع القطاع وزيادة رأس ماله البشري والمادي، وأكثر المستفيدين من هذه الحوكمة هي الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تطمح للنهوض ووضع بصمة لها في عالم التجارة المحلي والدولي ومكافحة الفساد والترهل الذي قد ينشئ نتيجة هذا التوسع المطرد.

وتشكل الحوكمة للشركات الصغيرة والمتوسطة دوراً لا يمكن التغافل عنه في تعزيز التنمية والاستقرار الاقتصادي، وتشكل عاملاً اساسياً للنجاح المستدام لهذه الشركات، وذلك لأن الحوكمة تشكل دورًا مهمًا لعدة اعتبارات لا يمكن حصرها منها على سبيل المثال لا الحصر تحسين الأداء المالي، فالحوكمة نظام متكامل للرقابة المالية والإدارية والذي عن طريقه يتم إدارة الشركة والرقابة عليها، وذلك لأن الحوكمة تقوم على أسس وقواعد كفيلة بالكشف عن حالات التلاعب والفساد وضمان الرقابة على الأداء وحق مسائلة الإدارة وتحقيق الشفافية والعدالة.

وللحوكمة نتائج واضحة ومن ذلك، جذب الاستثمارات فبطبيعة المستثمرين تكون ثقتهم أكبر في الشركات التي تتمتع بحوكمة قوية، حيث إن الحوكمة تزيد من فرص النجاح التي يتطلع لها المستثمرين في زيادة جذب رؤوس الأموال التي يُتطلع لها من قبل الشركات الصغيرة والمتوسطة والتي تعود على الشركة بالتطوير، كما تؤدي الحوكمة أيضًا إلى تحسين إدارة المخاطر وذلك لدورها المحوري في إدارة المخاطر ومساهمتها الفعالة في تحييد وتقييم الاخطار المحتملة وتطوير استراتيجيات للتعامل معها، هذا يقلل من تأثير المفاجآت غير المتوقعة ويحمي مصالح الشركات.

وتذهب الحوكمة لأبعد من ذلك فهي تزيد من تعزيز الثقة بين المنظمة وأصحاب المصلحة المختلفين من مشاركين، ومستثمرين، وعملاء وموظفين. وذلك لأن الشفافية والنزاهة تخلق بيئة صحية تعزز الثقة بين الأطراف المعنيّة، كما تعزز الابتكار والاستدامة وذلك للترابط الحاسم والمهم في تشكيل مستقبل المنظمات خصوصًا الصغيرة والمتوسطة منها، وذلك لأن الاستدامة تُعنى بالتشغيل الفعال لأنشطتها لتحقيق التوازن بين الربحية الاقتصادية للمنظمة والمسؤولية الاجتماعية وحماية البيئة، ومما يساهم في الاستدامة الفعالة الحوكمة القوية وهذا يثبت الترابط الذي أشرنا له سابقًا.

أخيرًا، رأس المال يقال عنه بأنه جبان لكن الحوكمة في عصر الرقمنة تعطي رأس المال وصاحبه ثقة حول كيفية المضي بالشركة والشراكة للشركات الصغيرة والمتوسطة على وجه التخصيص وقطاع الشركات والمنظمات عموماً وذلك لمساهمة الحوكمة في نمو الثقة لدى الكيانات والبيئة الاقتصادية بشكل ثابت ومستدام.

محامي ومستشار قانوني

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: مكافحة الفساد الحوكمة الصغیرة والمتوسطة وذلک لأن

إقرأ أيضاً:

خلال إحدى جلسات Cairo ICT 2024.. قادة التكنولوجيا يناقشون تعزيز الحوكمة الرقمية في التعليم العالي

 

أجمع المشاركون في جلسة "التحول الرقمي في التعليم العالي: تطوير الحوكمة وتعزيز الاستدامة" على أهمية دور أدوات تكنولوجيا المعلومات في إعادة هيكلة العملية التعليمية وفقًا للتطورات الرقمية العصرية، من خلال الشراكة بين القطاع الخاص والحكومة في ظل التحديات السيبرانية، مع مراعاة أهداف المنظومة التعليمية.


جاء ذلك خلال فعاليات النسخة الثامنة والعشرين من معرض ومؤتمر مصر الدولي للتكنولوجيا بالشرق الأوسط وإفريقيا "Cairo ICT 24"، المقام تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وذلك خلال الفترة من 17 إلى 20 نوفمبر 2024 في مركز مصر للمعارض الدولية، وبرعاية الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ويتم تنظيم الفعاليات بواسطة شركة "تريد فيرز إنترناشيونال" والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تحت شعار "The Next Wave"، حيث يتم استكشاف الموجة التالية من التقدم التكنولوجي وأحدث التقنيات والاتجاهات المستقبلية التي ستعيد تشكيل الصناعات والاقتصادات والمجتمعات، بحضور كبرى المؤسسات العالمية وقادة التكنولوجيا.

في البداية، أوضح مدير الجلسة الدكتور شريف كشك، مساعد وزير التعليم العالي لشؤون الحكومة الذكية، أن هناك سبعة مشروعات من كل عشرة مشروعات للتحول الرقمي في مصر تفشل بسبب ضعف التخطيط، مشددًا على دور التحول الرقمي في المساهمة بشكل كبير في تعزيز مبادئ الحوكمة من خلال تحسين الشفافية، وتسهيل الوصول إلى المعلومات للتحول إلى الدراسة الذكية، وتعزيز الكفاءة في عملية التعلم عن بُعد.
وضرب كشك مثالًا بمنصات التعلم عن بُعد، فضلًا عن تقديم الخدمات الحكومية مثل استخراج الأوراق الرسمية أو دفع الضرائب كنماذج للتحول الرقمي في الحوكمة، مشيرًا إلى أنها تساعد على المرونة في التعلم في مختلف الأوقات والأماكن، وتقليل هدر المال والجهد، ومنع الروتين، وتقليل فرص الفساد الإداري.
كشف الدكتور أحمد عبد الحافظ، نائب رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لشؤون الأمن السيبراني، أن مجال أمن المعلومات والتأمين السيبراني يبدأ بعد اعتماد التكنولوجيا، وتظهر المشكلة عندما نرغب في الانطلاق بسرعة، حيث تم تنفيذ مشاريع قومية كبيرة دون أخذ مشورة أمن المعلومات. وأكد عبد الحافظ أنه لا يمكن أن يقوم أي مشروع قومي حاليًا دون الالتزام بقواعد أمن المعلومات. ولذلك، قمنا بتغيير مصطلح "الوعي" ليعكس الحاجة إلى تغيير الثقافة العامة. وتابع: من الضروري متابعة مدى التزام الأفراد لتطبيق الحوكمة بشكل فعال، وليس مجرد التركيز على تكنولوجيا المعلومات.
وطالب عبد الحافظ بتعزيز ونشر الوعي الشامل حول ما يجب فعله في حالة حدوث هجمة سيبرانية، ويجب إجراء تجارب مع فريق الأمن السيبراني للتحضير لهذه السيناريوهات. 
وتوقع عبد الحافظ أن تحدث هجمات سيبرانية كبيرة كل عشرة سنوات، مثل الهجمات التي تعرضت لها شركة مايكروسوفت. ورأى أن المثلث الأساسي في الأمن السيبراني يتكون من الأفراد، والتكنولوجيا، والتحليلات،مؤكدا على أهمية تدريب الأفراد وتقديم خدمات ومنتجات مبتكرة بدلًا من الاعتماد فقط على البشر.
وأضاف عبد الحافظ أنه في الوقت الحالي، لم يعد الطلاب في الجامعات يتحدثون عن التكنولوجيا فقط، بل أصبحوا يهتمون بالجانب التجاري أيضًا، مما يتطلب منا تنمية هذه المهارات. ولفت إلى أن النقطة الأهم هي كيفية حماية الأعمال التجارية، حيث تظل معرضة للهجمات السيبرانية. 
ومضى عبد الحافظ بالقول إن قناعات القيادات بشأن الأمن السيبراني تعتبر واحدة من أهم التحديات التي تواجه استمرارية العمل، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بتغيير وجهات نظر المسؤولين حول هذا الموضوع. لذا، فإن ثقافة التعامل مع الأمن السيبراني يجب أن تكون جزءًا أساسيًا من سلوك الأفراد والمسؤولين.
من جانبه، أعلن ماجد محمود، نائب رئيس شركة "دل تكنولوجيز" في مصر ومدير عام مركز تميز الشركة، أنه على مدار 15 عامًا، أبرمت شركة "دل تكنولوجيز" شراكات ناجحة مع أكثر من 50 مؤسسة محلية ودولية بهدف تطوير التكنولوجيا ودعم التعليم ونقل الخبرات، حيث تنقسم جهود الشركة إلى ثلاثة محاور رئيسية.
وأوضح ماجد أن المحور الأول يتضمن دعم التكنولوجيا، حيث يشمل هذا المحور حماية المعلومات والبيانات، وتطوير المكتبات الإلكترونية والحصص الرقمية، وتوفير خدمات الواي فاي، وتعزيز الأنظمة التكنولوجية المستخدمة في المؤسسات التعليمية.
وأضاف ماجد أن المحور الثاني يعتمد على نقل الخبرات والتجارب، مبينًا أن الشركة تستمر في تبادل الخبرات بين الشركات والمؤسسات، بما يسهم في تعزيز الكفاءة وإثراء السوق المحلية.

وأشار ماجد إلى المحور الثالث الخاص بإدارة التكنولوجيا، مشددًا على أهمية التركيز على كيفية إدارة التكنولوجيا بشكل فعّال، حيث يتم التأكيد على أهمية التعاون بين المؤسسات العالمية والمؤسسات التعليمية لتحقيق نتائج ملموسة.
كما أشار إلى شراكة سابقة لشركة "دل تكنولوجيز" مع وزارة التعليم العالي لتعزيز هذا النهج، مع التركيز على أهمية حماية أمن المعلومات.
وقال ماجد محمود إن شركة "دل" تسعى أيضًا إلى البحث عن الكوادر المؤهلة من داخل المؤسسات التعليمية نفسها، معتمدة على تنمية مهارات التفكير لدى الطلاب. تؤكد الشركة أن النجاح يعتمد على عدة عوامل، منها القيادة الواضحة، وجود رؤية استراتيجية، والتواصل المستمر، والقدرة على التكيف مع التغيير.
وأوضح ماجد محمود أنه لضمان نجاح المشروعات، تشدد الشركة على أهمية التدريب، وجود معايير واضحة لقياس الأداء، والاستفادة من خبرات الجامعات الأخرى التي خاضت تجارب مماثلة. مؤكدًا على أن الشراكة والتعاون بين الأطراف المختلفة أمر حاسم، لأن تحقيق النجاح لا يمكن أن يكون مجهودًا فرديًا.
وقال الدكتور هيثم حمزة، أستاذ تكنولوجيا المعلومات بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي في جامعة القاهرة، إن الجامعات تواجه تحديات عديدة في عملية التغيير، حيث تتميز بطبيعتها بالبطء. مشيرًا إلى أن هذا التغيير يشمل أربعة جوانب رئيسية.
وأضاف حمزة أن الجانب الأول يتعلق بالمنظمة نفسها، حيث يلزم وجود تعليمات تتوافق مع التغييرات المطلوبة. مبينًا أن الجانب الثاني يتعلق بالتقنيات، إذ أن الأدوات المتاحة قد تكون موجودة، إلا أنه يجب أن يحدث تغيير في كيفية استخدامها.
ولفت حمزة إلى أن الجانب الثالث يتناول الشركاء، حيث يتعين عليهم فهم التقنية والتغييرات المرتبطة بها لضمان نجاح التحولات. أما الجانب الرابع فيتطرق إلى الإجراءات، ويتساءل عن مدى مساعدة إجراءات العمل في تسهيل التغيير.
وذكر حمزة أن عملية تغيير المؤسسات، وخاصة الجامعات، تعتبر من أخطر التحديات التي تحتاج إلى فهم عميق وتطوير مستمر، مشددًا أن مفهوم الاستمرارية يرتبط بمدى الإمكانيات المتاحة، ويتطلب استثمارات شاملة تشمل جميع الجوانب، وليس البشر فقط. 
ومن الضروري، حسب المتحدث، أن تواكب الجامعات احتياجات الأعمال والتغيرات السريعة في هذا السياق.

من جانبه، أشار المهندس عمرو محفوظ، رئيس شركة "دلتا للأنظمة الإلكترونية"، إلى أن هناك عدة عناصر أساسية لنجاح مشاريع التحول الرقمي في الحكومة وضمان استدامتها، مضيفًا أن الرؤية الواضحة للمشروع هي من أبرز هذه العناصر، حيث تحدد أهداف المشروع ومسارات تحقيقها.
وتابع محفوظ أنه يلي ذلك المهارات والكفاءات البشرية التي تضمن تنفيذ المشروع بكفاءة، مع توفير بنية تحتية تقنية متطورة تدعم الأنظمة الرقمية.
وصرح محفوظ بأن وجود تشريعات حاكمة يعد عنصرًا محوريًا لتنظيم العمل وضمان الامتثال، مطالبًا بتشكيل فرق لإدارة التغيير تكون مهمتها توضيح فوائد المشروع وضمان تقبل العاملين له، وذلك للتغلب على التحديات البيروقراطية داخل الجهات الحكومية.
واستعرض محفوظ خلال كلمته التحديات المادية والتوسع في الشراكات، حيث تشكل مسألة التمويل تحديًا رئيسيًا أمام استمرار هذه المشاريع، حيث قد يتوفر الدعم المالي خلال السنة الأولى فقط دون ضمان استمراره. 
في المقابل، يمكن للشركات تحقيق عوائد على الاستثمار في المشاريع الرقمية، وهو ما يمكن تطويره واستثماره لدعم الاستدامة. 
واختتم حديثه بالتأكيد على دور الحكومة في تعزيز التعاون مع القطاع الخاص في تنفيذ هذه المشاريع، حتى لو تطلب ذلك إجراء تعديلات تشريعية تسهم في تسهيل الشراكات وتحقيق الأهداف المرجوة.
انعقد المعرض برعاية كل من شركة "دل تكنولوجيز"، ومجموعة "إي فاينانس" للاستثمارات المالية والرقمية، والبنك التجاري الدولي CIB مصر، وشركة "هواوي"، وشركة "أورنچ مصر"، وشركة "مصر للطيران"، بالإضافة إلى رعاية "المصرية للاتصالات"، و"ماستر كارد"، وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا"، وشركة "فورتينت". 
كما تضم قائمة الرعاة كل من "إي آند إنتربرايز"، ومجموعة "بنية"، وشركة "خزنة"، وشركة "سايشيلد"، ومجموعة "شاكر"، وشركة "ICT Misr" و"IoT Misr"، و"نتورك إنترناشيونال"، و"Cassava Technologies"، و"إيجيبت تراست".

مقالات مشابهة

  • ما هي الأهداف التي يمكن لأوكرانيا ضربها في روسيا بعد قرار بايدن؟
  • ‏‎وزارة التخطيط تعقد ورشة عمل لدعم الحوكمة العامة والاقتصادية في مصر
  • العمل تشارك بورشة "المشروعات الصغيرة والمتوسطة أساس تقدم الأمم" بجامعة المنصورة
  • في 2024 .. 288 مليون جنيه لتمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر بقنا
  • اتحاد الصناعات: تعاون قطاع الأعمال ومؤسسات التصنيف الائتماني يمكن الشركات من الحصول على تمويلات
  • خلال إحدى جلسات Cairo ICT 2024.. قادة التكنولوجيا يناقشون تعزيز الحوكمة الرقمية في التعليم العالي
  • الصحة: فريق الحوكمة والمراجعة الداخلية يوصي بتشغيل جميع غرف العمليات الجراحية
  • لتمثيل لبنان في القمة العربية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.. بوشكيان إلى قطر
  • "الغرف السياحية": معاقبة الشركات التي تروج لبرامج بأسعار تقل عن التكلفة
  • مسؤولة أمريكية تزور الجزائر ومصر لتعزيز التعاون الإنساني ومكافحة الاتجار بالبشر