وكالة بغداد اليوم:
2025-01-31@11:47:30 GMT

نقد مفهوم الخلافات بین بغداد وٲربیل

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

نقد مفهوم الخلافات بین بغداد وٲربیل

كتب.. عدالت عبدالله

على كل من يعتبر نفسه عراقي الهوية ومنتمياً الى بلدٍ بحجم وتاريخ العراق وحضارته، أن يعي أن هناك منظومة إصطلاحية خاصة ومتميزة يمكن العودة اليها- إذا ما أردنا ذلك!- لتعبير عصري وعقلاني عن كل القضايا العراقية وشؤون البلد وشجونه. وأن هذه المنظومة تختلف كلياً عن الجهاز المفاهيمي الأيديولوجي أو العرقي أو الطائفي الكلاسيكي السائد حالياً في العراق والمعمول به عادةً لتسمية أحداث البلاد أو أزماتها ومآزقها، ومقاربة أحوال العباد أو مشاكلها وصراعاتها.

 

كما علينا أن نفهم أيضاً أن هذه المنظومة الإصطلاحية لايُفقِهها أحد بسهولة أو قادر على ترجمتها عملياً وبدون وجع الرٲس! إلا اولئك الذين تحرووا نوعاً ما من قيود التحزب الأعمى، أو الذين يتمتعون بتفكير نقدي تجاه المسلمات والوقائع، أو الأحداث والفضائح، ولا ينخدعون بما تغرسها الثقافة السياسية الإستهلاكية اليومية في بواطن عقولنا، الفاقدة منذ زمن لأي مناعة معرفية بفعل طغيان آيديولوجيات الأكراه وعقليات الشيطنة والإقصاء. 

ومن هذا المنطلق برأيي يمكن أن ينطلق التفكير أيضاً في عبارة (الخلافات) بين بغداد وأربيل ومقاربتها نقدياً، فما بالك إذا ما وصل الأمر معنا الى ملاحظة ظاهرة ترديد عبارة (الخلافات) كشيء عادي ومُسَلَّم به! في حين أن بمجرد القبول بها أو ترسيخها في قاموس السياسة في هذا البلد والإعلام العراقي كما هو الحال، فأن ذلك بمثابة تخدير العقل وتعطيله تماماً، بل تسطيح الرؤية والعبارة معاً الى أدنى مستوياتهما اليومية، المتأثرة بمشاهد كيدية ووقائع مفروضة، أو مفاهيم وقواميس ملغومة لاتجدها إلا في جعبة الأحزاب والقوى، التي تتحكم بعقولنا وسلوكنا السياسية وبواقعنا المتأزم عبر فضائيات الفتنة وخطابات التجنيد ضد بعضنا البعض.

نعم أن التسليم بعبارة الخلافات بين بغداد وأربيل وبكل هذه السهولة، لا يعني في مدلوله العميق شيئاً سوى تعرية إنعدام قدرتنا في تجاوز الفتن، وتعذر التعبير عما تمليه المنظومة الإصطلاحية الوطنية الوئامية على نظام تسمياتنا التقليدية لعالم الأشياء والوقائع وإخفاقنا الفكري في تقديم بدائل تعبيرية تحث الأطراف السياسية ومؤسسات الدولة ومرافقها على بناء إرادة المشتركات وتوسيع قاعدة التفاهمات بين أبناء البلد الواحد وممثليهم السياسيين. أنه بأوضح العبارات، بمثابة الهروب من مسؤوليات معنوية تفرزها روح الوطنية وتُحوَلِها تدريجياً الى عادات لغوية ومباديء تعبيرية منفتحة بوجه سُبل التفاهم ومُجهضة في الوقت ذاته لإمكانية توليد الفتن على مستوى الخطاب وتفشيها في عقول أصحاب القرار والمتنفذين في البلد وفي توجهات الناس عموماً.

بتعبير آخر، علينا أن نفهم مجدداً بإن بغداد وأربيل ليستا عاصمتين لبلدين مختلفين، الأولى هي مفخرة حضارية وتاريخية لجميع العراقيين، والثانية عاصمة الإعمار والإزدهار ورمز من رموز اقليم كردستان العراق الذي نلجأ اليه جميعاً في السراء والضراء!، وهو الواقع في شمال الوطن لا في أي بقعة أخرى، فضلاً عن أن أربيل كترميز معنوي للتعبير عن عموم الإقيم هو رمز مُعبر عن العراق الجديد، وممثل إداري ورسمي لموطن دستوري ضمن نظام سياسي إتحادي تم اقراره بأستفتاء شعبي وبتصويت ديمقراطي لدستور العراق الدائم.

وبهذا المعنى، يمكن القول وبإختصار شديد، نحن دوماً أمام شأن وطني داخلي واستحقاق سياسي بإمتياز، يتعذر اليوم تسويته إلا عبر هذه الثقافة الوطنية الراقية في التعاطي مع شؤوننا الداخلية، لاسيما أن الأمر أساساً ليس مرتبطاً بوجود طرف أجنبي لا بالنسبة لبغداد ولا لأربيل، وأنما الشأن متعلق حصراً بـ(أنا) فقط لا بـ(الآخر)، وكل من يتجاهل هذه الحقيقة الدامغة فهو غير عراقي ولايمكن الوثوق بإدعاءآته أو شعاراته الوحدوية. 

وبناءً على هذه المسلمة في تخيل الهوية والماهية، يستوجب علينا دون ادنى ريب إعادة النظر في عبارة الخلافات بين أربيل وبغداد حتى وإن بات هذا التعبير متداولاً على الصعيد الإعلامي ومتعارف عليها سياسياً بفعل القبول غير النقدي بها، وإعتبار هذا الموضوع قطعاً، على أنه مسألة تتعلق بوجود وجهات نظر مختلفة لاتزال بحاجة الى المزيد من النقاش والتباحث بين أبناء البلد الواحد الى أن يتوصل الجميع في نهاية الأمر الى توحيد تام ومُرض للمواقف والآراء حول كافة الملفات العالقة بين الطرفين بل تصفير المشاكل نهائياً.


المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

التوقيع على (12) مذكرة تفاهم بين العراق ومصر

آخر تحديث: 30 يناير 2025 - 1:57 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- عقدت اللجنة العليا العراقية المصرية اجتماع الدورة الثالثة لها في بغداد، حيث ترأس الاجتماع وفدي البلدين، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ونظيره المصري مصطفى مدبولي، الذي وصل بغداد اليوم الخميس.وشهد الاجتماع تقديم إيجاز من قبل وزير التجارة أثير داوود الغريري، ووزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي المصرية السيدة رانيا المشاط، عن مجمل أوجه التعاون بين البلدين في مختلف الصعد والمجالات.وفي ختام الاجتماع، جرى توقيع محضر اجتماع اللجنة العليا العراقية المصرية، وتوقيع مذكرات التفاهم الثنائية المدرجة أدناه: 1.مذكرة تفاهم للنقل البري للأشخاص والبضائع بين وزارتي النقل، في كل من العراق ومصر. 2.مذكرة تفاهم في مجال تعزيز المنافسة ومكافحة الممارسات الاحتكارية بين مجلس شؤون المنافسة ومنع الاحتكار بالعراق، وجهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية بمصر. 3.بروتوكول تعاون مقترح بين العراق ومصر في مجال التنمية المحلية. 4.مذكرة تفاهم بين أمانة بغداد ومحافظة القاهرة. 5.مذكرة تفاهم في مجال الآثار والمتاحف بين الهيأة العامة للآثار والتراث بوزارة الثقافة، والمجلس الأعلى للآثار المصرية. 6.مذكرة تفاهم في مجال التقييس والسيطرة النوعية بين الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية في العراق، والهيئة العامة للمواصفات والجودة في مصر. 7.مذكرة تفاهم للتعاون في مجال تنظيم الرقابة والإشراف على الأسواق المالية (الرقابة المالية) بين هيئة الأوراق المالية في العراق، والهيأة العامة للرقابة المالية في مصر. 8.البرنامج التنفيذي بين وزارتي الثقافة في كل من العراق ومصر (2025- 2027). 9.مذكرة تفاهم بين دار الكتب والوثائق العراقية ودار الكتب المصرية. 10.مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بين هيئة الإعلام والاتصالات العراقية، والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات المصري. 11.مشروع مذكرة تفاهم في مجال بناء وتشغيل وصيانة الصوامع بين الشركة العامة لتجارة الحبوب العراقية، والشركة المصرية القابضة للصوامع. 12.مذكرة تفاهم وتعاون بين اتحاد الغرف التجارية العراقية، والاتحاد العام للغرف التجارية المصرية.

مقالات مشابهة

  • استمرار الخلافات السياسية بشأن شكل قانون الانتخابات البرلمانية المقبلة
  • استمرار الخلافات السياسية بشأن شكل قانون الانتخابات البرلمانية المقبلة - عاجل
  • نقاش طويل ولجان استشارية بين بغداد وأربيل حول تكلفة إنتاج النفط
  • التوقيع على (12) مذكرة تفاهم بين العراق ومصر
  • خلافات النفط تعيد إشعال الأزمة بين بغداد وأربيل
  • ارتفاع أسعار الدولار في بغداد وأربيل مع الإغلاق
  • التنسيق الأمني المشترك على طاولة وزيري داخلية بغداد وأربيل
  • الإطار:تخاذل حكومتي بغداد وأربيل وراء التمدد العسكري التركي في شمال العراق
  • طقس العراق اليوم.. أجواء صحوة ومعتدلة في النهار باردة ليلا
  • ختام ناجح لفعاليات "أسبوع عُمان للتصميم" لتعزيز مفهوم "سياحة الإبداع"