الاعتداء على رجال الدين المسيحيين في القدس يعود إلى الواجهة
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
القدس المحتلة- لم يكن الاعتداء على رجل الدين المسيحي داخل البلدة القديمة في القدس أمس السبت مفاجئا، لكنه لم يكن مقبولا ولم يمر مرور الكرام.
فقد دفعت الحادثة باللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين ووزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إلى إصدار بياني استنكار للحادثة، كما نشرت الشرطة الإسرائيلية خبرا مفاده أنها ألقت القبض على قاصرين اعتديا على رجل الدين بالسب والبصق.
وبينما كان رئيس الآباء البندكتين ورئيس دير رقاد العذراء مريم الألماني "نيكوديمس سكنابل" يسير في أزقة البلدة القديمة بالقدس، اعترض طريقه مستوطنان وبصقا عليه ثم نعتاه والسيد عيسى عليه السلام بألفاظ نابية وحاولا الاعتداء عليه جسديا.
ورد رجل الدين على الاعتداء بمحاولة التقاط صور لهما والقول لأحدهما "أنت تلمسني ولا يحق لك القيام بذلك"، مضيفا أن الشرطة الإسرائيلية تطلب دائما صورا للتعرف على المعتدين، وهذا ما حاول فعله، كما يظهر مقطع فيديو متداول بكثرة على شبكات التواصل الاجتماعي.
وفي بيانها قالت الشرطة إنه "تم توقيف القاصرين وإخضاعهما للإقامة الجبرية"، مما يعني أنه أُفرج عنهما بعد التحقيق معهما لساعات.
اعتدى أمس السبت مستوطنان على رجل دين مسيحي أثناء سيره في البلدة القديمة في #القدس المحتلة بالبصق والشتم بألفاظ جارحة.
وتكررت اعتداءات المستوطنين على رجال الدين المسيحيين، وكذلك على دور العبادة، والبصق على أبوابها، كما حدث قبل أشهر عند أعتاب كنيسة "حبس المسيح" في البلدة القديمة… pic.twitter.com/8RRoof46Ch
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) February 4, 2024
كراهية وضغطالأرشمندريت عبد الله يوليو -الرئيس السابق لدير الروم الملكيين الكاثوليك في رام الله- وصف الاعتداء بـ "الخطير جدا"، وقال إن رجال الدين المسيحيين هم مسؤولون ويؤدون مهام رسمية، ويقيمون في القدس بموجب إقامات تمنحها إسرائيل لهم "وتكرار هذه الاعتداءات لا ينم سوى عن كراهية دينية ورفض للآخر".
وأضاف يوليو في حديثه للجزيرة نت أن الحرب على غزة كشفت ما في قلوب هؤلاء الذين يحتلون القدس من كراهية.
وحول دور المرجعيات الدينية المسيحية ورؤساء الكنائس تجاه هذه الاعتداءات، أكد يوليو أن صوت هذه المرجعيات ضعيف، وأن الكثير من الأشخاص يعيشون الخوف من عدم الاعتراف بوجودهم أو إلغاء إقامتهم في البلاد والتضييق عليهم أثناء السفر، وبهذه الإجراءات يتم الضغط عليهم وإسكاتهم باستمرار.
وعند سؤاله عما إذا كانت الاعتداءات على رجال الدين المسيحيين الأجانب في القدس قد تدفعهم لمغادرة الخدمة في الأرض المقدسة، أجاب يوليو: إن لم يكن لدى رجال الدين انتماء لهذه الأرض ولهذا الشعب، فإنه ليس من السهل عليهم البقاء في هذه البلاد.
وختم الأرشمندريت يوليو حديثه بالقول إن إسرائيل لا تريد رؤية هؤلاء الأشخاص في البلاد "لأنهم يعتبرون شهود عيان على ما يجري، واعتداءات المستوطنين المتكررة عليهم تندرج في إطار الضغط عليهم لمغادرة فلسطين".
عنف طائفي وعنصري
من جهته، قال مسؤول المناصرة في مكتب مجلس الكنائس العالمي بالقدس جورج سحّار للجزيرة نت، إن المجلس أثار قضية الاعتداءات على رجال الدين المسيحيين عدة مرات، وأخذ موقفا ضد هذه الاعتداءات بالتأكيد على أن السلطة المحتلة في القدس تقع على عاتقها مسؤولية توفير الحماية والكرامة بعدالة لكل الأديان.
وأكد سحّار أن المكتب في القدس يضع جميع كنائس العالم في صورة الاعتداءات المتكررة، ويطالبها بالتدخل لضمان حرية العبادة في المدينة، لأن الاعتداءات تمس بجوهر القدس كمدينة مقدسة ومكان آمن.
وفي بيان وصل إلى الجزيرة نت، قالت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، على لسان رئيسها رمزي خوري إن الحاجة "ملحة لتدخل فوري وعاجل من قبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن لوضع حد للجرائم الفاشية الإسرائيلية".
وناشد خوري كنائس العالم "للضغط على حكوماتها لوضع حد لوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة، ووقف كافة أشكال العنف الطائفي والعنصري التي ينفذها قطعان المستوطنين بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته".
وجاء في البيان أن الاعتداء الأخير على رجل الدين المسيحي ينضاف إلى 9 اعتداءات نفذها المتطرفون في القدس بحق الكنائس وممتلكاتها ورجال الدين المسيحيين خلال عام 2023 المنصرم.
كما أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية -في بيان وصل إلى الجزيرة نت- الاعتداء الذي وصفته "بالاستفزازي والاستعلائي والاستعماري والعنصري الذي يعكس ثقافة الكراهية والحقد وإنكار وجود الآخر".
شهود عيان: تعرض رئيس الرهبان البندكتان في الأرض المقدسة الأب نيقوديموس شنابل، لحادثة اعتداء و «بصق» من قبل مستعمر، في حين قام آخر بشتم المسيح عيسى عليه السلام، بألفاظ نابية.
ويتعرض الرهبان في القدس، لاعتداءات متواصلة في السنوات الأخيرة من قبل المستعمرين المتطرفين، حيث أظهرت…
— جريدة القدس (@alqudsnewspaper) February 4, 2024
تعبئة وتحريضوأضافت الوزارة أن الاعتداء يعكس حجم التحريض والتعبئة العنصرية التي تتلقاها عناصر المنظمات والجمعيات الاستيطانية المتطرفة، سواء من خلال المدارس الدينية أو فتاوى الحاخامات المتطرفين، والحملات والمواقف التحريضية المعلنة من وزراء في الحكومة الإسرائيلية أمثال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بستلئيل سموتريتش وغيرهما من المستوى الإسرائيلي الرسمي.
ورأت الوزارة أن "شعور مليشيات المستوطنين بالحماية السياسية والقانونية يشجعهم على التمادي في زرع بذور الكراهية وإشعال الحرائق في ساحة الصراع وممارسة أبشع الجرائم والاعتداءات الاستفزازية ضد المواطنين الفلسطينيين وأتباع الديانات الأخرى".
يذكر أن المنطلق الديني الذي يدفع بالمستوطنين للاعتداء على الكنائس ورجال الدين المسيحيين هو أن العقيدة اليهودية تعتبر المسيحيين "عبدة أوثان" وتنبذ الديانة المسيحية لأنها "وثنية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: البلدة القدیمة رجل الدین فی القدس على رجل
إقرأ أيضاً:
من يوليو 2023 إلى مارس 2025.. انتهت الرحلة يا بينتو
أبوظبي (أ ف ب)
أقال اتحاد الكرة مدربه البرتغالي باولو بينتو، غداة فوزه الصعب على كوريا الشمالية 2-1 في الجولة الثامنة من الدور الثالث للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 لكرة القدم، وجاء القرار بعد تراجع حظوظ الإمارات في التأهل المباشر للحدث الكبير، للمرة الثانية في تاريخها بعد 1990 في إيطاليا.
وتحتل الإمارات المركز الثالث في المجموعة الأولى برصيد 13 نقطة، وبفارق 7 نقاط عن إيران المتصدر وأول المتأهلين عن المجموعة، و4 نقاط عن أوزبكستان الوصيفة.
ويتأهل أول منتخبين من كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم، في حين يحدد المقعدان المباشرات المتبقية لقارة آسيا عبر الدور الرابع في ملحق قاري، فيما سيكون هناك فرصة لمقعد إضافي من خلال دور خامس في ملحق العالمي.
وقال اتحاد الكرة في بيان مقتضب: «قرر الاتحاد إقالة مدرب منتخبنا الوطني الأول البرتغالي باولو بينتو وجهازه الفني المساعد من مهام تدريب المنتخب»، دون الإعلان عن اسم البديل الذي سيقود «الأبيض» في المرحلتين الأخيرتين من الدور الثالث أمام أوزبكستان في 5 يونيو وقيرغيزستان في 10 منه.
وكان بينتو (55 عاماً) قد عين في منصبه في يوليو 2023 وحمله الشارع الرياضي مسؤولية النتائج المتذبذبة في تصفيات مونديال 2026، وبينها الخسارة أمام إيران 0-2 في طهران الخميس الماضي، والانتظار الثلاثاء حتى الدقيقة الثامنة من الوقت المحتسب بدل ضائع للفوز على كوريا الشمالية متذيلة المجموعة الأولى 2-1.
ولم تكن الإقالة السريعة لبينتو، بعد 8 ساعات من انتهاء مباراة الإمارات وكوريا الشمالية، مفاجئة، ولاسيما أن الانتقادات طالت المدرب السابق لكوريا الجنوبية في مونديال 2022 في قطر، منذ وداع كأس الخليج 2024 في الكويت من الدور الأول بعد تعادلين وخسارة.
ورأى محللون أن بينتو توفرت له مقومات نجاح لم تتوفر لغيره من المدربين على الأقل في السنوات الأخيرة، وقال علي حميد، المعلق السابق والمحلل الفني الحالي في قناة «الشارقة الرياضية»: «منتخب الإمارات بهذه العناصر الموجودة يجب أن تتحدى به أي منتخب في آسيا، ويجب أن تحصد لقب كأس الخليج، لكن بينتو لم يحسن توظيف اللاعبين الجدد، حتى أنه يتجاهل بعضهم في تشكيلته».
وأبقى بينتو، مدرب منتخب البرتغال بين 2010 و2014، على فابيو ليما مهاجم الوصل في مقاعد الاحتياط خلال مباراة إيران، رغم أنه هداف «الأبيض» في التصفيات (8)، كما دفع بلاعبين في المقدمة (حارب عبدالله ويحيى الغساني وعبدالله رمضان) لم يشاركوا مع أنديتهم إلا نادراً هذا الموسم لأسباب فنية أو للإصابات.
وعاد بينتو أمام كويا الشمالية ليجري تغييراً شاملاً في خط الهجوم بالدفع بالرباعي البرازيلي الأصل ليما وكايو لوكاس وجوناتاس ولوان بيريرا، في حين أشرك الجناح حارب عبدالله في مركز الظهير الأيسر.
وبرر المدرب البرتغالي تراجع النتائج وعم الاستقرار في التشكيلة بأن «اللاعبين الجدد بحاجة إلى وقت لتقديم الإضافة المطلوبة».
وتابع في المؤتمر الصحفي بعد الفوز على كوريا الشمالية: «في ظل ازدحام جدول منافسات الموسم لا يوجد أي فرصة لخوض مباراة ودية»، مؤكداً: «حققنا الأهم وهو الفوز، بغض النظر عن نوعية الأداء، لأن فرصتنا في التأهل ما زالت قوية».
لكن سبيت خاطر اللاعب الدولي السابق من 1999 حتى 2011، أكد أن «بينتو لم يقدم ما يستحق عليه البقاء في منصبه، وأي مدرب آخر سيأتي مكانه سيقدم أفضل منه».
واعتبر أن «الإمارات لم تفقد حظوظها تماماً في التأهل المباشر إلى كأس العالم، وكل ما تحتاج إليه هو تحسين الوضع وإجراء بعض التعديلات الفنية البسيطة».
وكتب المعلق علي سعيد الكعبي، عبر منصة «إكس»: «إقالة بينتو قرار يخدم المرحلة المهمة القادمة لكرة الإمارات في مشوار التصفيات، كونه المدرب الذي لم نشهد معه منذ عامين بصمة فنية تذكر».