قصص وراء العدسة.. خميس المحاربي يروي تفاصيل لقطاته الفوتوغرافية في كتابه الجديد
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
احتفى مساء اليوم متحف بيت الزبير بالكشف عن كتاب «قصة صورة» باللغتين العربية والإنجليزية للمصور خميس بن علي المحاربي وافتتاح المعرض المصاحب له، في حفل رعاه معالي السيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي محافظ مسندم، ويعد هذا الكتاب أول تجربة توثق اللحظات الرائعة التي يعيشها المصور الفوتوغرافي في تجواله في ربوع عُمان، وانتظار الأوقات المناسبة لاقتناص أجمل صورة، والعيش في الطبيعة لأجل تسجيل لحظات حالمة بالجمال.
ويوثق الكتاب 30 قصة بكل تفاصيلها في معظم محافظات سلطنة عُمان، سعى فيها المصور خميس المحاربي جاهدًا لأنْ ينسج خيوط حروف هذه القصص لسردها في الكتاب بكل مصداقية، مستعرضًا قصصًا في مسيرة تصوير أرض عُمان خلال الفترة الزمنية من 1986 إلى 2023.
وفي رحلاته الشاقة تحت حر الشمس اللاهبة في الصحراء العمانية، أو رحلاته الممطرة عبر الوديان والأنهار في المناطق الجبلية، يعبّر خميس المحاربي والمصورون الضوئيون عمومًا بعدساتهم عن المشاهد الجميلة التي يتلقونها من البيئة المحيطة، وخاصة تلك التي تخاطب فكرة وخلجات مشاعرهم، وتتناغم مع المخزون الفني والفكري التراكمي لديهم، وما تحتفظ به ملكاتهم من جماليات الصورة. وعندما يتجول المصور في ربوع هذا العالم الجميل، فإنه يتسلح بكل هذه المقومات حتى إذا وَجَد اللقطة المناسبة التي تخالج نفسه مع تلك التراكمات الجميلة، يضغط على زر التصوير، موثقًا بذلك لحظة جمالية مهمة في ذاكرة العالم، وميلادًا جديدًا للمصور.
وتبرز الأعمال المنتقاة في المعرض المصاحب -الذي تجوّل فيه معالي السيد راعي الحفل والحضور من المسؤولين والمهتمين- الجهد الذي يبذله المصور لتسجيل المشاهد العابرة في حياته، وتحمّله مشاق الوصول لأهدافه، بما يشبع رغباته الفنية، ويُخاطِب طموحات المتلقين والمتذوقين من محبي فن التصوير الفوتوغرافي.
وتنقل صور المعرض مشاعر الحنين والشوق والانتماء للأرض العمانية الغالية، كما تبرز بعض الصور الرائعة كصورة الغروب خلف كثبان الرمال الذهبية، التي توحي بالسكينة والروعة، أو صور المزارع الخضراء التي تعكس الحياة والخصوبة.
ويرى «المحاربي» أن المتلقي هو العنصر الأساسي لتذوق هذه الأعمال؛ حيث يعتمد المتلقي في رؤيته للأعمال على مدى ثقافته البصرية، وقدرته على استيعاب ما ينقله له المصور من مشاهد.
ويضيف: الكتاب جاء ليحكي للقارئ قصص ولادة الصورة، التي أحاول أن آخذكم معي في رحلة البحث عن المشاهد المتميزة في كل البيئات العمانية، مع ما صاحب ذلك من ظروف صعبة ومواقف لا يُحسد عليها المصور، وكان عليّ تحمّل نتائج هذه الظروف.
ويضيف أن هذا الكتاب استعراضٌ لبعض الصور المؤثرة في مسيرته الفنية، التي حاول طرحها بكل صدق وأمانة، بما يصور الواقع الذي عاشه في ترحاله وتجواله من أقصى شمال عُمان إلى أقصى جنوبها برفقة العدسة الصغيرة. الواقع الذي أورثه عشق جميع تفاصيل البيئة العمانية الجميلة. ومع وجود الأعمال المصورة التي وُثِّقت باستعمال الأفلام السلبية والأفلام الموجبة «السلايد» وكذلك الأفلام بالأبيض والأسود، إضافة إلى الصور الرقمية الحديثة، فإن «المحاربي» يقول: مع اعتزازي بكل ما قدمت، فإن الصور التي سجلت بالأفلام تبقى أكثر واقعية وفيها رسالة صادقة معبّرة دون أية مؤثرات.
تجدر الإشارة إلى أن الأعمال الفوتوغرافية للمصور خميس المحاربي تتميز بالجمالية والعمق، فهو ينقل بعدسته رؤى جديدة وزوايا فريدة للطبيعة العمانية الخلابة، مستوحاة من تجاربه الإنسانية الغنية في رحلات الاستكشاف والمغامرة، فالصورة تتسم بالتوازن المدروس بين عناصرها، وبالإيقاع البصري المتدفق الذي يجذب الناظر ويشده إلى عمق المشهد، كما أن اقتناص الكادر وجماليات العناصر تعكس حسّا فنّيّا رفيعا، تبرز فيه تدرجات وتفاوتات بين الإضاءات والظلال بشكل مثير وجميل. وتظهر مهارة «المحاربي» في اصطياد اللحظات النادرة وتسجيلها بعفوية وتلقائية، من خلال تركيز العدسة على التفاصيل المدهشة في المشهد الذي يوقظ مشاعر الدهشة والإعجاب لدى المشاهد، حيث تجسّد الصور المعروضة برمتها رحلة جمالية ممتعة عبر صور تحكي بلغة بسيطة وصادقة قصصا إنسانية مليئة بالمتعة والجمال وسحر اللحظات الخالدة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: شأن الزواج عظيم .. وسماه ربنا في كتابه الميثاق الغليظ
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان الزوجة للزوج سكن واستقرار والزوج للزوجة كذلك وإذا ما حدث ذلك السكن والاستقرار تهيأ طريق العبادة والإقبال على الله سبحانه وتعالى، قال تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم :21]. وأخبر ربنا أن الزواج والإنجاب من سنن الأنبياء عليهم السلام فقال تعالى مخاطبا نبيه ﷺ : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً).
وشأن الزواج عظيم، فقد سماه ربنا في كتابه الميثاق الغليظ، قال سبحانه : (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظا)ً [النساء : 21].
وقد امتن ربنا سبحانه وتعالى على عباده بأنه جعل لهم الأزواج والذرية، فقال سبحانه : (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ) [النحل :72].
وثمرة الزواج الولد (كل مولود)، والولد الصالح من خير الأعمال التي يتركها الإنسان بعد موته قال النبي ﷺ : «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له».
فالولد الصالح ينفع والديه في الدنيا ببره لهما وصلته لأرحامهما، ودعائه لهما، ويحقق لهما الافتخار المشروع الذي يرجع الفضل فيه إلى الله سبحانه وتعالى، وصلاح الأبوين فيه حفظ للذرية كما أثبت القرآن ذلك المعنى في قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر عندما سأله سيدنا موسى عن سبب بناء الجدار، فقال تعالى حكاية عنهما : (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِداَرًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا) [الكهف :77] .... إلى أن قال سبحانه حكاية عن الخضر عليه السلام : (وَأَمَّا الجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِى المَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِى ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا).
فمن صفات عباد الرحمن إذن أنهم يقصدون الله ويتوجهون إليه وحده في الدعاء بصلاح الأزواج والذرية، وعلمنا أثر صلاح الأزواج والذرية على الفرد والمجتمع رزقنا الله الصلاح والإصلاح آمين.