قيادة وقيادة..السودان وأوكرانيا بين برهان وزيلينسكي
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
اسماعيل آدم محمد زين
تبدو المقارنة ظالمة جداً الي اوكرانيا وزعيمها الذي استحق الزعامة عن جدارة.فقد جاء الممثل الجميل،جميل العقل بانتخابات مباشرة وحرة.وبرنامج اهم عناصره محاربة الفساد ومافيا الفساد،فقد ورثت اوكرانيا من روسيا فسادا مستشريا وكان لا بد من القضاء عليه،حتي يتم قبولها في الاتحاد الاوروبي،فانظر للسياسات التي تؤثر وتدفع بالاصلاح! عند وضع السياسات،ينظرون لمقاصدها البعيدة واهدافها القريبة.
اوكرانيا تمتاز باراضيها الواسعة ونجاحها في انتاج القمح،دون ضوضاء أو شعارات فارغة!ولم نكتشف أهمية انتاجها الزراعي في سلة غذاء العالم الا بعد ان افتقدناه!فانظر! فانظر لمن يتغنون بالشعارات "سلة غذاء العالم" دون كبير فعل.
زيلينسكي شاب غر،صغير السن وممثل،فقد اشتهر بتمثيل دور الرئس! وعند المحك قام بدور الرئيس بصورة مشرفة،لم يختبئ أو يهرب،عندما خاطبه الرئيس بايدن عارضا عليه إرسال طائرة لاخراجه الي بر الامان،رفض! وطلب منه إرسال السلاح للدفاع عن بلده. بينما اختبي برهان لمدة 4 شهور وخرج تاركا قيادته.ليذهب بعيدا علي شاطئ البحر الاحمر.بينما ظل زيلينسكي في مكتبه،يخاطب العالم عبر برلماناته،ويجد التشجيع والاعجاب،بينما الغبي لا يجد الا السخرية والتهكم!
ادار زيلينسكي الحرب،ليس مدافعا ولكن مهاجما وتحصل علي الكثير من السلاح والمال.
من اولي القرارات التي اتخذها منع سفر الشباب وسمح بسفر النساء والاطفال! أما هنا فلم يتمكن برهان من ادارة وزارته،فقد تغيب وزير الداخلية وهرب وزير الدفاع. وبدلا من منع سفر الشباب،فقد استورد مطبعة للجوازات وتسبب في هجرة لا مثيل لها، ووقف متفرجا علي الشعب وهو يواجه مصيره، كان في وسع الخارجية ان تخاطب مصر لفتح حدودها كما تنص علي ذلك القوانين الدولية.كما ان سابقة السودان في استقبال اللاجئيين من دول الجوار و من دول اخري بعيدة،عمل معروف،كان يشفع -ولكن الشح يحد من الاقبال علي المكرمات! فيا للجوار!
لم يكن في وسع اكثر الناس خيالا ان يتوقع صمود اوكرانيا وجيشها لمدة أسبوع أمام الجيش الروسي،وريث الجيش الاحمر الذي كانت شعوب اوروبا ترتعد وتحسب لتحركاته،فقد كان يسبقه الرعب والدمار! ولكن زيلينسكي كان قدوة...صمد،بل يتفقد جبهات القتال .وتحصل علي دعم هائل من اميركا والتي كان قبل الحرب يترجي منها بضع ملايين وهي تمنع! مع كتابة هذه الرسالة،تعهدت دول اوروبا باكثر من 50 بليون دولار! دعم لم يكن في الحسبان! ولكن زيلينسكي بقدراته وفهمه تمكن من إقناع اوروبا بانه يدافع عنها ولا يحارب لاجل اوكرانيا. اني لقيادة البرهان العقل والمعرفة في امور السياسة والحكم؟ واين لقيادة الجيش الفهم والعلم بتعقيدات الحرب وتداخلاتها؟ لا شئ...
لو أنهم ساروا علي هدي اوكرانيا لكان الوضع جد مختلف.وهو تاريخ معاصر ومتاح.
لم يقدم زيلينسكي علي تجييش بلاده ولكنه سعي بعزم علي تقوية الجيش وتعزيزه وتسليحه بافضل الاسلحة.بالرغم من اقدام روسيا علي استخدام محاربي شركة فاغنر والمقاتلين الشيشان،الا ان زيلينسكي اكتفي بالجيش الاوكراني.اما هنا فقد اقدمت قيادة الجيش علي اضعافه،فهي تخشي من الانقلاب عليها! وهو امر يكفي للتدليل علي خطل اقدام الجيش علي الحكم! وبالتالي سيظل الانقلاب العسكري هو الوسيلة الوحيدة للوصول الي سدة الحكم! ومن هنا جاء اتفاق الناس علي النظام الانتخابي كوسيلة وحيدة الحكم تفاديا لما يحدث الآن ،وهي امور قد خبرها العالم وجربها،في الصومال،ليبيريا،رواندا،يوغندا...فمن العبث تجريب المجرب. ومن المدهش ان برهان قد وصف حربه بانها عبثية! وبذلك لم نبتعد كثيرا أو نغلو ان وصفناه بإنه شخص عابث! ويعبث بمصير امة! فيا لهول ما صنع! لا بد من محاكم ناجزة للعسكر وكل من تسبب في هذا الدمار.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
القيصر الروسي في عزلته المجيدة
الرأي اليوم
صلاح جلال
القيصر الروسي في عزلته المجيدة
(1)???? بالأمس فى اجتماع مجلس الأمن بالأمم المتحدة كشر الدب الروسى العجوز عن أضعف أسلحته الصدئة حق النقض (الفيتو)، وهو سلاح من مخلفات الحرب العالمية الثانية من حيث القِدم بينما كان الرئيس بوتين قبل اسبوعين يتحدث فى مؤتمر الشراكة الروسي الإفريقي فى سوتشى نفاقاً، عن ضرورة إنتاج نظام عالمى جديد بلا هيمنة ويعم فيه الخير والسلام، والآن فى نيويورك تمارس روسيا البلطجة الدولية فى أبهى صورها ضد وقف إطلاق النار وتحقيق السلام فى دولة أفريقية مزقتها الحرب، مشروع القرار المشترك البريطانى السيراليونى الذى يهدف لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار، وتنفيذ مقررات جدة لحماية المدنيين، وتوصيل الغذاء والدواء للمحتاجين من النازحين واللاجئين، وإدانة إنتهاكات طرفى الحرب وعدم الإفلات من العقاب بتوسيع ولاية المحكمة الجنائية الدولية لتشمل الإنتهاكات الجسيمة فى كل أنحاء السودان الناتجة من هذه الحرب العبثية، *وكان واسطة عقد المشروع ضرورة اعتماد آلية امتثال ومراقبة لوقف إطلاق النار ولتنفيذ مقررات (جدة) 11 مايو 2023م لضمان حماية المدنيين*
(2)???? وقفت روسيا القيصرية بكل صلف مستخدمة آخر سلاح لها حق النقض (الفيتو) لتعطيل مشروع القرار الدولى، لقد فضح القرار الموقف الروسى المخزى من الحرب فى السودان كما فضح العزلة العالمية التى تعيشها روسيا حيث صوت مجلس الأمن بالإجماع على القرار عدا روسيا التى وقفت منفردة أمام الإجماع العالمى لتأكيد عزلتها المجيدة ومتاهتها على المسرح العالمى، وقفت بمنطق غريب *أنها ضد توسيع نطاق محكمة الجنايات الدولية ICC فى السودان* وهى ذات روسيا القيصرية المتخلفة عن روح العصر، عصر سيادة الشعوب وقيم السلام التى وقفت مع قرار مجلس الأمن بإحالة قضايا دارفور لمحكمة الجنايات الدولية قرار (1593) بتاريخ 31 مارس 2005م ولم تعترض عليه، *(شِن جدة على المخدة)* الدب العجوز هل فقد الذاكرة أم أنه التخبط على المسرح الدولى من وطأة شدة العزلة التى تعيشها روسيا *نتيجة لغزوها الغاشم على دولة أوكرانيا المستقلة فى إنتهاك صريح لسيادتها ولكل القوانين الدولية ذات الصلة بالعدالة والإنصاف الدولى، *من تقف مناصرة له روسيا القيصرية خاسر لا محالة فى عالم متحد ومتماسك ضد البلطجة الروسية*.
(3)???? رسالة لحكومة الأمر الواقع فى بورتسودان ووزارة خارجية (ود إبراهيم) التى أصدرت بيان مباركة وتأييد للموقف الروسى فى مجلس الأمن، لتأكيد استمرار الحرب وتعزيز الإفلات من العقاب وتوسيع وديمومة معاناة الشعب السودانى فى اللجوء والنزوح وتحت فتك الأوبئة والأمراض والحاجة الماسة للطعام
نقول لهم ما أشبه الليلة بالبارحة فى العام 2018م تمت دعوتنا للتشاور بالخارجية البريطانية فى لندن لقاء شارك فيه الرفيق ياسر عرمان وعسكورى وشخصى انحصر النقاش فى موضوعين الأول تنسيق المواقف فى مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لإبقاء الإنقاذ تحت المراقبة الدولية فى ملف حقوق الإنسان والثانى ما تقدمت به بريطانيا معبرة عن إنزعاجها الشديد من منح نظام الإنقاذ قاعدة روسية (لفاغنر) فى منطقة أم دافوق بغرب السودان ويقوم الروس بتدريب عناصر مليشيا سيلكا لتغيير النظام فى أفريقيا الوسطى ويخططون للتوسع فى منطقة الساحل والصحراء وقد أُبُلِغنا بتشكيل لجنة دولية تشمل دول الترويكا وفرنسا وألمانيا لمتابعة هذا الأمر الذى يعتبر تجاوز خطير للتوازنات الدولية وان الدول المعنية لن تقف مكتوفة الايدى لهذا التدخل الروسى فى منطقة الساحل والصحراء بمعاونة نظام الرئيس المخلوع عمر البشير
نقول للفريق البرهان لقد دخلت عش الدبابير برجليك روسيا وإيران لهم أطماع فى تأسيس قواعد فى البحر الأحمر لتهديد السلم والأمن الدوليين ما أشبه الليلة بالبارحة *انتهى العبث بالبشير رئيس مخلوع ومطلوب للجنائية الدولية ومن سار على ذات الدرب وصل*.
(4)???? الفيتو الروسى اليوم مهم Wake Up Call لتأكيد عجز صيغة مجلس الأمن الراهنة لحفظ الأمن فى العالم
والموقف اليوم مفيد للشعوب والدول المحبة للسلام وإنهاء الحروب *للبحث عن تفعيل خيارات جبربة خارج مجلس الأمن الدولى من خلال المنظمات الإقليمية الاتحاد الاأريقى والاتحاد الأوروبى والنيتو*
وهناك تجارب فى العراق وليبيا للحظر الجوى ومراقبة تدفق السلاح ومنعه بالحصار البحرى والجوى ومن خلال تأسيس تحالف الراغبين فى وقف الحرب من بقية دول العالم المحبة للسلام
لابد من تجاوز مجلس الأمن الدولى لفرض السلام وضمان حماية الشعوب، *روسيا دولة فاسدة ومتسلطة تقود شعبها لتأسيس شمولية وأوتوقراطية قاهرة* لا تقدم أى نموذج لقدوة أو إلهام لشعوب العالم الأخرى روسيا تسعى لتأسيس نادى جديد للديكتاتوريات فى العالم
لابد من قطع الطريق أمام هذه التصرفات الخطرة وغير المسؤولة التى تجعل العالم مكان غير آمن للحياة.
(5) ???????? ختامةنحن مع شعبنا وطموحاته فى السلام والتنمية والتقدم ومع الاستمرار فى البحث عن الشراكات الذكية مع الشعوب والحكومات لتقاسم الثروات الطبيعية وتطويرها لخير الإنسانية ورفاهيتها واستقرارها، نعمل على توسيع التضامن الدولى مع *القوة الديمقراطية والمحبة للسلام فى العالم فهى حليفنا* من أجل المستقبل للتعاون الإقليمى والدولى، نحن فى القوى الديمقراطية المدنية السودانية سنعمل على جعل القارة الأفريقية ومنطقة الشرق الأوسط مركز لتبادل المنافع بين كل دولها وحماية الأمن والسلم الدوليين *وتحقيق التعايش والسلام الذى تأمر به وتعززه رسالة الأديان الإبراهيمية الثلاثة* [الإسلام- المسيحية- اليهودية]، *شعب السودان سينتصر على كل قوى الشر المحلية والإقليمية والدولية* ونغنى مع محجوب الشريف كما غنينا بالأمس فى ندوة إسفيرية عطرها الشعراء العظام أ. فضيلى جماع وأزهرى محمد على ووئام كمال وعالم عباس على منصة تمدن نهر النيل:
*حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتى*
*وطن شامخ وطن عاتى*
*وطن خير ديمقراطى*
#لاللحرب
#لازم_تقيف
18 نوفمبر 2014م
الوسومالاتحاد السوفيتي البرهان السودان القيصر بريطانيا روسيا سيراليون صلاح جلال عمر البشير مجلس الأمن الدولي