تطوير منطقة رأس الحكمة يمثل موضوع الساعة، ونتمنى أن يتم الإكثار من تلك الفرص الاستثمارية نظراً للبُعد المستقبلى لها، فالاستثمار الأجنبى يرفع عن الدولة البحث عن الدعاية، لأن المستثمر يكون هو نفسه صاحب الدعاية للتسويق للمنطقة أو الفندق، كذلك موضع الاستثمار، بعد أن قام بعمل دراسة جدوى ودراسة اقتصادية أظهرت عائد الربح والفترة الزمنية للحصول على هذا العائد.
وعندما نتحدث عن منطقة رأس الحكمة التى تم عليها العديد من الدراسات القوية والتى أوضحت أنها موضع استثمارى ناجح، وتحتاج لحملات الدعاية التى يقوم بها المستثمر الأجنبى، وكذلك يتحمل هذا المستثمر تدريب العاملين للعمل بمستوى مرتفع، تكون تلك المنطقة منطقة جذب استثمارات فى المنطقة المحيطة، استثمار بمختلف أشكاله متمثل فى استثمار زراعى وتوفير فرص عمل وصناعات تقوم عليها تلك المناطق والمناطق المحيطة والسياحة المستدامة، حيث يعتبرها السائح مكانه.
واليوم طائفة المعمار، أى العاملون فى المعمار، كانوا فى الماضى يذهبون إلى الدول العربية حتى يعملوا نظراً لتوافر فرص العمل فى الإعمار فى تلك الدول، ولكن اليوم القوة الاستيعابية للإنشاءات والإضافات فى مصر والغرف الفندقية والعمارات الإسكانية التى فى مراحل الإنشاء ستوفر الكثير من فرص العمل للعاملين فى طائفة المعمار وتزيد من دخلهم، وتكون تلك ما يُعرف بالسياحة المستدامة وهى السياحة التى تراعى تماماً آثارها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الحالية والمستقبلية، وتلبية احتياجات الزوار، والصناعة، والبيئة، والمجتمعات المضيفة.
يمكن أن تشمل السياحة النقل الأساسى إلى الموقع العام، والنقل المحلى، والإقامة، والترفيه، والاستجمام، والتغذية، والتسوق. يمكن أن تكون مرتبطة بالسفر للترفيه والعمل، وهو نفسه ما يحدث فى منطقة رأس الحكمة، حيث يوفر هذا الاستثمار الأجنبى فرص العمل والأولوية لأبناء تلك المنطقة فى العمل فيها والسفر للخارج والعمل مع هؤلاء المستثمرين الأجانب، فالمستثمر الأجنبى يهمه أن الشخص الذى يعمل معه يكون ماهراً بوظيفته ويقدم له العمل على أكمل وجه والاستثمار فيه يكون مجدياً ومربحاً.
مشروع رأس الحكمة استفادة رائعة للدولة المصرية، حيث تستفيد الدولة منه بطريقة لا يتخيلها الشعب المصرى من حجم الصناعات القائمة على هذا المشروع من صناعات منذ سنين نتكلم عنها، إلا أن هذا المشروع يوفر العديد من الصناعات التى أتمنى أن تنفذ على مدى سنين قصيرة، ويكون حجم الاستثمار الموجود فى المنطقة كبيراً جداً، أتمنى أن يشجع ناساً أكثر لأن تتوجه أنظارهم نحو المنطقة وعلى المناطق الساحلية فى مصر التى تتميز تقريباً بجو طيب جداً طوال 365 يوماً ما عدا أياماً قليلة جداً التى يمكن أن يكون فيها برد قوى أو حرارة الجو مرتفعة بعض الشىء، ولكن المناطق الساحلية المصرية يكون فيها العديد من الأنشطة الكثيرة جداً، الناس يقضون فيها سهرات طيبة ويخلق هذا تنافساً فى المناطق القريبة من رأس الحكمة التى تتميز بوجود العديد من الشواطئ التى ليس لها مثيل. فالشواطئ المصرية جميلة جداً جداً جداً، ربنا ميز مصر بخيرات كثيرة وواضح تماماً أنه بدأ يصبح هناك ذكاء فى استغلال هذه المميزات، لأن اليوم هذا الاستثمار يحدث على أرض مصر، وهناك توضيح، المستثمر الأجنبى لن يأخذ الأرض ويرحل لبلده أو الفندق، بل بالعكس أرض مصر هى المستفيد الأول منه ومن بنائه، وكذلك أبناء مصر الذين يعملون فيه، مصر وأبناؤها وكل من فيها مستفيدون. وكذلك هذا المشروع سيؤدى لفتح المطارات والطرق والصناعات الكثيرة جداً والعديد من مرافق الحياة فى تلك المناطق الجديدة.
مستشار وزير السياحة الأسبق
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: رأس الحكمة التنمية الشاملة الاستثمار السياحى رأس الحکمة العدید من
إقرأ أيضاً:
التايمز تكشف عن استثمارات قطرية بـ 100 مليار في بريطانيا
على مدار العقدين الماضيين، نجحت قطر في بناء إمبراطورية ضخمة من الأصول البريطانية تُقدّر قيمتها بنحو 100 مليار جنيه إسترليني، وفقًا لتحقيق حديث أجرته صحيفة "ذا تايمز" البريطانية.
وتشمل الاستثمارات القطرية قطاعات متنوعة، من الموانئ والمطارات إلى الفنادق الفاخرة ومتاجر التجزئة الراقية، وقد حققت هذه الاستثمارات عائدات مذهلة تجاوزت 1.3 تريليون جنيه إسترليني بين عامي 2008 و2022.
وتبرز في صلب هذه الموجة الاستثمارية معالم بريطانية شهيرة، مثل محطة الغاز الطبيعي المسال "ساوث هوك" في ميلفورد هافن، التي تضخ الغاز القطري في الشبكة الوطنية البريطانية، وفندق "سافوي" الشهير في لندن، الذي يحتضن مطعم "سافوي غريل" بإدارة الطاهي العالمي غوردون رامزي، وكلاهما مملوك لقطر. ويجسد هذان الموقعان مدى النفوذ القطري المتزايد داخل الاقتصاد البريطاني.
وكشفت بيانات حصلت عليها صحيفة "ذا تايمز" البريطانية من مصادر استثمارية قطرية أن كيانات مملوكة للدولة، مثل جهاز قطر للاستثمار، وشركات كبرى كـ"قطر للطاقة" و"قطر إيرويز" و"قطر ديار"، قادت الاستثمارات الكبرى، في حين تم ضخ نحو 60 مليار جنيه إسترليني عبر صفقات خاصة من قبل عائلات قطرية ثرية.
ومن بين هذه الصفقات شراء الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ثمانية عقارات فاخرة في أرقى أحياء لندن بقيمة إجمالية بلغت 1.1 مليار جنيه إسترليني.
وتشمل قائمة الاستثمارات أيضًا معالم بارزة مثل برج "ذا شارد" وأبراج "كناري وارف" ومبنى "نيوز بيلدينغ" الذي تحتضنه صحيفة "ذا صنداي تايمز".
ويتوسع الحضور القطري ليشمل حصصًا استراتيجية مثل امتلاك 14% من أسهم سلسلة متاجر "سينزبري"، إلى جانب حصص في مطار "هيثرو" ومطار "إدنبرة"، فضلًا عن استثمارات ضخمة في البنية التحتية للغاز المسال في كل من كينت وويلز.
وعلى صعيد القوة الناعمة، دعمت قطر مبادرات رقمية في المكتبة البريطانية وأبرمت شراكات تعليمية، كما استثمر جهاز قطر للاستثمار 85 مليون جنيه إسترليني في برنامج المفاعلات النووية الصغيرة التابع لشركة "رولز رويس"، المتوقع أن يوفر 6 آلاف وظيفة جديدة.
وتزامن نشر هذه المعلومات مع قمة بريطانية-قطرية في الدوحة هذا الأسبوع، حيث أشار تقرير صادر عن مركز الاقتصاد وأبحاث الأعمال (CEBR)، بطلب قطري، إلى أن الاستثمارات القطرية تدعم حاليًا نحو 160 ألف وظيفة في المملكة المتحدة، فيما بلغت مساهماتها الضريبية في عام 2022 وحده نحو 3.4 مليار جنيه إسترليني.
ويرى خبراء أن هذا الإقبال القطري على الاستثمارات البريطانية يعود جزئيًا إلى الروابط التاريخية، إذ كانت قطر محمية بريطانية حتى عام 1971، إضافة إلى دراسة العديد من القطريين في مؤسسات تعليمية بريطانية. وأشار الدكتور ديفيد روبرتس من كلية كينغز لندن إلى أن انطلاقة قطر الكبرى نحو الاستثمارات الخارجية تعود إلى تولي الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وزوجته الشيخة موزا بنت ناصر مقاليد الحكم عام 1995.
ورغم الإشادة الواسعة بتدفق الاستثمارات القطرية إلى بريطانيا، إلا أن بعض المنتقدين، مثل السفير البريطاني الأسبق سير جون جنكينز، شككوا في حجم الفائدة الاقتصادية الحقيقية لهذه الاستثمارات بعيدًا عن قطاعات العقارات والرفاهية. من جهته، لفت الدكتور أندرياس كريغ إلى أن الدوافع السياسية، إلى جانب الحسابات الاقتصادية، ما زالت تشكل جزءًا مهمًا من الاستراتيجية القطرية، خاصة في أوقات التوتر الإقليمي.
ومع ذلك، يبقى صعود قطر اللافت من دولة خليجية صغيرة إلى لاعب عالمي محوري حقيقة راسخة، مع ترسيخ وجودها العميق في المشهد الاقتصادي البريطاني، بحيث لم يعد سؤال "أين تقع قطر؟" مطروحًا في أذهان البريطانيين.