سودانايل:
2024-11-26@07:46:55 GMT

خطيئة الجيش وخطأ الدعم السريع

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

حسين التهامى
ترجع نشأة الجيش السوداني إلى ما قبل مملكة كوش (732 سنة)قبل الميلاد، ومملكة كوشواتخذت هذا الاسم إبان تتويج كاشتا أول ملوك الأسرة الخامسة والعشرون النوبية . وقبل عام١٨٢٠م ودخول الجيش المصرى إلى السودان كانت السلطنات والمالك والقبائل تمتلك جيوشهاالخاصة بها والتى تتولى الدفاع عنها او التوسع والاستحواذ على أراضى وموارد جديدة باسمها .

وكانت تركيبتها وعقيدتها القتالية ذات طابع قبلى ومن بعد ذلك جهادى إسلامى كما راينا فىحقبة المهدية بعد هزيمة الجيش المصرى وسقوط الخرطوم فى عام ١٨٨٥م . وشهدت فترةحكم المهدي والخليفة عبد الله قيام اول جيش وطنى ضمن حدود وسيادة دولة السودان ورقعته الجغرافية كما نعرفها اليوم. وسقط الجيش السودانى ومعه السودان مع دخولالقوات البريطانية والمصرية فى عام ١٨٩٨م. تلك القوات لم تكن وحدها بل استعانت بجنودمن قبائل سودانية بعضها معادية للمهدية ودولة الخليفة عبد الله وبعضها كان قد سلك فىالجندية مع القوة الغازية قبل وبعد وصول القوات المصرية سنة ١٨٢٠م وكان ذلك احد أغراضدخول محمد على باشا إلى السودان. وبعد استقرار الأمر للاحتلال الثنائي البريطانى المصرىتم الشروع تدريجيا فى إنشاء وحدات عسكرية من جنود ومن بعد ضباط سودانيون شكلتلاحقا نواة الجيش الذى تسلم او تم تسليمه كل النظم والأسلحة والحاميات العسكرية معخروج آخر جندى بريطانى مصرى سنة ١٩٥٥م. وعرفت تلك القوات باسم قوة دفاع السودان. ومن بعد حملت أسم الجيش السودانى إلى ان استقرت تسميتها إلى قوات الشعبالمسلحة. وفى ذلك مضامين تعكس نوع العقيدة القتالية إذ ان دولتى الحكم الثنائي لم تكوناراغبتين فى قيام اى جيش سودانى بعقيدة قتالية دات نزعة هجومية خشية تكرار تجربة دولةالمهدية . ثم من بعد الاستقلال حملت تلك القوات تسمية الجيش السودانى وهو وصف اوتسمية معروفة بين جيوش العالم انذاك فى الخمسينات . وتم استبدالها باسم قوات الشعبالمسلحة بعد عام ١٩٦٩م على نسق النظم اليسارية - لإظهار المقارنة فى التسمية ؛ قواتالشعب الصينى المسلحة. وبعيد خروج الاستعمار بقليل زج السياسيون والنخب الفاشلة والهاربة من استحقاقات دولة المواطنة والقانون ومجتمع الحرية و العدالة والمساواةبالجيش فى أتون السياسة حتى يغطوا عطبهم المزمن وعوارهم .
هذه عجالة فيها بعض الابتسار فى السرد لتاريخ نشوء الجيش السودانى والغرض منها انندلف إلى زعم أتحمل وزره بان الجيش السودانى الحالى لا يعكس منذ قيامه -فى ما عدا فترةحكم الخليفة عبد الله - دور الجيش الوطنى المطلوب . فلا نحن كسودانيون رسمنا حدودبلادنا السياسية والجغرافية او الشعب ألذى يعيش بداخلها ولا الجيش ألذى يفترض ان يكوندوره هو حمايتها جميعها . ورثنا ذلك كله: الشعب والأرض والجيش ولم يكن لنا دور كينونى او تأسيسي. وليس فى ذلك منقصة او عيب. ولكن المنقصة والعيب يكمنان فى غياب الارتقاءوالخلود إلى الموروث جملة لا يمتد اليه فكو او يد ليناسب ظرفه ووقته لنكون مجرد رقعة جغرافية كما وصفنا وكان نصف مصيب و نصف مخطىء فى ذلك الكاتب والصحفي محمدحسنين هيكل فى مقالة او مقولة له قبل سنوات عددا. ومع تصاعد حدة الوضع فى دارفور منذ عام ٢٠٠٣م ظهرت الحوجة الماسة إلى قوات مشاة صلبة تتحكم فى الأرض وكانت قوات الشعب المسلحة تعانى أصلا من مشكلة تجنيد فى صفوفها بسبب عزوف الفئات العمرية مابين ١٨-٣٠ عاما من لانخراط فى سلك الجندية لأسباب عديدة منها محرقة حرب الجنوب وضعف المرتبات وغلظة وشدة حياة الجندية. ووجد نظام البشير ضالته فى أبناء القبائل العربية من اقليمى دارفور وكردفان. وكانت الوصفة غاية فى البساطة: تقدم تلك القبايل العنصر البشرى لتكون قوات مشاة رادعة مقابل ان تحصل على الأرض والامتيازات.
وتحولت تلك المعادلة إلى كارثة بكل المقاييس بعد ان عمد نظام البشير ومن بعده قيادة الجيش إلى الاعتماد الكامل على ماسمى منذاك بقوات الدعم السريع وتلك كانت خطيئة الجيش التى لا تغتفر . ووقعت قوات الدعم السريع فى الخطأ ألذى لا يغتفر ايضاً إذ عمدت إلى ملء الفراغ حولها وخارجها بالتوسع وبسط نفوذها ليس عسكريا فحسب بل وسياسيا واقتصاديا وخاصة بعد سقوط نظام البشير فى ٢٠١٩م . وكان خطاب قائد تلك القوات محمد حمدان دقلو فى ٢٠١٤م عندما تعرض الصادق المهدى رئيس حزب الأمة بالانتقاد لقوات الدعم السريع رسالة واشارة واضحة لما وصلت اليه خطورة الوضع إذ قال محمد حمدان دقلو بالحرف : (زي ما قلت ليكم البلد دي بَلْفها عندنا نحن أسياد الربط و الحل.. مافي ود مرة بفكلسانو فوقنا.. مش قاعدين في الضل و نحن فازعين الحرابة..!! نقول اقبضوا الصادق يقبضواالصادق فكوا الصادق يفكوا الصادق..! زول ما بكاتل ما عندو رأي..! أي واحد يعمل مجمجةأهي دي النقعة و دي الذخيرة توري وشها..! و يوم الحكومة تسوي ليها جيش، بعدين تكلمنا. ارمو قدام بس.) انتهى
وأما الأرض فمقدور عليها ويبقى حدود السودان على ما هى عليه كما تقول احكام القوانينالدولية. وأما الشعب فهى دولة المواطنة إذاً. والمليشيات للحل . وأما الجيش فهو إلى ثكناتهليدافع عن الشعب والأرض. وأما السياسة فسبيلها المحكمة الدستورية ومفوضية للأحزابوصندوق الانتخابات.

حسين التهامى
husselto@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الجیش السودانى الدعم السریع تلک القوات ومن بعد من بعد

إقرأ أيضاً:

الدعم السريع يهاجم أم درمان بالمسيرات ويقتحم 10 قرى بشرق النيل

شنت قوات الدعم السريع فجر اليوم هجوما بالطائرات المسيرة على مواقع شمالي أم درمان في السودان، كما "اقتحمت ونهبت" نحو 10 قرى في محلية شرق النيل، وفقا لما ذكره مصدر مطلع للجزيرة وإعلام حكومة ولاية الخرطوم.

وأوضح المصدر المطلع أن قوات الدعم السريع شنت هجوما بالطائرات المسيرة على دفعتين على مواقع في محلية كرري، مضيفا أن المضادات الأرضية للجيش السوداني تصدت لها.

ويعد هجوم الدعم السريع بالمسيرات اليوم هو الثاني من نوعه حيث تعرضت أمس قاعدة وادي سيدنا العسكرية لهجوم مماثل أوقع خسائر بشرية ومادية محدودة، وفقا لمصادر عسكرية في الجيش السوداني.

وإضافة إلى الهجوم بالمسيرات رصد مراسل الجزيرة أصوات نار كثيفة فجر اليوم شمالي أم درمان.

وفي إطار متصل قال إعلام حكومة ولاية الخرطوم في بيان صحفي اليوم إن قوات الدعم السريع "اقتحمت ونهبت نحو 10 قرى ببادية أم ضوا بان" بمحلية شرق النيل التابعة للخرطوم بحري.

وأضاف البيان أن عمليات النهب طالت ممتلكات المدنيين والمرافق العامة بما في ذلك ألواح الطاقة الشمسية المستخدمة في محطات توفير المياه.

جانب من آثار الدمار الذي لحق بمساكن مدينة الفاشر خلال معارك سابقة (مواقع التواصل) معارك الفاشر

ولا تزال تشهد أرجاء أخرى من السودان معارك بين الجيش وقوات الدعم السريع حيث قتل مساء أول أمس السبت 7 مدنيين وجرح 47 آخرون نتيجة قصف مدفعي مكثف شنته قوات الدعم السريع على سوق مخيم أبو شوك للنازحين شمالي مدينة الفاشر، غرب السودان، وفقا لمصادر محلية.

وكانت المدينة شهدت خلال يومي الجمعة والسبت تبادلا للقصف المدفعي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما اضطر عشرات المواطنين، معظمهم من الأطفال والنساء، للفرار من منازلهم إلى أماكن أكثر أمانا.

ووفق مصادر محلية، تواصل قوات الدعم السريع استهداف منازل المدنيين في وسط مدينة الفاشر باستخدام المدفعية الثقيلة، حيث تركز قصفها على بعض الأحياء الجنوبية والغربية.

وشُوهدت مساء أمس الأحد طائرة حربية للجيش السوداني تحلّق في سماء المدينة، كما عزز الجيش وحلفاؤه دفاعاتهم في الأحياء الشرقية تحسبا لأي هجوم محتمل.

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال زيارته لسنجة بعد استعادة السيطرة عليها (مواقع التواصل) استعادة سنجة

وكان الجيش السوداني أعلن أول أمس السبت استعادته السيطرة على مقر الفرقة 17 في مدينة سنجة حاضرة ولاية سنّار وسط السودان، وذلك بعد معارك ضارية شهدتها المدينة على مدى يومين.

وتعد "سنجة" أول عاصمة ولائية يستطيع الجيش السوداني استعادتها من قبضة قوات الدعم السريع، منذ اندلاع الحرب التي يشهدها السودان منذ 15 أبريل/نيسان من العام الماضي، وتعد سيطرة الجيش عليها إنجازا إستراتيجيا لوقوعها عند محور أساسي يربط بين مناطق يسيطر عليها الجيش في شرق السودان ووسطه.

في المقابل، لا تزال قوات الدعم السريع تتواجد في بعض مناطق من ولاية سنار، خاصة في "الدالي والمزمزم وأبو حجار وكركوج وقرى غرب الدندر"، وفقا لوسائل إعلام محلية.

كما تسيطر قوات الدعم السريع على معظم مناطق ولاية الجزيرة باستثناء مدينة المناقل والمناطق المجاورة لها والتي تمتد حتى حدود ولاية سنار جنوبا وغربا حتى ولاية النيل الأبيض.

وتسببت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في تشريد أكثر من 11 مليون شخص، من بينهم 3.1 ملايين نزحوا خارج البلاد، حسب المنظمة الدولية للهجرة.

مقالات مشابهة

  • البرهان: لا تفاوض ولا تسوية مع "قوات الدعم السريع" 
  • الدعم السريع يهاجم أم درمان بالمسيرات ويقتحم 10 قرى بشرق النيل
  • الجيش السوداني يكثف ضرباته على مواقع الدعم السريع في الخرطوم وبحري
  • الجيش السوداني يحقق انتصارًا ساحقًا على قوات الدعم السريع.. واحتفالات شعبية واسعة (فيديو)
  • إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
  • الجيش السوداني يدعو جوبا لمنع عناصر الدعم السريع من دخول أراضيها
  • الجيش صمم على تنفيذ الاتفاق بقية مناطق السودان دون الحاجة لموافقة قوات الدعم السريع
  • الجيش يعلن استعادة مقر الفرقة 17 من الدعم السريع وسط السودان
  • الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة من قوات "الدعم السريع"  
  • الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة من قوات الدعم السريع