يمن مونيتور/ مأرب/ ترجمة خاصة:

يحظى موقف الحوثيين الداعم لفلسطين بالتقدير من قِبل الوطن العربي وتزايد الشعبية محلياً، وتتعهد باستمرار الهجمات حتى يوقف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي المستمر على السكان المحاصرين.

وقال غريغوري برو، المحلل في مجموعة أوراسيا، لقناة الجزيرة الانجليزية: “لن يتوقف الحوثيون عما يفعلونه حتى ينتهي الهجوم الإسرائيلي على غزة”.

 

ترسيخ وجودهم الداخلي

ولا تزال جماعة الحوثيين، التي استولت على العاصمة صنعاء في عام 2014، تواجه حكومة يمنية معترف بها دولياً ويمثلها مجلس قيادة رئاسي يضم قوات مدعومة من السعودية والإمارات.

محليًا، يعتقد المحللون أن الحوثيين يضعون أعينهم على استكمال سيطرتهم على موقع استراتيجي يمكن أن يوسع نفوذهم بشكل كبير في اليمن ويعزز طموحاتهم كلاعب إقليمي: مأرب.

وتقع مأرب، وهي منطقة غنية بالموارد الطبيعية، وخاصة النفط والغاز، على بعد حوالي ساعتين شرق صنعاء وقريبة استراتيجيًا من المناطق الأخرى المنتجة للنفط التي تسيطر عليها الميليشيات المدعومة من الإمارات والتي تعارض الحوثيين.

وفي الأسابيع الأخيرة، شاهد المحللون اليمنيون تقارير عن قيام الحوثيين بتعزيز وجودهم للقوات بالقرب من مأرب، على الرغم من صعوبة تحديد مدى وجودهم، كما استمرت الاشتباكات الأصغر حجمًا في المنطقة.

والأسبوع الماضي سير الحوثيون عشرات المقاتلين نصرة لفلسطين من البيضاء إلى محافظة مأرب!

وقال المحلل المتخصص في الشؤون اليمنية نيك برومفيلد لقناة الجزيرة الإنجليزية إن مأرب هي “واحدة من أهم النقاط الاستراتيجية في اليمن”.

وأضاف: “إذا كان الحوثيون يحاولون حقًا الاستيلاء عليها… فإن السيطرة على مأرب لن يضعهم في موقف جيد فحسب، بل يستطيعون من خلالها السيطرة على شبوة، وتقسيم جنوب اليمن إلى قسمين“.

اقرأ/ي أيضاً.. وسط فوضى البحر الأحمر.. الحوثيون يصعدون هجماتهم على مأرب “خط أحمر لا يمكن السماح للحوثيين بتجاوزه”

وقال فوزي الجويدي، الزميل الزائر في مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمية، لقناة الجزيرة الانجليزية إن “جبهة مأرب هي إحدى الجبهات التي تشتعل بين الحين والآخر منذ إعلان الهدنة الأممية في أبريل 2022”.

ويسيطر الحوثيون بالفعل على نحو 12 مديرية من أصل 14 في محافظة مأرب. لكن أهم منطقتين، الوادي ومدينة مأرب، يخضعان لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً. وقال محللون إن الوادي، على وجه الخصوص، يحتوي على حقل نفط مهم يريد الحوثيون السيطرة عليه.

وقالت هانا بورتر، المحللة اليمنية المستقلة، لقناة الجزيرة الانجليزية: “إن الحوثيين حريصين، إن لم يكونوا عازمين، على الاستيلاء على موارد وعائدات مأرب النفطية”. “إذا استولى الحوثيون على مأرب، فسيسيطرون فعليًا على كل منطقة مهمة في شمال اليمن وسيصبحون أكثر قوة اقتصاديًا”.

ومن غير الواضح ما إذا كان الحوثيون يخططون لهجوم آخر على مأرب. لقد حاولوا السيطرة على مأرب مرارا وتكرارا في السنوات الأخيرة، ولكن تم صد كل محاولة مع خسائر كبيرة لقوات الحوثيين.

وقالت بورتر: “يُنظر إلى مأرب على أنها خط أحمر لا يمكن السماح للحوثيين بتجاوزه”.

لن يؤدي الاستيلاء على مأرب إلى توسيع القدرات الاقتصادية للحوثيين فحسب، بل سيوجه ضربة قاصمة للحكومة المعترف بها دولياً.

وقال ريمان الحمداني، الباحث اليمني في مجموعة ARK: “إذا نجح الحوثيون في الاستيلاء على مأرب بالكامل، فإن ذلك سيقلص وجود الحكومة المعترف بها دولياً إلى مناطق صغيرة فقط، وهي تعز ووادي حضرموت”. .

وأضافت: “سيؤدي هذا أيضًا إلى تآكل مصداقية الحكومة المعترف بها دوليًا، مما سيؤثر سلبًا على موقفها التفاوضي وكذلك دعمها المحلي”.

وينخرط الحوثيون والمملكة العربية السعودية حاليًا في محادثات لوقف إطلاق النار بعد حرب أهلية طاحنة استمرت قرابة عقد من الزمن. ويبدو أن كلاهما ملتزمان بالتوصل إلى اتفاق، حيث يقول المحللون إن تصرفات الحوثيين في البحر الأحمر وفي الداخل هي جزء من استراتيجية للتفاوض على شروط أفضل.

وفي الأشهر الأخيرة، استفاد الحوثيون من حملات التجنيد واسعة النطاق بفضل شعبية هجماتهم على السفن التي يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل.

قال المحللون إنه من غير الواضح ما إذا كانت الغارات الجوية الأمريكية الانتقامية أو الهجمات على السفن الحربية الأمريكية والبريطانية قد أدت إلى زيادة الدعم للحوثيين، لكن الجماعة استمرت في حشد حشود – بالملايين، كما يزعمون – في مسيرات يوم الجمعة. وانضم العديد من هؤلاء المجندين لمحاربة إسرائيل، لكن يمكن للحوثيين استخدامهم لدعم قواتهم المنتشرة في اليمن.

اقرأ/ي أيضاً.. حصري- الإمارات تعرض قاعدتها العسكرية في سقطرى على الولايات المتحدة.. والحوثيون يدرسون مهاجمتها تصاعد المعارك

وفي الوقت نفسه، سئم السعوديون من المواجهة العسكرية مع الحوثيين بعد دخولهم الحرب الأهلية اليمنية إلى جانب الحكومة المعترف بها دوليا في عام 2015. وفي الوقت الحالي، يبدو السعوديون ملتزمين بمفاوضات وقف إطلاق النار مع الحوثيين منذ إعلان الهدنة في أبريل 2022. .

وقال الجويدي إن “السعودية عازمة على تحقيق الهدوء ووقف إطلاق النار في اليمن، لكن أحداث طوفان الأقصى وحرب غزة أخرت عملية التوقيع”.

وبينما يتصاعد التوتر حول هجوم محتمل في مأرب، ظلت هجمات البحر الأحمر هي نقطة التركيز الدولية.

أعلنت قوات الحوثيين يوم الأربعاء أنها أطلقت عدة صواريخ على المدمرة الأمريكية يو إس إس غريلي، وأنها ستواصل مهاجمة السفن الحربية الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر حتى انتهاء الحرب الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة على غزة.

وشنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة سلسلة من الغارات الجوية على أهداف للحوثيين في يناير/كانون الثاني، لكن محاولات الردع لم يكن لها تأثير يذكر مع استمرار الحوثيين في تعطيل حركة الشحن التي تمر عبر البحر الأحمر والتي يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل.

وقال الجويدي إن “معظم الأهداف التي ضربتها الغارات الأمريكية هي أهداف تعرضت للقصف مراراً وتكراراً على مدار سنوات الحرب، لذا فهي غير مجدية عسكرياً”.

وأضاف: “قد تكون الفائدة الوحيدة [بالنسبة للولايات المتحدة] هي أن بعض الغارات أوقفت، أو دعنا نقول، خففت بعض الهجمات الباليستية التي تشنها جماعة الحوثي على السفن، حيث تم قصف منصات الصواريخ الباليستية قبل إطلاقها”.

وقال الجويدي: “كما تقول وزارة الدفاع الأمريكية، فإن بقية الغارات ليس لها أي تأثير على الأرض”. “إذا صعدت أمريكا هجماتها، فقد تستأنف حرب اليمن من الصفر”.

المصدر الرئيس

Do Yemen’s Houthis have their eye on Marib?

 

 

 

يمن مونيتور4 فبراير، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام اجتماع قبلي موسع في مأرب لتعزيز "الوفاق الوطني" مقالات ذات صلة اجتماع قبلي موسع في مأرب لتعزيز “الوفاق الوطني” 4 فبراير، 2024 “حماس”: القصف الأمريكي على اليمن سيجر المنطقة لمزيد من الاضطراب 4 فبراير، 2024 إيران تحذر الولايات المتحدة من مهاجمة سفينة (مخابرات) في البحر الأحمر 4 فبراير، 2024 “القسام” تعلن تدمير 43 آلية وقتل 15 جنديا إسرائيليا خلال أيام 4 فبراير، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية تحصينات واستحداثات جديدة للحوثيين شمالي تعز 4 فبراير، 2024 الأخبار الرئيسية باستخدام زخم “حرب غزة”.. هل يضع الحوثيون في اليمن أعينهم على مأرب؟ 4 فبراير، 2024 “حماس”: القصف الأمريكي على اليمن سيجر المنطقة لمزيد من الاضطراب 4 فبراير، 2024 إيران تحذر الولايات المتحدة من مهاجمة سفينة (مخابرات) في البحر الأحمر 4 فبراير، 2024 تحصينات واستحداثات جديدة للحوثيين شمالي تعز 4 فبراير، 2024 مع تصاعد الضربات الجوية ضد الحوثيين.. لقاءات مكثفة لمسؤولين أمريكيين وبريطانيين بالرئيس اليمني 4 فبراير، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 اخترنا لكم اجتماع قبلي موسع في مأرب لتعزيز “الوفاق الوطني” 4 فبراير، 2024 “حماس”: القصف الأمريكي على اليمن سيجر المنطقة لمزيد من الاضطراب 4 فبراير، 2024 إيران تحذر الولايات المتحدة من مهاجمة سفينة (مخابرات) في البحر الأحمر 4 فبراير، 2024 تحصينات واستحداثات جديدة للحوثيين شمالي تعز 4 فبراير، 2024 مع تصاعد الضربات الجوية ضد الحوثيين.. لقاءات مكثفة لمسؤولين أمريكيين وبريطانيين بالرئيس اليمني 4 فبراير، 2024 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 17 ℃ 17º - 16º 59% 0.77 كيلومتر/ساعة 17℃ الأحد 22℃ الأثنين 22℃ الثلاثاء 21℃ الأربعاء 19℃ الخميس تصفح إيضاً باستخدام زخم “حرب غزة”.. هل يضع الحوثيون في اليمن أعينهم على مأرب؟ 4 فبراير، 2024 اجتماع قبلي موسع في مأرب لتعزيز “الوفاق الوطني” 4 فبراير، 2024 الأقسام أخبار محلية 25٬663 غير مصنف 24٬149 الأخبار الرئيسية 12٬738 اخترنا لكم 6٬706 عربي ودولي 6٬090 رياضة 2٬118 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬010 كتابات خاصة 2٬008 منوعات 1٬839 مجتمع 1٬760 تراجم وتحليلات 1٬528 تقارير 1٬461 صحافة 1٬456 آراء ومواقف 1٬418 ميديا 1٬257 حقوق وحريات 1٬223 فكر وثقافة 846 تفاعل 762 فنون 461 الأرصاد 183 بورتريه 62 أخبار محلية 45 كاريكاتير 27 صورة وخبر 23 اخترنا لكم 7 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 أكثر المقالات تعليقاً 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 19 يوليو، 2022 تامر حسني يثير جدل المصريين وسخرية اليمنيين.. هل توجد دور سينما في اليمن! 27 سبتمبر، 2023 “الحوثي” يستفرد بالسلطة كليا في صنعاء ويعلن عن تغييرات لا تشمل شركائه من المؤتمر 27 سبتمبر، 2023 وفاة رجل الأعمال اليمني محمد حسن الكبوس 15 ديسمبر، 2021 الأمم المتحدة: نشعر بخيبة أمل إزاء استمرا الحوثي في اعتقال اثنين من موظفينا أخر التعليقات Fathi Ali Alfaqeeh

الهند عندها قوة نووية ماهي كبسة ولا برياني ولا سلته...

راي ااخر

ما بقى على الخم غير ممعوط الذنب ... لاي مكانه وصلنا يا عرب و...

رانيا محمد

عملية عسكري او سياسية اتمنى مراجعة النص الاول...

الصفحة العربية

انا لله وانا اليه راجعون ربنا يتقبله ويرحمه...

رانيا محمد

ان عملية الاحتقان الشعبي و القبلي الذين ينتمون اغلبيتهم الى...

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الحکومة المعترف بها المعترف بها دولیا الولایات المتحدة فی البحر الأحمر الوفاق الوطنی لقناة الجزیرة جماعة الحوثی الحوثیین فی الحوثیون فی أعینهم على فی الیمن على مأرب حرب غزة

إقرأ أيضاً:

اليمن يصعِّد في “يافا” ويرفع الجهوزية لأي تصعيد

يمانيون../
في قلب المأساة الفلسطينية في غزة حيث تتراكم الأوجاع فوق جراح لم تندمل، يتضح مدى تواطؤ العالم في شرعنة وحشية العدو الإسرائيلي، الذي يعيث فساداً في الأرواح والممتلكات دون أدنى مراعاة للإنسانية. فبين صرخات الأطفال النائمين وأمهاتٍ يحتضن أطفالهن الرضع، يشير الواقع المأساوي إلى حقيقة مؤلمة: الموت هنا لا يميز بين براءة الطفولة وحب الأم. الأحياء يجتمعون على الهرب من صواريخ المحتل، ليجدوا أنفسهم في مواجهة قذائف جديدة في العراء، لتبقى جثث الفلسطينيين المتناثرة بمرمى الإهمال، طعاماً للكلاب الضالة.

ومع استمرار القصف العشوائي، يطال الأذى المستشفيات التي تعاني تحت وطأة الضغوط، حيث تتحول سيارات الإسعاف إلى أهداف، والطواقم الطبية تُستهدف في محاولة واضحة لإبادة معالم الحياة. ورغم صدور مذكرة اعتقال دولية بحق بعض مجرمي الحرب الإسرائيليين، يبدو أن الكيان الإسرائيلي مُمعن في جرائمه، مدعوماً بتأييد أمريكا المطلق وتحدٍ صارخ للقرارات الدولية التي فقدت معناها في وجه القوة.

بطائق أمريكية للتعارف

في هذا السياق وفي الوقت الذي يصر فيه البيت الأبيض على دعم المجازر الإسرائيلية بكل الوسائل، يسارع أحد القادة العرب لتبني الرواية الإسرائيلية وموجها اللوم لـ”إسرائيل” عبْر وزير خارجية الولايات المتحدة بلينكن، ويذهب هذا القائد العربي -في الكواليس- إلى ما هو أبعد من توجيه اللوم، حيث أكد على ضرورة “هزيمة حماس”، مسرّاً لبلينكن: “لن نقول ذلك علناً، لكننا ندعم هزيمة حماس، ويجب على “إسرائيل” هزيمة حماس”.

يحكي القصةَ الكاتب الأمريكي بوب وود ورد في كتابه “الحرب” مضيفا: “وهناك قائد عربي آخر تتبّع خطواتِ القائد الناصح ولكن بالتأكيد لبلينكن: “لا أحتاج إلى حماس بعد الآن، لا أريد عقبات مع أمريكا”. مشيرا إلى أن ذلك جاء على هيئة تأكيد من هذا القائد خلال استقباله توجيهات صريحة حملها بلينكن عن الإدارة الأمريكية مفادها أن “هناك أمرين باسم الرئيس بايدن: أنتم تتعاملون مع حماس بخصوص الرهائن، ونحن نقدّر أهمية وجود قناة للتفاوض”. وأوضح بلينكن في نهاية لقائه به “عندما ينتهي هذا، لا يمكن أن يستمر الوضع كالمعتاد مع حماس. هذا غير مقبول”. في المقابل، لم يكن أمام ذلك القائد العربي من بد إلا أن يؤكد: “أفهم ولن يحدث ذلك. سنبقي القناة مفتوحة الآن لأنكم تجدونها مفيدة. علاقتنا مع أمريكا مهمة جدًا”.

الحوار يكشف عمق الانصياع والولاء الذي يتمتع به هؤلاء القادة للسياسات الأمريكية، حيث يتحولون إلى أدوات لتنفيذ رغباتها. وعلى الرغم من محاولات بعضهم لترويج صورة إيجابية عن موقفهم، إلا أن الواقع يُظهر أنهم يمهدون الطريق للاحتلال ويعمقون معاناة الفلسطينيين.

تصفية القضية الفلسطينية

مع اتساع الفجوة بين القادة الرسميين وإرادة القواعد الشعبية العربية، يظل السؤال عن موقف الأمة العربية ومتى ستستيقظ من غفوتها، يطرق أبواب تلك الإدارات العربية خصوصا التي تُعد نفسها بحذر -من خلال التفاهمات مع الكيان الصهيوني- لتخاطر بفقدان شرعيتها في نظر شعوبها التي تحتج وتُظهر تأييدها للمقاومة بكل أشكالها.

وفي صباح يوم جديد، يقول الكاتب الأمريكي وود ورد- في ذات المصدر- إنه شهد لقاءً جمع وزير الخارجية الأمريكي بلينكن بوزير خارجية إحدى الدول العربية التي تفضل التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، خلال هذا اللقاء أكد الوزير العربي لبلينكن أنه “كان ينبغي على ‘…’ أن يعرف أفضل من ذلك. لقد أخبره الجميع بعدم التعامل مع حماس، وكنا جميعاً إلى جانبه في هذا التحذير”. مضيفاً: “حماس هي جماعة الإخوان المسلمين”.

الفزع الحقيقي

في سياق متصل، وفي الوقت الذي تبحث فيه شعوب المنطقة عن إجابة عن السؤال المحير: متى ستستيقظ الأمة العربية من سباتها؟ متى سيتحرك الضمير العربي ليواجه بشاعة الجرائم الصهيونية المرتكبة في غزة وغيرها من الأراضي الفلسطينية؟ وفيما يتضح أن البقاء على الهامش ليس خيارا، فالمقاومة في غزة تستحق الوقوف معها، والتضامن الحقيقي يجب أن يكون بمستوى المعاناة التي يتعرض لها الفلسطينيون، تظهر على السطح تساؤلات خطيرة تتعارض مع موقف قوى الإسناد لدعم غزة، كمثل: هل يُعَدُّ إسناد غزة إرهابا؟

هذا السؤال، على الرغم من أنه قد يبدو عابرا بالنسبة للبعض، إلا أن الإجابة عنه تُظهر الفزع الحقيقي، خصوصا عندما تأتي من أحزاب تدّعي أنها تحمل صبغة إسلامية. بل، وتبدو الفاجعة أكبر حين يأتي الجواب من حزب يمني كان يُعَدُّ -حتى وقت قريب- من كبار المستثمرين في قضايا الجهاد لتحرير المقدسات.

قبل انكشاف الأصول المرجعية لذلك المزيج المتناقض من الأفكار والممارسات المستندة إلى السلفية، والانفتاح، والإسلام السياسي، والإخوانية، والدعشنة، وطالبان، وهو ما روج له هذا الحزب في الأوساط اليمنية لعشرات السنين. الحزب نفسه أصبح اليوم يكشف النقاب عن أصول هذا اللفيف المسمى بـ”التجمع” بأنه يتبع إرادة القوى الأمريكية والبريطانية والفرنسية، بل ويظهر وكأنه أحد مخرجات ما يُسمى “الجامعة الإسلامية الكبرى” في “تل أبيب”.

ولماذا لا يكون كذلك؟ خصوصا، وقد أصبح بلا قناع، أداة رخيصة تعمل في فلك أمريكا، يرى ما تراه ويفعل ما تأمره، معبراً بكل حرص عن سلامة سفن الكيان المحتل. وبجل تصرفاته التي تسير وفق ما يملى عليه، يصرخ الخائن العرادة -وهو أحد قيادات هذه الحزب- قائلاً: “أمريكا لم تدمر بلدنا بما فيه الكفاية”!، متوسلاً منها مزيدا من الغارات والدمار. نعم، هذا هو “العرادة” الذي لم يتورع في وصف قصف أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل” لموانئ بلده بـ “الضربات الناعمة”، في الوقت الذي يتغنى فيه على الجانب الآخر من البلد -وأعنى المحافظات اليمنية التي ترضخ تحت الاحتلال السعو-اماراتي- بالوطنية!!!.

هذا النفاق المكشوف والولاء الواضح للصهيونية لا يعكس خيانة فردية فحسب، بل يُنبئ عن سياسة عمالة ممنهجة امتدت من “سلطان العرادة” مرورا بـ”عيدروس الزبيدي”، لتعبر عن خيانة عظمى صار لها مشرعون يرددون ذات النداء: “المزيد من الحروب”!، كالخائن “طارق عفاش” الذي لم يكن أقل مرتبة من رفيقيه في مجلس الخيانة، المشكل بتوافق سعو-إماراتي ومباركة صهيو-أمريكية وبريطانية، حيث تعهد بتأمين سفن الكيان الصهيوني.

هذه الدمى المصطنعة والمملوكة كعلامات تجارية حصرية على أربابها، أعلنت أنها على أتم الاستعداد لتقديم العون المطلق للأمريكان والإسرائيليين والبريطانيين في ما يخططون له من توجيه الضربات القاسية بالقوات المسلحة اليمنية قيادة صنعاء. وبالتالي ستبقى تتحرك وفق برامج صانعيها، ولن تمثل اليمن على أي حال.

صنعاء ماضية في دعمها لغزة

في المقابل، ووسط كل هذا الظلام، يَبرُز الموقف اليمني صوتاً استثنائياً في معركة الكرامة. رغم الحصار والعدوان المستمر على اليمن، يواصل اليمنيون -بقيادة صنعاء- تأكيدهم على إسناد فلسطين غير آبهين بالتحديات أو التهديدات. وبرغم المتغيرات، فإن صنعاء ماضية في دعمها لمظلومية الشعب الفلسطيني، في رسالة واضحة أن فلسطين ستبقى بوصلة الأحرار في اليمن مهما تخاذل الآخرون.

في الوقت ذاته، تتزايد التحركات الدبلوماسية والعسكرية الأمريكية والبريطانية في المنطقة، حيث يبدو أن واشنطن ولندن تسعيان لتعزيز نفوذهما في اليمن، مع التركيز على تعطيل أي دور يمكن أن تقدمه صنعاء لدعم المقاومة الفلسطينية في غزة. زيارة السفير الأمريكي ستيفن فاجن إلى قيادات المرتزقة اليمنيين، تزامنا مع زيارة قائد القيادة الوسطى الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا للمنطقة، تكشف عن تصعيد دبلوماسي وعسكري يهدف إلى إعادة ترتيب أوراق الحرب في اليمن وتحويلها إلى ساحة مواجهة تخدم المصالح الإسرائيلية.

لم تكن زيارات السفير الأمريكي إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المرتزقة مجرد لقاءات بروتوكولية بقدر ما تحمل في طياتها رسائل واضحة لصنعاء. حيث تركزت اللقاءات المتكررة مع قيادات المرتزقة على إعادة إحياء الجبهات الداخلية ضد “أنصار الله”، في محاولة لتشتيت الجهود اليمنية التي باتت تشكل تهديدا فعليا للهيمنة الإسرائيلية في البحر الأحمر، ولتقويض أي دعم عسكري أو لوجستي تقدمه صنعاء لفلسطين.

خلال لقاءاته الأخيرة، أشار السفير الأمريكي فاجن بشكل مباشر إلى “ضرورة العمل على مواجهة التهديدات الحوثية”، ووصف عمليات صنعاء الأخيرة في البحر الأحمر بأنها “تعطيل للأمن الدولي”.

هذا الخطاب يتماهى مع التوجهات الإسرائيلية التي تطالب الولايات المتحدة بمزيد من الضغط على صنعاء، وصولا إلى توجيه ضربات عسكرية مباشرة. وهو ما بات يحدث منذ عملية إسناد اليمن للمقاومة الفلسطينية ضمن معركة طوفان الأقصى. وقد تبادلت أمريكا وبريطانيا الأدوار في قصف المدن اليمنية، كما حدث في الحديدة وصنعاء وصعدة، حيث قاربت الغارات الأمريكية والبريطانية على اليمن ٨٠٠ غارة منذ أكتوبر 2023م.

الجنرال مايكل كوريلا قائد القيادة الوسطى الأمريكية -المعروف بدوره في إدارة العمليات العسكرية الأمريكية في “الشرق الأوسط”- التقى بمسؤولين في السعودية والإمارات لمناقشة “تعزيز التنسيق الأمني”، مع تركيز خاص على الملف اليمني.

ووفقا لتقارير إعلامية، فإن كوريلا ناقش سيناريوهاتٍ لتصعيد المواجهة مع صنعاء، بما في ذلك توفير دعم عسكري واستخباراتي مباشر للمرتزقة، والتنسيق مع “إسرائيل” لضمان تحييد الدور اليمني عن دعم المقاومة الفلسطينية. هذه التحركات تكشف عن مساعٍ أمريكية لإشعال حرب إقليمية تستهدف اليمن تحت ذريعة ما تسميه “مواجهة التهديد الحوثي”، بينما الهدف الحقيقي يتمثل في تأمين المصالح الإسرائيلية، خاصة في البحر الأحمر والممرات البحرية الاستراتيجية.

“إسرائيل” تطالب بدعم غربي عاجل

مع تصاعد الدعم اليمني لغزة، خرجت أصوات صهيونية تطالب بتوجيه ضربة عسكرية “قاضية” ضد “أنصار الله”. التصريحات الإسرائيلية الأخيرة، ركزت على ضرورة “تحييد الحوثيين” بشكل كامل، تزامنت مع تحركات عسكرية أمريكية وبريطانية في المنطقة.

“إسرائيل” -التي تخشى من تطور القدرات العسكرية اليمنية- ترى في صنعاء تهديدا استراتيجيا طويل المدى، خاصة مع إعلان يمني عن استعداد اليمن لتوسيع نطاق العمليات العسكرية إذا استمرت الجرائم الصهيونية في غزة. وقد نفذت تهديداته بضرب عمق الكيان بأربعة صواريخ خلال أيام أدت لإصابة 30 مستوطنا صهيونيا.

الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة التي استهدفت أهدافا إسرائيلية خلال الأيام الماضية كانت مؤشرا على القدرات المتطورة التي تمتلكها اليمن، ما دفع “إسرائيل” للمطالبة بدعم غربي عاجل لتجنب سيناريوهات أكثر تعقيدا.

تحضيرات أمريكية واسعة

وفي ظل التحركات الأمريكية والبريطانية المدعومة بالتصعيد الإسرائيلي، يجتمع المرتزقة في الرياض للمرة الثانية خلال أقل من شهر، وسط تحضيرات أمريكية واسعة تحمل إشارات واضحة لحرب إقليمية قد تندلع في أي لحظة. ولكن يظل السؤال الأهم: إلى أين ستصل هذه الحرب؟ خصوصا وأن التصعيد يأتي في وقت تشير فيه التقارير إلى نية واشنطن ولندن تعزيز الدعم العسكري للمرتزقة، بما في ذلك تسليم معدات وأسلحة متطورة.

اللافت في هذا السياق، أن التصعيد والصمود، يُظهران المشهد اليمني كمسرح لتطورات قد تعيد تشكيل المنطقة ، ولكن على العكس تماما لمسار ما رسم له أمريكيا وإسرائيليا في ما أسمي بخارطة “الشرق الأوسط الجديد”.

رغم التصعيد المستمر، تؤكد صنعاء أن أي تحرك أمريكي أو إسرائيلي أو بريطاني -سواء كان مباشرا أم عبر وكلائهم- لن يمر دون رد. إذ يمتلك اليمن أوراق ضغط كثيرة، تشمل التطور التقني العسكري في صناعة الصواريخ والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى موقعه الاستراتيجي بالقرب من المصالح الغربية. ما يعني أن التصعيد ضد اليمن قد يدفع الأخيرة إلى إغلاق الممرات البحرية الاستراتيجية، ما يُلحِق خسائر كبيرة بالمصالح الغربية.

تحفة الخاتمة

تتجلى إرادة اليمن القوية في مواجهة العدوان رغم التحديات الجسيمة التي يواجهها اليمن. إذ تؤكد القوات المسلحة من خلال مواقفها أن اليمن لن يكون ساحة مفتوحة للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية. وفي ظل استمرار العدوان على غزة، يبرز دعم صنعاء للمقاومة الفلسطينية كونه دليلاً على مبدئية موقفها، في وقت يختار فيه كثير من الأنظمة العربية التخلي عن مسؤولياتها.

تشير المؤشرات إلى تصاعد التوتر في المنطقة، ما ينبئ بأيام حاسمة قد تفصلنا عن مستجدات كبيرة. إن مستقبل اليمن والمنطقة يظل ضمن دائرة اهتمام العالم، في ظل صراع يتجاوز القضايا التقليدية ليصل إلى مسألة الكرامة والمبادئ.

من مواقف القيادة في صنعاء، يتضح أن الاستعدادات تكتسب زخماً كبيراً، حيث أكد قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي أن الجهوزية في أعلى مستوياتها، وأننا حاضرون لمواجهة أي عدو سواء أمريكا أو بريطانيا أو أي جهة أخرى، كما أكد أنه تم تجنيد أكثر من 600 ألف مقاتل خلال معركة طوفان الأقصى فقط. هذه التأكيدات لا تترك مجالاً للشك في استعداد اليمن لمواجهة أي تهديد، مع وعي تام بألاعيب الأعداء المتربصين.

وفي الوقت الذي تكون فيه الأعين مشدودة نحو الرياض، تأتي الرسائل واضحة بأن التحركات تُراقَب بدقة وأن اليد على الزناد. وتبقى النصيحة التي لا تنقطع من صنعاء هي ضرورة التقدم في خارطة الطريق، وترجيح المصالح المشتركة لشعوب المنطقة، مع التحذير من الانجراف وراء التحريض الأمريكي. فبعد عشرة أعوام من العدوان، تظل الدروس حاضرة، مُنبّهة من مغبة التمسك بسياسات لا تخدم سوى مصالح القوى الاستعمارية.

بكل ثقة، يؤكد اليمن أن النصر قريب، مستعداً لمواجهة أي نكوص قد يحدث من الرياض عن التفاهمات، ما قد يُحدث تغييرات جذرية تصب في مصلحة الشعب اليمني.

موقع أنصار الله

مقالات مشابهة

  • “إسرائيل” تطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لإدانة “هجمات الحوثيين”
  • تقرير أمريكي: الحوثيون عدو إسرائيل في اليمن من الصعب على واشنطن ردعهم (ترجمة خاصة)
  • “إغاثي الملك سلمان” ينظّم منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع فبراير المقبل
  • الحوثيون : استهدفنا حاملة طائرات أمريكية وأسقطنا مقاتلة “إف 18”
  • نتنياهو: “إسرائيل” ستتحرك بقوة ضد الحوثيين
  • الحوثيون يزعمون استهداف مقاتلة “إف 18” وحاملة طائرات أمريكية ومدمرات تابعة لها
  • شاهد | “إسرائيل” عاجزة عن مواجهة اليمن
  • اليمن يصعِّد في “يافا” ويرفع الجهوزية لأي تصعيد
  • أول تعليق من “حماس” بعد استهداف الحوثيين تل أبيب
  • 16 مصاباً إسرائيلياً بهجوم شنه الحوثيون