قال سفير بريطانيا الأسبق لدى اليمن إدموند فيتون براون، إن جنوب البحر الأحمر وخليج عدن المجاور سيظلا جزءاً خطيراً من العالم في المستقبل المنظور، جراء تصعيد جماعة الحوثي واستهدافها لسفن الشحن.

 

واضاف براون الذي كان سفيراً للمملكة المتحدة إلى اليمن في الفترة من 2015 إلى 2017 في تصريحات لـ "بي بي سي" إن الحوثيين بشكل عام أكثر ميلا للحرب وعنيفين وقاسيين".

 

وتابع "لقد واجهت حالات مذهلة من الوحشية في عدن وتعز. ويعتبر الحوثيون أنفسهم نخبة النخبة (الطائفة الزيدية). وكانت بعض أعمالهم الوحشية العرضية تجاه المدنيين السنة في وسط وجنوب اليمن لافتة للنظر: الاستعداد لنشر القناصة والقوات المسلحة وقتل غير المقاتلين من أجل المتعة".

 

ويرى أن "التعامل معهم يمثل تحد كبير".

 

وأردف الدبلوماسي البريطاني "لقد كانوا صعبين، وعدائيين، ومتقلبين، وعرضة لنوبات الغضب، والوصول المتأخر والمغادرة قبل انتهاء المحادثات. وأصروا على الحصول على حفاوة التعامل مع الشخصيات البارزة وعلى الحصول على إمدادات من القات. وخلال محادثات السلام، دفعوا مضيفيهم الكويتيين إلى الجنون بسبب الإحباط".

 

أما بالنسبة للاحتجاجات، فيقول براون إن "الحوثيين يخرجون الغوغاء إلى الشوارع من خلال الخوف".

 

واستدرك "إنهم يدعون إلى مظاهرة، ويجعلونها إجازة من العمل، ويوضحون أن الحضور متوقع. وتم تجنيد العديد من موظفيهم لأنهم كانوا عاطلين عن العمل ويريدون الحصول على دخل بأي صورة كانت. وهم مكروهون في المناطق الخارجة عن سيطرتهم".

 

وزاد "في هذه الأثناء تستمر الصواريخ، ويبدو أن لديهم إمدادات لا تنضب تقريباً من الطائرات بدون طيار والذخائر الأخرى التي يمكن إطلاقها على السفن، حيث تزود إيران الحوثيين بمعظم الذخائر التي يتم تهريبها في البحر في قوارب صغيرة أو عبر الحدود الصحراوية مع عمان".

 

وقال براون "لا نظن أن الحوثيين سيستسلمون، إنهم لا يريدون أن يفقدوا ماء وجههم".

 

يضيف "لكن إذا حدث وقف لإطلاق النار في غزة فقد ينتهزون الفرصة لإعلان النصر، مدعين أنهم حققوا أهدافهم. وإذا شعرت إيران بالقلق من أن تصرفات الحوثيين تعرض الجمهورية الإسلامية للخطر، فسيكون لديها ما يكفي من النفوذ لجعل الحوثيين يبحثون عن مخرج".

 

واستطرد براون "لذا، في الوقت الحالي، يعتبر الوضع في جنوب البحر الأحمر بمثابة مواجهة".

 

وأكد أن الحوثيين لا يتراجعون تحت الضغط العسكري، على الرغم من رؤية مواقع إطلاق الصواريخ الخاصة بهم تدمر واحدة تلو الأخرى في الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة".

 

وأفاد أنه من الواضح أن لديهم الكثير في ترسانتهم، وتوضح المؤشرات إلى أنهم يتطلعون إلى زيادة المخاطر من خلال إعداد مواقع صواريخ أرض جو بهدف إسقاط طائرة حربية غربية.

 

وختم براون حديثه بالقول "سيظل جنوب البحر الأحمر وخليج عدن المجاور جزءاً خطيراً من العالم في المستقبل المنظور".

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن السفير البريطاني الحوثي البحر الأحمر أمريكا البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

اليمن وحكايات البحر الفدائي

 

 

ذكريات وحكايات كثيرة في فلسطين عن اليمن وطباع أهل اليمن وشهامتهم، وما يشكله اليمن اليوم من حالة وفاء وإسناد لفلسطين وغزة، التي يتطلع أهلها بثقة عالية إلى الشعب اليمني وقيادته الحكيمة والشجاعة التي جسدت الأقوال بالأفعال.
وانطلاقاً من أهمية سلاح البحرية منذ الحرب العالمية الثانية، استخدمت القوات المسلحة اليمنية أحد أهم الأسلحة الاستراتيجية المتوفرة لديها، وهو سلاح الممرات البحرية، لمنع السفن الإسرائيلية أو السفن المتجهة إلى موانئ كيان الاحتلال، من عبور البحر الأحمر ومضيق باب المندب حتى وقف العدوان على قطاع غزة، ورفع الحصار وإدخال المساعدات.
ومن حسن حظ الجغرافيا الفلسطينية أنها تطل على 3 مسطحات مائية، هي البحر الأبيض المتوسط من الغرب، والبحر الميت من الشرق، والبحر الأحمر من الجنوب، وللفلسطينيين كما إخوتهم اليمنيين تاريخ وباع طويل في ركوب البحر والملاحة فيه تجارياً وعسكرياً وثقافياً.
وهذا ما سيستفيد منه بحر غزة الممتد على طول مساحة قطاع غزة بمسافة تزيد عن 42 كلم، وهو البحر الهادر بالحياة والمقاومة، وله في الماضي والحاضر دور كبير في العمل الفدائي البحري الذي لم يقتصر سابقاً على الفلسطينيين وحدهم، بل شارك فيه فدائيون من لبنان وسوريا والعراق واليمن الذي تقوم قواته المسلحة اليوم بإسناد غزة عبر البحر، وبالمسيرات التي تلحق الضرر الكبير بالإسرائيليين واقتصادهم ومعنوياتهم وتشتت قدراتهم العسكرية والأمنية.
وعبر تاريخ الصراع مع الاحتلال ركب الفدائيون الفلسطينيون خيول الأزرق، وساروا على كتف الموج، وصارعوا التيه وأهوال البحر، شاهرين الريح رصاصاً وبنادق من أجل العودة والخلاص من الاحتلال.
وغزة شقيقة صنعاء وصعدة والحديدة، تنهض من ركام الحرب ولا تتوقف عن الحلم والحنين، وأهلها يعانقون البحر بمواجهة خذلان الصحاري والقصف المتواصل، ويدخلون البحر ليواجهوا فيه الخطر الكبير وليحصلوا منه على الخير الوفير، مع قناعتهم بسهولة النجاة منه أكثر من إمكانية النجاة من خطر الاحتلال، والحرب التي أصبحت الآن تخاف منهم أكثر مما يخافون منها.
ويذهب أهل غزة إلى البحر كلما استطاعوا، بعيداً من حالة الاختناق التي تسببها الخيام ومراكز الإيواء ويطلبون منه أن يتحول إلى ملاذ آمن وأن يعدهم بأحلام مستقرة وبأيام أقل قسوة لا يتساوى فيها الموت والحياة. ‏
ورغم الحرب وبشاعتها ما زال البحر في غزة واليمن يشبه صورة من نحب ورائحة نوافذ البيوت ومصدراً للإلهام والتفكير، ويحتفظ بعمقه واتساعه بالكثير من الحكايات عن الفدائيين، وأمواجه شاهدة على الكثير من الضحكات والبكاء والغضب والصبر وكتابة الشعر والأغنيات ومنها أغنية (سنرجع يوماً إلى حيّنا) التي كتبها على شواطئ بحر غزة الشاعر هارون هاشم رشيد ولحنت في بيروت، وغنتها السيدة فيروز بصوتها الملائكي الساحر.
وما زال بحر غزة رغم الدمار والغبار يحصي أنفاس الأمل والضوء العائد من جهة اليمن، ليعود الفدائي المؤمن بأن (لا بر إلا ساعداه) ولا خيار له سوى الصمود والمقاومة ليؤدي دوره في الدفاع والهجوم، ويقوم بإطلاق زخات من الفرح والمطر والرصاص والأناشيد كلما حلقت في أجواء فلسطين المسيّرة “يافا”، التي تؤكد بأن غزة ليست لوحدها ولن يستطيع أحد رميها في البحر والصحراء، وستبقى صامدة تقدم دروساً في الصبر والانتصار على الاحتلال الذي لا يعرف بأن للبحر طرقاً وذكريات وأمل بلقاءات ستأتي وتصنع المعجزات في غزة التي ستعود حتماً كزنبقة تشم رائحة البحر لأول مرة.

كاتب فلسطيني

مقالات مشابهة

  • واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات تمول أسلحة الحوثيين
  • اليمن وحكايات البحر الفدائي
  • تهديدات أمريكية جديدة بوقف المفاوضات اليمنية السعودية
  • صحيفة أمريكية: حاملة الطائرات “أيزنهاور” خاضت معركة شاقة ضد الحوثيين في البحر الأحمر لمدة 9 أشهر
  • الرئيس اليمني يرد على انتقادات تراجعه عن قرارات البنك المركزي
  • الرباعية الدولية تدين استمرار هجمات الحوثيين في البحر الأحمر
  • صحيفة إسرائيلية: الحوثيون يسعون لخنق “إسرائيل” بحلقة نيران واسعة
  • لكسر الحصار على الكيان الصهيوني من قبل اليمن: كواليس دور دول التطبيع العربية في حماية السفن الإسرائيلية وضمان تدفق السلع من وإلى “إسرائيل”
  • “لوموند”: هجوم الحوثيين على “تل أبيب” يمثل تحدياً جديداً لـ”إسرائيل” وحلفائها الغربيين
  • وزير الخارجية اليمني: السعودية تبذل جهوداً كبيرة لتحقيق السلام في اليمن