بوابة الوفد:
2025-01-25@04:25:07 GMT

سلام الأقوياء!

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

شكلت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل فى 26 مارس 1979 منطلقاً لمرحلة جديدة لمصر والعرب ولمنطقة الشرق الأوسط عامة، لا تزال تداعياتها مستمرة حتى اليوم، هذه المعاهدة حققت لمصر العديد من الأهداف المباشرة وغير المباشرة، فقد أدت المعاهدة إلى انسحاب إسرائيلى كامل من شبه جزيرة سيناء، وعودة السيادة المصرية على كامل ترابها، وإزالة الوجود الإسرائيلى منها، ومن الأهداف غير المباشرة هو إحداث متغيرات هامة فى العقيدة التى غرسها أول رئيس وزراء لإسرائيل بن جوريون فى المؤسسات العسكرية والقيادة السياسية الإسرائيلية، حين ترك دولة إسرائيل منذ قيامها دون أن يحدد لها حدوداً وأطلق كلمته الشهيرة: «إن حدود إسرائيل هى حيث يقف جنود إسرائيل»، فلأول مرة تعترف إسرائيل بأن لها حدوداً دولية هى الحدود المشتركة بينها وبين مصر، أما باقى حدود إسرائيل فهى تعتبرها أمراً لا يزال خاضعاً للمساومة والتفاوض سواء بالنسبة لحدودها مع سوريا عبر هضبة الجولان المحتلة، أو باقى الأراضى المحتلة.

لقد أكدت معاهدة السلام مع إسرائيل أن السلام لا يعنى تنازلاً عن السيادة، وأن مرونة الحركة غير المباشرة مطلوبة فى ظروف التفاوض، ولكن ذلك كله لم يكن يعنى خروجاً عن المسار أو انحرافاً عن الهدف، كذلك فإن السلام إنما يحافظ على الاستقلال السياسى، ولا يؤثر على الالتزامات الدولية والإقليمية، وقد أكدت المعاهدة كذلك أن الاعتراف بإسرائيل كدولة قائمة ولها حق استمرار الوجود، كأمر واقع يصعب تغييره، لا يعنى إعطاءها أى حق فى التوسع فى الأراضى العربية المجاورة.

إن تحول الدور الأمريكى فى عملية السلام من دور الوسيط إلى دور الشريك الكامل، أتاح الفرصة لإمكان إشراكها بقوة فى مرحلة السلام الشامل، وإذا كانت الولايات المتحدة تلعب الدور الرئيسى فى دفع وتوجيه عملية السلام نحو الحل الشامل، فذلك يعود للجهد الكبير الذى بذلته مصر خلال السبعينيات لتطوير الدور الأمريكى عن اقتناع بأن 99٪ من أوراق الحل فى يد الولايات المتحدة الأمريكية، فالولايات المتحدة هى التى تزود إسرائيل بالخبز والماء والمدفع والطائرة فهى شريان الحياة بالنسبة لإسرائيل، لقد دعمت معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية التطور الهائل الذى حدث لدى الرأى العام العالمى بين حرب أكتوبر 1973 تجاه القضية الفلسطينية، والنظر إليها على أنها قضية شعب له الحق فى الحياة والوجود، والحصول على وطن، بعد أن كان يعتبرها قضية لاجئين يحتاجون إلى المأوى والطعام.

لقد كانت مباحثات كامب ديفيد، هى الطريق الرئيسى للاتفاق وتوقيع معاهدة السلام، وتحدث السادات طويلاً عن الاستراتيجية التى حكمت مسار محادثات كامب ديفيد، فقال إنها كانت تسير فى خطين متوازيين، أولاً: اتفاق إطار السلام الذى يضع الأسس لاتفاق سلام مع جميع الأطراف العربية سوريا والأردن ومصر ولبنان والفلسطينيين، وثانياً اتفاق سلام يصلح أساساً للمباحثات بين مصر وإسرائيل من أجل معاهدة السلام.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل منطقة الشرق الأوسط وغير المباشرة لمصر معاهدة السلام

إقرأ أيضاً:

غرينلاند على خطى قطر: تطلعات لاستغلال الموارد الطبيعية وتعزيز الدور الدولي

أكد سيوموت كونو فينكر، عضو البرلمان الغرينلاندي عن حزب الائتلاف الحاكم، أن بلاده تمتلك ثروات طبيعية هائلة يمكن أن تؤهلها لتصبح بمثابة "قطر" النصف الشمالي من العالم. في حديثه لوكالة "نوفوستي"، أشار البرلماني إلى أن الموارد الطبيعية الموجودة في غرينلاند لم تُستغل بالشكل الكافي حتى الآن، معربًا عن أمله في أن تشهد البلاد مستقبلًا استغلالًا أوسع لتلك الموارد بما يحقق التنمية المستدامة ويحترم البيئة وحقوق السكان.

انفتاح على التعاون الدولي

في سياق متصل، أبدى رئيس وزراء غرينلاند، موتي إيغيدي، خلال مؤتمر صحفي حديث، انفتاح الجزيرة على تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة في مجال استغلال الموارد الطبيعية. يأتي هذا وسط تصاعد النقاشات حول مستقبل غرينلاند وموقعها الاستراتيجي على الساحة الدولية.

تصريحات ترامب تزيد الجدل

أثارت تطلعات غرينلاند إلى تعزيز دورها الدولي اهتمامًا أكبر بعد تصريحات الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في أواخر 2024، التي وصف فيها ضم الجزيرة بأنه "ضرورة مطلقة" للولايات المتحدة. يُذكر أن غرينلاند كانت قد دعت سابقًا إلى الحصول على دعم روسي للانضمام إلى الأمم المتحدة، في خطوة تسعى لتعزيز مكانتها السياسية عالميًا.

مستقبل غرينلاند: بين الطموح والتنمية المستدامة

مع الموقع الاستراتيجي والثروات الطبيعية التي تمتلكها غرينلاند، تبدو الجزيرة مستعدة للعب دور أكبر على الساحة العالمية. ومع ذلك، فإن الطريق نحو تحقيق هذه الطموحات يتطلب توازنًا دقيقًا بين استغلال الموارد وحماية البيئة وحقوق السكان المحليين.

مقالات مشابهة

  • معاريف: إسرائيل أمام فرصة تاريخية لإبرام اتفاق سلام مع السعودية
  • رئيس الوزراء الياباني يعلن رغبته في إبرام معاهدة سلام مع روسيا
  • تطمينات غير مؤكدة عن انسحاب إسرائيل.. ميقاتي: الحكومة أبقت عجلة الدولة ومؤسساتها قائمة
  • مصر أول من حذر من خطورة مخططات إسرائيل.. ودورها فى إدارة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي ركيزة لاستقرار المنطقة
  • «تحدي الأقوياء» في أمسية «فاشن فرايداي» بميدان
  • توفيق عكاشة: سلام الشعوب العربية مع إسرائيل يمثل فرصة لإنقاذ الوضع
  • غرينلاند على خطى قطر: تطلعات لاستغلال الموارد الطبيعية وتعزيز الدور الدولي
  • «لافروف» يؤكد دعم روسيا لقرجيزستان خلال رئاستها منظمة معاهدة الأمن الجماعي
  • بعد الحرب..إسرائيل تريد السلام في غزة لكنها لن تمول إعادة الإعمار
  • لا سلام فى الشرق الأوسط بعيدًا عن مصر