عربي21:
2025-04-10@05:41:21 GMT

هل الملكية هي الحل في ليبيا؟

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

تجدد الحديث عن الملكية في ليبيا في الآونة الاخيرة وبشكل أكثر تركيزا، وهناك مؤشرات على اتساع دائرة المؤيدين لعودة النظام الملكي، وهذا ربما يعود لسببين: الأول هو الفشل المستمر في الخروج من المأزق الراهن ووقف أثاره السلبية المتراكمة، والثاني النظرة المتفائلة من أنه في ظل الملكية توحدت ليبيا وتأسست الدولة وأطلقت مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وحسب هذه النظرة فإن هناك شبه بين فترة ما قبل استقلال ليبيا والفترة الراهنة التي تشهد تشرذم البلاد وضعف مؤسساتها.



والحقيقة أنه برغم تشابه الظروف، إلا أن هناك فروقات قد يكون لها تأثيرها السلبي على أي دور يمكن أن يرجى من عودة النظام الملكي.

وبعيدا عن الخوض في تلك الفروقات وما يمكن أن نعتبره تحديا أمام فاعلية حقيقة النظام الملكي وما يمكن أن يتحقق من خلالها كما تحقق خلال الأعوام التي سبقت ولحقت استقلال البلاد العام 952م، فإنه من المهم التنبيه إلى مسألة غاية في الأهمية وهي الحالة النفسية والوسط السياسي والاجتماعي ودرجة الوعي التي هي أساس في تحقيق اختراق يخرج البلاد من وضعها المزري، ذلك أن التغيير إلى الافضل له اشتراطاته التي إن غابت لا يمكن أن يتحقق تحول وتغيير يحقق الاستقرار السياسي والأمني والازدهار الاقتصادي والاجتماعي، من أهمها وجود نخبة وطنية فاعلة تقدم المصلحة العامة على كل المصالح الضيقة، وثقة بين النخبة المتصدرة للمشهد والجموع الحية من كافة شراح المجتمع، ووعي عام بخطورة المرحلة وخيارات تجاوزها واستعدادا للمضي قدما نحو الأهداف المشتركة.

ستنجح الملكية وينجح أي نظام سياسي جمهوري أو غيره من رئاسي أو برلماني عندما يرتقي وعي الناس وحسهم الوطني ويتصدر المشهد أهل العزائم من أبناء الوطن وتذوب الاحقاد والنزاعات وتتقدم المصلحة العامة على المصالح الخاصة، أما إذا ظل الرأي العام على ضعفه ويمنح ثقته للنفعيين وطلاب السلطة والمكاسب الشخصية، فلا رجاء في أن يصلح الله الحال، لا بالملكية ولا غيرها.إن الإخفاق الذي نشهده اليوم لا يعود إلى أزمة في الخيارات المطروحة ومشكلات تتعلق بالنظام السياسي والإداري، وبالتالي يصير التفكير إلى بديل عن النظام السياسي والإداري المأزوم خيارا منطقيا وبناء. المشكلة تتعلق بالقيم وتدور حول الأخلاق وتتمحور حول فساد وغياب الحس الوطني والاستعداد لتدمير الوطن لأسباب تتعلق بمكاسب فردية أو جهوية...ألخ

الأمر يتعلق بأزمة كبيرة في القيادة ومشكل في العقل النخبوي الذي كان في الفترة ما قبل الملكية مسؤولا بدرجة لا بأس بها وهمه رفعة الوطن وبناء دولة وتشكيل مؤسسات تحقق الاستقرار والازدهار الاقتصادي والاجتماعي لليبيين، وقد كان، ولم تؤثر الجهوية والمناطقية والمصالح الضيقة التي كانت موجودة على المسار العام، فنظام القذافي العام 1969م استلم دولة لم تكن موجودة قبل 18 عاما، ووجود مؤسسات سياسية واقتصادية واجتماعية لم يكن لها أثر عندما استقلت البلاد، وحققت عوائد النفط التي تدفقت قبل أربع سنوات فقط من وصول القذافي للسلطة نتائج جيدة على مستوى دخول الأفراد والخدمات التعليمية والصحية والمعيشية بشكل عام.

ليست الملكية هي التي أفرزت لجنة الـ21 ولا لجنة الـ 8، لجنة الدستور، الذي رسم ملامح الدولة ونظامها والحقوق وغيرها، والتي اتمت عملها في زمن قياسي وصار الدستور نافا والحاكم لسلوك كافة المؤسسات، ولا هي التي أوجدت مجلس الأمة وغيرها من المؤسسات التي مثلت العمود الفقري للدولة الوليدة.

من حقق كل ذلك هم الزعامات الوطنية الذين حظوا بالتقدير والاحترام من جموع الليبيين في الغرب والشرق والجنوب. إنه الضمير الوطني الذي غلب على الأباء المؤسسين فتلاشت أمامه كل أسباب النزاع والتناحر وتمهدت به سبل الوفاق والبناء.

إدريس كان علامة فارقة في تجاوز مرحلة صعبة عرفها الليبيون قبل الاستقلال، وقد كان زعيما يتحدث نيابة عن كل من مثلهم في برقة، وقابله زعيم طرابلسي، هو السعداوي، شهد له التاريخ بالنضال والقيادة والحس الوطني المرهف، فكان أن ولجت ليبيا إلى فضاءات الاستقرار والبناء، فهل قادة اليوم هم قادة الأمس، وهل الروح التي تسري فيهم هي الروح التي سرت في السابقين؟

ستنجح الملكية وينجح أي نظام سياسي جمهوري أو غيره من رئاسي أو برلماني عندما يرتقي وعي الناس وحسهم الوطني ويتصدر المشهد أهل العزائم من أبناء الوطن وتذوب الاحقاد والنزاعات وتتقدم المصلحة العامة على المصالح الخاصة، أما إذا ظل الرأي العام على ضعفه ويمنح ثقته للنفعيين وطلاب السلطة والمكاسب الشخصية، فلا رجاء في أن يصلح الله الحال، لا بالملكية ولا غيرها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الملكية ليبيا الرأي ليبيا سياسة ملكية رأي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة صحافة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة یمکن أن

إقرأ أيضاً:

المقدم مصطفى كنيفاتي مدير إدارة الأمن العام في اللاذقية لـ سانا: نؤكد أننا لن ندخر أي جهد في ملاحقة والضرب بيد من حديد كل المجاميع الإرهابية التي استهدفت أو تخطط لاستهداف أهلنا المدنيين وقوات الأمن

2025-04-08hadeilسابق منصّة ‏”‏FIRMO‏” ‏لمراقبة الحرائق… أداة حماية الثروة البيئية في ظلّ ‏التّحديات المناخيّة ‏التالي المقدم مصطفى كنيفاتي مدير إدارة الأمن العام في اللاذقية لـ سانا: نؤكد أننا لن ندخر أي جهد في ملاحقة والضرب بيد من حديد كل المجاميع الإرهابية التي استهدفت أو تخطط لاستهداف أهلنا المدنيين وقوات الأمن انظر ايضاًالمقدم مصطفى كنيفاتي مدير إدارة الأمن العام في اللاذقية لـ سانا: نؤكد أننا لن ندخر أي جهد في ملاحقة والضرب بيد من حديد كل المجاميع الإرهابية التي استهدفت أو تخطط لاستهداف أهلنا المدنيين وقوات الأمن

آخر الأخبار 2025-04-08وزير الخارجية أسعد الشيباني: بتوجيهات من السيد الرئيس أحمد الشرع، شرعنا في إعادة هيكلة سفاراتنا وبعثاتنا الدبلوماسية بما يضمن تمثيلاً مشرفاً للجمهورية العربية السورية وتقديم خدمات متميزة للمواطنين السوريين في الخارج. (تغريدة عبر X) 2025-04-08التعليم العالي تمدد التسجيل لمفاضلة الدراسات العليا ودبلومات ‏وماجستيرات ‏التأهيل ‏والتخصص 2025-04-08بدء تنفيذ أول تقاطع مروري ذكي لتخفيف الازدحام المروري في مدينة حماة 2025-04-08نبيل الشحمة… بين الرياضة والثورة على النظام البائد مسيرة طويلة تكللت بالإنجاز والنصر 2025-04-08العقاري يرفع سقف السحب لبطاقات الصراف عن طريق أجهزة (ATM) و(POS) 2025-04-08أولويات المرحلة وخططها المستقبلية… الرئيس الشرع يترأس الاجتماع الأول للحكومة الجديدة 2025-04-08بمشاركة عربية ودولية… تنطلق غداً فعاليات معرض سوريا الدولي “آغـرو ‏سيريا 2025” 2025-04-08الدفاع المدني يستجيب لـ 2261 حريقاً منذ بداية العام حتى نهاية آذار ‏الماضي 2025-04-08بخبرات وطنية… عودة معمل الدوير لتصنيع وصيانة خطوط إنتاج ‏المخابز ‏إلى العمل 2025-04-08مراسل سانا: بدء فعالية قرعة الحج السوري للحجاج المسجلين لأداء فريضة الحج لموسم 1446هـ _2025 م، وذلك في المكتبة الوطنية بدمشق بحضور وزير الأوقاف الدكتور محمد أبو الخير شكري

صور من سورية منوعات أول دراسة سريرية بالعالم… زراعة الخلايا الجذعية تحسن الوظائف الحركية لمرضى الشلل 2025-03-26 جامعة ناغازاكي تطور “مرضى افتراضيين” لتدريب طلاب كلية الطب 2025-03-24فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • الحل الوحيد
  • سفير الاتحاد الأوروبي: أجريتُ حواراً شاملاً مع تيته حول المشهد في ليبيا
  • باكستان بتحتفل بيومها الوطني الـ85 في القاهرة وتؤكد التزامها بتوسيع الشراكة مع مصر
  • «الوطني» يستعرض استراتيجية تمكين الكوادر
  • وزير قطاع الأعمال العام يشهد احتفال سفارة باكستان بالقاهرة باليوم الوطني الـ85
  • ونيس: الإنفاق العشوائي يؤكد صحة تصنيف ليبيا ضمن قائمة الدول الأكثر فساداً
  • منظمة “رصد” توثق مئات الانتهاكات في ليبيا وتؤكد: المحاسبة هي الحل
  • إحاطة مرتقبة لتيتيه أمام مجلس الأمن حول تطورات الاوضاع في ليبيا
  • المقدم مصطفى كنيفاتي مدير إدارة الأمن العام في اللاذقية لـ سانا: نؤكد أننا لن ندخر أي جهد في ملاحقة والضرب بيد من حديد كل المجاميع الإرهابية التي استهدفت أو تخطط لاستهداف أهلنا المدنيين وقوات الأمن
  • مناقشة الميزانية والإنفاق العام مع الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا