بحيرات القدرة في دبي.. وجهة سياحية فريدة للاستمتاع بأجمل شتاء بالعالم
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
أبوظبي-الوطن:
تُلهم أجواء الشتاء المعتدلة في دولة الإمارات خوض غمار تجربة وسط الصحراء، والاسترخاء بين رمالها الذهبية وتأمل لحظات غروب الشمس التي تمنح النفس السكينة والهدوء بين أحضان الطبيعة الخلابة.
وتعد بحيرات القدرة في دبي واحدة من أبرز الوجهات الصحراوية التي تأسر زوارها بمناظرها الطبيعية وروعة الحياة البرية التي تحتضنها من الطيور والغزلان البرية، وتتيح خياراً مثالياً لقضاء أجمل الأوقات، خصوصاً خلال حملة “أجمل شتاء في العالم”، التي تقدم باقة واسعة من الخيارات التي تنسجم مع اهتمامات وأذواق جميع الزوار والسياح، ليحتفظوا بصور وذكريات لا تنسى عن أرض الإمارات.
وعلى مسافة لا تزيد على 55 كيلومتراً من مركز مدينة دبي على طريق القدرة تقع بحيرات القدرة ضمن محمية المرموم الصحراوية، وتمثل مجموعة من البحيرات الاصطناعية المحاطة بصحراء سيح السلم، بالقرب من منتجع باب الشمس، حيث يمكن الوصول إليها بسهولة دون الحاجة لسيارات الدفع الرباعي، كما يمكن الدخول إلى منطقة بحيرات القدرة على مدار السنة مجاناً والاستمتاع بأجواء الصحراء والتأمل حول البحيرات المرسومة بدقة والتي تحمل دلالات فنية رائعة.
موطن الغزلان والطيور
وتحيط الكثبان الرملية بحيرات القدرة من كل الاتجاهات، كما تعتبر هذه البحيرات موطناً لمجموعة كبيرة ومتنوعة من الحيوانات مثل الغزلان لاسيما غزال الجبل وغزال نحيل القرون والمها العربي، وموطناً أيضاً للثعالب الصحراوية والصقور والحبارى والبط، وأكثر من 170 نوعاً من الطيور، مثل طائر العوسق الشائع والقطقاط الأحمر اللغد والمالك الحزين الرمادي وغيرها الكثير من أنواع الطيور الأخرى.
وفضلاً عن ذلك، تتميز منطقة بحيرات القدرة بكونها من أفضل أماكن التخييم في الإمارات، حيث تمثل الوجهة المثالية للعائلات والأصدقاء الراغبين في الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة.
وما يزيد من تفرد بحيرات القدرة قربها من “محمية المرموم” الصحراوية والتي تشكل موئلاً لعشرات الأنواع من الحيوانات والطيور البرية، وتمثل عنصر جذب آخر لهواة الحياة الفطرية الذين يجدون مبتغاهم من الاقتراب من مجموعة كبيرة ومتنوعة من الحيوانات.
بحيرة الحب
وتعد بحيرة الحب واحدة من أبرز البحيرات التي تم استحداثها ضمن بحيرات القدرة، وتتميز بالمناظر الجميلة والتصاميم الرائعة التي تخطف الأنفاس، وقد أنشئت بحيرة الحب في قلب الصحراء القريبة من استراحة المرموم كي تكون رمزاً حضارياً وإنسانياً ماثلاً للعيان يعكس القيم الأصيلة لقيادة وشعب الإمارات والمتمثلة بالمحبة والتسامح والتعايش بين مختلف الثقافات على أرض الإمارات وفي رحاب الصحراء العربية التي ترمز للصبر والعطاء والشهامة والكرم.
وتتألف بحيرة الحب من بحيرتين متداخلتين تحتويان على مياه عذبة محفورتين على شكل قلبين مع كلمة “حب” باللغة الإنجليزية “Love” مزخرفة على طول البحيرة، وتصل مساحة البحيرة إلى 550 ألف متر مربع وتضم 16 ألف شجرة زيتون وسدر وسمر وغاف ونحو 800 ألف شجيرة متنوعة و3 مماشي مجموع أطوالها نحو 7 كيلومترات، كما تضم البحيرة مواقف مجهزة ومفتوحة لنحو 500 سيارة.
كما يمكن للزوار المحليين والسياح من خارج الدولة التنزه والاسترخاء في الأماكن المخصصة للاستراحة في البحيرة إلى جانب 20 جلسة يمكن للزوار الجلوس فيها لأخذ قسط من الراحة أو الأكل والشرب وتبادل الأحاديث وهي مجهزة بمقاعد وأرائك تتناسب والبيئة الصحراوية، وتم تجهيزها بمجموعة من المرافق الخدمية والترفيهية من أجل ضمان أقصى درجات الراحة والرفاهية مما جعلها من أفضل أماكن التنزه في دبي.
ويمكن لهواة النزهات البرية مشاهدة الغزلان وثعالب الصحراء والمها، وطيور بيضاء بأشكال مختلفة، وأخرى آيلة للانقراض، مثل الحبارى والصقور ذات المناقير المحدبة.
بحيرة القمر
على الصعيد ذاته، تتألق بحيرة القمر بشكلها الرائع وسط رمال الصحراء الذهبية، وهي تعد أحدث البحيرات في صحراء دبي، وتبدو على شكل هلال كما توجد حولها مجموعة من الأشجار تبدو بالتصوير الجوي كأنها نجوم محيطة بالهلال، وقد حظيت البحيرة باهتمام الكثير من الزوار والسياح، حتى باتت واحدة من أحدث المعالم المميزة في إمارة دبي.
وتقع بحيرة القمر وسط صحراء القدرة في دبي، وتعتبر جوهرة جديدة من جواهر صحراء دبي مليئة بالجمال الطبيعي والمشاهد الساحرة وسط الرمال الذهبية، وتتم زيارة البحيرة عبر سيارات الدفع الرباعي المجهزة.
أنشطة وفعاليات
ولا يقتصر جمال بحيرات القدرة والمنطقة المحيطة بها على تأمل التقاء الصحراء الذهبية بالبحيرات، وروعة الاسترخاء بين أحضان الحياة البرية وكنوزها الطبيعية، بل يتعداه إلى متعة الاندماج في مجموعة من الأنشطة والفعاليات الرياضية التي يمكن ممارستها من قبل هواة الرياضات في الهواء الطلق، حيث بإمكانهم الاستمتاع بمسار القدرة للدراجات والذي يقع بالقرب من “بحيرة الحب” ويصل طوله إلى 86 كيلومتراً عبر تضاريس رملية ويحظى بشعبية واسعة لدى الدراجين المحترفين والهواة حيث يستغرق إكماله من ساعة ونصف إلى 3 ساعات، فيما تم تجهيز المسار بمحطات استراحة ومقاعد ومساحات مظلّلة، إضافة إلى دورات مياه.
اهتمام متواصل
وتواصل إمارة دبي الاهتمام بالطرق المؤدية إلى بحيرات القدرة نظراً للإقبال الكبير من الزوار عليها، ففي منتصف عام 2022 افتتحت هيئة الطرق والمواصلات بدبي مشروع تطوير وتوسعة شارع سيح الدحل الذي يربط بين شارع سيح السلم ومجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، حيث تم تنفيذ طريق جديد بطول 11 كيلومتراً يتألف من مسارين بكل اتجاه وجزيرة وسطية و3 دوارات لتسهيل الحركة في جميع الاتجاهات وسيربط الطريق مع مداخل بحيرات القدرة.
ووصلت الطاقة الاستيعابية للطريق إلى 4000 مركبة في كل اتجاه بهدف استيعاب النمو المستمر في الأحجام المرورية وتسهيل وصول السكان والزوار إلى الواحات القائمة على جانبي الطريق والمناطق الصحراوية.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
"آيرينا" تناقش مضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة
انطلقت، اليوم الأحد، في أبوظبي، اجتماعات الدورة الـ15 للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، تحت شعار "تسريع التحول نحو الطاقة المتجددة – المضي قدماً"، لتكون أولى الفعاليات الدولية لقطاع الطاقة هذا العام.
وتجمع الدورة على مدار يومين كوكبةً من الوزراء والمندوبين رفيعي المستوى من الدول الـ170 الأعضاء في الوكالة، بالإضافة إلى الأكاديميين وممثلي المصارف التنموية والمسؤولين التنفيذيين والشباب، وذلك بهدف تعزيز التعاون عبر القطاعات لدعم تحول قطاع الطاقة.وتركز المناقشات الرئيسية على مضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة 3 مرات بحلول 2030، وتعزيز الطموحات في الجولة الثالثة من المساهمات المحددة وطنياً، ودعم التحولات في الاقتصادات الناشئة، وسبل توظيف التدفقات المالية في الدول النامية.
وقالت الدكتورة آمنة الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، إن "الإمارات استضافت على مدار 15 عاماً مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”، وقدّمت منصة عالمية للحوار والتعاون الضروريين لتحقيق تحول الطاقة بوتيرة أسرع وعلى أوسع نطاق".
وأضافت أن "الإمارات كدولة رائدة تقود هذا التحول، تحرص على دورها كنموذج عالمي يحتذى به عبر الاستثمار في ابتكارات الطاقة المتجددة، وتطوير تكنولوجيا الشبكات الأكثر ذكاءً، ودعم الحلول المطلوبة لمعالجة أزمة المناخ وتخطيها"، مشيرة إلى أن الدورة الحالية من الاجتماعات تعد فرصة جديدة لتأكيد أهمية التعاون الدولي في تشكيل مستقبل مستدام مرن، فيما تظل دولة الإمارات شريكاً ثابتاً داعماً لأمن واستدامة الطاقة حول العالم.
وأكدت الضحاك في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام”، أن "الإمارات تعمل بشكل مكثف مع كافة الدول الأطراف لضمان تطبيق متطلبات مضاعفة الطاقة المتجددة ثلاث مرات ومضاعفة استهلاك الطاقة ضعفين بحلول عام 2030 موضحة بأن كلا المخرجين يندرجان ضمن اتفاق الإمارات التاريخي في مؤتمر الأطراف COP28، حيث تعمل الإمارات مع كل من أذربيجان، والبرازيل، لضمان تحول أنضمة الطاقة بشكل عادل ومنصف وتوفير الطاقة المتجددة والنظيفة لمختلف الشعوب في جميع أنحاء العالم".