عواصم «وكالات»: واصلت المقاومة الفلسطينية حماس تصديها للعدوان الإسرائيلي الغاشم اليوم على مدينتين رئيسيتين بقطاع غزة بعد أسابيع من اجتياح القوات والدبابات لهما في دلالة على أن المقاومة لا تزال تحتفظ ببعض السيطرة قبل أي هدنة محتملة.

وبعد مرور ما يقرب من أربعة أشهر على الحرب لا يزال القتال مستمرا في مدينة غزة بشمال القطاع المكتظ بالسكان، وفي خان يونس في الجنوب.

وقالت إسرائيل الأسبوع الماضي: إن تركيزها الرئيسي ينصب الآن على رفح الواقعة على الحدود الجنوبية مع مصر، مما يزيد الضغط على مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين الذين فروا من منازلهم في أماكن أخرى ولجأوا إليها.

ويثير التقدم صوب رفح أيضا قلق القاهرة التي تقول إنها لن تسمح بأي تدفق للاجئين الفلسطينيين لمنع أي استيلاء دائم على أراضيهم حسب وصفها. لكن مسؤولا إسرائيليا قال لـ«رويترز» إن الجيش سينسق مع مصر ويبحث عن سبل لإجلاء معظم النازحين باتجاه الشمال قبل أي عملية تمشيط برية في رفح. وأفاد فلسطينيون بوقوع قصف إسرائيلي بالدبابات وغارات جوية هناك بما في ذلك غارة أودت بحياة فتاتين في أحد المنازل.

وفي أثناء تشييع جثماني الطفلتين، قال قريب لهما يدعى محمد كلوب إن الغارة الجوية أصابت غرفة مليئة بالنساء والأطفال في حي السلام برفح. وقال مسؤولون فلسطينيون في قطاع الصحة إن ثمانية أشخاص استشهدوا في غارات جوية إسرائيلية منفصلة استهدفت مناطق دير البلح وسط قطاع غزة. ودير البلح هي واحدة من منطقتين في القطاع لم تنتشر فيهما الدبابات الإسرائيلية بعد. وبعد انسحابات جزئية من مدينة غزة في الأسابيع القليلة الماضية والتي مكنت بعض السكان من العودة والبحث وسط الأنقاض، قامت القوات الإسرائيلية بتصعيد عمليات التوغل. وقال سكان إن الغارات الجوية دمرت اليوم عدة مبان متعددة الطوابق منها مشروع إسكاني. إلى ذلك، قال مسعفون إن قصفا إسرائيليا خلال الليل أدى إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين في خان يونس. وأفاد سكان بأن قتالا في الشوارع يحتدم في المناطق الغربية والجنوبية من المدينة، حيث قالت إسرائيل إن جنديا قتل في هجوم فلسطيني أمس.

في غضون ذلك، أكدت السلطات الصحية في غزة، التي لا تفرق بين المسلحين والمدنيين في إحصاءاتها إن أكثر من 27300 فلسطيني تأكد استشهادهم منذ الحرب 70 بالمائة منهم من النساء والأطفال. وثمة مخاوف من فقدان آلاف آخرين وسط الأنقاض.

ولا يزال أكثر من 130 محتجزا في غزة، ويعد إطلاق سراحهم المحتمل من قبل حماس من بين القضايا قيد النقاش في مفاوضات تجرى بوساطة مصرية وقطرية وبدعم أمريكي للتوصل إلى هدنة. وتطالب حماس بوقف الحرب. وتستبعد إسرائيل ذلك لكنها منفتحة على التوصل إلى هدنة مؤقتة.

أنصار الله يتعهدون بالرد

من جهة أخرى، شنت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات على 36 هدفا لجماعة أنصار الله في اليمن في ثاني يوم من العمليات الأمريكية الكبرى ضد الجماعات بعد هجوم مميت على جنود أمريكيين الأسبوع الماضي.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن الضربات شُنت في وقت متأخر مساء أمس على مخازن أسلحة وأنظمة ومنصات إطلاق صواريخ وغيرها من المعدات التي يستخدمها أنصار الله لمهاجمة السفن في البحر الأحمر. وأَضافت إنها استهدفت 13 موقعا في أنحاء اليمن. وهذه أحدث ضربات في صراع تتسع رقعته في الشرق الأوسط منذ السابع من أكتوبر حين شنت حركة المقاومة الفلسطينية حماس هجوما على إسرائيل من قطاع غزة مما أشعل فتيل حرب اجتذبت عددا من الجماعات المسلحة المتحالفة مع طهران لشن هجمات على عدة جبهات. وقال يحيى سريع المتحدث باسم جماعة أنصار الله إن الضربات الأمريكية «لن تمر دون رد وعواقب». من جهتها، دانت حركة حماس اليوم الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن، محذرة من أن هذه الخطوة ستؤدي إلى «مزيد من الاضطراب وعدم الاستقرار». وقالت الحركة في بيان: «ندين بشدة القصف الأمريكي البريطاني على الجمهورية اليمنية، ونعده اعتداء سافرا على سيادة دولة عربية شقيقة، وتصعيدا سيجر المنطقة إلى مزيد من الاضطراب وعدم الاستقرار الذي تتحمل واشنطن والاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن تداعياته». ودعت الحركة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى «اتخاذ موقف حاسم من العدوان الأمريكي الذي ينتهك سيادة دولنا العربية». وتتزامن الضربات في اليمن مع حملة انتقامية أمريكية تتكشف بعد مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في هجوم بطائرة مسيرة شنه مسلحون على موقع في الأردن منذ أسبوع. وتقول جماعة أنصار الله: إن هجماتها تأتي تضامنا مع الفلسطينيين في وقت تقصف فيه إسرائيل قطاع غزة. لكن الولايات المتحدة وحلفاءها يصفونها بأنها عشوائية وتشكل تهديدا للتجارة العالمية.

وهجرت شركات شحن رئيسية ممرات الشحن في البحر الأحمر بشكل كبير واتجهت إلى طرق أطول حول أفريقيا مما أدى إلى زيادة التكاليف وأجج المخاوف بشأن التضخم العالمي مع حرمان مصر في الوقت نفسه من عائدات قناة السويس بالعملة الأجنبية التي تشتد الحاجة لها.

من جانبه، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية «ناصر كنعاني» أن الولايات المتحدة وبريطانيا تؤججان الفوضى وانعدام الأمن في المنطقة بـ«مواصلة دعمهما الكامل للكيان الصهيوني (إسرائيل) وبأعمالهما العسكرية».

وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية «ناصر كنعاني» بشدة الهجمات الجوية والصاروخية الأمريكية-البريطانية على مدن ومناطق مختلفة في اليمن الليلة الماضية، وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا). واعتبر كنعاني أن هذه الهجمات تشكل «انتهاكا متكررا لسيادة اليمن ووحدة أراضيه وانتهاكا صارخا للقانون الدولي من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا»، موضحا أن «استمرار مثل هذه التصرفات التعسفية يشكل مغامرة واضحة وتهديدا مقلقا للسلم والأمن الدوليين».

كما صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بأن «المغامرات العسكرية الأمريكية-البريطانية في هجومها العسكري على دول المنطقة هي استمرار للسياسة والنهج الخاطئ لهذين البلدين في استخدام نهج النزعة العسكرية لتحقيق أهدافهما غير المشروعة في المنطقة، وهو ما يتعارض بشكل واضح مع ادعاءات واشنطن ولندن المتكررة بأنهما لا تريدان توسيع نطاق الحرب والصراع في المنطقة».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة وبریطانیا المتحدث باسم أنصار الله قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تخطط لسلسلة عمليات ضد الحوثيين وتطالب دول أخرى بالمشاركة

نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر عسكرية أن إسرائيل تخطط لسلسلة عمليات ضد الحوثيين تتضمن إجراءات لإلحاق الضرر بنظام الجماعة وقادتهم.

وأضافت هيئة البث أن إسرائيل اقترحت على الولايات المتحدة ودول أخرى تنفيذ عمليات مشتركة ضد الحوثيين.

وكانت القناة الإسرائيلية الثانية عشرة، قد أفادت بأن التقييمات في تل أبيب تشير إلى أن الحملة ضد الحوثيين ستستمر لأسابيع عدة.

وأفادت مصادر يمنية بشن تحالف "حارس الازدهار" بقيادة الولايات المتحدة، يوم الجمعة، غارات على مواقع عسكرية في مناطق مختلفة بصنعاء.

وطال القصف الجوي معسكر الفرقة الأولى مدرعات، والصيانة، والإذاعة والتلفزيون، وقاعدة الديلمي الجوية المجاورة لمطار صنعاء.

وأفاد مراسلنا، نقلا عن مصادر، أن طائرات استطلاع حلقت في أجواء صعدة شمالي اليمن.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية، إن إسرائيل بدأت للتو ضرباتها للحوثيين في اليمن، وفقا لما ذكرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

وأوضح نتنياهو: "لقد بدأنا للتو في التعامل معهم، ولن نسمح لهم (بمهاجمة إسرائيل) هذه الأيام، سواء اليوم أو في أي يوم آخر. سنضربهم حتى النهاية المؤلمة حتى يتعلموا. وكما قلت، تعلمت حماس، وتعلم حزب الله، وتعلمت سوريا. وسوف يتعلم الحوثيون أيضا".

يشار إلى أن إسرائيل شنت، يوم الخميس، هجومها الرابع هذا العام على الحوثيين ردا على قصفهم بالصواريخ والطائرات المسيرة للدولة العبرية.

من جانبه، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قادة الحوثيين بأنهم سوف يلقون نفس مصير قادة من حماس وحزب الله اغتالتهم إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تخطط لسلسلة عمليات ضد الحوثيين وتطالب دول أخرى بالمشاركة
  • واشنطن بوست”: “إسرائيل” أبلغت الولايات المتحدة بالهجمات على اليمن قبل تنفيذها 
  • اليمن يعتدي على إسرائيل
  • في محاولة للوصول إلى نهر الليطاني.. تصاعد عمليات التوغل الإسرائيلي بلبنان
  • في محاولة للوصول إلى نهر الليطاني.. تصاعد عمليات التوغل الإسرائيلي في لبنان
  • 62 شهيدًا وجريحًا في 3 مجازر للاحتلال بغزة ..والمقاومة تسيطر على مسيرات صهيونية في خانيونس
  • إسرائيل تهدد بشن هجوم على اليمن و«الحوثيون» يتوعدون باستهداف المصالح الأمريكية
  • تصاعد عمليات التوغل الإسرائيلية في سوريا.. نقاط عسكرية وسواتر ترابية حول سد المنطرة
  • ردا على صواريخ "أنصار الله".. إسرائيل تعتزم شن هجوم رابع على اليمن
  • إسرائيل تدرس شن هجوم رابع على اليمن بعد استهدافها بصاروخ حوثي