حسين التهامى
ترجع نشأة الجيش السوداني إلى ما قبل مملكة كوش (732 سنة)قبل الميلاد، ومملكة كوشواتخذت هذا الاسم إبان تتويج كاشتا أول ملوك الأسرة الخامسة والعشرون النوبية . وقبل عام١٨٢٠م ودخول الجيش المصرى إلى السودان كانت السلطنات والمالك والقبائل تمتلك جيوشهاالخاصة بها والتى تتولى الدفاع عنها او التوسع والاستحواذ على أراضى وموارد جديدة باسمها .
هذه عجالة فيها بعض الابتسار فى السرد لتاريخ نشوء الجيش السودانى والغرض منها انندلف إلى زعم أتحمل وزره بان الجيش السودانى الحالى لا يعكس منذ قيامه -فى ما عدا فترةحكم الخليفة عبد الله - دور الجيش الوطنى المطلوب . فلا نحن كسودانيون رسمنا حدودبلادنا السياسية والجغرافية او الشعب ألذى يعيش بداخلها ولا الجيش ألذى يفترض ان يكوندوره هو حمايتها جميعها . ورثنا ذلك كله: الشعب والأرض والجيش ولم يكن لنا دور كينونى او تأسيسي. وليس فى ذلك منقصة او عيب. ولكن المنقصة والعيب يكمنان فى غياب الارتقاءوالخلود إلى الموروث جملة لا يمتد اليه فكو او يد ليناسب ظرفه ووقته لنكون مجرد رقعة جغرافية كما وصفنا وكان نصف مصيب و نصف مخطىء فى ذلك الكاتب والصحفي محمدحسنين هيكل فى مقالة او مقولة له قبل سنوات عددا. ومع تصاعد حدة الوضع فى دارفور منذ عام ٢٠٠٣م ظهرت الحوجة الماسة إلى قوات مشاة صلبة تتحكم فى الأرض وكانت قوات الشعب المسلحة تعانى أصلا من مشكلة تجنيد فى صفوفها بسبب عزوف الفئات العمرية مابين ١٨-٣٠ عاما من لانخراط فى سلك الجندية لأسباب عديدة منها محرقة حرب الجنوب وضعف المرتبات وغلظة وشدة حياة الجندية. ووجد نظام البشير ضالته فى أبناء القبائل العربية من اقليمى دارفور وكردفان. وكانت الوصفة غاية فى البساطة: تقدم تلك القبايل العنصر البشرى لتكون قوات مشاة رادعة مقابل ان تحصل على الأرض والامتيازات.
وتحولت تلك المعادلة إلى كارثة بكل المقاييس بعد ان عمد نظام البشير ومن بعده قيادة الجيش إلى الاعتماد الكامل على ماسمى منذاك بقوات الدعم السريع وتلك كانت خطيئة الجيش التى لا تغتفر . ووقعت قوات الدعم السريع فى الخطأ ألذى لا يغتفر ايضاً إذ عمدت إلى ملء الفراغ حولها وخارجها بالتوسع وبسط نفوذها ليس عسكريا فحسب بل وسياسيا واقتصاديا وخاصة بعد سقوط نظام البشير فى ٢٠١٩م . وكان خطاب قائد تلك القوات محمد حمدان دقلو فى ٢٠١٤م عندما تعرض الصادق المهدى رئيس حزب الأمة بالانتقاد لقوات الدعم السريع رسالة واشارة واضحة لما وصلت اليه خطورة الوضع إذ قال محمد حمدان دقلو بالحرف : (زي ما قلت ليكم البلد دي بَلْفها عندنا نحن أسياد الربط و الحل.. مافي ود مرة بفكلسانو فوقنا.. مش قاعدين في الضل و نحن فازعين الحرابة..!! نقول اقبضوا الصادق يقبضواالصادق فكوا الصادق يفكوا الصادق..! زول ما بكاتل ما عندو رأي..! أي واحد يعمل مجمجةأهي دي النقعة و دي الذخيرة توري وشها..! و يوم الحكومة تسوي ليها جيش، بعدين تكلمنا. ارمو قدام بس.) انتهى
وأما الأرض فمقدور عليها ويبقى حدود السودان على ما هى عليه كما تقول احكام القوانينالدولية. وأما الشعب فهى دولة المواطنة إذاً. والمليشيات للحل . وأما الجيش فهو إلى ثكناتهليدافع عن الشعب والأرض. وأما السياسة فسبيلها المحكمة الدستورية ومفوضية للأحزابوصندوق الانتخابات.
حسين التهامى
husselto@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الجیش السودانى الدعم السریع تلک القوات ومن بعد من بعد
إقرأ أيضاً:
بالصورة.. أسرة النقيب المتمرد سفيان بريمة تخاطب قائد ثاني قوات الدعم السريع بحثاً عن إبنها (معتقل عندكم منذ سقوط تمبول الرجاء إبلاغنا عن حالته إن كان على قيد الحياة من عدمها)
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالسودان, صورة من خطاب قيل أنه من أسرة النقيب المتمرد على الجيش, والمنضم لقوات الدعم السريع سفيان محمد زين بريمة.
وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فقد بعثت أسرة النقيب المتمرد, رسالة لقائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو.
واستفسرت الأسرة من خلال الرسالة عن مصير إبنها المعتقل داخل معسكرات الدعم السريع, منذ سقوط مدينة تمبول بشرق الجزيرة على يد الجيش.
وطالبت أسرة “بريمة” بحسب ما جاء في الخطاب الذي رصده محرر موقع النيلين, مدها بأخبار ومعلومات عن إبنها.
وجاء في آخر خطاب الأسرة لدقلو: (معتقل عندكم منذ سقوط تمبول وانضمام كيكل للجيش.. الرجاء إبلاغنا عن حالته إن كان على قيد الحياة من عدمها وشكراً).
محمد عثمان _ الخرطوم
النيلين
إنضم لقناة النيلين على واتساب