تزامن التعيين الجديد مع استقالة السفير الأمريكي لدى السودان، جون جودفري، بصفته المبعوث غير الرسمي، عن منصبه خلال الأسابيع المقبلة، وفقًا لتقارير امريكية.

كمبالا: التغيير: سارة تاج السر

قال المتحدث الرسمي الأسبق باسم وزارة الخارجية السفير حيدر بدوي صادق، إن الكونغرس الأمريكي وافق على تعيين جون بيريلو، مبعوثا خاصا للسودان، ولم يتبقى غير إجراءات روتينية تتعلق بالتصريح الأمني.

وجاء تعيين المبعوث الجديد، بعد أشهر من مطالبة المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين، بتعيين خبير له وزن في حل المشكلات للمساعدة في منع واحدة من أكبر الدول في أفريقيا من الانزلاق بشكل أعمق في الحرب الأهلية والتطهير العرقي وواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وبيرييلو سيناتور ديمقراطي، ودبلوماسي سابق في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما. في وقت أكد بدوي لـ (التغيير) إن التصريح الأمني لن يأخذ وقتا. وقال صادق: “لا يمكن تعيين شخص بهذا المستوى إذا كانت هناك أي شبهة أمنية”. وذكر أن توافق الكونغرس، “سينعكس على تأثير المبعوث القوي على القرار الأمريكي في كل دوائر الحكم في الولايات المتحدة”.

وتزامن التعيين الجديد مع استقالة السفير الأمريكي لدى السودان، جون جودفري، بصفته المبعوث غير الرسمي، عن منصبه خلال الأسابيع المقبلة، وفقًا لتقارير امريكية.

وأوضح صادق أن جودفري استقال بالفعل لتجاوزه في التعيين للمجلس، بسبب اعتراض الجمهوريين عليه، بالرغم من دعمه بواسطة الرئيس جو بايدن.

واعتبر صادق أن ذلك يدل على قوة المركز الذي سيتمتع به بريليو، الذي اشترط أن يعين كافة طاقم مكتبه، وأن تكون لديه استقلالية في اتخاذ القرار، وأن تكون نافذة وزير الخارجية أنتوني بلينكن، هي ما يقدم عبره تقاريره وليس عبر مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية مولى في، وأن يقدم تقاريره مباشرة للرئيس بايدن إذا تطلب الأمر.

ومع أن وزير الخارجية لم يقبل الشرط الأخير، فقد تم التوافق جزئياً على أن يكون بريليو من أكثر المبعوثين الخاصين نفاذاً لوزير الخارجية وللرئيس إذا تطلب الأمر، في وقت تكون مولي في، وبلينكن في الصورة.

واعتبر السفير السابق، أن كل هذا يدل على جدية الولايات المتحدة في التعاطي القوي مع الشأن السوداني بعد الضغط الشديد من الكونغرس على بايدن لبذل المزيد من الجهد نحو إيقاف الحرب في السودان وتغليب الخيار الديمقراطي بعد إيقافها.

واضاف: “بلا شك سينعكس ذلك على حل الأزمة في السودان. وذلك عبر ضغط دول الإقليم الضالعة في الأزمة، وحث الأوربيين والأمم المتحدة على ممارسة ضغوط أكبر تجاه إيقاف الحرب، وقبل ذلك فتح ممرات آمنة لإيصال مواد الإغاثة لملايين المحتاجين”.

شأن أمريكي

بينما قلل مصدر دبلوماسي رفيع بوزارة الخارجية، من الخطوة واعتبر أن تسمية المبعوث هو شأن أمريكي في المقام الأول، وقال: “ليس من المرجح أن يساهم في حل الأزمة او يعقدها رغم تأثير الإدارة الأمريكية لأن الحل المرغوب فيه هو حل سوداني سوداني”.

واستبعد المصدر أن يكون لواشنطن أهداف غير معلنة، لكنه أكد أن القوى العظمى تسعى لتحقيق مصالحها في المنطقة.
وقال: “ربما تلعب واشنطن مع الرياض في ظل وجود مبعوثين، من خلال منبر جدة، دورا في تجسير الهوة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان و قائد الدعم السريع حميدتي، لان وقف إطلاق النار يحتاج إلى ارادة و جدية اقليمية لاقناع الدعم، بالخروج من منازل المواطنين”.

واعتبر أن واشنطن لا تملك كروت ضغط على الخرطوم، بخلاف سلاح العقوبات، لافتا إلى تراجع دورها في القرن الأفريقي وعدد من أماكن النزاعات.

فيما اعتبر الكاتب الصحفي وائل محجوب، أن الولايات المتحدة تتحرك، تجاه الملف السوداني وفقا لقاعدة قانونية تتعلق بقانون دعم الانتقال والتحول الديمقراطي في السودان، المجاز من الكونغرس وهو يتضمن فيما يتضمن ممارسة كافة الضغوط السياسية والقانونية بما يصل لفرض العقوبات حيال من يعيقون ذلك الانتقال.

وقال: من هذا الباب يمكن تفسير كل الخطوات التي تتخذها واشنطن سواء كانت عقوبات موجهة للأفراد والمؤسسات الاقتصادية والضغط على أطراف الصراع العسكري وفتح المجال للمفاوضات، وراى محجوب أن تعيين مبعوث خاص يندرج في هذا الإطار وهو إشارة لمستوى الاهتمام السياسي حيال ملف السودان لدى الإدارة الامريكية

موقع أعلى

الكاتب والمفكر السياسي النور حمد، اعتبر في حديثه مع (التغيير) أن هناك عدد من المؤشرات التي يمكن أن يستنتج منها الراصد للأوضاع في السودان أن الازمة بدأت تأخذ موقعا أعلى في سلم الاولويات الامريكية.

وأن من هذه المؤشرات وفقا لحمد، رصد وزارة الخارجية الأمريكية 10 مليون دولار لمن يقدم معلومات تؤدي للقبض على رجل الأعمال البارز في حزب المؤتمر الوطني عبد الباسط حمزة و 5 مليون دولار لمن يقدم معلومات تؤدي للقبض على أحمد هارون القيادي البارز في حزب المؤتمر الوطني.

ثم اتباع الادارة الامريكية، ذلك بفرض عقوبات على شركة الفاخر وبنك الخليج التابعين لقوات الدعم السريع وشركة زادنا التابعة للقوات المسلحة. يضاف إلى ذلك تعيين مبعوث أمريكي جديد للسودان، بعد استقالة السفير الأمريكي لدى السودان جون غودفري الغامضة الأسباب.

وأضاف: “الإجراءات المذكورة، لا يعني بالضرورة أن يكون لها تأثير كبير على مجريات الحرب في السودان”، وتابع: “ربما يكون المقصود منها مجرد التلويح بأن العقوبات التي جرى فرضها على شركات الدعم السريع والجيش قابلة للاتساع، وينتظر من ثم أن تدفع هذه الخطوات الطرفين لمعاودة الانخراط في مفاوضات جدة بروح جديدة”.

من جانب آخر، أشار حمد في تحليله لما وصفها بـ “الخطوة الابتزازية” التي قام بها البرهان وقوى الإسلاميين الواقفة وراءه بإعادة العلاقات مع إيران، ثم مسارعة الأخيرة، الفورية بدعم البرهان وقواته بالمسيرات وغيرها من الأسلحة.

وقال: “هذه الخطوة مزعجة لأمريكا وحليفتها المملكة العربية السعودية، ولمصر أيضا، خاصة في هذا الوقت الذي هدد فيه الحوثيون ذراع طهران في اليمن حركة التجارة الدولية في البحر الأحمر بصورة غير مسبوقة”.
.
مع كل ذلك، يرى أنه ربما لا تقدم أمريكا على اتخاذ إجراءات أكثر قوة من مجرد فرض العقوبات والتلويح بالمزيد، لأن المصالح الأمريكية في الإقليم متشابكة ومتعارضة، فأكبر قاعدة أمريكية في الشرق الاوسط توجد في قطر المعروفة بتعاطفها الشديد مع إسلاميي السودان.

وأضاف: “كما أن الحلف السعودي الإماراتي الذي كان منخرطا في حرب الحوثيين في اليمن لم يعد متماسكا، وأبوظبي حليفة أمريكا لها علاقات قوية بقوات الدعم السريع ذات الصلة بقوات فاغنر”.

واعتبر حمد أن هذه التشابكات والتقاطعات تجعل أمريكا منحصرة في خيار الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية، وأن أي انخراط في عمل عسكري أمريكي في السودان لحفظ التوازن الجيواستراتيجي في البحر الأحمر، رغم التدخل الإيراني السافر في الصراع السوداني يحتاج تماسكا قوياً من قوى الإقليم وأن ذلك ليس متوفرا حاليا.

الوسومالكونغرس الأمريكي المبعوث الأمريكيي الخاص حرب الجيش والدعم السريع

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الكونغرس الأمريكي حرب الجيش والدعم السريع الدعم السریع فی السودان

إقرأ أيضاً:

بعد نقل العاصمة السودانية لها.. ماذا تعرف عن منطقة عطبرة؟

 

خلال الساعات القليلة الماضية خرج مجلس السيادة السوداني يعلن عن نقل العاصمة السودانية من بورتسودان إلى عطبرة بشكل مؤقت.
لذلك بدأ المواطنين يتساءلون ما هي الأهمية الاستراتيجية إلى تلك المدنية التي جعلها مجلس السيادة السوداني العاصمة.


ما هي مدنية عطبرة؟


تُعد مدينة عطبرة واحدة من أبرز المدن السودانية، وتقع في شمال البلاد على تقاطع نهر النيل ونهر عطبرة، مما يجعلها نقطة التقاء جغرافية هامة. تأسست المدينة في نهاية القرن التاسع عشر وارتبطت ارتباطًا وثيقًا بصناعة السكك الحديدية في السودان، الأمر الذي أكسبها لقب "مدينة الحديد والنار".

عطبرة والسكك الحديدية عرفت عطبرة بأنها "عاصمة السكك الحديدية" في السودان، حيث كانت مقرًا رئيسيًا للسكة الحديدية التي لعبت دورًا كبيرًا في ربط أجزاء السودان المختلفة. هذه الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية جعلت من عطبرة نقطة محورية لنقل البضائع والركاب بين شمال السودان وجنوبه وشرقه وغربه. كما شكلت السكك الحديدية قلبًا نابضًا للحركة الاقتصادية في البلاد، وعملت على تحفيز النمو الصناعي والتجاري في المدينة.

تاريخ نضالي عريق إلى جانب شهرتها الاقتصادية، كانت عطبرة مسرحًا لأحداث سياسية هامة في تاريخ السودان. شهدت المدينة العديد من الاحتجاجات والمظاهرات العمالية التي شكلت ركيزة هامة في نضالات الحركة العمالية السودانية، وخاصة في فترة الاستعمار البريطاني. عُرفت بنضالها من أجل حقوق العمال وحقوق الشعب السوداني بشكل عام، وكانت مركزًا للحركات المناهضة للاستعمار.

البيئة والطبيعة تقع عطبرة في منطقة تتميز بمناخ شبه صحراوي، حيث تتميز بصيف شديد الحرارة وشتاء معتدل. ويعد نهر عطبرة الذي يلتقي بنهر النيل في المدينة من أهم معالمها الطبيعية، حيث يضفي جمالًا وسحرًا على المدينة ويعد مصدرًا هامًا لري الأراضي الزراعية المحيطة.

الثقافة والمجتمع يتسم المجتمع في عطبرة بالتنوع والتماسك، حيث يعيش في المدينة سكان من مختلف القبائل والمناطق السودانية. هذا التنوع أثرى ثقافة المدينة وجعلها نموذجًا للتعايش السلمي بين مختلف المكونات الاجتماعية. إلى جانب ذلك، تتمتع عطبرة بتاريخ ثقافي حافل يمتد عبر الفنون والموسيقى والأدب، حيث كانت مركزًا لنشاطات ثقافية وفكرية متعددة.

 


الأهمية الاستراتيجية لمدينة عطبرة

تتمتع مدينة عطبرة بأهمية استراتيجية كبرى على عدة مستويات، سواء من الناحية الجغرافية أو الاقتصادية أو التاريخية. هذه الأهمية جعلتها تلعب دورًا محوريًا في تطور السودان وربطه بمحيطه الإقليمي، إضافة إلى دورها في تشكيل الوعي السياسي والعمالي.

1. الموقع الجغرافي المحوري: تقع عطبرة في شمال السودان عند ملتقى نهر عطبرة مع نهر النيل، مما يمنحها موقعًا جغرافيًا استراتيجيًا يجمع بين سهولة الوصول إلى المناطق الشمالية والوسطى من السودان. هذا الموقع يجعلها نقطة عبور أساسية للطرق البرية والنهرية، مما يسهل حركة التجارة والنقل في مختلف أنحاء البلاد. ويعتبر نهر عطبرة مصدرًا هامًا للري والزراعة في المنطقة، مما يعزز أهمية المدينة من ناحية الموارد المائية والزراعية.

2. مركز السكك الحديدية: تعتبر عطبرة عاصمة السكك الحديدية في السودان، حيث لعبت دورًا مركزيًا في حركة البضائع والركاب. شبكة السكك الحديدية كانت، وما زالت، وسيلة حيوية لربط السودان داخليًا وخارجيًا. بفضل هذه الشبكة، أصبحت عطبرة مركزًا صناعيًا هامًا، إذ أنشئت فيها ورش الصيانة والتصنيع، ما وفر فرص عمل كثيرة وأسهم في تطوير الاقتصاد المحلي.


3. الدور الاقتصادي والتجاري: تاريخيًا، ساعدت عطبرة في تسهيل حركة البضائع بين مناطق السودان المختلفة، إذ كانت مركزًا للنقل والتجارة. استغلال موارد المدينة الطبيعية، خاصة في الزراعة بفضل نهر عطبرة، جعلها ذات دور اقتصادي حيوي في توفير الغذاء وتوزيعه إلى مختلف أنحاء البلاد. كما أن قربها من مناطق التعدين جعلها مركزًا للتجارة في الموارد المعدنية.

4. الأهمية السياسية: إلى جانب دورها الاقتصادي، كانت عطبرة نقطة انطلاق للحركات العمالية والسياسية. نظرًا لكونها مقرًا لعدد كبير من عمال السكك الحديدية، كانت المدينة شاهدة على العديد من الإضرابات والمظاهرات التي طالبت بحقوق العمال وتحسين ظروفهم المعيشية. هذا التاريخ النضالي جعل من عطبرة رمزًا سياسيًا للعمال والكادحين في السودان، ولعبت دورًا كبيرًا في الحركات المناهضة للاستعمار البريطاني.


5. التأثير الثقافي والاجتماعي: بفضل دورها الصناعي وموقعها الجغرافي، أصبحت عطبرة مركزًا للتنوع الثقافي والاجتماعي. قدم إليها سكان من مختلف أنحاء السودان بحثًا عن فرص العمل والاستقرار، مما جعلها مدينة متعددة الثقافات والقبائل. هذا التنوع عزز من مكانتها كمدينة استراتيجية تساهم في وحدة البلاد من خلال جمع مختلف الثقافات السودانية في مكان واحد.

ف النهاية  تظل عطبرة مدينة ذات أهمية استراتيجية كبرى، تجمع بين الموقع الجغرافي الحيوي والدور الاقتصادي والسياسي الفاعل. هذا الدور الاستراتيجي يجعلها محطة مهمة في تاريخ السودان ومركزًا أساسيًا لتحقيق التنمية والتقدم في البلاد.

مقالات مشابهة

  • رئيس حركة تحرير السودان يعلق على إرسال قوة أفريقية الى البلاد
  • بعد نقل العاصمة السودانية لها.. ماذا تعرف عن منطقة عطبرة؟
  • ‏السيناتور كونز: “حان الوقت لكي يتحرك الكونغرس بشأن السودان
  • أحداث رواندا وطلاب الجامعات السودانية
  • المبعوث الأمريكي السابق: عدم وجود سفير لنا يجعل من الصعب تلبية احتياجات ليبيا
  • المتحدث باسم الخارجية الأميركية: المسؤولون الأميركيون في كل المستويات يعملون بلا كلل من أجل حل الأزمة السودانية
  • الخارجية السودانية: وفد من مجلس الأمن والسلم الافريقي يزور البلاد غدا
  • وزير الخارجية يناقش التطورات الراهنة مع المبعوث الفرنسي إلى لبنان
  • سمو وزير الخارجية يستقبل المبعوث الفرنسي إلى لبنان
  • وزير الخارجية يستقبل المبعوث الفرنسي إلى لبنان