عربي21:
2024-12-18@10:37:19 GMT

هل الملكية هي الحل في ليبيا؟

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

تجدد الحديث عن الملكية في ليبيا في الآونة الاخيرة وبشكل أكثر تركيزا، وهناك مؤشرات على اتساع دائرة المؤيدين لعودة النظام الملكي، وهذا ربما يعود لسببين: الأول هو الفشل المستمر في الخروج من المأزق الراهن ووقف أثاره السلبية المتراكمة، والثاني النظرة المتفائلة من أنه في ظل الملكية توحدت ليبيا وتأسست الدولة وأطلقت مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وحسب هذه النظرة فإن هناك شبه بين فترة ما قبل استقلال ليبيا والفترة الراهنة التي تشهد تشرذم البلاد وضعف مؤسساتها.



والحقيقة أنه برغم تشابه الظروف، إلا أن هناك فروقات قد يكون لها تأثيرها السلبي على أي دور يمكن أن يرجى من عودة النظام الملكي.

وبعيدا عن الخوض في تلك الفروقات وما يمكن أن نعتبره تحديا أمام فاعلية حقيقة النظام الملكي وما يمكن أن يتحقق من خلالها كما تحقق خلال الأعوام التي سبقت ولحقت استقلال البلاد العام 952م، فإنه من المهم التنبيه إلى مسألة غاية في الأهمية وهي الحالة النفسية والوسط السياسي والاجتماعي ودرجة الوعي التي هي أساس في تحقيق اختراق يخرج البلاد من وضعها المزري، ذلك أن التغيير إلى الافضل له اشتراطاته التي إن غابت لا يمكن أن يتحقق تحول وتغيير يحقق الاستقرار السياسي والأمني والازدهار الاقتصادي والاجتماعي، من أهمها وجود نخبة وطنية فاعلة تقدم المصلحة العامة على كل المصالح الضيقة، وثقة بين النخبة المتصدرة للمشهد والجموع الحية من كافة شراح المجتمع، ووعي عام بخطورة المرحلة وخيارات تجاوزها واستعدادا للمضي قدما نحو الأهداف المشتركة.

ستنجح الملكية وينجح أي نظام سياسي جمهوري أو غيره من رئاسي أو برلماني عندما يرتقي وعي الناس وحسهم الوطني ويتصدر المشهد أهل العزائم من أبناء الوطن وتذوب الاحقاد والنزاعات وتتقدم المصلحة العامة على المصالح الخاصة، أما إذا ظل الرأي العام على ضعفه ويمنح ثقته للنفعيين وطلاب السلطة والمكاسب الشخصية، فلا رجاء في أن يصلح الله الحال، لا بالملكية ولا غيرها.إن الإخفاق الذي نشهده اليوم لا يعود إلى أزمة في الخيارات المطروحة ومشكلات تتعلق بالنظام السياسي والإداري، وبالتالي يصير التفكير إلى بديل عن النظام السياسي والإداري المأزوم خيارا منطقيا وبناء. المشكلة تتعلق بالقيم وتدور حول الأخلاق وتتمحور حول فساد وغياب الحس الوطني والاستعداد لتدمير الوطن لأسباب تتعلق بمكاسب فردية أو جهوية...ألخ

الأمر يتعلق بأزمة كبيرة في القيادة ومشكل في العقل النخبوي الذي كان في الفترة ما قبل الملكية مسؤولا بدرجة لا بأس بها وهمه رفعة الوطن وبناء دولة وتشكيل مؤسسات تحقق الاستقرار والازدهار الاقتصادي والاجتماعي لليبيين، وقد كان، ولم تؤثر الجهوية والمناطقية والمصالح الضيقة التي كانت موجودة على المسار العام، فنظام القذافي العام 1969م استلم دولة لم تكن موجودة قبل 18 عاما، ووجود مؤسسات سياسية واقتصادية واجتماعية لم يكن لها أثر عندما استقلت البلاد، وحققت عوائد النفط التي تدفقت قبل أربع سنوات فقط من وصول القذافي للسلطة نتائج جيدة على مستوى دخول الأفراد والخدمات التعليمية والصحية والمعيشية بشكل عام.

ليست الملكية هي التي أفرزت لجنة الـ21 ولا لجنة الـ 8، لجنة الدستور، الذي رسم ملامح الدولة ونظامها والحقوق وغيرها، والتي اتمت عملها في زمن قياسي وصار الدستور نافا والحاكم لسلوك كافة المؤسسات، ولا هي التي أوجدت مجلس الأمة وغيرها من المؤسسات التي مثلت العمود الفقري للدولة الوليدة.

من حقق كل ذلك هم الزعامات الوطنية الذين حظوا بالتقدير والاحترام من جموع الليبيين في الغرب والشرق والجنوب. إنه الضمير الوطني الذي غلب على الأباء المؤسسين فتلاشت أمامه كل أسباب النزاع والتناحر وتمهدت به سبل الوفاق والبناء.

إدريس كان علامة فارقة في تجاوز مرحلة صعبة عرفها الليبيون قبل الاستقلال، وقد كان زعيما يتحدث نيابة عن كل من مثلهم في برقة، وقابله زعيم طرابلسي، هو السعداوي، شهد له التاريخ بالنضال والقيادة والحس الوطني المرهف، فكان أن ولجت ليبيا إلى فضاءات الاستقرار والبناء، فهل قادة اليوم هم قادة الأمس، وهل الروح التي تسري فيهم هي الروح التي سرت في السابقين؟

ستنجح الملكية وينجح أي نظام سياسي جمهوري أو غيره من رئاسي أو برلماني عندما يرتقي وعي الناس وحسهم الوطني ويتصدر المشهد أهل العزائم من أبناء الوطن وتذوب الاحقاد والنزاعات وتتقدم المصلحة العامة على المصالح الخاصة، أما إذا ظل الرأي العام على ضعفه ويمنح ثقته للنفعيين وطلاب السلطة والمكاسب الشخصية، فلا رجاء في أن يصلح الله الحال، لا بالملكية ولا غيرها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الملكية ليبيا الرأي ليبيا سياسة ملكية رأي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة صحافة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة یمکن أن

إقرأ أيضاً:

المشير “حفتر” يبحث مع السفير الياباني آخر التطورات السياسية في ليبيا

الوطن|متابعات

استقبل القائد العام للقوات المسلحة المشير “خليفة حفتر”، سفير اليابان لدى ليبيا، “شيمورا إيزورا” والوفد المرافق له، في مكتبه بمقر القيادة العامة.

شهد اللقاء مناقشة آخر التطورات السياسية في ليبيا، حيث أكد الطرفان أهمية دعم جهود بعثة الأمم المتحدة لدفع العملية السياسية نحو تحقيق الاستقرار في البلاد.

وعبّر السفير الياباني عن تقديره للجهود المبذولة من قبل القائد العام لتعزيز الأمن والاستقرار في ليبيا، مشيداً بدوره في تمهيد الطريق نحو إعادة الإعمار والتنمية.

كما أكد السفير استعداد الشركات اليابانية للمساهمة في مشاريع البنية التحتية والإعمار، وتعزيز الاستثمار في المجالات الصناعية والتجارية.

وأشار إلى تقديم بلاده عدداً من المنح الدراسية للطلبة الليبيين للدراسة في الجامعات اليابانية، في إطار دعم العلاقات الثنائية بين البلدين.

الوسوم#المشير حفتر الاستثمار التطورات السياسية السفير الياباني ليبيا مجالات الإعمار

مقالات مشابهة

  • الدول الأوروبية التي تقدم أعلى أجور
  • تلفزيون "بريكس" يسلط الضوء على الطفرة السياحية التي حققتها دبي في 2024
  • تلفزيون بريكس يسلط الضوء على الطفرة السياحية التي حققتها دبي في 2024
  • النائب العام يبحث نقل 5 محكومين من إيطاليا لإكمال مدة العقوبة في ليبيا
  • العكاري: الدفع البديل هو الحل لإنهاء طوابير السيولة في ليبيا
  • رحم الله الدكتور محمد خير الزبير الذي إرتحل اليوم إلى الدار الباقية
  • مراسلة الجزيرة بموسكو تكشف عن الفندق الذي نزل به الأسد والأموال التي بحوزته
  • المشير “حفتر” يبحث مع السفير الياباني آخر التطورات السياسية في ليبيا
  • غوتيريش يدعو القادة الليبيين للمشاركة بشكل بنّاء في الحوار الذي تيسره البعثة الأممية
  • خلاف على ملف أجور الصحفيين بالمؤتمر العام.. وقلاش: هذا هو الحل