إيران تحذر الولايات المتحدة من مهاجمة سفينة (مخابرات) في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
يمن مونيتور/ طهران/ خاص:
حذرت إيران الولايات المتحدة من أي تحرك ضد سفينة ترفع العلم الإيراني وتتمركز في البحر الأحمر، يقال إنها تزود الحوثيين بالمعلومات .
وتشتبه الولايات المتحدة في أن “السفينة بهشاد” تقدم معلومات مراقبة للمساعدة في توجيه هجمات الحوثيين بصواريخ كروز البرية على السفن التجارية في البحر الأحمر.
وقالت إيران إن السفينة “تم نشرها في البحر الأحمر بالتنسيق الرسمي مع المنظمة البحرية الدولية لضمان أمن السفن الإيرانية ضد القراصنة”.
وقالت طهران إن أي هجوم على السفينة سيكون مجازفة لمن يتخذون مثل هذه الخطوات.
ويوم السبت، نشرت وسائل إعلام الجيش الإيراني فيديو يوضح مهمة سفينة بهشاد في ضمان أمن الملاحة الدولية، وأعلنت: أن أي عمل إرهابي ضد السفن الإيرانية لن يمر دون رد.
وجاء التحذير الإيراني بعد أن أصابت موجة ثالثة من الضربات الأمريكية والبريطانية 36 هدفًا للحوثيين في اليمن مساء السبت، مما دفع الجماعة المسلحة المدعومة من طهران إلى التعهد بمواصلة الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر لدعم الفلسطينيين في غزة.
وقد تم دعم الهجوم من قبل ست دول أخرى، بما في ذلك كندا وهولندا والبحرين. وقالت الولايات المتحدة إن الضربات استهدفت 13 موقعًا في جميع أنحاء اليمن وأصابت منشآت تخزين أسلحة تحت الأرض وأنظمة صواريخ ومنصات إطلاق وقدرات أخرى استخدمها الحوثيون لمهاجمة السفن في البحر الأحمر.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية
الهند عندها قوة نووية ماهي كبسة ولا برياني ولا سلته...
ما بقى على الخم غير ممعوط الذنب ... لاي مكانه وصلنا يا عرب و...
عملية عسكري او سياسية اتمنى مراجعة النص الاول...
انا لله وانا اليه راجعون ربنا يتقبله ويرحمه...
ان عملية الاحتقان الشعبي و القبلي الذين ينتمون اغلبيتهم الى...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الولایات المتحدة من فی البحر الأحمر الیمن 4 فبرایر فی الیمن
إقرأ أيضاً:
اليمن وكسر الردع الأمريكي: البحر الأحمر نموذجًا لفشل الهيمنة
عبدالوهاب حفكوف
من بين أكثر جبهات الصراع حساسيةً في الراهن الإقليمي، تبرز جبهةُ البحر الأحمر؛ بوصفها مرآةً حادةً لتعرِّي العقيدة العسكرية الأمريكية أمام خصم غير تقليدي. فاليمنيون، دونَ مظلة جوية، ولا منظومات دفاع متقدمة، ولا حماية نووية، نجحوا في إعادة صياغة مفهوم الردع، بل وفي تحطيم رمزيته في وعي القوة الأمريكية نفسها.
منذ اللحظة الأولى لتدخُّلِها في البحر الأحمر بذريعةِ حماية الملاحة، اعتقدت واشنطن أن بضعَ ضربات محسوبة ستُعيدُ التوازن وتفرض الهيبة. لكن الوقائع أثبتت عكسَ ذلك تمامًا. وقعت في فخٍّ مُحكم بُنِيَ بعناية تكتيكية فائقة، حَيثُ تقابلت العقيدة اليمنية القائمة على “رفع الكلفة بأقل الإمْكَانيات” مع منظومة أمريكية مأخوذة بالسرعة والضجيج.
كل عملية هجومية نفذها اليمنيون كانت تهدم جدارًا نظريًّا:
• فإسقاطُ مسيّرة أمريكية متقدمة لا يُضعِفُ الأدَاة فقط، بل ينسِفُ الثقةَ في أدوات الردع نفسها.
• وضرب سفينة تجارية لا يعطِّلُ الممرَّ فحسب، بل يربك مركز القرار في وزارة الدفاع الأمريكية.
• والأسوأ: أن الدفاعاتِ الأمريكية الذكية استُنزفت حتى أصبحت أضعف من الهجوم ذاته.
وفي العمق، تحولت معادلةُ الكلفة إلى كابوس استراتيجي: صاروخ بسيط لا تتجاوز تكلفته بضعة آلاف، يُقابل بمنظومة اعتراض بملايين الدولارات.
لكن الأمر لا يتوقف عند اليمن. كُـلّ ضربة يمنية ضد المصالح الأمريكية كانت تُترجَمُ إلى نقطة تفاوضية لصالح إيران؛ ليس لأَنَّ اليمنيين في سلطة صنعاء يتحَرّكون بأمر من أحد -فهم أسيادٌ تتضاءلُ أمامهم السيادة الزيتية العربية-؛ بل لأَنَّهم جزء من منظومة ردع إقليمية واسعة، نجحت في تقاسم الأدوار وتوزيع الجبهات، دون إعلان أَو ضجيج.
ومن هنا، بدأ التحول الأمريكي الحقيقي. الإدراك المتأخر أن التصعيد ضد اليمن كشف حجم الكارثة فجعل البيت الأبيض يُعيدُ الحسابات من جديد. فما كان يُخطط له كعملية تأديب محدودة، تحول إلى أزمة استراتيجية دفعت واشنطن للتراجع خطوة، والبحث عن مسار تفاوضي مع طهران.
في المحصلة، الحوثي لم يعد مُجَـرّدَ طرف محلي يحمي سواحله. لقد أثبت، من خلال أداء منضبط وحسابات دقيقة، أنه قادرٌ على تعديل هندسة القوة في الإقليم، وفرض نفسه كطرف لا يمكن تجاهله في أي معادلة تهدئة وَخُصُوصًا في المعادلة الفلسطينية.
هكذا، تحولت جبهة البحر الأحمر إلى مختبرٍ علني لفشل الردع الأمريكي، وصعود منطق جديد في إدارة الصراع.
أُولئك الذين ظنوا بأن العدوانَ الأمريكي سيقضي على اليمنِ في ظل حكم أنصار الله وحلفائهم، سيخيبُ أملُهم وَسيتعين عليهم الاستعدادُ للتعامل مع قوة إقليمية خرجت مرفوعة الرأس بعد منازلة أقوى دولة في العالم!
* كاتب وصحفي سوداني.. بتصرُّف يسير