رشا عوض
لا يوجد أي تعريف موضوعي للخيانة او العمالة او الارتزاق في قاموس الكيزان ، بل يوجد تعريف ذاتي يخصهم! باختصار
موقفك من العصابة الكيزانية المأفونة هو الذي يمنحك صك الوطنية او يسلبه منك!
وبالتالي فإن تعريفات الوطنية والخيانة والعمالة، كلها متغيرة حسب مصالح العصابة المأفونة وتقلباتها وما اكثر تلك التقلبات!
من تخوين كل من يدعو لوقف الحرب ويدعو للتفاوض انقلبوا إلى اللهاث وراء عبد الرحيم دقلو والمفاوضات السرية! يعني التفاوض في النور لصالح أجندة السلام والديمقراطية خيانة ولكن التفاوض في الظلام بحثا عن صفقات اقتسام ما تبقى من شركات الذهب في بلد تحترق هو الوطنية!
من موقف اعتبار الدعم السريع من الخطوط الوطنية الحمراء عندما كان حاميا للعصابة الكيزانية وصمام امانها، انقلبوا إلى وصفه بالمليشيا المجرمة من لم يدن انتهاكاتها خائن وعميل وحليف للجنجويد! هل العصابة الكيزانية تابت توبة نصوحا من الجنجويد؟ هل اكتسبت بقدرة قادر الحس الانساني المضاد للانتهاكات الذي افتقدته بشكل كامل طوال تاريخها؟
ابدا ! تتواتر التسريبات عن تسليح ومعسكرات تدريب بقيادة موسى هلال مؤسس الجنجويد وصاحب السجل الأكثر قتامة ووحشية في انتهاكات دارفور لخوض حرب الكرامة الكيزانية! وهذا يؤكد ان الحرب ليست ضد الجنجويد وانتهاكاتهم ولا ضد المليشيات من حيث المبدأ بل هي حرب الكيزان من أجل العودة إلى السلطة على ظهر جنجويد موسى هلال ومليشيات البراء بن مالك والجيش الذي سيجد نفسه مجددا محاصرا! داخليا بسيطرة الضباط الكيزان وخارجيا بالمليشيات الموازية!
والتقلبات تبعا للعصا والجزرة هي القاعدة الثابتة دائما وابدا
فمن أمريكا روسيا دنا عذابها إلى فخر وزير خارجية الكيزان: كنا عيون واذان أمريكا في المنطقة! ومطالبة رئيسهم بإنشاء قاعدة روسية في البحر الأحمر!
من ” المؤتمر العربي الشعبي الاسلامي لمواجهة الاستكبار الغربي” إلى تسليم كارلوس( الذي اسلم وسمى نفسه احمد بركات) تسليمه لفرنسا وابراز اسم كارلوس واخفاء احمد ههههه! وبيع بالجملة لملفات المجاهدين المغفلين الذين صدقوا الكيزان وافتكروا القبة تحتا فكي! طلع القبة تحتا صلاح قوش الذي باع المغفلين للمخابرات الأمريكية!
من تخزين الصواريخ الإيرانية واحتضان التصنيع الحربي الإيراني ودعم حماس وحزب الله إلى تفويج المقاتلين إلى السعودية وطرد السفير الإيراني بينما السعودية نفسها في ذلك الوقت لم تطرد السفير الإيراني! والى الزيارات السرية إلى تل أبيب كطريق إلى قلب أمريكا لترفع العقوبات!
العصابة الكيزانية منزوعة الضمير والأخلاق تماما وجعلت الدين غطاء للاجرام واللصوصية ، حتى البسطاء وغير المسيسين من عامة الشعب ، عندما يتحدث أحدهم او احداهن عن ان له قريب كوز يستدرك بمنتهى العفوية قائلا هو كوز لكن والله العظيم ما حرامي والله ما عنده عمارات ولا قروش وساكن في بيت إيجار!
الأزمة الاخلاقية العميقة التي تطوق الكيزان أدخلتهم في حالة مرضية مستفحلة اهم أعراضها الإسراف والتنطع في الحديث عن الأخلاق والوطنية والفجور الفاحش في التجني على الآخرين وتجريمهم وتخوينهم، وأكثر حركاتهم القردية البهلوانية إضحاكا وفي ذات الوقت إثارة للشفقة عندما يقفزون إلى منصة الاستاذية ويحاضرون الناس في السيادة الوطنية ويجعلون ذواتهم المتضخمة بالاوهام وبالمال الحرام مرجعية مطلقة للصواب والخطأ!
الشعب السوداني يتحسس قنابيره كلما تحدث كوز عن الوطنية واسرف في المواعظ الدينية والاخلاقية!
اما جيوش البلطجة الاسفيرية المأجورة لتسميم اي نقاش موضوعي وابتذاله بالبذاءات والاساءات الشخصية والكذب فهؤلاء دليل إضافي على عمق أزمة العصابة المأفونة التي أصبحت تخوض معاركها الفكرية والسياسية بجيوش ذباب إلكتروني مقرف مدجج بالجهالة وسوء الخلق!
///////////////////  

.

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الجنجويد: خنجر في خاصرة الوطن وأسطورة حقد لا تعرف السلام

كتب الدكتور عزيز سليمان أستاذ السياسة والسياسات العامة

عندما نتحدث عن الجنجويد، فنحن لا نتحدث عن مجموعة متمردة عابرة أو مليشيا مسلحة تبحث عن السلطة، بل عن أسطورة سوداوية متجذرة في تاريخ حديث ينضح بالدم والدمار ستظل في مخيلة هذا الشعب الطيب الي يوم النفخ ومعزوفة اسرافيل. هؤلاء ليسوا فقط خصومًا سياسيين أو عسكريين، بل تجسيدًا لحقد لا يمكن أن يولد بين أبناء وطنٍ واحد، مهما تكالبت الجهالة على القلوب والأذهان. جرائمهم التي تكشّفت على مدار السنوات الأخيرة ليست سوى وجهٍ آخر لنار أُشعلت في خاصرة السودان، هدفها تمزيق النسيج الاجتماعي لصالح أطماع لا تعرف الشبع.
الكتلة الحرجة: السودانيون وجيشهم في مواجهة الحقد التتاري
في لحظة تاريخية نادرة، اصطف السودانيون خلف جيشهم الوطني، ليس حبًا في السلاح أو العسكرة، بل قناعةً بأن المؤسسة العسكرية هي آخر خطوط الدفاع عن شرف تراب الوطن ووحدته. السواد الأعظم من الشعب رأى أن هذه الفئة الغاشمة لا تفهم لغة السلم ولا تعترف بقوانين دولية أو أعراف إنسانية. لقد استعانت مليشيا الجنجويد عبر الامارات بكل طامع وحاسد ومرتزق عابر للقارات، وظفت الأحقاد الإقليمية واستغلت مطامع الأجنبي لتستبيح الأرض، وتغتال الطمأنينة في قلوب السودانيين وتحرمهم من ابسط حاجيات الإنسانية.
رقصة السلام الماكرة: محاولة للعودة تحت غطاء السلم
في المقابل، برزت بوادر دعوات للسلم من أطراف تعتقد أنها تستطيع الإفلات من العقاب. الإسلاميون، الذين أطاحت بهم ثورة ديسمبر المجيدة، يرون في الحرب المستعرة فرصة للعودة إلى المشهد السياسي، متخفين تحت عباءة التسويات والسلام الزائف. ما يجري اليوم ليس إلا فصلًا جديدًا من صراع الإسلاميين أنفسهم، الذي بدأ بمفاصلة سياسية في ٢٠١٠ وانتهى بمفاصلة مسلحة في ابريل ٢٠٢٣، حيث تجلت أطماع قلة منهم في السيطرة على الجيش وتوظيفه لخدمة مشاريعهم السلطوية
لكن هذه المحاولات تواجه وعيًا شعبيًا متقدًا، صقلته معاناة النزوح والدماء، وبرودة ليالٍ ينام فيها الأطفال على صوت الخوف. السودانيون لم يعودوا يرون في شعارات السلام المزيفة سوى محاولة لإعادة تدوير الدكتاتورية، إذ يدركون أن أي سلام لا يحاسب الجنجويد ولا يضمن تحييد الإسلاميين عن المؤسسة العسكرية هو محض استراحة قبل فوضى جديدة.
الطريق الثالث: الكتلة الشعبية في مواجهة الفوضى
اليوم، بدأت الكتلة الحرجة تتبلور، تلك الكتلة التي تتجاوز الشعارات الفارغة وتضع أهدافًا واضحة بعيدًا عن العبثية التي رافقت شعارات الثورة الأولى. هذا الطريق الثالث لا ينحاز إلا للمؤسسة العسكرية كجهة مهنية خالصة، تعيد السودان إلى مساره المدني الحقيقي بعد حسم التمرد.
السودانيون تعلموا من أخطاء الماضي، ولن يكرروا تجربة “تسقط بس" التي انتهت بفوضى وضياع. إذا كانت الجنجويد تمثل الحقد الأعمى، فإن الشعب السوداني يمثل الحكمة والبصيرة التي لا تقبل العودة إلى الوراء، ولا تسمح لقلة عابثة أن تسوق البلاد إلى فوضى جديدة
هكذا، يقف السودان عند مفترق طرق، ولكن شعبه لن يخضع لأوهام السلام الزائف، بل سيواصل الصلاة في محراب الوعي الشعبي والتنظيم المحكم، حتى يعود الوطن حُرًا من كل أشكال الحقد والظلام الذي البسه الإسلاميين لباس النور بين قرني الشيطان.

quincysjones@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • ماهو مخدر «الماجيك مشروم» المضبوط في مصر؟
  • التعريف باكتتاب "أوكيو للصناعات الأساسية" في المضيبي
  • شاهد بالفيديو.. الناشط الذي اشتهر بتقليد أفراد الدعم السريع يعود بمقطع ساخر ويكشف ردة فعل “الدعامة” عندما تأتيهم تعليمات بدخول الفاشر ومتابعون: (الله يجازي محنك قطعت مصارينا بالضحك)
  • حرب الكيزان – مليشيات الكيزان: المشهد الختامي لنهاية الحركة الإسلامية في السودان 
  • الحصاحيصا، تعتبر معقل الجنجويد في ولاية الجزيرة
  • وزير الثقافة:الأدب هو سلاحنا الفكري الذي يحمي هويتنا الوطنية
  • التعريف باكتتاب "أوكيو للصناعات الأساسية" في جنوب الباطنة
  • الجنجويد: خنجر في خاصرة الوطن وأسطورة حقد لا تعرف السلام
  • المناطق غير الآمنة في السودان هي أي مناطق يوجد فيها الجنجويد
  • قاموس تقزم السياسي (تفكيك المصطلحات)