الاحتلال يصعّد عمليات التوغل بغزة.. والمقاومة تستبسل في الردع والصمود
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
عواصم «وكالات»: واصلت المقاومة الفلسطينية حماس تصديها للعدوان الإسرائيلي الغاشم اليوم على مدينتين رئيسيتين بقطاع غزة بعد أسابيع من اجتياح القوات والدبابات لهما في دلالة على أن المقاومة لا تزال تحتفظ ببعض السيطرة قبل أي هدنة محتملة.
وبعد مرور ما يقرب من أربعة أشهر على الحرب لا يزال القتال مستمرا في مدينة غزة بشمال القطاع المكتظ بالسكان، وفي خان يونس في الجنوب.
ويثير التقدم صوب رفح أيضا قلق القاهرة التي تقول إنها لن تسمح بأي تدفق للاجئين الفلسطينيين لمنع أي استيلاء دائم على أراضيهم حسب وصفها. لكن مسؤولا إسرائيليا قال لـ«رويترز» إن الجيش سينسق مع مصر ويبحث عن سبل لإجلاء معظم النازحين باتجاه الشمال قبل أي عملية تمشيط برية في رفح. وأفاد فلسطينيون بوقوع قصف إسرائيلي بالدبابات وغارات جوية هناك بما في ذلك غارة أودت بحياة فتاتين في أحد المنازل.
وفي أثناء تشييع جثماني الطفلتين، قال قريب لهما يدعى محمد كلوب إن الغارة الجوية أصابت غرفة مليئة بالنساء والأطفال في حي السلام برفح. وقال مسؤولون فلسطينيون في قطاع الصحة إن ثمانية أشخاص استشهدوا في غارات جوية إسرائيلية منفصلة استهدفت مناطق دير البلح وسط قطاع غزة. ودير البلح هي واحدة من منطقتين في القطاع لم تنتشر فيهما الدبابات الإسرائيلية بعد. وبعد انسحابات جزئية من مدينة غزة في الأسابيع القليلة الماضية والتي مكنت بعض السكان من العودة والبحث وسط الأنقاض، قامت القوات الإسرائيلية بتصعيد عمليات التوغل. وقال سكان إن الغارات الجوية دمرت اليوم عدة مبان متعددة الطوابق منها مشروع إسكاني. إلى ذلك، قال مسعفون إن قصفا إسرائيليا خلال الليل أدى إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين في خان يونس. وأفاد سكان بأن قتالا في الشوارع يحتدم في المناطق الغربية والجنوبية من المدينة، حيث قالت إسرائيل إن جنديا قتل في هجوم فلسطيني أمس.
في غضون ذلك، أكدت السلطات الصحية في غزة، التي لا تفرق بين المسلحين والمدنيين في إحصاءاتها إن أكثر من 27300 فلسطيني تأكد استشهادهم منذ الحرب 70 بالمائة منهم من النساء والأطفال. وثمة مخاوف من فقدان آلاف آخرين وسط الأنقاض.
ولا يزال أكثر من 130 محتجزا في غزة، ويعد إطلاق سراحهم المحتمل من قبل حماس من بين القضايا قيد النقاش في مفاوضات تجرى بوساطة مصرية وقطرية وبدعم أمريكي للتوصل إلى هدنة. وتطالب حماس بوقف الحرب. وتستبعد إسرائيل ذلك لكنها منفتحة على التوصل إلى هدنة مؤقتة.
أنصار الله يتعهدون بالرد
من جهة أخرى، شنت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات على 36 هدفا لجماعة أنصار الله في اليمن في ثاني يوم من العمليات الأمريكية الكبرى ضد الجماعات بعد هجوم مميت على جنود أمريكيين الأسبوع الماضي.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن الضربات شُنت في وقت متأخر مساء أمس على مخازن أسلحة وأنظمة ومنصات إطلاق صواريخ وغيرها من المعدات التي يستخدمها أنصار الله لمهاجمة السفن في البحر الأحمر. وأَضافت إنها استهدفت 13 موقعا في أنحاء اليمن. وهذه أحدث ضربات في صراع تتسع رقعته في الشرق الأوسط منذ السابع من أكتوبر حين شنت حركة المقاومة الفلسطينية حماس هجوما على إسرائيل من قطاع غزة مما أشعل فتيل حرب اجتذبت عددا من الجماعات المسلحة المتحالفة مع طهران لشن هجمات على عدة جبهات. وقال يحيى سريع المتحدث باسم جماعة أنصار الله إن الضربات الأمريكية «لن تمر دون رد وعواقب». من جهتها، دانت حركة حماس اليوم الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن، محذرة من أن هذه الخطوة ستؤدي إلى «مزيد من الاضطراب وعدم الاستقرار». وقالت الحركة في بيان: «ندين بشدة القصف الأمريكي البريطاني على الجمهورية اليمنية، ونعده اعتداء سافرا على سيادة دولة عربية شقيقة، وتصعيدا سيجر المنطقة إلى مزيد من الاضطراب وعدم الاستقرار الذي تتحمل واشنطن والاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن تداعياته». ودعت الحركة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى «اتخاذ موقف حاسم من العدوان الأمريكي الذي ينتهك سيادة دولنا العربية». وتتزامن الضربات في اليمن مع حملة انتقامية أمريكية تتكشف بعد مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في هجوم بطائرة مسيرة شنه مسلحون على موقع في الأردن منذ أسبوع. وتقول جماعة أنصار الله: إن هجماتها تأتي تضامنا مع الفلسطينيين في وقت تقصف فيه إسرائيل قطاع غزة. لكن الولايات المتحدة وحلفاءها يصفونها بأنها عشوائية وتشكل تهديدا للتجارة العالمية.
وهجرت شركات شحن رئيسية ممرات الشحن في البحر الأحمر بشكل كبير واتجهت إلى طرق أطول حول أفريقيا مما أدى إلى زيادة التكاليف وأجج المخاوف بشأن التضخم العالمي مع حرمان مصر في الوقت نفسه من عائدات قناة السويس بالعملة الأجنبية التي تشتد الحاجة لها.
من جانبه، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية «ناصر كنعاني» أن الولايات المتحدة وبريطانيا تؤججان الفوضى وانعدام الأمن في المنطقة بـ«مواصلة دعمهما الكامل للكيان الصهيوني (إسرائيل) وبأعمالهما العسكرية».
وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية «ناصر كنعاني» بشدة الهجمات الجوية والصاروخية الأمريكية-البريطانية على مدن ومناطق مختلفة في اليمن الليلة الماضية، وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا). واعتبر كنعاني أن هذه الهجمات تشكل «انتهاكا متكررا لسيادة اليمن ووحدة أراضيه وانتهاكا صارخا للقانون الدولي من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا»، موضحا أن «استمرار مثل هذه التصرفات التعسفية يشكل مغامرة واضحة وتهديدا مقلقا للسلم والأمن الدوليين».
كما صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بأن «المغامرات العسكرية الأمريكية-البريطانية في هجومها العسكري على دول المنطقة هي استمرار للسياسة والنهج الخاطئ لهذين البلدين في استخدام نهج النزعة العسكرية لتحقيق أهدافهما غير المشروعة في المنطقة، وهو ما يتعارض بشكل واضح مع ادعاءات واشنطن ولندن المتكررة بأنهما لا تريدان توسيع نطاق الحرب والصراع في المنطقة».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الولایات المتحدة وبریطانیا المتحدث باسم أنصار الله قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
لردع اليمن وإيران.. قاذفات الشبح الأمريكية تتمركز في المحيط الهندي
نيودلهي – وكالات:
نشرت الولايات المتحدة 6 قاذفات شبح من طراز B-2 – وهي أكثر الطائرات العسكرية تطورًا في العالم – في منطقة المحيط الهندي، ما يمثل نحو 30% من إجمالي أسطولها المكون من 20 طائرة، في خطوة استراتيجية كبرى.
وأصدر البنتاغون أوامر بنشر أكبر عدد من قاذفات B-2 في المحيط الهندي على الإطلاق. وأظهرت صور أقمار صناعية وجود ست طائرات B-2 متوقفة على مدرج قاعدة دييغو غارسيا العسكرية – وهي قاعدة عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة وبريطانيا. وربما يكون هناك المزيد من الطائرات في الحظائر المحصّنة التي لا يمكن للأقمار الصناعية أو الرادار اختراقها.
بالإضافة إلى ذلك، تخطط الولايات المتحدة لزيادة عدد حاملات الطائرات في المنطقة من واحدة إلى ثلاث – اثنتان في المحيط الهندي وواحدة في المحيط الهادئ الغربي، قرب بحر الصين الجنوبي.
وتخطط وزارة الدفاع لإرسال حاملة الطائرات "يو إس إس كارل فينسن" إلى الشرق الأوسط، بينما ستواصل "يو إس إس هاري إس. ترومان" عملياتها من بحر العرب، فيما ستتجه الحاملة الثالثة "يو إس إس نيميتز" ومجموعتها القتالية نحو بحر الصين الجنوبي.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أكد المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، أن وزير الدفاع الأمريكي، بيتر هيغسيث، أمر أيضًا بنشر أسراب إضافية من الطائرات وغيرها من الأصول الجوية لتعزيز قدرات الدعم الجوي الدفاعي. لكنه لم يوضح ماهية تلك الأسراب أو الأصول الجوية.
لماذا هذا الانتشار المفاجئ؟
بررت وزارة الدفاع الأمريكية الخطوة بقولها: "تم ذلك لتحسين الوضع الدفاعي للولايات المتحدة في المنطقة. الولايات المتحدة وشركاؤها ملتزمون بأمن المنطقة ومستعدون للرد على أي جهة حكومية أو غير حكومية تسعى لتوسيع أو تصعيد النزاع".
اليمن والحوثيون
رغم عدم تسمية أي دولة أو جماعة إرهابية، يشير محللون إلى الوضع في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، خاصة إيران واليمن. وخلال الأسبوعين الماضيين، كثف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العمليات العسكرية ضد جماعة الحوثي المدعومة من إيران، والتي استهدفت سفنًا تجارية وعسكرية أمريكية، بسبب دعم الولايات المتحدة لإسرائيل. وتدعم إيران و"وكلاؤها" حركة حماس، المصنفة من قبل الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية، والتي تخوض حربًا حالياً ضد إسرائيل في غزة.
ويقول خبراء الدفاع إن حجم الانتشار العسكري الأمريكي كبير جدًا ليكون فقط لمواجهة الحوثيين أو إيران، مشيرين إلى أن طائرتين من طراز B-2، كل منهما قادرة على حمل 40 ألف رطل من الذخائر، كافية للتعامل مع الميليشيات في اليمن.
وكان ترامب قد وجه تحذيرًا علنيًا للحوثيين وداعميهم في إيران، قائلًا على منصة "تروث سوشيال": "توقفوا عن إطلاق النار على سفننا، وسنتوقف عن إطلاق النار عليكم. وإلا، فإن ما رأيتموه هو مجرد البداية، والألم الحقيقي قادم، للحوثيين ورعاتهم في إيران".
المنشآت النووية الإيرانية
خلال الشهر الماضي، زاد ترامب من ضغوطه على إيران لإعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي، وهو ما رفضته طهران بشدة. وفي مقابلة مع "فوكس نيوز"، قال ترامب: "هناك طريقتان للتعامل مع إيران: عسكريًا، أو من خلال صفقة. أنا أفضل صفقة، لأنني لا أريد إيذاء إيران".
وكان ترامب قد انسحب خلال فترته الأولى من الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، الذي حدّ من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات. كما أعاد فرض عقوبات واسعة على طهران.
ومنذ ذلك الحين، تجاوزت إيران حدود الاتفاق السابقة بشأن تخصيب اليورانيوم. ويؤكد ترامب الآن رغبته في التوصل إلى اتفاق جديد، دون استبعاد الخيار العسكري، بل إنه قد يلجأ لتدمير المنشآت والمختبرات النووية الإيرانية لإنهاء برنامجها النووي إذا لم توافق طهران على التفاوض.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل: "وزير الدفاع يؤكد مجددًا أنه إذا هددت إيران أو وكلاؤها مصالح أو أفراد الولايات المتحدة في المنطقة، فإننا سنتخذ إجراءات حاسمة لحماية شعبنا".
رسائل إلى الصين وروسيا
هذا الانتشار الضخم لأحدث الطائرات والمعدات العسكرية الأمريكية يهدف أيضًا إلى توجيه رسالة إلى الصين وروسيا، الحليفتين لإيران في المنطقة.
فإرسال مجموعة "يو إس إس نيميتز" القتالية إلى المحيط الهادئ الغربي يُعتبر رسالة واضحة إلى بكين تؤكد التزام واشنطن بحماية مصالحها في المنطقة، وكذلك إرسال "يو إس إس كارل فينسن" إلى الشرق الأوسط يُرسل رسالة مماثلة إلى موسكو.