وزيرتا الثقافة والتضامن والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يتفقدون عددًا من أجنحة معرض الكتاب
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
استقبلت الدكتورة نيفين الكيلانيّ، وزيرة الثقافة، الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، واليساندرو فراكاسيتي، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي ،اليوم، بمقر مكتبها، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 55، أعقب ذلك تفقدهم لعدد من الأجنحة، والمبادرات التابعة للوزارتين بالمعرض، ومنها أجنحة "حلايب وشلاتين -التابع للهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة-، وهيئة الكتاب،وحياة كريمة، والمجلس القومي للأشخاص ذوى الإعاقة، ومبادرة وعي".
وأثنت وزيرة الثقافة على المستوى المتميز للمنتجات التراثية المعروضة بجناح "حلايب وشلاتين" بالمعرض، ومدى الإقبال الجماهيري عليها، والذي يؤكد مدى ارتباط المصريين بتراثهم وهويتهم الخاصة، كما أشادت كذلك بقيمة ما يُقدمه "برنامج وعي" -التابع لوزارة التضامن الاجتماعي- للجمهور المصري، من موضوعات توعوية بناءة تخدم معالجة العديد من قضايانا المجتمعية المتعددة.
كما ثمنت وزيرة الثقافة، جهود التعاون والتنسيق القائمة مع وزارة التضامن الاجتماعي، والهادفة لتفعيل رؤية مصر 2030 لبناء الإنسان، لاسيما المرتبط منها بالمجالات الثقافية والاجتماعية، ومنها مجالات حفظ وصون التراث الثقافي، والهوية المصرية.
وأكدت وزيرة الثقافة، استمرار جهود التعاون القائمة مع وزارة التضامن، لتفعيل مستهدفات الدولة المصرية ثقافيًا واجتماعيًا وتنمويًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزیرة الثقافة
إقرأ أيضاً:
حين تُزهِر الكلمة.. "معرض الكتاب" بوابة نحو وعيٍ جديد
نور المعشنية
في كل عام، حين تفتح أبواب معرض مسقط الدولي للكتاب، لا نكون على موعد مع حدث ثقافي اعتيادي، بل مع لحظة احتفاء بالإنسان، بفكره، وبحثه، وحنينه الذي لا ينتهي إلى المعنى. كأنما المعرض لا يُقام في مركز المعارض فحسب، بل يُقام في أعماق كل من مرّ ذات يوم بكتاب غيّر نظرته للحياة، أو سطرٍ مسح عن قلبه غبار التعب.
ليس غريبًا أن يشعر زوّاره بشيء يشبه الحنين، حتى قبل أن يدخلوا قاعاته. فالمعرض لا يُشبه سواه، له مذاقٌ خاص، يشبه أول كتاب وقعنا في حبه، وأول جملةٍ لم ننساها منذ الطفولة، له رائحة الصفحات القديمة التي احتضنت قلوبنا ذات يوم.
في هذا المكان، لا تُعرض الكتب فحسب؛ بل تُعرض الأحلام المؤجلة، والأسئلة التي لم تجد جوابًا بعد، وتُعرض الأرواح الباحثة عن ذاتها في سطورٍ قد تكون كُتبت في بلدٍ بعيد، لكنّها - لسببٍ لا نعرفه - تحدّثنا نحن، تمسّنا، تفتح فينا نوافذ كانت مغلقة.
الطفل الذي يركض نحو ركن القصص لا يبحث فقط عن حكاية، بل عن بدايةٍ جديدة لعالمه، الشاب الذي يفتّش عن عنوان قرأ عنه ذات مساء لا يبحث عن كتاب، بل عن صوتٍ يشبهه، والسيدة التي تشتري كتابًا لصديقتها لا تشتري غلافًا؛ بل تهديها ما قد يُحدث الفرق في يومها. كل هؤلاء، وكلنا، نأتي إلى المعرض لا لنقتني فقط، بل لنكتشف ما لم نكن نعرف أننا نحتاجه.
إنه طقس سنويّ يعيد إلينا شعور الانتماء، ويذكّرنا أن القراءة ليست ترفًا، ولا عادة نُخبوية، بل ممارسة وجودية. نقرأ لأننا نبحث عن أنفسنا، عن إجاباتنا، عن طرق جديدة لنفهم بها العالم. نقرأ لنبقى أحياء من الداخل.
ووسط الزحام، يحدث أن يتوقف الزمن. رفٌ معيّن يشدّك، عنوانٌ يستوقفك، تقرأ أول صفحة... فتبتسم. لأنك ببساطة، وجدت نفسك هناك. وجدت إجابة غامضة لسؤال ظلّ معلقًا فيك. وهذه أعظم هدية يمكن لكتاب أن يمنحها لك: أن يُعرّفك إلى ذاتك من جديد.
معرض الكتاب ليس فقط مكانًا للكتب، بل هو أيضًا مساحة لقاء: لا بين الكُتاب والقرّاء فقط، بل بين الأرواح. هنا، تتحدّث العناوين بلغاتٍ شتّى، لكنها تتفق جميعًا على محبة الإنسان، وشغفه الأزليّ بالحكاية، ورغبته العميقة في الفهم والانتماء.
كل دار نشرٍ تحمل لونًا من ألوان الثقافة، وكل مؤلفٍ يحمل حكاية، وكل قارئٍ يحمل حلمًا يبحث له عن مرآة. هذه ليست مجرد رفوف؛ إنها مساحات للعبور نحو وعيٍ جديد.
ولعل أجمل ما في هذا الحدث، أنه يذكّرنا أن الكلمة لا تزال بخير. وأن الكتاب، رغم تسارع الزمن، وتحوّل الشاشات إلى نوافذ يومية، لا يزال النافذة الأجمل... لا فقط إلى العالم، بل إلى دواخلنا.
فلنمشِ هذا العام بين الأرفف وقلوبنا مفتوحة. لعلنا نجد كتابًا يُربّت على أرواحنا المتعبة، أو عبارة تُعيد ترتيب فوضانا الداخلية، أو لقاء يُشبه الوعد بأننا لسنا وحدنا في هذا الدرب الطويل.
ولنحفظ لهذا المعرض مكانته، لا كمهرجانٍ موسمي، بل كحالة وعي. كنقطة ضوء في زمنٍ كثرت فيه العتمة. ولتُزهر الكلمة، كل عام، فينا من جديد... تعلّمنا كيف نُنصت، لا فقط لما يُقال؛ بل لما يسكننا بصمت.