قناة السويس.. جوهرة الملاحة البحرية
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
عزيزي القبطان.."ضع قناة السويس على مسار رحلتك البحرية"، ربما تكون تلك العبارة واحدة من العبارات الترويجية لحملات التطمين التي لابد أن نقوم بها لحماية والتأكيد على دور قناة السويس، فقناة السويس هي من أقدم وأهم الممرات المائية، ذلك الممر المائي الذي حُفر بدماء الأجداد ودفعنا ثمنه مرتين؛ المرة الأولي في حفرها والمرة الثانية في العدوان الثلاثي على مصر إثر تأميمها.
هي من أقدم المشاريع القومية التي عرفها تاريخ مصر الحديث، وعندما جنحت ايفرجيفن بها، وتعطلت الملاحة، شعر العالم كله بأثر ذلك الممر الملاحي ودوره في التجارة العالمي والتي كادت أن تُهدد بسبب تعطل الملاحة لمدة أيام في القناة، وتغيرت أسعار البترول حينذاك وعلم الجميع أنها تشارك في حركة التجارة العالمية وسلاسل الإمداد بأكثر من ٢٠ ٪.
بالفعل تتعرض قناة السويس لخطر قائم نتيجة هجمات الحوثيين في مضيق باب المندب على السفن المارة في اتجاهها لقناة السويس، ولكن لا يمكن أن يكون هناك بديلًا لقناة السويس، فرأس الرجاء الصالح يحُمل السفن كلفة أعلى بكثير ووقت زمني يزيد عن قناة السويس بخمسة عشر يومًا!.
كما أن مسار القطب الشمالي أو قناة بنما لا يمكن أن يكونا بديلين واقعيين لقناة السويس، فضلًا عن تقديم القناة خدمات تنافسية وهي خدمات بحرية مثل الإسعاف البحري والتزود بالوقود للسفن المارة فقد شاركت قناة السويس في عام ٢٠٢٣ بتوفير من ١٠ إلى ٩٠ ٪ من الوقود بإجمالى يصل إلى ١٦.٩ طن من الوقود كما ساهمت في خفض الانبعاثات الكربونية بواقع ٥٥.٤ طن من ثاني أكسيد الكربون مما يجعلها صديقة للبيئة أيضًا.
بالإضافة إلى خدمات الإنقاذ البحري ومكافحة التلوث وخدمات الإصلاح وصيانة السفن بترسانات الهيئة وغيرها من الخدمات التي قد تحتاج إليها السفن المارة في الظروف الاعتيادية والظروف الطارئة، وإصلاح أي سفن تتعرض للهجوم في البحر الأحمر.
ربما على الدولة المصرية وعلينا جميعًا، القيام بحملات دعائية وتطمين إلى سفن الشحن البحري ولكن أرى أن حماية قناة السويس هو مسؤولية العالم كله الذي يدرك دورها غير المسبوق في التجارة العالمية وحماية قناة السويس مما يجرى من هجمات في البحر الأحمر، كما تدرك الصين أهمية قناة السويس ودورها في مبادرة الحزام والطريق أو طريق الحرير الجديد.
الدولة المصرية مسؤولة عن أمن وسلامة السفن داخل القناة وعن تقديم خدمات تنافسية جيدة لكل السفن المارة ولكن على العالم التدخل بشكل مشترك في هيئة تحالف سياسي من أكثر من دولة لحماية الملاحة في البحر الأحمر، فالعالم لا يحتمل في مثل تلك الظروف الدقيقة المزيد من تهديد سلاسل الإمداد أو الأمن الغذائي.
د.ماريان جرجس: كاتبة صحفية
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قناة السويس ايفرجيفن الشحن البحري الملاحة في البحر الأحمر قناة السویس
إقرأ أيضاً:
«خدمات البترول البحرية» تنفذ المرحلة العاشرة من مشروع تنمية حقل غاز «WDDM»
حققت شركة خدمات البترول البحرية «PMS» إنجازًا جديدًا في مجال مشروعات المياه العميقة، وذلك بتنفيذ الأعمال البحرية بالمرحلة العاشرة من مشروع تنمية حقل غاز غرب الدلتا العميق «WDDM» لشركة البرلس للغاز، لتكون أول شركة مصرية وعربية قادرة على تنفيذ مشروعات كبرى في المياه العميقة بمعايير عالمية.
وضع آبار المرحلة العاشرة على الإنتاجونجحت «PMS» في وضع آبار غاز المرحلة العاشرة على الإنتاج في وقت قياسي، باستخدام تقنيات متطورة مثل معدات التحكم الآلي «WROV» تحت الماء.
كما تم تنفيذ الأعمال باستخدام الوحدات البحرية المتطورة «PMS Mayo» و«PMS Burullus»، في عمليات تزامنية «SIMOPS» مع أنظمة الغواصات الموجهة عن بعد الخاصة بشركة DeepTech.
إنزال كابلين كهربائيين بحريين بعمق 660 مترًاوالمشروع نموذج للتعاون بين القطاعين العام والخاص، حيث تعاونت «PMS» مع الشريك الاستراتيجي «DeepTech» لتقديم أعمال هندسية، وتوريدات، وتركيب وتشغيل في مجال إنزال كابلين كهربائيين بحريين بعمق 660 مترًا، وتركيب الوصلات الكهربائية والهيدروليكية والميكانيكية لربط الآبار على الإنتاج.
وتعد هذه العمليات خطوة مهمة في تاريخ الشركة، حيث تم تعديل الوحدة البحرية «PMS Mayo» لتتمكن من إنزال الكابلات باستخدام كوادر الشركة المحلية، كما تعكس هذه النجاحات التعاون مع شركاء مثل شركة بتروجت للتصنيع وشركة Longitude للدراسات الهندسية.
ويندرج هذا النجاح ضمن استراتيجية «PMS» لتعزيز تنافسيتها وتحديث وحداتها البحرية لتلبية احتياجات مشروعات الغاز والبترول في المياه العميقة، ما يسهم في تحقيق رؤية مصر 2030، ويعزز من مكانة الشركات المصرية على الساحة العالمية.