الجزيرة:
2025-04-23@07:11:37 GMT

طبيب من غزة يحكي قصة احتجازه 45 يوما لدى الاحتلال

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

طبيب من غزة يحكي قصة احتجازه 45 يوما لدى الاحتلال

قال طبيب فلسطيني إن قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة اقتحمت مستشفى يعمل به واحتجزته وأساءت معاملته على مدى 45 يوما بما تضمن حرمانه من النوم وتكبيله بشكل مستمر وعصب عينيه قبل إطلاق سراحه الأسبوع الماضي.

ففي ديسمبر/كانون الأول الماضي أثناء عمل الطبيب سعيد عبد الرحمن معروف في المستشفى الأهلي العربي في مدينة غزة عندما حاصرته قوات الاحتلال.

قامت قوات الاحتلال بتكبيل يد الطبيب معروف وساقيه وعصبت عينيه طوال فترة سجنه لنحو 7 أسابيع.

يروي معروف معاناته والمعتقلين في معتقلات الاحتلال ويقول إن سجانيه أمروه بالنوم في أماكن مغطاة بالحصى دون فراش أو وسادة أو غطاء ووسط دوي موسيقى صاخبة "وكأنها حفلة".

وفي نبرة ألم قال معروف "في السجون الإسرائيلية كان التعذيب شديد جدا جدا جدا، أنا طبيب كان وزني 87 كيلوغراما فقدت خلال 45 يوما أكثر من 25 كيلوغراما من وزني.

فقدت "الاتزان فقدت التركيز، فقدت كل إحساسي. كنا مكبلين 45 يوما، كنا معصوبي اليدين 45 يوما"، في محاولته لوصف الوضع في المعتقل وما تعرض له يقول معروف "كيف تصف التعذيب وكيف تصف الإهانة داخل السجون؟ لن يصل إلى الحقيقة إلا من عاشها".

آخر اتصال

لم يتمكن الدكتور الذي قضى طوال وقته في المستشفى منذ بداية العدوان على غزة من تحديد "مكان احتجازه لأنه كان معصوب العينين طوال الوقت، ولا يعلم إذا كان محتجزا داخل غزة أم خارجها"، عند إطلاق سراحه قام الصليب الأحمر بنقله من معبر كرم أبو سالم حيث تم إنزاله.

ومنذ اعتقال الطبيب معروف لم يسمع أخبارا عن عائلته، ولا يدري إذا كانوا نجوا من توغل جنود الاحتلال داخل مدينة غزة تحت القصف المدفعي المكثف أم لا.

الطبيب معروف بعد الافراج عنه (وسائل التواصل) لا معلومات

حبس معروف دموعه وهو يحكي عن آخر مكالمة هاتفية له مع ابنته عندما دعا جنود الاحتلال عبر مكبرات الصوت جميع الأطباء والطاقم الطبي إلى مغادرة المستشفى.

كانت أسرته في منزل العائلة بمدينة غزة مع أطفاله الآخرين وزوجته ونحو 15 إلى 20 شخصا من أقاربه.

وقال "بينما كان الجندي ينادي بمكبر الصوت بأن على الأطباء والكوادر الطبية مغادرة المستشفى، اتصلت بي ابنتي وقالت لي يا أبي القصف وصل المكان.. ماذا نفعل؟. ابنتي ليست وحدها 5 أطفال مع أمهم، مع خالتهم، مع زوج خالتهم، يعني البيت به على الأقل ما يفوق 20 أو 25 شخصا. قلت لها كالتالي "يا ابنتي إذا قلت لكم اخرجوا ولا قدر الله حصل المقدور سينالني نوع من العذاب النفسي، وإذا قلت لكم امكثوا وحصل المقدور نفس النتيجة.. سلموا أمركم إلى الله. أنتم إذا أحببتم أن تخرجوا -يا بابا- فاخرجوا، إذا أحببتم أن تبقوا، فظلوا، وأنا معكم في نفس الخندق. أنا الآن سأغادر مع الجندي ولا أعرف مصيري".

"ومنذ تلك اللحظة إلى اليوم لم أعلم ولم أدر ولم يصلني أي معلومة عن أطفالي ولا عن زوجتي".

جنود الاحتلال تعمدوا إهانة أسرى قطاع غزة والتنكيل بهم (رويترز)

وتفرقت عائلات في غزة بسبب الدمار وقطع الاتصالات، وأصبح الوصول إلى العديد من المناطق صعبا وفقد أفراد العائلة قدرتهم على التواصل مع بعضهم مع تعطل معظم شبكات الاتصالات.

ويعتقد معروف أنه كان واحدا من مئات السجناء في نفس المكان، وأن "كل واحد منا كان يتمنى الموت ولا يروح. يتمنى الموت من شدة العذاب".

وقال "أنا طبيب أطفال أعمل منذ 23 عاما في هذا المجال، لم أرتكب أي جريمة إنسانية، سلاحي هو قلمي ودفتري وسماعتي. ولم أغادر المكان، وكنت أعالج الأطفال داخل المستشفيات.

"وكان شعوري عند نداء القائد إلى إحضارنا إلى مكان الدبابات، أومكان تسليم أنفسنا، كان ظني أنني سأمكث عندهم ساعات قليلة وأغادر المكان، والظن الآخر كان شعوري لو أخدوني أنا وبعض الزملاء سيعاملوننا معاملة حسنة لأننا أطباء".

عاد معروف إلى غزة فعلق السماعة حول رقبته ليستأنف عمله في علاج الأطفال، كما عاد صوت بكاء الأطفال وهمسات الآباء القلقة من حوله مجددا.

 

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

أتمنى الموت صرخة بثينة من قلب خيمة في غزة

على أطراف مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وفي خيمة مهترئة لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء، تعيش بثينة إسماعيل مع أحفادها بعد أن فقدت بيتها وكل من كان يساندها في الحياة.

وقد دُمر منزل الجدة بالكامل جراء القصف، ولم يتبقَّ منه أثر، كما فقدت زوجها واثنين من أبنائها خلال الشهور الماضية في واحدة من أقسى المآسي التي خلفها العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.

الخمسينية الفلسطينية بثينة إسماعيل من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة (الجزيرة)

وكانت بثينة تعيش حياة بسيطة ومستقرة قبل الحرب، تؤمّن لها ولعائلتها احتياجاتهم اليومية بفضل زوجها الذي كان يعمل بجد. لكنها اليوم تقف وحيدة في وجه الظروف القاسية، وتكافح من أجل توفير الطعام والماء لأحفادها الذين أصبحوا في عهدتها بعد استشهاد والديهم.

بثينة اليوم أرملة وثكلى ومُهجّرة (الجزيرة)

وفي يناير/كانون الثاني 2024، استشهد نجلها الأكبر، ولم تمضِ أيام حتى فقدت زوجها في قصف استهدف حيهم السكني. وفي سبتمبر/أيلول من نفس العام، استشهد ابنها الثاني، لتجد نفسها فجأة مسؤولة عن أسرة مكونة من أطفال صغار دون أي معيل أو دعم.

بثينة تجسد واحدة من آلاف القصص الموجعة التي خلفتها الحرب الإسرائيلية في غزة (الجزيرة)

وتقول بثينة إن البئر التي كانت توفر المياه لمنزلهم قُصفت أيضا، مما أجبرها على حمل المياه لمسافات طويلة على ظهرها، وسط برد الشتاء وقلة الإمكانات، لتؤمّن الحد الأدنى من احتياجات الأطفال الذين باتت حياتهم معلقة بخيط من صبر جدتهم.

وتصف أيامها بأنها "كابوس لا ينتهي" وتضيف "كنت أعيش كأميرة وسط عائلتي، اليوم صرت أستجدي لقمة العيش، وكل شيء أصبح على عاتقي".

الجدة تتفرغ لرعاية أبنائها وأحفادها في خيمة غير صالحة للعيش (الجزيرة)

وتُعد بثينة واحدة من آلاف النساء في قطاع غزة اللواتي تحمّلن أعباء مضاعفة خلال الحرب، بعد أن فقدن أزواجهن وأبناءهن وبُيوتهن.

وتُظهر التقارير الحقوقية أن نحو 25% من عائلات غزة فقدت المعيل الأساسي، مما أدّى إلى اتساع دائرة الفقر، وزيادة أعداد النساء اللواتي يُجبرن على العمل في أصعب الظروف لتأمين أساسيات الحياة.

مقالات مشابهة

  • حماس: غزة تواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة بعد 50 يوما من إغلاق المعابر
  • 50 يوما على إغلاق معابر غزة بشكل مُحكم.. وحماس تحذر من المجاعة
  • مرور 50 يوما على إغلاق معابر غزة من قبل الاحتلال.. وحماس تحذر
  • الأمم المتحدة: مرور 50 يوما على منع الاحتلال دخول الإمدادات إلى غزة
  • الطفل الفلسطيني محمود عجور يحكي قصته بعد بتر ذراعيه (شاهد)
  • طولكرم تحت الحصار.. 85 يوما من العدوان الإسرائيلي المتواصل
  • جنين تحت الحصار.. 91 يوما من العدوان والتدمير
  • 60 يوما معاناة.. حكاية طبيب عانى من مرض نادر ورئيس استجاب لاستغاثته
  • “أتمنى الموت” صرخة بثينة من قلب خيمة في غزة
  • أتمنى الموت صرخة بثينة من قلب خيمة في غزة