البوابة نيوز:
2025-04-17@06:40:30 GMT

ماذا سيكتب التاريخ عن حرب غزة؟

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

إن عاجلًا أو آجلًا سوف تتوقف الحرب على غزة، وسوف يسجل التاريخ مواقف الأشخاص الذين تفاعلوا معها سلبًا أو إيجابًا، تمامًا كما يذكر هتلر وموسولينى ومذبحة الهولوكست فى الحرب العالمية الثانية.  سوف يسجل التاريخ أن الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى قد رفض تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء رغم كل الضغوط الخارجية.

وسوف يسجل التاريخ الجرائم ضد الإنسانية التى مارسها قادة إسرائيل، خاصةً بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء، ويوآف جالانت وزير الدفاع، الذى وصف الفلسطينيين بأنهم حيوانات بشرية. وسوف يذكر بن جفير وزير الأمن القومى الإسرائيلي، وسموتريتش وزير المالية، وغيرهم كمجرمى حرب شاركوا فى إبادة جماعية.. على النقيض من ذلك، سوف يسجل التاريخ، مواقف إنسانية نبيلة لبعض المنظمات الدولية مثل هيئة الإغاثة الدولية والهلال الإحمر، وبعض الدول مثل جنوب أفريقيا. وسوف يسجل فى صفحات النبلاء بعض الأشخاص الذين كانت لهم مواقف مشرفة، تتسم بالموضوعية والشجاعة، واتخاذ مواقف تتسق مع الفطرة السليمة والضمير الإنساني. نذكر من هذه الشخصيات مصطفى البرغوثى السياسى الفلسطيني، وأنطونيو جوتيرش أمين عام الأمم المتحدة، ومارتن جريفيث مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية، وسيريل رامافوزا رئيس دولة جنوب إفريقيا وجدعون ليفى الصحفى الاسرائيلى.

أولًا: الدكتور مصطفى البرغوثى، سياسى وطبيب وأستاذ جامعى وكاتب فلسطينى (٧٠ عامًا). ترشح فى سنة ٢٠٠٥،  لمنصب رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، ضد الرئيس محمود عباس. خلال هذه الحرب كان البرغوثى هو الصوت  الفلسطينى الذى يدافع عن قضيته بذكاء وموضوعية أمام الصحافة والإعلام. حتى عندما استفزته مذيعة الـBBC البريطانية، خرج منتصرًا من المقابلة. يجيد التحدث وليس محسوبًا على أى من السلطة أو حماس، مما يؤهله لنيل ثقة الفلسطينيين فى أية انتخابات لاحقة.

ثانيًا: أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش (٧٤ عامًا)، سياسى برتغالى يتولّى منصب الأمين العام للأمم المتحدة منذ الأول من يناير ٢٠١٧. كان قبلها رئيسًا لوزراء البرتغال من ١٩٩٥ حتى ٢٠٠٢. وقف فى صف الحق الفلسطيني، وعرض الموضوع على مجلس الأمن إستنادًا إلى مادة تهديد السلم والأمن الدوليين، مما استدعى مندوب إسرائيل لمهاجمته ودعوته للتنحي. وعندما استخدمت أمريكا الفيتو ضد التصويت لصالح وقف الحرب، رفع الموضوع إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة والتى وافقت على القرار بأغلبية ساحقة. قام أيضًا بعرض قرار محكمة العدل الدولية على مجلس الأمن، لكى يحصل على قرار ملزم، ويمنع إسرائيل من الالتفاف على قرار المحكمة الدولية.

ثالثًا:  وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث، دبلوماسى إنجليزى (٧٣ عامًا). عمل فى الدبلوماسية البريطانية والمنظمات الدولية وكان مندوبًا سابقا لجوتيريش فى اليمن. دعاه الأمين العام لكى يدلى بتقريره عن الوضع الكارثى الذى تعيشه غزة أمام مجلس الأمن الدولى يوم ٣١ يناير، وقال الحقائق التى لا تريد حكومة بلاده المملكة المتحدة، ولا حكومة الولايات المتحدة أن تسمعها. قال إن إسرائيل تتعمد تعطيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأضاف أن توقف عمل المنظمات الأممية خاصة الأونروا فى غزة هو قتل متعمد للفلسطينيين.

رابعًا: رئيس دولة جنوب أفريقيا رامافوزا (٧١ عامًا)، يشغل منصب رئيس جنوب إفريقيا منذ العام ٢٠١٨. كان ناشطًا مناهضًا للفصل العنصري، كما شغل منصب نائب للرئيس جاكوب زوما. دافع عن الفلسطينيين، وشكل فريقًا قانونيًا محترفًا وقام برفع دعوى أمام محكمة العدل الدوليه، يتهم فيها إسرائيل بممارسة التطهير العرقى ضد الفلسطينيين فى غزة، والتى انتهت بقبول المحكمة لنظر القضية، ووضعت إسرائيل وأمريكا فى موقف سئ للغاية، حتى ولو لم تتخذ المحكمة قرارًا بوقف الحرب.

خامسًا: الصحفى الإسرائيلى جدعون ليفي، (٧١ سنة)، عمل مساعدًا لشيمون بيريز بين عامى ١٩٧٨-١٩٨٢. ويكتب لصحيفة هآرتس اليومية. كتب كثيرًا عن معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال، ووصفها بأنها أسوء من الأبارتايد فى جنوب أفريقيا. وفى كل مقابلاته يتهم إسرائيل بالعنصرية ولعب دور الضحية، مما جعل الإسرائيليين يتهمونه أنه بوق لحماس. يعتبر بناء المستوطنات على أراضٍ فلسطينية جريمة، ويصف المستوطنين بأنهم المؤسسة الأكثر إجرامية فى تاريخ إسرائيل. عارض حروب إسرائيل على غزة ولبنان، وقال إنها جعلته يخجل من أنه إسرائيلي. وكتب أن إسرائيل دولة عنيفة وخطرة، وخالية من كل القيود، وتتجاهل بشكل صارخ قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

نعم سوف يكتب التاريخ كل من وقف مع الحق والعدل وأنصف الفلسطينيين، وسوف يذكر كل من ارتكب جرائم ضد الإنسانية، وأبدًا لن يفلتوا من العقاب.

د. السعيد عبدالهادي: رئيس جامعة حورس

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الحرب على غزة الحرب العالمية الثانية عبد الفتاح السيسي الأمین العام مجلس الأمن الأمن ا رئیس ا

إقرأ أيضاً:

سيظل الشعبويون ينتصرون حتى ندرك هذه الحقيقة الإنسانية

«ها هو قد اقترفها هذه المرة، والجميع يرون كيف أنه كارثة». كم مرة سمعنا مثل هذا يقال بحق دونالد ترامب؟ وكم مرة ثبت أنه خطأ؟ ليكن، لعله هذه المرة قد تجاوز الحدود حقا، ففي النهاية قد يؤدي هزله بشأن الرسوم الجمركية، وإطلاقه شرارة حروب تجارية، ثم تراجعه فجأة عن موقفه، إلى ركود عالمي، بل كساد. مؤكد أن أنصاره سوف يتنصلون منه؟ لكنني لا أراهن على ذلك، وإليكم السبب.

لقد شنّ ترامب بالفعل حربًا على كل شيء يحقق الرخاء والرفاهية: أعني الديمقراطية، والنظم البيئية الصحية، والتعليم، والرعاية الصحية، والعلم، والفنون. غير أنه وسط هذه الكارثة، وبرغم بعض التذبذب، تظل نسب تأييده واقعة ما بين 43% و48%، فهي أعلى كثيرا من مثيلاتها لرؤساء آخرين. لماذا؟ أعتقد أن جانبا من الإجابة يكمن في جانب أساسي من طبيعتنا الإنسانية، هو الرغبة في تدمير ما نشعر أننا مستبعدون منه.

وهذه الرغبة في ظني أساسية في فهم السياسة، وإن لم يبد أن أحدًا يدركها. فلا يكاد أحد يراها حقا، إلا اليمين المتطرف الذي يراها في تمام الوضوح.

في أجزاء كثيرة من العالم، وفي الولايات المتحدة على وجه الخصوص، ارتفع التفاوت ارتفاعا حادا منذ سبعينيات القرن الماضي. (والمملكة المتحدة ماضية في هذا المسار). إذ أصبح مليارديرات العالم أكثر ثراء بتريليوني دولار العام الماضي، بينما لم يتغير تقريبًا عدد من يعيشون تحت خط الفقر العالمي منذ عام 1990.

وثمة دليل قوي على ارتباط عرضي بين تنامي التفاوت وارتفاع حركات الاستبداد الشعبوي. فقد تبيّن لورقة بحثية في جريدة السياسة العامة الأوروبية أن ارتفاعًا بمقدار وحدة واحدة في معامل جيني (وهو المقياس المعياري للتفاوت) يزيد من دعم الديماجوجيين بنسبة 1%.

فما السبب في هذا؟ ثمة تفسيرات عديدة ومتصلة: مشاعر التهميش، وقلق المكانة الاجتماعية، والتهديد الاجتماعي، وانعدام الأمن الذي يثير رد فعل استبدادي، وفقدان الثقة في الفئات الاجتماعية الأخرى. وأشعر أن جذر بعض هذه التفسيرات يكمن عميقا في الذات الإنسانية وهو هذا: إذا لم يتيسر لك العدل، فعليك بالشر.

في الولايات المتحدة، يجري إقصاء نسبة مرتفعة من الشعب من كثير من الفوائد التي سردتها. فقد يؤدي العلم إلى تحقيق فتوح، لكنها فتوح ليست على الأرجح لمن لا يستطيعون دفع التأمين الصحي. والتعليم الجامعي قد يفتح الأبواب المغلقة، ولكنه لا يفتحها إلا للقادرين على عشرات أو مئات آلاف الدولارات من الديون. والمسرح والموسيقى يزيدان حياتنا جمالا، ولكنه لا يفعل ذلك إلا لمن يستطيعون شراء التذاكر.

وكذلك الحدائق الوطنية، ولكن لمن يملكون القدرة على زيارتها.

والديمقراطية حسبما يقال لنا تعطي صوتا في السياسة. لكنها لا تفعل ذلك فيما يبدو إلا لمن يملك التبرع لحزب سياسي ببضعة ملايين. ومثلما قال أستاذ العلوم السياسية مارتين جيلنز في كتابه: «الثراء والنفوذ» فإنه «في معظم الظروف، لا يبدو أن لتفضيلات الغالبية الكاسحة من الأمريكيين أثرًا جوهريًا على السياسات التي تتبناها الحكومة أو لا تتبناها».

لقد كان نمو إجمالي الناتج الوطني قويًا في ظل حكم جو بايدن، ولكن مثلما يوضح أستاذ الاقتصاد جاسون فيرمان: «في الفترة من 2019 إلى 2023 انخفض دخل الأسرة المعدل حسب التضخم، وارتفع معدل الفقر». فلم يعد هناك رابط بين إجمالي الناتج الوطني والتحسن الاجتماعي.

كل هذه أمور طيبة؟ معذرة، لكنها ليست كذلك بالنسبة لك. ولو أنك تشعر بالرغبة في تدميرها جميعا، وإحراق النظام الفاسد والمنافق والإقصائي بأكمله، فترامب هو الشخص المناسب لك.

أو ذلك ما يزعمه. فالواقع أن أداءه بأكمله ليس إلا تشتيتًا للانتباه عن تفاقم التفاوت وتسريعه في الوقت نفسه. ولا يكاد يبدو أنه يمكن أن يخسر: فكلما فاقم التفاوت، زاد من شعور الانتقام من كباش الفداء: أي المهاجرين، والمتحولين جنسيًا، والعلماء، والمعلمين، والصين.

ولكن هؤلاء المهرجين القتلة لا يستطيعون تحقيق ذلك بمفردهم. وجنودهم الأكثر فعالية في ذلك يتمثلون في أحزاب الوسط المشلولة في مواجهة القوة الاقتصادية. فبسبب الخضوع للممولين الأثرياء، والرعب من وسائل الإعلام فاحشة الثراء، عجزت هذه الأحزاب على مدار عقود عن تحديد المشكلة، ناهيكم بمعالجتها. ومن هنا تأتي العبثية الصارخة في رد فعل الديمقراطيين على ترامب، فكما يلاحظ الصحفي الأمريكي هاملتون نولان فإن «أحد الحزبين خرج للقتل، وبقي الحزب الآخر ينتظر موت زعمائه».

وحزب العمال في المملكة المتحدة، شأن الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، طالما أكد أن مدى اتساع الفوارق الاقتصادية لا يهم، ما دام مستوى الفقراء يرتفع.

ثم إنه الآن تخلى حتى عن هذا التحذير، فبات بوسعنا تخفيض الإعانات، ما دام إجمالي الناتج الوطني ينمو. لكن الأمر مهم. ومهم للغاية. ويتبين من طائفة واسعة من الأدلة المجموعة في عام 2009 والمحدَّثة في عام 2024 في كتاب «المستوى الروحي» لريتشارد ويلكنسون وكيت بيكيت، أن للتفاوت تأثيرًا هائلًا على النتاجات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والسياسية، بغض النظر عن مواقف الأفراد المطلقة.

ولو أن هناك ما يسمى بالـ(ستارمرية)، فإنها تنهار أمام ورقة بحثية نشرها أستاذا العلوم السياسية ليوناردو باتشيني وتوماس ساتلر العام الماضي، وخلصت إلى أن التقشف يزيد من دعم اليمين المتطرف في المناطق المعرضة اقتصاديا للخطر.

كما خلصت الورقة إلى أن التقشف هو العامل الرئيسي، وبدونه، لا يرجّح أن يصوِّت الأقل تعليمًا للديماجوجيين اليمينيين أكثر مما يصوّت لهم ذوو التعليم العالي. بعبارة أخرى، يسلِّم كير ستارمر وراشيل ريفز دوائرهما الانتخابية الأساسية لنايجل فاراج.

وهم بالطبع ينكرون فرضهم التقشف، مستخدمين تعريفا تقنيا للتقشف لا يعني شيئًا لذوي الموقف الحرج.

فالتقشف هو ما يعانيه الفقراء، بينما يضطرون لمشاهدة الأغنياء والطبقة المتوسطة العليا، في ظل حكومة حزب العمال، وهم ينعمون بوفرة متزايدة.

يرى ستارمر وأتباعه أنه لا يمكنهم فعل شيء: فالضرائب المفروضة على الأثرياء بلغت أقصاها بالفعل. ولكن بينما تحلّق الطائرات الخاصة والمروحيات في السماء، يمكن لأي شخص أن يرى أن هذا هراء. ومن بين كل ما لفت نظري وأنا أبحث من أجل كتابة هذه المقالة، ربما يكون ما يلي هو الأكثر إدهاشًا. بناء على أحدث الأرقام (من عام 2022)، بمجرد دفع الإعانات، لا يختلف معامل جيني للدخل الإجمالي في المملكة المتحدة تقريبًا عن معامل جيني للدخل بعد الضريبة. أي أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء متساوية تقريبا بعد فرض الضرائب، بما يشير إلى أن الضرائب ليس لها تأثير كبير على توزيع الدخل.

فكيف يمكن أن يكون هذا صحيحًا، والأغنياء يدفعون معدلات أعلى من ضريبة الدخل؟ ذلك لأن الفقراء يقدمون نسبة أعلى بكثير من دخلهم في ضرائب المبيعات، مثل ضريبة القيمة المضافة. وهذا كل ما في الأمر، وما من خيارات أخرى. وهذا غاية واقعية حزب العمال.

وهكذا، فإن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يوقف صعود اليمين المتطرف هو الشيء الوحيد الذي ليست الأحزاب السائدة حاليا مستعدة لتحقيقه: أي تحقيق مزيد من المساواة. يجب فرض ضرائب أكبر على الأغنياء، ويجب أن يستعمل هذا العائد الضريبي في تحسين حياة الفقراء. ومهما حاولت الأحزاب الوسطية تجنُّب هذه القضية، فما من سبيل آخر.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: “إسرائيل” تواصل عرقلة توزيع المساعدات الإنسانية في غزة
  • نقاشات في إسرائيل بشأن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • عين العدالة الدولية عمياء.. في "يوم الأسير".. سادية الاحتلال تنتهك إنسانية الفلسطينيين
  • تصاعد العنف بجنوب السودان يفاقم الأزمة الإنسانية ويؤدي لنزوح 125 ألف شخص
  • سيظل الشعبويون ينتصرون حتى ندرك هذه الحقيقة الإنسانية
  • الأمم المتحدة: إسرائيل قتلت 71 مدنيا منذ وقف إطلاق النار في لبنان
  • نزع سلاح غزّة.. ماذا تريد إسرائيل وما موقف الوسطاء؟!
  • رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعلن عن زيارة قريبة له إلى إيران
  • “ #أوقفوا_الإبادة ”.. حملة إعلامية عالمية لمواجهة جرائم إسرائيل ضد الإنسانية مساء اليوم
  • مركز عين الإنسانية: استهداف المصانع والمنشآت المدنية يُعد جريمة حرب وفقاً للقوانين الدولية