الجزيرة:
2024-12-23@10:36:35 GMT

طبيب من غزة يحكي قصة احتجازه 45 يوما لدى الاحتلال

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

طبيب من غزة يحكي قصة احتجازه 45 يوما لدى الاحتلال

قال طبيب فلسطيني إن قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة اقتحمت مستشفى يعمل به واحتجزته وأساءت معاملته على مدى 45 يوما بما تضمن حرمانه من النوم وتكبيله بشكل مستمر وعصب عينيه قبل إطلاق سراحه الأسبوع الماضي.

ففي ديسمبر/كانون الأول الماضي أثناء عمل الطبيب سعيد عبد الرحمن معروف في المستشفى الأهلي العربي في مدينة غزة عندما حاصرته قوات الاحتلال.

قامت قوات الاحتلال بتكبيل يد الطبيب معروف وساقيه وعصبت عينيه طوال فترة سجنه لنحو 7 أسابيع.

يروي معروف معاناته والمعتقلين في معتقلات الاحتلال ويقول إن سجانيه أمروه بالنوم في أماكن مغطاة بالحصى دون فراش أو وسادة أو غطاء ووسط دوي موسيقى صاخبة "وكأنها حفلة".

وفي نبرة ألم قال معروف "في السجون الإسرائيلية كان التعذيب شديد جدا جدا جدا، أنا طبيب كان وزني 87 كيلوغراما فقدت خلال 45 يوما أكثر من 25 كيلوغراما من وزني.

فقدت "الاتزان فقدت التركيز، فقدت كل إحساسي. كنا مكبلين 45 يوما، كنا معصوبي اليدين 45 يوما"، في محاولته لوصف الوضع في المعتقل وما تعرض له يقول معروف "كيف تصف التعذيب وكيف تصف الإهانة داخل السجون؟ لن يصل إلى الحقيقة إلا من عاشها".

آخر اتصال

لم يتمكن الدكتور الذي قضى طوال وقته في المستشفى منذ بداية العدوان على غزة من تحديد "مكان احتجازه لأنه كان معصوب العينين طوال الوقت، ولا يعلم إذا كان محتجزا داخل غزة أم خارجها"، عند إطلاق سراحه قام الصليب الأحمر بنقله من معبر كرم أبو سالم حيث تم إنزاله.

ومنذ اعتقال الطبيب معروف لم يسمع أخبارا عن عائلته، ولا يدري إذا كانوا نجوا من توغل جنود الاحتلال داخل مدينة غزة تحت القصف المدفعي المكثف أم لا.

الطبيب معروف بعد الافراج عنه (وسائل التواصل) لا معلومات

حبس معروف دموعه وهو يحكي عن آخر مكالمة هاتفية له مع ابنته عندما دعا جنود الاحتلال عبر مكبرات الصوت جميع الأطباء والطاقم الطبي إلى مغادرة المستشفى.

كانت أسرته في منزل العائلة بمدينة غزة مع أطفاله الآخرين وزوجته ونحو 15 إلى 20 شخصا من أقاربه.

وقال "بينما كان الجندي ينادي بمكبر الصوت بأن على الأطباء والكوادر الطبية مغادرة المستشفى، اتصلت بي ابنتي وقالت لي يا أبي القصف وصل المكان.. ماذا نفعل؟. ابنتي ليست وحدها 5 أطفال مع أمهم، مع خالتهم، مع زوج خالتهم، يعني البيت به على الأقل ما يفوق 20 أو 25 شخصا. قلت لها كالتالي "يا ابنتي إذا قلت لكم اخرجوا ولا قدر الله حصل المقدور سينالني نوع من العذاب النفسي، وإذا قلت لكم امكثوا وحصل المقدور نفس النتيجة.. سلموا أمركم إلى الله. أنتم إذا أحببتم أن تخرجوا -يا بابا- فاخرجوا، إذا أحببتم أن تبقوا، فظلوا، وأنا معكم في نفس الخندق. أنا الآن سأغادر مع الجندي ولا أعرف مصيري".

"ومنذ تلك اللحظة إلى اليوم لم أعلم ولم أدر ولم يصلني أي معلومة عن أطفالي ولا عن زوجتي".

جنود الاحتلال تعمدوا إهانة أسرى قطاع غزة والتنكيل بهم (رويترز)

وتفرقت عائلات في غزة بسبب الدمار وقطع الاتصالات، وأصبح الوصول إلى العديد من المناطق صعبا وفقد أفراد العائلة قدرتهم على التواصل مع بعضهم مع تعطل معظم شبكات الاتصالات.

ويعتقد معروف أنه كان واحدا من مئات السجناء في نفس المكان، وأن "كل واحد منا كان يتمنى الموت ولا يروح. يتمنى الموت من شدة العذاب".

وقال "أنا طبيب أطفال أعمل منذ 23 عاما في هذا المجال، لم أرتكب أي جريمة إنسانية، سلاحي هو قلمي ودفتري وسماعتي. ولم أغادر المكان، وكنت أعالج الأطفال داخل المستشفيات.

"وكان شعوري عند نداء القائد إلى إحضارنا إلى مكان الدبابات، أومكان تسليم أنفسنا، كان ظني أنني سأمكث عندهم ساعات قليلة وأغادر المكان، والظن الآخر كان شعوري لو أخدوني أنا وبعض الزملاء سيعاملوننا معاملة حسنة لأننا أطباء".

عاد معروف إلى غزة فعلق السماعة حول رقبته ليستأنف عمله في علاج الأطفال، كما عاد صوت بكاء الأطفال وهمسات الآباء القلقة من حوله مجددا.

 

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

هل تُخفي قضية إغلاق السوق النموذجي بسيدي معروف أسرارًا سياسية أم تقنيّة؟

 

تحولت قضية إغلاق السوق النموذجي في حي بام بسيدي معروف إلى لغز مثير للجدل، فبينما تسعى السلطات المحلية إلى الحد من ظاهرة الباعة المتجولين، يبدو أن هذا المشروع، الذي تم إنشاؤه بميزانية تقدر بمليار سنتيم، ما يزال مغلقًا رغم اكتمال الأشغال فيه منذ سبع سنوات.

ويضم السوق حوالي 140 محلًا تجاريًا بمساحة صغيرة، كان يُفترض أن يكون نقطة تحول بالنسبة للباعة المتجولين في المنطقة، حيث تم وعدهم بالاستفادة من محلات داخل السوق مع تسهيلات في الدفع. ولكن، ولأسباب غير واضحة، ترفض مقاطعة عين الشق افتتاح السوق حتى الآن.

ووفق مصادر جريدة مملكة بريس فإن الأسباب وراء هذا الإغلاق لا تزال غامضة. حيث تروج بعض الشائعات حول نزاع على ملكية الأرض التي بُني عليها السوق، بينما تشير معلومات أخرى إلى وجود عيوب في البناء قد تؤثر على جودة المشروع. ومع ذلك، يبقى السؤال الأبرز: هل السبب في هذا الإغلاق تقني بحت، أم أن هناك خلفيات سياسية أو مصالح شخصية تدفع إلى تأجيل الافتتاح؟

ومع اقتراب الانتخابات المقبلة، يبقى التساؤل قائمًا حول ما إذا كان هذا المشروع قد يُستخدم كأداة لاستقطاب أصوات الناخبين، خاصة في ظل الوعود التي تلقتها بعض الشخصيات المحلية بالاستفادة من المحلات التجارية.

جدير بالذكر أن إغلاق السوق يثير المزيد من التساؤلات حول المصالح والأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا التأجيل، مما يجعل هذا الملف محورًا للنقاش العام في سيدي معروف.

مقالات مشابهة

  • أوكسفام: 12 شاحنة فقط وزعت المساعدات شمال غزة خلال 75 يوما
  • عائلة طبيب أردني اعتقلته سلطات الاحتلال تطالب بعودته
  • عائلة طبيب أردني تطالب اعتقله سلطات الاحتلال تطالب بعودته
  • 443 يوما للحرب - شهداء وإصابات في الغارات الإسرائيلية الأخيرة على غزة
  • استشهاد طبيب وعائلته بقصف إسرائيلي على منزله وسط غزة
  • استشهاد ألف طبيب وممرض فلسطيني والاحتلال يواصل حرب الإبادة في غزة
  • ضبط عاطل استولى على هواتف من داخل عيادة طبيب بالهرم
  • إعلام ألماني: منفّذ الهجوم “طبيب سعودي داعم للتطرف والصهيونية ومعادٍ للإسلام”
  • بالأرقام.. احصائيات حرب الإبادة وعدد الشهداء في غزة خلال 440 يوما
  • هل تُخفي قضية إغلاق السوق النموذجي بسيدي معروف أسرارًا سياسية أم تقنيّة؟