لماذا تتركز الاشتباكات بين المقاومة والاحتلال جنوب غربي غزة؟.. الدويري يجيب
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
تتواصل الاشتباكات الضارية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي في مختلف محاور قطاع غزة، حيث تنشط 10 ألوية قتالية إسرائيلية بالقطاع نصفها في مدينة خان يونس جنوبا و3 بالمنطقة الوسطى واثنان شمالا.
وبحسب صور أقمار صناعية عرضتها الجزيرة، بدا واضحا أن قوات الاحتلال عمدت إلى تجريف وإنشاء سواتر ترابية بالمناطق الشرقية لقطاع غزة من دون تمركز كبير للآليات العسكرية الإسرائيلية على غرار ما يجري شرقي مخيم المغازي وسط قطاع غزة، وبلدة القرارة بالجزء الشمالي الشرقي لخان يونس.
وبنظرة تحليلية لما يجري، يقول الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن إعادة دفع القوات الإسرائيلية إلى المناطق الجنوبية الغربية لمدينة غزة يأتي بناءً على أهداف ومعلومات جديدة زعم الاحتلال الحصول عليها.
وأوضح الدويري للجزيرة، أن الاحتلال يقول إن المعلومات الجديدة تتعلق بشبكات الأنفاق ووجود قيادات بارزة تعتبر صيدا ثمينا، مضيفا أن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن قائد لواء غزة بكتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- (عز الدين الحداد) موجود بهذه المنطقة، إضافة إلى شبكة أنفاق قد تفضي لشبكة الأنفاق القتالية.
ومن أجل هذه الأهداف، دفع الاحتلال -بحسب الخبير الإستراتيجي- بقواته إلى مناطق تل الهوى وجنوب الرمال الغربي ومجمع الجامعات والجوازات وصولا إلى امتداد شارع النصر، موضحا أن الاحتلال يتصور أن العملية سوف تستمر أسبوعا أو 10 أيام.
ومع ذلك يؤكد الدويري، أن هناك شبكة أنفاق كاملة تستطيع القيادات والعناصر المقاتلة التحرك فيها وفق مقتضيات الوضع القائم، لافتا إلى وجود 1300 نفق في قطاع غزة -وفق تقارير- حتى في المناطق الرخوة كشمالي بيت حانون وبيت لاهيا، وشرقي المغازي والبريج وجحر الديك بالمحافظة الوسطى، حيث شرع الاحتلال بتجريف الأرض كلها أملا بالعثور على فتحات الأنفاق.
ويضيف الخبير العسكري، أنه كلما ظهرت مؤشرات لدى الاحتلال حول أهداف -بعضها تعرضها المقاومة بهدف الاستدراج- سوف يدفع بقوات نحوها وهو ما تحبذه المقاومة تجنبا لاستمرار القصف الجوي وتكبدها خسائر بشرية، وبقاء قوات الاحتلال في مناطق قريبة من السياج الحدودي.
وضرب مثلا بما حدث قبل أسابيع عندما تم استدراج قوات الاحتلال إلى كمائن في حيي التفاح والدرج شرقي غزة، وجبل الريس شرقي جباليا (شمال القطاع)، قبل انسحابها.
أما بشأن خان يونس، فأكد الدويري أن ما يحدث فيها من طول المعارك يعود إلى القراءة الخاطئة للقدرات القتالية للواء خان يونس مدعوما بقوات النخبة من بقية فصائل المقاومة.
وأضاف أن الاحتلال كان يعتقد أن خان يونس يوجد بها الصف الأول للقيادات العسكرية والسياسية لحركة حماس والأسرى الإسرائيليين المحتجزين، ولكن مع تعثر الجهد الرئيسي شرقي خان يونس والإحاطة الثانوية المزدوجة في غربها، اضطر الاحتلال إلى تحويل الأخيرة (المناورة غربا) إلى جهد رئيسي وباتت المعارك شرقي المحافظة ثانوية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: خان یونس
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: لهذه الأسباب يختلف هجوم الاحتلال على جنين عن هجوم خان يونس وجباليا
استبعد الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا أن يكون الهجوم الذي يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على جنين شمالي الضفة الغربية كبيرا جدا كما حصل في خان يونس جنوبي قطاع غزة وجباليا شمالي القطاع.
وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء هجوما واسعا على جنين تحت اسم "الجدار الحديدي" أدى إلى استشهاد 8 فلسطينيين وإصابة أكثر من 35 آخرين، حسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
وقال العميد إلياس حنا -في تحليل للمشهد العسكري بالضفة الغربية- إن الاحتلال يهدف إلى وضع مخيم جنين بين "السندان والمطرقة" وعزله عن الخارج، لكنه لن يقدم على عملية كبيرة جدا، لأن المخيم مكتظ بالسكان، وهو ما قد يسبب سقوط ضحايا كثيرين حتى في صفوف جيش الاحتلال.
ورأى أن الهجوم يتعلق أيضا بمدى جاهزية المقاومة هناك على صعيد العديد والعتاد واللوجستية، إذ إن القتال يكون في مكان محصور، والخروج منه يكون إما بالاستشهاد أو الانتصار.
وعن شكل العملية الإسرائيلية في الفترة المقبلة، ربط العميد حنا هذا الأمر ببنية وهيكلية المقاومة داخل مخيم جنين، ورجح أن تكون هناك عمليات محددة تستهدف قيادات وشخصيات للمقاومة كما حدث خلال تطويق السلطة الفلسطينية المخيم.
إعلانوأعرب عن اعتقاده بأن مخيم جنين هو المرحلة الأولى من العملية العسكرية الإسرائيلية، لأن الاحتلال يستهدف شمال الضفة الغربية، حيث القوة الأساسية والبيئة الحاضنة للمقاومة الفلسطينية.
وأشار إلى تخوف الإسرائيليين من أن تصبح منطقة شمال الضفة الغربية مشابهة لقطاع غزة، وذكر في هذا السياق أن ما يتردد الآن هو أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وعد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بشيء معين في الضفة، خاصة في ظل حديثه عن مشروعه الاستيطاني.
وكانت مصادر محلية كشفت لقناة الجزيرة أن جيش الاحتلال أغلق مداخل مخيم جنين ومخارجه بشكل كامل، وبدأت جرافات الاحتلال بتدمير بنى تحتية في المخيم.
وأعلن نتنياهو في بيان سابق إطلاق عملية عسكرية بجنين من أجل "استئصال الإرهاب".
ووصف العملية بأنها "واسعة ومهمة"، وتهدف إلى تعزيز الأمن وحماية المستوطنين في الضفة، وفقا لما جاء في البيان.
من جانبها، دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى "النفير العام والتصدي لعدوان الاحتلال الواسع في جنين وإسناد المقاومين لمواجهة البطش الصهيوني".