بوابة الوفد:
2025-02-04@19:51:56 GMT

اكتشف النرويج من جديد ( 2 )

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

من أجمل الكتابات التى تجد متعة كبيرة وأنت تقرأها هو ما رصدته عيون ومخيلة سفراء مصر فى الخارج عن البلاد التى زاروها وعاشوا فيها لعدة سنوات بحكم عملهم الدبلوماسى وتفاعلوا مع عادات وتقاليد شعوبها، والجمال هنا ليس فقط فى نهر المعلومات المتدفق عن البلد الذى يتحدثون عنه، ويقدمونها لك بأسلوب أدبى راق، ولكن أيضًا لأن كتابات سفرائنا فى الخارج عن تلك البلاد التى زاروها تصبح مع الوقت وثيقة تاريخية هامة عن هذه البلاد فى تلك الحقبة الزمنية التى عاشوا فيها، كما تمثل كتابات السفراء المصريين أيضًا التنقيب الواعى عن المشترك الإنسانى بيننا كمصريين وبين شعوب العالم الحالمة مثلنا بالتقدم والرفاهية ومساعدة دول الجوار.

ومن هؤلاء السفراء المصريين المبدعين السفيرة الدكتورة عبير بسيونى التى أهدت منذ أيام قليلة كتابها «التجربة النرويجية» لمارجيت والسو، مديرة هيئة ترويج الأدب النرويجى بالخارج «نورلا» التى يحل بلدها ضيف شرف معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام 2024.

وأعربت مارجيت والسو عن سعادتها البالغة بهذه اللفتة الرقيقة، وقالت إنها سعيدة وممتنة جداً لكم الترحاب والدفء الذى وجدته فى مصر وكذا تفاعل الجمهور مع الكتاب والفعاليات النرويجية.

ولكن وقبل الحديث عن كتاب «التجربة النرويجية» كأول مؤلف يلقى الضوء عن ذلك البلد البعيد النرويج بعيون مصرية، علينا أن نقترب من صاحبته أولًا السفيرة المصرية عبير بسيونى، وهى كاتبة وأديبة بدرجة سفيرة، قبل أن تصبح سفيرة مصر السابقة لدى بوروندى، تخرجت د. عبير بسيونى فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وحصلت على درجة الماجيستير فى إدارة الأعمال من جامعة ماسترخيت بهولندا، وعلى الدكتوراة فى موضوعات التدخل الإنسانى ومنظمة التجارة العالمية من جامعة القاهرة.

 لها مؤلفات عديدة منها: «أزمة الهوية»، و«ثورات الأمم»، «مصر ما بين الجغرافيا السياسية وقامة مصر الدولية»، وقد تأثرت السفيرة عبير بسيونى بوالدها الدكتور بسيونى رضوان أستاذ البلاغة والنقد بجامعة الأزهر، حيث كان شاعرًا وله اهتمامات أدبية إلى جانب أبحاثه العلمية، ومن أبرز مؤلفاته كتاب «الجمال بين الفلاسفة والبلغاء» الذى يعد مرجعًا للكثير من المتخصصين، كما تأثرت أيضاً بجدها السفير سعد الفطاطرى الذى شكل تكوينها على هذا النحو، فقد كان هو الآخر شغوفاً بالكتابة الأكاديمية وهو صاحب كتاب «أفريقيا تلك السمراء التى أحببتها».

وكتاب «التجربة النرويجية» أصدرته الدكتورة عبير بسيونى رضوان، عن دار غراب للنشر والتوزيع منذ عام 2016، لكن قررت الاشتراك به فى معرض القاهرة الدولى للكتاب 2024.

تقول السفيرة عبير البسيونى عن كتابها «التجربة النرويجية» إنه دراسة وافية جداً عن النرويج بثقافتها وتاريخها وبيئتها ومنظماتها ونظامها السياسى.

كما تأتى مقدمة الكتاب بقلم الأستاذ الدكتور محمد رأفت الجويلى، المعين من قبل ملك النرويج «أولاف» أستاذاً غير متفرغ للتكنولوجيا الحيوية فى ١٩٨٨ بمعهد البيولوجيا الطبية بجامعة ترومسو بالنرويج كاشفة عن كيفية نجاح النرويج والنرويجون كبلد وكشعب فى أن تصبح من أغنى الدول الأوروبية وهى التى كانت أرضاً طاردة لأبنائها ومصدر قلق لجيرانها خوفًا من قبائل الفايكنج «غزاة الشمال»، لكنها لم ترض عن واقعها وكافحت لتغييره حتى تمكنت من أن تصبح خيرًا لأهلها ونعمة على جيرانها من الدول الإسكندنافية (السويد والدنمارك وفنلندا وأيسلندا) وسببًا لرفاهيتهم أيضًا، بل وتعمل على تقديم منح وعطايا لدول العالم الفقيرة وتسعى لنشر التعليم كسبيل للتنمية وهو بالفعل سبيل تقدم الأمم.

ويذكر الدكتور محمد رأفت الجويلى أيضًا فى تقديمه لكتاب الدكتورة عبير بسيونى «التجربة الدنماركية» أنه لا بد من الأخذ فى الاعتبار أن النرويج على الرغم من مواردها والجمال الطبيعى الذى تتمتع به كانت ولفترة ليست ببعيدة، واحدة من أفقر الدول فى أوروبا.

ترى الدكتورة عبير بسيونى أن النرويج تمكنت من الصمود فى عصر العولمة وحافظت على هويتها بالرغم مما تعرضت له من هزات داخلية وخارجية، وما زالت مستمرة بقياداتها الشابة المتجددة وبتقديرها لدور المرأة بشكل لا يتوافر فى دول العالم الأخرى.

وأشارت «بسيونى» إلى أن دراسة التجربة النرويجية هامة لنا كعرب ومصريين بشكل خاص، فالتواجد المصرى فى النرويج حديث ومرتبط ببدء اكتشافات البترول والغاز فى الستينيات، التى حولتها منذ السبعينيات لأكبر دولة أوروبية لإنتاج البترول، ومكنتها لاحقًا- بعد ارتفاع مستويات المعيشة بها- لأن تكون محط جذب للمهاجرين بعدما كانت منطقة طرد فى القرن الماضى، كأفقر دول أوروبا. وكانت الأفواج الأولى من المصريين من الفئات المتعلمة كالأطباء والمهندسين، حيث يسهل التعامل باللغة الإنجليزية فى الوسط النرويجى، ثم ازداد المهاجرون وتنوعت فئاتهم.

وتطرقت «بسيونى» إلى وجود علاقات وتقاليد تربط مصر والنرويج، حيث قالت: هناك تقاليد مشتركة بين البلدين خاصة فى الطعام، فالنرويجيون هم الشعب الثانى فى العالم - بعد مصر- الذى يعشق أكل السمك المملح (الفسيخ) ويصنعونه بطريقة مشابهة لمصر، وكذلك الرنجة النرويجية هى أكلة المصريين المفضلة. ويشير التاريخ إلى أن بعض العائلات النرويجية وصلت واستقرت فى مصر منذ القدم، كما تجلى فى أن أصول عائلة غالى (وهى من العائلات المشهورة فى مصر) من ناحية الأم (جدة بطرس غالى) هى نرويجية الأصل.

وبلغة الحكى قدمت الدكتورة عبير بسيونى، بعضاً من غرائب العالم التى حدثت بالنرويج، ومنها وصول أشعة الشمس لأول مرة فى التاريخ خلال فصل الشتاء فى أكتوبر ٢٠١٣، لقرية نرويجية نائية تسمى بلدة «روجوكان النرويجية».

وتوصى الدكتورة عبير بسيونى بضرورة الانفتاح على تجارب العالم لاستسقاء المفيد منها لحياتنا ومجتمعنا، فالإنسان فى كل مكان هو صانع الحضارة، والمقومات الطبيعية من حوله هى مجرد مثيرات وتحديات، وتفاعله معها هو ما يحدد مقدار قيمته وقيمة ما يملكه، فالنرويج كان من الممكن أن تستمر كأفقر دول أوروبا كما كانت لقرون لولا قدرة النرويجى- معتمداً على العلم والتكنولوجيا والإدارة والرؤية الواعية- على تطوير نفسه ووطنه وجعله نقطة جذب للعلماء والأيدى العاملة الماهرة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الكتابات الخارج البلاد سفراء مصر

إقرأ أيضاً:

ردم البحر في غزة.. هل تصلح التجربة اليابانية لإعادة الإعمار؟

قبل عدة أيام قدم الدكتور ممدوح حمزة، الاستشاري الهندسي المصري الشهير، عبر مقطع فيديو على حسابه بموقع "إكس"، اقتراحا هندسيا يتضمن استخدام الأنقاض الناتجة عن الحرب في قطاع غزة كمواد خام لإنتاج الطوب، مما يسرع عملية إعادة الإعمار ويقف عقبة أمام مخطط ترامب.

في المقابل، قدم مهندس وأكاديمي مصري يعمل في اليابان مقترحا بديلا نال الكثير من الاهتمام على وسائل التواصل مؤخرا، مستندا إلى التجربة اليابانية في ردم مياه البحر بالركام، حيث قال على صفحته بموقع فيسبوك إن "هذا الحل يمكن أن يوسع مساحة القطاع ويوفر حلا عمليا وسريعا في مواجهة خطة التهجير".

ولم تنفذ دولة مشروعات عملاقة لردم مياه البحر، مثلما فعلت اليابان، التي حفل تاريخها بالعديد من الكوارث سواء كانت طبيعية مثل الزلازل أو بسبب الإنسان مثل الحروب، وهو ما خلف أطنانا هائلة من الركام، تم استغلالها لهذا الغرض، حيث تقدر مساحة الأراضي الناتجة عن ردم البحر بنحو 0.5% من إجمالي مساحة اليابان، لذلك فإن المهندس والأكاديمي المصري باليابان الدكتور المهندس محمد سيد علي حسن، يرى أننا أمام تجربة عملية ومجربة يمكن استلهامها.

تبدأ الخطة بنقل المخلفات الخرسانية الكبيرة من مكانها بواسطة سيارات نقل إلى أكثر شواطئ القطاع ضحالة والأخفض أمواجا (الجزيرة) لماذا لا يبدو مقترح الطوب عمليا؟

ويوضح حسن أنه في حالة القطاع توجد عشرات وربما مئات ملايين الأطنان من الأنقاض والركام التي خلفها العدوان الهمجي، سيحتاج اقتراح الدكتور حمزة إلى عدد هائل من الكسارات والطواحين وكميات طاقة ضخمة لتشغيلها، وبعد انتهاء تلك الكسارات والطواحين من مهمتها الشاقة ستصبح هي نفسها عالة، أي لا حاجة إليها في المستقبل القريب، وهذا يعني أموالا أخرى ضخمة مهدرة.

والبديل الذي قد يطرحه البعض، وهو تقليل عدد الكسارات والطواحين غير عملي، لأن الكم الرهيب من الأنقاض التي خلفتها الحرب سيحتاج التعامل معه لوقت طويل قد يبلغ ربما 10 سنوات، وهذا ليس في صالح أهل القطاع وسط دعوات التهجير، وأخيرا، فإنه بعد طحن الأنقاض لبودرة سيحتاج القطاع لعدد كبير من مصانع الطوب وطاقة كبيرة للتشغيل، أي تكلفة مادية أخرى ووقت إضافي لصناعة الطوب".

وخلص حسن من ذلك إلى طرح البديل، وهو الاستفادة من تجربة اليابان في "تحويل الدمار إلى فرصة للبناء والتمكين والتوسع وفي وقت أقصر"، وهو ما حدث بعد الحرب العالمية الثانية، وبعد زلزال كوبي المدمر في عام 1995.

إعلان

وقال إن "الخطوات الأساسية لتنفيذ هذا المقترح، تبدأ بنقل المخلفات الخرسانية الكبيرة من مكانها بواسطة سيارات نقل إلى أكثر شواطئ القطاع ضحالة والأخفض أمواجا مثل الخلجان للبدء في ردم أجزاء من البحر، ثم نقل بقية الركام الأصغر في الحجم والناعم وتكويمه فوق الكتل الخرسانية الكبيرة، حتى يحين وقت دكه لإنشاء الأراضي الجديدة في مياه البحر".

ثم بعد التخطيط وإخلاء الأنقاض من أماكنها يتم إنشاء بنية تحتية ذكية، فعلى سبيل المثال يمكن إنشاء شبكات صرف صحي ومياه شرب وشبكات كهرباء وإنترنت لامركزية علوية على أبراج وأعمدة، وليس في باطن الأرض حتى يسهل صيانتها سريعا في حالة الكوارث، وتتم عملية إعمار المدن بمبان ذكية في مدن ذكية يسهل إدارتها أوقات الكوارث، والاعتماد على مصادر طاقة محلية بدلا من الاعتماد مرة أخرى على العدو ولتكن البداية إضافة ألواح شمسية فوق كل المباني.

وأوضح أن "هذه التجربة مجربة، وقد ردمت اليابان من البحر مساحة قدرها نحو ألفي كيلومتر مربع والتي تعادل مساحة القطاع 6 مرات بمخلفات الزلازل والحرب العالمية الثانية، ومن أشهر تلك الأماكن التي كانت نتاج هذا الردم منطقة أوديبا في خليج طوكيو ومطار كانساي الدولي في خليج أوساكا".

خبرات فنية واشتراطات هندسية

ويتفق خبراء استطلعت "الجزيرة نت" آراءهم على أنه لا يوجد نظريا ما يمنع من تنفيذ هذا الاقتراح، لكنهم اتفقوا على أن تنفيذه مكلف ماديا، ويحتاج إلى خبرات فنية واشتراطات هندسية وجيولوجية وضوابط بيئية، هذا فضلا عن أن تمريره سياسيا سيكون أقرب إلى الاستحالة، إذ من غير المعقول أن يسمح الاحتلال بمقترح يزيد من مساحة القطاع.

وتحدث أستاذ هندسة الاستكشاف وتقييم الطبقات في كلية الهندسة جامعة القاهرة د.عبد العزيز محمد عبد العزيز، عن بعض الاشتراطات الهندسية للتنفيذ، ومن بينها "تقييم خصائص الركام".

إعلان

وقال: "يجب أن يكون الركام المستخدم بأحجام وأشكال مناسبة، فالركام الكبير جدا قد يتعرض لعدم الاستقرار في القاع، والنوع الصغير جدا قد يتم جرفه بواسطة التيارات المائية، وينصح بتكسير الركام إلى أحجام تختلف حسب طبيعة المشروع، كما يجب أن يكون كثيفا بما يكفي لكي يستقر في قاع البحر دون أن يتم حمله بواسطة التيارات، لذلك لن يصلح كل أنواع الركام، وبالتالي يجب التفكير في استخدامات للأنواع التي لن يتم استغلالها".

وكما يتم اختيار الركام، يجب أن تكون هناك خبرات فنية لاختيار مكان الردم، لأنه "إذا كانت المنطقة المخصصة للردم تتعرض لموجات قوية أو تيارات مائية شديدة، قد يكون من الضروري إنشاء مصدات للأمواج أو استخدام تقنيات حماية مثل الحواجز الصخرية لحماية الركام من التآكل أو الانجراف بفعل التيارات البحرية، وسيترتب على ذلك، أن المنطقة التي ستكون خلف المصدات، منطقة ترسيب، وبالتالي يجب رفع الرواسب منها بشكل دائم، وهو أمر يعني ضرورة المتابعة الدائمة والمستمرة".

كما سيحتاج الركام نفسه لمتابعة مستمرة عبر إجراء دراسة للهيدروديناميكا المائية، لتقييم تأثير تيارات المياه والأمواج على استقراره، ولتحديد السرعة القصوى للمياه التي قد تؤدي إلى انجرافه.

ويشير د.عبد العزيز إلى أنه يجب أيضا قبل بدء عمليات ردم، إجراء تحليل لتربة قاع البحر لضمان أنها قادرة على تحمل وزن الركام دون حدوث تسوية أو انهيارات، مضيفا أنه "في حالة وجود تربة رخوة أو غير مستقرة، قد يتطلب الأمر تحسينها باستخدام تقنيات هندسية مثل الدك المسبق أو تثبيتها بمواد مثل الأسمنت، وفي بعض الحالات، يمكن استخدام تقنيات مثل الحقن الجيوتقني لتثبيتها قبل البدء في الردم، وهذا يساعد في تحسين استقرارها وزيادة قدرتها على تحمل الأحمال الثقيلة".

وينتقل إلى مرحلة أخرى، وهي أنه "بعد وضع الركام، يجب ضغطه بشكل مناسب باستخدام تقنيات دمك هندسية مثل استخدام المعدات الثقيلة لضمان تقليل الفراغات وزيادة استقرار الطبقات، وإذا كانت المنطقة عرضة لتغيرات كبيرة في مستوى المياه نتيجة المد والجزر، فيجب تصميم الردم بطريقة تأخذ ذلك في الاعتبار، مثل استخدام طبقات أكثر ثباتا في الجزء السفلي وتحسين التهوية بين الطبقات لتفادي التشبع بالماء".

إعلان مقبول نظريا .. صعب عمليا

وبسبب هذه الاشتراطات التي تحدث عنها د.عبد العزيز، يرى أستاذ الهندسة الإنشائية بالجامعة الأميركية بالقاهرة د.محمد نجيب أبوزيد، أن هذا المقترح قد يكون مقبولا من الناحية النظرية، لكنه عمليا يواجه صعوبات في التنفيذ، بسبب تكلفة تنفيذ كل هذه الاشتراطات، فضلا عن الضوابط البيئية التي قد تحول دون التنفيذ.

ويقول أبوزيد إنه "من الضروري التأكد من أن الركام لا يحتوي على مواد سامة من نتاج الحرب، يكون لها تأثيرات سلبية على الحياة البحرية، هذا فضلا عن أنه وإن لم يتأثر بالحرب، قد يكون لمكوناته في الأساس تأثيرات سلبية، لذلك فإنه قبل التنفيذ يجب ضمان عدم حدوث تلوث للحياة البحرية، ويجب مراقبة ذلك بعد تنفيذ المشروع، وقد تشمل هذه المراقبة أخذ عينات مياه دورية، ودراسة الرواسب البحرية، وفحص التنوع البيولوجي".

ويضيف: "هذه المراقبة المستمرة تضيف عبئا ماديا على المشروع المكلف في الأساس، ومن أبرز عناصر تلك التكلفة، عمليات نقل الركام وضغطه بشكل مناسب، والتي يجب أخذها في الاعتبار".

وقبل كل هذه الاشتراطات والضوابط التي تعقد من التكلفة المادية للمشروع، لا يعتقد أبو زيد أنه من السهل تمريره سياسيا في ظل تعنت الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما جعله يقول في النهاية إنه لا يجب غلق أفق التفكير على مقترح واحد، ويجب أن تكون هناك العديد من الخيارات، مثل الخيار الذي تحدث عنه د.ممدوح حمزة.

والتقط د.محمود صقر الرئيس السابق لأكاديمية البحث العلمي المصرية، جانبا اقتصاديا ربما يكون داعما لمقترح د.حمزة، وقال في صفحته بموقع فيسبوك تعليقا على أسباب رفضه التي ذكرها الدكتور حسن: "أعتقد أنه في ضوء ندرة دخول مواد البناء، فإن القطاع في حاجة إلى تصنيع الطوب من المخلفات محليا، ويفضل استخدام كسارات صغيرة لامركزية، بحيث توفر فرص عمل وتستخدم في المستقبل كمشروعات متوسطة".

إعلان

وعلى ذلك، فإن كلا المقترحين، سواء استخدام الركام لإنتاج الطوب أو استغلاله لردم البحر، يقدم حلولا فنية ممكنة، إلا أن اختيار أحدهما يتطلب نهجا متكاملا يشمل التنسيق بين الحلول الهندسية المتاحة والواقع السياسي والاقتصادي لضمان حل مستدام في ظل الضغوط الحالية المفروضة على قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • ردم البحر في غزة.. هل تصلح التجربة اليابانية لإعادة الإعمار؟
  • بعد سنوات في قيادة الناتو.. ستولتنبرغ على رأس وزارة المالية في النرويج
  • أم كلثوم.. المعجزة
  • الفشار ليس مجرد وجبة تسالي.. اكتشف فوائده الصحية المذهلة
  • الانسحاب الرسمي في يناير 2026.. أمريكا تهدد مناخ العالم وإفريقيا الخاسر الأكبر
  • محمد بن راشد.. وثقافة الحلم
  • تكليف الدكتورة شرين عايد مديرًا للمكتب الفني لوكيل وزارة الصحة بسوهاج
  • عبدالله: كل الفخر بإبنة الشوف وبرجا الدكتورة ريان المعوش
  • الشئون الخارجية بالصحفيين تستضيف سفيرة النرويج الأربعاء المقبل
  • يتحدثون 840 لغة وعددهم 10 ملايين نسمة.. اكتشف أسرار شعب بابوا غينيا الجديدة