بوابة الوفد:
2025-10-23@11:41:46 GMT

حكاية بنك

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

 

إذا قرأت وتتبعت خطوات البنك التجارى الدولى «CIB» ستجده بنكًا مختلفًا عن أقرانه من البنوك الأخرى.. مختلفًا فى إدارته.. فى نهجه.. فى المستجدات التى يبتكرها من وقت لآخر وينفرد بهذه الابتكارات، أصدر البنك مؤخرًا مجلدين كبيرين يتسمان بالفخامة والمحتوى الرائع الراقى الذى يؤرخ لفترات هامة من الحضارة والثقافة والفن المصرى.

المجلد الأول يقع فى 132 صفحة ويتسم بالطباعة الفاخرة ويحمل عنوان «فن العمارنة» ويقدم مجموعة من الصور الهامة لبعض معالم الحضارة المصرية العريقة قام بتصويرها «فيرنر فورمان» المصور التشيكى المولود فى 13 يناير عام 1921 بالعاصمة التشيكية براغ والتى تقع على نهر فلتافا وسط منطقة بوهيميا التاريخية، والمتوفى عام 2010 وكان فيرنر فورمان مولعًا بالفن الشرقى، وأقيم فى متحف براغ الوطني عام 1997 معرض لأعماله عن الفن فى مصر القديمة. أما «دانييل سالفولدى» الذى يقدم للمجلد ويعلق عليه فهو حاصل على الدكتوراه فى علم المصريات من جامعة بيزا ويعمل أستاذًا مساعدًا فى تاريخ العمارة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة والاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، أما شريف على محرر المجلد فهو ناشر ومؤسس دار زيتونة. يؤرخ «المجلد» ويتناول بالصور الشارحة لفترة «العمارنة» وهو الاسم الذى تعرف به فترة حكم أخناتون (1337 - 1320 ق. م) وهى من أكثر الفترات المثيرة للاهتمام والجدل فى التاريخ الطويل لملوك مصر القديمة.

أما المجلد الأنيق الثانى والذى يقع فى 336 صفحة فيحمل عنوان The GOLDEWYEARS OF EGYPTIAN MUSICALS أو السنوات الذهبية «VIVA LAMOUR» للموسيقى الغنائية المصرية «يحيا الحب» فيتناول جزءًا كبيرًا من التاريخ الحافل لأعمال فنية موسيقية غنائية خالدة - المجلد الضخم من تقديم فريدريك لاجرانجى واخراج شريف برعى. بداية المجلد من فيلم «أنشودة الفؤاد» وغنت فيه المطربة نادرة على اسطوانات كولومبيا بباريس ويعود تاريخ الفيلم إلى 16 يونية عام 1932، وكان الفيلم من اخراج نحاس والانتاج لشركة نحاس اسفنكس بالاسكندرية، ومثل فى هذا الفيلم جورج أبيض، ونادرة، وزكريا أحمد، ومرسى عبداللطيف، وكان مؤلف الموسيقى وواضعها هو نجيب نحاس، ومؤلف القصائد هو خليل بك مطران، والأغانى كانت من تلحين زكريا أحمد، أما مخرج الفيلم فكان «ماريوفولى». ويتناول المجلد ملامح من سيرة بعض الموسيقيين العظماء أمثال الموسيقار الكبير الراحل محمد عبدالوهاب، ومنيرة المهدية، وليلى مراد، وبديعة مصابنى، والعظيمة أم كلثوم وغيرهم من العمالقة الذين سطروا تاريخًا كبيرًا للفن المصرى فى الداخل والخارج. إن ما أقدم على صنيعه البنك التجارى الدولى CIB لهو بحق عمل رائع وإنجاز بكل المقاييس، وهو يؤكد بذلك أن دور المؤسسات المالية العملاقة لا يقتصر فقط على الأمور المالية بل يمتد إلى كل مناحى الحياة خاصة التنمية المستدامة والخدمات المجتمعية ومنها إثراء الحياة الثقافية بما يعود بالنفع فى النهاية على كل شرائح المجتمع.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المصرية CIB

إقرأ أيضاً:

إقالة الشعب لتستريح الحكومة!

فى السادسة صباح الجمعة 17 أكتوبر 2025، قررت الحكومة رسميًا بكل هدوء وثبات رفع أسعار الوقود، متعللة بأسباب ليست بجديدة على مسامعنا أو خارج سياق مبررات مُعلبة تتماشى مع جميع الأزمات على اختلاف أنواعها، فقالت إن قرار«الرفع» جاء فى ضوء التطورات المحلية والإقليمية والعالمية وتأثيرها على أسعار الطاقة، ثم أتبعت سيناريو التعليل بما يخفف وطأة الصدمة على مسامع المواطنين ونفوسهم بأن تلك الزيادة قد تكون الأخيرة وسيتم تثبيت الأسعار لمدة عام كحد أدنى!
وطالما أن الحكومة لم تذكر أن «الرفع» جاء استجابة لتعليمات صندوق النقد، فلا داعى لتذكيرها بتصريحات الدكتور محمد معيط المدير التنفيذى فى الصندوق مارس الماضى، بأن مصر أعلنت عن أنها ملتزمة برفع إجمالى الدعم الكامل عن الوقود بحلول ديسمبر 2025، وأن الالتزام قائم، مؤكدًا ثم قاطعًا الطريق على إمكانية تأجيل هذا «الرفع» بأن هناك التزامًا من السلطات المصرية بالتاريخ المعلن، فمناقشة هذا السبب بعد استبعاده من قائمة التعليل،غير مُجدٍ، لأنها حكومة لا تسمع ولن تسمع!
المحزن، أنه فى ظل الصراخ الصامت الذى نعانيه بعد صدمة رفع البنزين 13% تقريبًا بكل هذا الثبات الحكومى، وما يتبعه من ارتفاع فى أسعار السلع والخدمات، تتفاجأ بنوعية من التصريحات تصيبك بالإحباط المزمن، على غرار تشكيل غرفة عمليات مركزية وفرعية لضمان انضباط الأسواق واستقرارها، والمتابعة اللحظية لضمان توافر المنتجات البترولية للمواطنين بصورة طبيعية!.. نقول لهم إن تلك الزيادة لا تُطاق ولا تُحتمل، وأنها أعباء فوق أعباء، إنها موات بالبطىء، نصرخ: لا نملك ثمن السلعة فيكون الرد: سنعمل على توفيرها فى الأسواق!.. حالة من الإدراك المفقود، حكومة لا تُدرك ما نقول أو لا نُدرك نحن ما تفعل!.. أيهما أصوب؟ لا فرق فالنتيجة واحدة.
بعد هذا الصراخ الصامت والإحباط المزمن والدخول فى دائرة الإدراك المفقود، عُدت إلى الوراء قليلًا، حيث كلمة الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، خلال مؤتمر «حكاية وطن» سبتمبر 2023، واستعراض حصاد تسع سنوات من الإنجازات، وقد ألهمنى الله الصبر ساعة و18 دقيقة و26 ثانية مدة الكلمة التى ألقاها سيادته، بداية من استعراض ما قامت به الحكومة لخدمة المواطن وتأكيدات سيادته بأنها إنجازات غير مسبوقة بكل المقاييس، لم تحدث منذ عقود طويلة، مرورًا  بتجارب دول مماثلة احتاجت أكثر من عقدين من الزمان حتى تنهض وتحقق التقدم المنشود!
وبعد بيانات ومقارنات بين ماكان وما حدث، جاءت اللحظة الفارقة التى كاد أن يبكى فيها سيادته متأثرًا بعد هذا العرض وهو يقول: «أهم شىء الثقة فى المسار.. إحنا بنبنى بلد.. إحنا بنبنى بلد.. بلد ممكن مش لينا.. جايز يكون الأجيال الموجودة هى من تعانى من دفع فاتورة هذه الإصلاحات وبناء الدولة».. ففهمت ببساطة ووضوح أننا من الجيل الذى يدفع ثمن الإصلاح ولن يجنى ثماره!
هذا الجيل الذى ينتمى إلى شعب قالت عنه الحكومة أن 40% منه يعانى من «فقر الدم» ما يؤثر على إنتاجية الفرد وقدرته على العمل ويسبب عبء اقتصادى على الدولة ويمنع دوران عجلة التنمية.. متناسية أن زيادة أسعار الوقود تتبعها تلقائيًا موجة غلاء فى المعيشة ينتج عنها سوء تغذية، أحد أهم  أسباب الإصابة بفقر الدم، أليس من حق هذا الجيل يا سيادة رئيس الوزراء أن يحصل على الحد الأدنى من تلبية احتياجاته دون ضغوط يومية سببها الأول الحكومة.. أليس من حق هذا الجيل يا حكومة أن يعرف كم عدد الفقراء الذين وقعوا ضحايا خطة الإصلاح لتحيا أجيال أخرى.
فى النهاية: التنمية التى تزيد الفقر ليست بتنمية.. النمو الذى لا يُترجم إلى زيادة فى دخل الفرد وتحسن قدرته الشرائية ليس نموًا.
والخلاصة: الإصلاح مستمر.. والغلاء أيضًا مستمر.. ولا جدوى من استعراض لماذا وكيف وما النتيجة؟ لأننا أمام حكومة لا ترى الضغط المعيشى الذى وصلنا إليه ولن تسمع أنينه، وعلى الحكومة أن تقيل هذا الشعب لتستريح من أعبائه لأنه لا فائدة من إقالة الحكومة!
وأخيرًا: إلى كل الأجيال القادمة وثقت هنا ما نعانيه.. لأنه قيل لنا إنكم من سيجنى ثمار الإصلاح.. فهل جنيتموه؟

حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء

[email protected]

مقالات مشابهة

  • مديحة حمدي: أمي صعيدية وشجعتني على التمثيل وكان نفسي أكون صحفية
  • غزة تودع ضحايا الإجرام الصهيونى
  • الضامن.. والكفيل
  • ننشر توصيات قمة الاستثمار العربى الأفريقى
  • فى ذكراه.. حكاية وفاة حسن الأسمر بعد عودته من الصلاة
  • محمد دياب: محمد رمضان ممثل ملاك وكان ملتزمًا في فيلم "أسد"
  • إقالة الشعب لتستريح الحكومة!
  • الطرد خارج الحلبة!!
  • فى مهب الإهمال
  • “نقل الكهرباء” توقع 3 عقود جديدة لتعزيز مشروعات الشبكة القومية ودعم منظومة القطار السريع